رسالة إلى أعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسطر لكم هذه الرسالة , بمدادِ من دم الفؤاد , الذي يكاد يذوب شفقة وخوفا على كل من يؤمن بالله تعالى رباً, وبالإسلام ديناَ , وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – رسولاَ ونبياَ ..
- أقول : وبعد اطلاعي على موقعكم الرائع الذي شد انتباهي , وأعجبني فيه ( القسم الإسلامي )* والذي أسأل الله - تبارك وتعالى – أن يوفقكم فيه ويبارك في جهودكم على طاعته , ورضاه ..
- فإن هذه الشبكة العنكبوتية نعمة من نعم الله تعالى علينا – نحن معاشر أبناء هذا الزمان – ولكنها قد تنقلب بسوء استعمالنا لها نقمة ووبالاَ في الدنيا , وحسرة وندامة في موقف الحشر : يوم القيامة .
فأقول أيها الأكارم :
- إن الواجب على كل من تصدى للناس في هذه الشبكة العنكبوتية ؛ أن يتقي الله ويراقبه فيما يعرض ويقدّم , وليعلم علم اليقين أنه موقوف ومسؤول أمام الله تعالى , عن كل فعله في هذه الدنيا , فالدنيا مزرعة وحصادها في الآخرة , وإنك لا تجني من الشوك العنب .. فإن عملت الخير وقدمته ؛ فأبشر بالخير فوق الأرض , وتحت الأرض ويوم العرض .. وإن كانت الأخرى , فالله تعالى يقول في محكم آي الكتاب : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) فأنت مرتهنُ بعملك , ويقول تعالى ( ومن يعمل مثقال ذرة شراَ يره ) , هذا مثقال ذرة !! فكيف بمن له أوزار كالجبال ؟!! نسأل الله العفو الغفران ..
- ولا يخفى عليكم ما للمواد التي تقدم في المواقع والمنتديات من رواجِِ بين الشباب ؛ فإن كانت خيراَ فخير , وإن كانت الأخرى فالجزاء معلوم والحق تبارك وتعالى – يقول : ( نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) , وإن كانت تلك المواد التي تعرض ؛ تتوزع وتنتشر بين الشباب ؛ فالإثم لا يغادر الأول ؛ سينوء بحمل أثقال السيئات في يوم القيامة إن لم يمتنّ الله تعالى – عليه بتوبة وعفو وغفران .. غير أنه لا ينقص من أوزار أولئك الشباب شيئا , والنبي – صلى الله عليه وسلم –يقول : " من سن سنة في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة , ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " والمقصود في الحديث : ابتداء العمل بالصالحات والطاعات , أو بالمعاصي والسيئات ..
أيها الأكارم الفضلاء :
- لما سبق فإني أذكركم الله , وأناشد فيكم روح الإيمان بالله والغيرة على دين الله تعالى , والخوف من الجليل – تبارك وتعالى -, فالأمة – يا شباب الأمة – تمر بأوقات عصيبة هى أحوج ما تكون فيها لسواعد أبنائها المخلصين , فليكن همّنا , رضا الرحمن فهو السبيل الوحيد لنصرة الأمة , يقول تعالى : ( أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) , ويقول تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى لا يغيروا ما بأنفسهم ).
وهنا توجيه أخير :
- ثمّ لا يكن للشيطان مدخل , فمن ترك شيئاَ لله , عوضه الله تعالى خيراَ منه – والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول في الحديث العظيم الجليل : " من طلب رضا الله بسخط الناس , رضي الله عنه وأرضا عنه الناس , ومن طلب رضا الناس بسخط الله , سخط الله عليه وأسخط عليه الناس " , فلنكن شجعاناَ في تصرفاتنا وقراراتنا , وعلى علم وإدراك بما نقدم عليه فإنك – أيها الأخ الحبيب – موقوف لوحدك – ولن يقف معك أحد ُأمام الله تعالى ..
- والله تعالى أسأله أن يوفقني وإياكم لكل ما فيه خير وصلاح هذه الأمة , وأن يمتنّ علينا بتوبة صادقة نصوح يتجاوز بها عن ذنوبنا ومعاصينا ...والله يحفظكم ويرعاكم..
منقول وتنمنى أن يكون غير مكرر .
.