سماحة الشيخ عبد العزيز آل شيخ: احذروا ممن يظهرون الصلاح وهم مفسدون في الأرض!

[ابن جدعان]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،


من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. الطرد من رحمة الله أما بعد: أيها الناس اتقوا الله حق التقوى. عبادة الله، في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات قال: " لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض". أيها المسلم، علي رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم حدثه بهذه الكلمات الأربع، هذه الكلمات المنهي عنها المرتب لعنة الله على من انتهك شيئا منها، ولعنة الله للعبد، إبعاده عن رحمته، لعنة الله عليه طرده وإبعاده عن رحمته فأي معصية رتب عليها اللعنة فإنها إما كفرية وإما كبيرة من كبائر الذنوب لأن حقيقة اللعن الطرد والإبعاد والإقصاء من رحمة الله. {..ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [طه: 81]، {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبةْ عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانْا وأضل عن سواء السبيل} [المائدة: 60]. وإذا لعن الله العبد، لعنه كل شيء: {.. أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} [البقرة: 159]، إذن فالمسلم يتقي لعنة الله بقدر ما يستطيع ويتحرز عنها بقدر ما يمكن لينجو من غضب الله وسخطه وهذه الجمل الأربع المنهي عنها أولها قوله صلى الله عليه وسلم : "لعن الله من ذبح لغير الله"، الذبح عبادة لله، الذبح قربان يتقرب به العبد إلى الله: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163)} [الأنعام]، وأمر الله نبيه بأن يكثر من الصلاة له والنحر له فقال: {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2]، هذه البهيمة التي خلقها الله لنا وسخرها لنا وهيأها لنا انتفاعا، ركوبا وشربا وأكلا يجب أن نريق دمها لمن خلقها وكونها: {أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامْا فهم لها مالكون (71) وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72)ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون (73)} [يس]، سخرها لنا وليست بأقل شأنا من السباع الضارية لكن الله سخرها لنا نقودها وننتفع منها: {..كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} [الحج: 37]، {..كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} [الحج: 36]، إذن فإراقة دماء بهيمة الأنعام من إبل أو بقر أو غنم لغير الله، قربان لغير الله وشرك بالله وكفر به، أولئك الذين يذبحون لأرباب القبور ويتقربون بالذبح لهم ويعدون تلك قربة يتقربون بها إلى الأموات وهذا مما جاء الإسلام بالتحذير منه والوعيد على فاعله، كانوا في جاهليتهم يذبحون لأصنامهم وأوثانهم، قال تعالى:{أفرأيتم اللات والعزى(19) ومناة الثالثة الأخرى(20)} [النجم]، لكثرة ما يمنى عندها ويراق عندها من الدماء. هكذا كان حال المشركين يذبحون لأصنامهم وأوثانهم يتقربون بذلك إليهم وهم ضالون في كل تصرفاتهم، إذ ما يعبدون من دون الله لا يسمع دعاء ولا يعلم بحالهم:{إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ..} [فاطر: 14]، ذبح لغير الله يفعله بعض الجهلة، يذبحون خوفا من الجن ومن تأثيرهم عليهم، ذبح لغير الله يأمر به الكهان والمشعوذون، يأمرون من أتاهم وطلب منهم العلاج أن يجعلوا في وسائل ذلك أن يأمروه بذبح لغير الله فيقل أذبح إلى الشرق لفلان أو باسم فلان أو باسم فلان، فيأتي الجاهل المسكين فيطيع ولا يعلم أن تلك عبادة لغير الله وشرك مع الله غيره. الذبح لغير الله مخرج من الملة أيها المسلم، فالذبح لغير الله قربانا لغير الله كفر يخرجنا من الملة، فمن ذبح لغير الله فليتب إلى الله من جرمه وإن الكهان والمشعوذين يأمرون من أتاهم للذبح لغير الله ويذكرون أسماء الشياطين ومن يعبدونهم من دون الله ليكشفوا الضر ويعالجوا المرض ويخبروا عن السحر إلى غير ذلك من خرافات الجاهلية وأباطيلها. وثانيا: يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعن والديه فيقول: " لعن الله من لعن والديه" أيها المسلم، إنك لا تكاد أن تسمع شخصا يلعن أباه وأمه إلا إنسان متمرد، قاس القلب، فاقد الإيمان والعياذ بالله، فلعن الأب والأم لا يصدر من عاقل يحسن ما يقول ويدرك حقيقة ما يقول، إذ هذا مناف للبر ومعاكس للإحسان ودال على أصالة اللعانة والخسة في نفس ذلك الإنسان، ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من لعن والديه" قال الصحابة: يا رسول الله وهل يلعن الرجل والديه، هل يسب الرجل أباه وأمه؟ هل يعقل هذا أم يليق هذا بإنسان يعقل ما يقول، قد لا يبر به ولكن أن يبلغ به الأمر إلى أن يلعن الأب والأم، كيف يكون ذلك قال لهم صلى الله عليه وسلم : "يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه". أيها المسلم، من الأولاد من هم رحمة على آبائهم وأمهاتهم ومن الأولاد من هم شقاء وعناء على الأب والأم، من الأولاد من يتنعم الأبوان في اللحد بدعواتهم الصالحة وأعمالهم الخيرة فكلما رؤي ذلك الإنسان وشوهت أعماله الطيبة وأخلاقه الحسنة ومعاملته الجيدة، ترحم على أبويه دعا لأبويه، فأبواه تصلهما تلك الدعوات الصالحة، تصعد إلى السماء وينتفع بها الآباء والأمهات، ولد ندي الكف بالصدقات، باذل الجاه والمعروف، محسن لعباد الله، باذل كل خلق كريم، كافا العداء للناس فأقواله طيبة وأعماله حسنة، يقصده من يقصده بعد الله لقضاء دين وتفريج هم وكشف كرب وتيسير على معسر فإذا ذلك الإنسان طيب النفس باذل المعروف، حسن الأخلاق ما استطاع لذلك سبيلا، وإذا المكروب والمهموم والمعسر يرفع أكفه إلى الله أن يرحم والدي ذلك الإنسان ويحسن إلى والدي ذلك الإنسان فيقول: "غفر الله لك ورحم أبويك وأحسن إليهما"، فما أعظمها من نعمة وما أكبره من فضل، الأبوان تحت التراب ولكن سيرتهما ظاهرة وأسماؤهما على الألسن دائرة بذلك الإنسان الذي هذب الله أخلاقه وطيب نفسه فأصبح عينا جارية لأبويه بالأعمال الطيبة والأخلاق الحسنة، رحم يصلها، ومسكين يحسن إليه وصغار يؤويهم ويحسن إليهم وإذا الدعوات تصل إلى الله، فكم من مكروب فرج كربه ومن مهموم فرج همه ومن معسر يسر عليه ومن مكروب ومصاب بآلام جاءت تلك الدعوات إلى الله لتصعد إلى السماء راجية من رب العالمين أن يثيب ذلك الإنسان ووالديه وربك يقول: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ..} [البقرة: 186]، وكم من شقي صار وبالا على نفسه وعلى من قبله فأبواه لا يذكران ولا يعرفان، بل إذا ذكرا قيل ما أنجبا إلا شرا وما خلفا إلا سوءا وما تركا إلا رمادا فعياذا بالله من سوء العاقبة وعياذا بالله من سوء الحال، إذن فالمسلم العاقل من هو خير لنفسه، وخير لوالديه وخير لمجتمعه، وفق الله الجميع لكل خير وأعاننا وإياكم على كل خير. وثالثا: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من آوى محدثا فقال: "لعن الله من آوى محدثا" المحدث والمسيئ والمجرم لا يجوز إيواؤهم، الستر عليه قبل أن تبلغ الحدود السلطان فإذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع، لكن إيواهم المجرم بالتستر عليه أو إعانته على جرمه أو تمكينه من ضلاله فإن المسلم مع الحق دائما: {..وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [المائدة: 2]. الأخذ على يد السفيه فالمجرم لا نعينه على جرمه، أنصحه، أوجهه، أرشده، أحذره أبين له أخطاءه وأصور له تجاوزاته وأدعوه إلى الخير وآخذ بيده إلى الطريق المستقيم، هذا هو الواجب، أما أن أدافع عنه وعن جرمه وإثمه وأكون في صفه ضد العدالة وأنصره على ظلمه وجرمه وأتقاضى عن معايبه فذاك المنكر والبلاء. دعاة الفرقة ودعاء الفتنة ودعاة السوء ودعاة الضلال ودعاة الفساد ومن يسعون في الأرض فسادا بأقوالهم وأفعالهم موقفي معهم نصيحتهم إن قبلوا، تحذيرهم من ضلالهم إن قصدوا الحق وإلا فلا أنصرهم ولا أؤيدهم ولا أعتذر عنهم إذا أبوا عن قبول الحق والخضوع له فإن المسلم لا ينصر الظلم ولا يؤيده. في الحديث "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، تساءل الصحابة يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما قال تردعه عن الظلم فذاك نصرك إياه"، فإذا رأيت ظالما ومفسدا وساعيا في الأرض فسادا ومهددا للأمن فأنا أنصحه وأنصره بردعه عن الظلم والأخذ على يده وأما أن أؤيده على جرمه وأنصره على ظلمه وأعينه على فساده فتلك المصيبة العظمى. ورابعا: يخبرنا صلى الله عليه وسلم عن المستحق للعنة الله بقوله: "لعن الله من غير منار الأرض" وهي حدودها وعلاماتها بأن يتعدى على ملك غيره ويزيل علامات ملك غيره ويحل أعلامه مكان أعلام غيره ظلما وعدوانا وهذا اقتطاع لأموال المسلمين بغير حق ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول:"من اقتطع شبرا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين"، ويقول أيضا: "ليس لعرق ظالم حق" كل هذا تحذير للمسلم من أن يتعدى على غيره ويقتطع مال غيره ويضيف مال غيره إليه فإن الظلم ظلمات يوم القيامة فينتفع بتلك المساحة في الدنيا ولكن يحملها أوزارا يوم لقاء الله يطوقها من سبع أراضين عقوبة له على جرمه وظلمه وتعديه وعدم مبالاته بحقوق المسلمين. وعيد شديد تلك خصال أربع حذرنا منها نبينا صلى الله عليه وسلم والمسلم يقف أمام ذلك الوعيد الشديد ليجتنبه ويبتعد عنه ويتق الله في أحواله كلها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {..وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [الحشر: 7]. عباد الله، علامة الإيمان حقا الاستجابة لله ورسوله، طاعة الله وطاعة رسوله فيما أمرنا به نهانا نهيا عنه: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51]، حذرك نبيك من الذبج لغير الله فإياك وتلك الجريمة وإن كنت أعلم أن المسلم لن يذبح لغير الله لكن هؤلاء الكهان، هؤلاء المشعوذين أضلوا الناس عن طريق الله المستقيم، وصدوهم عن طريق الهدى وأمروهم بالذبح لغير الله يزعمون أن في هذا الشفاء من المرض لأنهم يقولون نحن نستعين بالجن المسلمين، نستعين بهم فلا بد أن تذبح لهم ذبيحة ليعينونا ويكشفوا مرضنا. أيها المسلم، هؤلاء أفسدوا دينك وأكلوا مالك وكذبوا وظلموا والشفاء والضر بيد الله: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير} [الأنعام: 17]. أيها المسلم، كن سببا لوصول الخير لأبويك، كن سببا لحصول الخير لهم وكن سببا لزيادة حسناتهم وكن سببا لارتياحهم في قبورهم فقد ربياك صغيرا وقاما بخدمتك ولن تستطيع القيام بكامل حقهما مهما اجتهدت، إذن فقابل ذلك بأن تكون وسيلة خير لهم بالأعمال الطيبة والأخلاق الكريمة والطاعة قبل ذلك لله ورسوله. أحذر أهل الضلال، أحذر أهل النفاق والفساد، أحذر من يظهرون الإصلاح وهم مفسدون، ومن يريد الخير وهم كاذبون والله يعلم المفسد من المصلح فلا تؤوي محدثا ولا تنصر باطلا ولا تعين مجرما على جرمه واحفظ مالك وأتق الله واحفظ للناس حقوقهم وإياك والتعدي والجناية عليهم فإن الله سائلك يوم القيامة، يوم تقف بين يدي الله وقد ذهبت الأموال كلها ولم يبق إلا حسنات تؤخذ منك وسيئات تحمل إياها فاتق الله في نفسك وقف عند ما حد لك، وإياك وظلم الناس ولا سيما إن كنت ذا جاه وقدرة وقبيلك ضعيف فإن الله ناصره وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وإن دعوة المظلوم لتصل إلى الله وإن الله يقول: " وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"، فاحذر مظالم العباد فالمؤمن حقا من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم..أسأل الله أن يرزق الجميع الاستقامة على الهدى وأن يحفظنا من مكائد الشيطان وأن يبصرنا في أنفسنا ويعيذنا من ظلم العباد إنه على كل شيء قدير.

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء

[تين إف إم]

الله يجازيهم بالخير ويخليهم للاسلام والمسلمين

[الهلال]

بــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــــــــــك يابن جدعـــــــــــــــــــــــــــان

وأصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلح لك النيــــــــــــــــــــة والذريــــــــــــــــــــــــــــــة

ورحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــم الله والديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك .

بورك نقلك ، وســــــــــــــــــــــــــــعيك ، وجعله الله في ميزان حســــــــــــــناتك .

[ابن جدعان]

حياك ربي يا تين اف ام

نسال الله ان يستجيب دعاك.

[ابن جدعان]

اخوي الهلال

جزاك الله خير على هذا الشعور الطيب

ونسألأ الله ان يستجيب دعائك.

[اخو شما]

بارك الله فيك اخوي ابن جدعان

ونفع الله بنقلك

واثابك عليه

[ابومحمدالسلفي]

جزاك الله خير
يابن
جدعان
ورفع
درجاتك
في
الدنيا
والاخرة

[ابن جدعان]

الاخوة الكرام:

اخو شما

وابو محمد السلفي

اشكركم على الدعاء الطيب واسئل الله ان يستجيبه.

وجزاكم الله خيراً على توضيح المنهج والذب عن اهله.