تعريف الاعتكاف
وبيان المقصود منه وأحكام أخرى
اللجنة الدائمة للافتاء
س: ما حكم الاعتكاف في المساجد ، وما معناه شرعا؟ وهل هو شامل للنوم مع الأكل في المساجد وإباحته أم لا؟
ج : لا ريب أن الاعتكاف في المسجد قربة من القرب ، وفي رمضان أفضل من غيره ؛ لقول الله تعالى: سورة البقرة الآية 187 وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم
(الجزء رقم : 61، الصفحة رقم: 70)
كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وترك ذلك مرة فاعتكف في شوال ، والمقصود من ذلك هو التفرغ للعبادة والخلوة بالله لذلك ، وهذه هي الخلوة الشرعية . وقال بعضهم في تعريف الاعتكاف : هو قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بخدمة الخالق ، والمقصود من ذلك قطع العلائق الشاغلة عن طاعة الله وعبادته ، وهو مشروع في رمضان وغيره كما تقدم ، ومع الصيام أفضل ، وإن اعتكف من غير صوم فلا بأس على الصحيح من قولي العلماء ؛ لما ثبت في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه قال: صحيح البخاري فرض الخمس (3144) ، صحيح مسلم الأيمان (1656) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1539) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3822) ، سنن أبو داود الأيمان والنذور (3325) ، سنن ابن ماجه الصيام (1772) ، مسند أحمد بن حنبل (1/37) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2333). يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام - وكان ذلك قبل أن يسلم- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك . ومعلوم أن الليل ليس محلا للصوم ، وإنما محله النهار ، ولا بأس بالنوم والأكل في المسجد للمعتكف وغيره ؛ لأحاديث وآثار وردت في ذلك ، ولما ثبت من حال أهل الصفة ، مع مراعاة الحرص على نظافة المسجد والحذر من أسباب توسيخه من فضول الطعام أو غيرها ؛ لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سنن الترمذي فضائل القرآن (2916) ، سنن أبو داود الصلاة (461). عرضت علي أجور أمتي ، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد رواه أبو داود
(الجزء رقم : 61، الصفحة رقم: 71)
والترمذي وصححه ابن خزيمة ، ولحديث عائشة رضي الله عنها: سنن الترمذي الجمعة (594) ، سنن أبو داود الصلاة (455) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (759). أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب رواه الخمسة إلا النسائي وسنده جيد . والدور: هي الحارات والقبائل القاطنة في المدن . وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا إنه سميع قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .