ذهب أحد الأشخاص الذي أوشك أن يقرع باب الثلاثين عاماً من أجل الخطوبة..فقال له والد العروس أن مهر البنت أربعة وثمانون ألف..!ويقول صاحبي أنه كاد أن يقول له أنه أتى من أجل خطبة بنت واحدة لا جميع بناته..!ولا أعلم عن هذا المهر الخيالي ودقة والد العروس بتحديد المهر بأربعة وثمانون هل سيغار منه أبناء الشعب الياباني المعروفون بالدقة أم يغار منه شعوب أوروبا..فالمهر لم يكون خمسة وثمانين ولا ثمانين بل أربعة وثمانين ألف مما دعاني لدهشة والتعجب..!أو أنه قد قرن هذا المهر بأسعار الأسواق الكبيرة مثل بنده والعثيم ذات أسعار التسعة وتسعون ريالاً وتسعة وتسعون هللة...!!هذا المهر الخيالي دعاني أتخيل إلى أن البنت قد تكون من ذهب وأُذنيها مرصعة ببعض الألماس..!وأسنانها مكسوة بالفضة..ولا تعرف من الكلمات إلا سم وأبشر ولبيه..!!!
غلاء المهور ظاهرة تتفشى في مجتمعنا يوماً بعد يوم خاصةً خلال العقد الأخير..حتى أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة أستغلوا هذه الظاهرة من أجل مصالح لهم شخصية وجني أرباح مادية،كأرباب بعض القنوات الفضائية..التي تتدعوا لزواج عبر قنواتها بإرسال رسائل قصيرة تكتب فيها مواصفاتك ومواصفات فتاة الأحلام التي تُريدها..كلمة حق يُراد بها باطل.. وأذكر أني قد شاهدتُ إحدى تلك الرسائل..ولكن فحوى الرسالة كان ساخراً بعض الشيء ينُم عن أن لا أمل على الإطلاق.. مفادها:شاب يرغب بزواج العمر 32 سنة لا يوجد أي خدوش أو جروح الأعضاء و الجوارح سليمة تماماً..ملاحظة:أقوم بسلف سرفس-خدمة ذاتية-أعزب حتى إشعار آخر..!!وأستغرب بقاء مثل هذه القنوات دون رقيب أو حسيب...
إن ما نُريده هو أقلام وأفعال تنحر ظاهرة غلاء المهور من الوريد..فإن هذه الظاهرة تسوق مجتمعنا إلى ما نكره..إن لم نسوقها ونأخذها نحن إلى ما نحب..إن الشاب الأعزب نتيجة غلاء المهور أصبح يُقدم رجلاً ويؤخر الأخرى..فلا يُقبل إلا وقد أدبر..ولا يعزم إلا أن انشل وأنحط عزمُه.. وإنه من المحال على الشاب أن يأتي بمبلغ كهذا إلا بحالتين..إما أن يكون ورث..أو أن يكون لص وحرامي..!أما إن كان هناك من لا يرى في ذلك حرج..فإني أطالب بضم بناته إلى قائمة السلع التي تباع وتشترى.. ليتم المراقبة عليها من قبل وزارة التجارة ومراقبي البلدية في حال غشنا أسوةٌ ببعض السلع..!!أو أن تكون عانس حتى إشعار آخر...
( عندي سؤال لكم يا أهل رنية كيف المهور عندكم )
دمــــتم بخــــــير
غير متصل
