السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جماعة التبليغ جماعة فيهم خير كثير, وأخصُّ منهم المعروفين في بلادنا (السعودية), فهم أهل صبر في الدعوة, وكم هدى الله بهم من ضال, وأقام بهم من فاسق, وتأثيرهم في هذا مشاهدٌ معلومٌ, لكن عندهم بعض المناهج التي يُنكرها بعض الناس، وهم يرونها وسيلة لتهذيب النفوس وانتشالها من الانغماس في الدنيا, وليس عندهم من سعة العلم ما ينجلي به كثير من الجهل الذي يخفى عليهم به كثير من مسائل الدين، فيحتاجون إلى طلبة العلم الذين يُبصّرونهم بما يخفى عليهم مما يحتاجه المسلم .فمن رأى منهم ما يُنكر فعليه أن يُرشدهم إلى المعروف بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن لِئَلاّ يفقد تأثيرهم النافع وينفر منهم الناس إلى من هو شر منهم (1),وإذا كان منهم أصدقاء لأبيك فإن صلتهم من بِر َّأبيك ومن صلتهم أن ترشدهم إلى ما فيه الخير والاستقامة على السنة بلطف ورفق وبيان شافٍ .
والإنسان عند تقويم الناس ينبغي أن يعادل ويوازن بين المحاسن والمساوئ ليقوم بالقسط الذي أمر الله به في قوله: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون), ويحاول رد المساوئ إلى المحاسن بقدر المستطاع لقوله تعالى: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن), وفق الله الجميع لما يرضيه إنه جواد كريم .
كتبه محمد بن صالح العثيمين في 4 /10/1418 هـ
غفر الله لناولوالدين ولكم وللمسلمين والمسلمات
اللهم أختم بالصالحات أعمالنا بعد طول عمر وحسن عمل