المنتدى الإسلاميفتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها
بينما كان الحسن البصري جالساً في بيته المتواضع ذات يوم ، جاءهُ وفد من عبيد البصــــرة
وقالوا لهُ : ياتقي الدين ان سادتنا اساؤوا معاملتنا ، ونريد منك ان تخطب الجمعــــة القادمة
على عتق العبيد لتنقذنا من سوء المعاملة .
وأستمع البصري الى كلام العبيد ....ومضت جمعة واخرى ولم يتكلم البصـــــــــري عن عتق
العبيد، وذات يوم من أيام الجمعة صعد المنبر ، وألقى خطبــة على عتــــق العبيـــــــد، فأثرت
في المصلين الى حد أن كل من كان عنده عبد أعتقه بعد الخروج من المسجد من دون مقابل
بعدما سمع خطبة واحدة من خطب البصري ، ومضت الأيام وإذا بوفد العبيد الذين جاؤوه من
قبل ، وصاروا أحراراً بعد تلك الخطبة أتوا الى البصري ، وقالوا له : ما جئنا شاكـــــــــرين
وإنما جئنا معاتبين فقال لهم: وفيم العتاب ياأخوتاه؟ قالوا له : ياتقي الدين لقــــد رجوناك أن
تعجل بالخطبة ، ولكنك تأخرت جمعة وجمعة ونحن كنا في أمس الحاجة الى التعجيل فقــــال
لهم البصري : أتدرون ما السر في أنني أجلت الخطبة ؟ قالوا الله أعلم .
قال لهم : إنما أجلت الكلام عن العتق لأنني لم أكن أملك عبداً ولم يكن معي ماأشتري بــــه
عبداً حتى وفقني الله لشراء عبد فأشتريته ،ثم أعتقته فلما طبقت الكلام على نفـــــــسي أولاً
دعوت الناس بعد ذلك فأستجابوا لنداء الله رب العالمين .
بينما كان الحسن البصري جالساً في بيته المتواضع ذات يوم ، جاءهُ وفد من عبيد البصــــرة
وقالوا لهُ : ياتقي الدين ان سادتنا اساؤوا معاملتنا ، ونريد منك ان تخطب الجمعــــة القادمة
على عتق العبيد لتنقذنا من سوء المعاملة .
وأستمع البصري الى كلام العبيد ....ومضت جمعة واخرى ولم يتكلم البصـــــــــري عن عتق
العبيد، وذات يوم من أيام الجمعة صعد المنبر ، وألقى خطبــة على عتــــق العبيـــــــد، فأثرت
في المصلين الى حد أن كل من كان عنده عبد أعتقه بعد الخروج من المسجد من دون مقابل
بعدما سمع خطبة واحدة من خطب البصري ، ومضت الأيام وإذا بوفد العبيد الذين جاؤوه من
قبل ، وصاروا أحراراً بعد تلك الخطبة أتوا الى البصري ، وقالوا له : ما جئنا شاكـــــــــرين
وإنما جئنا معاتبين فقال لهم: وفيم العتاب ياأخوتاه؟ قالوا له : ياتقي الدين لقــــد رجوناك أن
تعجل بالخطبة ، ولكنك تأخرت جمعة وجمعة ونحن كنا في أمس الحاجة الى التعجيل فقــــال
لهم البصري : أتدرون ما السر في أنني أجلت الخطبة ؟ قالوا الله أعلم .
قال لهم : إنما أجلت الكلام عن العتق لأنني لم أكن أملك عبداً ولم يكن معي ماأشتري بــــه
عبداً حتى وفقني الله لشراء عبد فأشتريته ،ثم أعتقته فلما طبقت الكلام على نفـــــــسي أولاً
دعوت الناس بعد ذلك فأستجابوا لنداء الله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحسن البصري :
علم من أعلام الصالحين وإمام من أئمتهم ورجل من رجالتهم ، ما إن يذكر اسمه إلا ويذكر الزهد ، وما إن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه ، غير أنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، كان على درجة من الفطنة والذكاء ، والخشية والإنابة والعقل والورع ، والزهد والتقوى ما جعله يشبه الصحابة الكرام ، بل قال عنه علي بن زيد لو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله مثل أسنانهم ما تقدّموه .
قال عنه أحد العلماء : كان جائعاً عالماً عالياً رفيعاً فقيها ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كبير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً .
وقال عنه أحد الصحابة : لو أنه أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاجوا إلى رأيه .
إنه الحسن بن أبي الحسن يسار ، الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري المشهور بالحسن البصري ، يقال : مولى زيد بن ثابت ، ويقال : مولى جميل بن قطبة . وأمه خيرة مولاة أم سلمة ، نشأ في المدينة النبوية وحفظ القرآن في خلافة عثمان . وكانت أمه وهو صغير تخرجه إلى الصحابة فيدعون له ، وكان في جملة من دعا له عمر بن الخطاب . قال : اللهم فقهه في الدين ، وحببه إلى الناس . فكان الحسن بعدها فقيهاً ، وأعطاه الله فهماً ثابتاً لكتابه وجعله محبوباً إلى الناس .
لازم أبا هريرة وأنس بن مالك وحفظ عنهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان كلما سمع حديثاً عن المصطفى ازداد إيماناً وخوفاً من الله . إلى أن أصبح من نساك التابعين ومن أئمتهم ومن وعاظهم ودعاتهم ، وصار يرجع إليه في مشكلات المسائل وفيما اختلف فيه العلماء ، فهذا أنس بن مالك ، سُئل عن مسألة فقال : سلوا مولانا الحسن ، قالوا : يا أبا حمزة نسألك ، تقول : سلوا الحسن ؟ قال : سلوا مولانا الحسن . فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا .
وقال أنس بن مالك أيضاً : إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن البصري ومحمد بن سيرين .
وقال قتادة : وما جالست رجلاً فقيهاً إلا رأيت فضل الحسن عليه .
وكان الحسن مهيباً يهابه العلماء قبل العامة ، قال أيوب السختياني : كان الرجل يجالس الحسن ثلاث حجج ( سنين ) ما يسأله عن مسألة هيبة .
وكان الحسن البصري إلى الطول أقرب ، قوي الجسم ، حسن المنظر ، جميل الطلعة مهيباً .
قال عاصم الأحول : قلت للشعبي : لك حاجة ؟ قال : نعم ، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني السلام ، قلت : ما أعرفه ، قال : إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك وأهيبه في صدرك فأقرئه مني السلام ، قال : فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله جلوس فأتاه وسلّم عليه .
وكان الحسن صاحب خشوع وإخبات ووجل من الله ، قال إبراهيم اليشكري : ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن ، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة .
وقال علقمة بن مرثد : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فأما الحسن بن أبي الحسن البصري ، فما رأينا أحداً من الناس كان أطول حزناً منه ، وكان يقول أي الحسن : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا . فقال : لا أقبل منكم شيئاً ، ويحك يا ابن آدم ، هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إن من عصى الله فقد حاربه .
وقال مطر الوراق : الحسن كأنه رجل كان في الآخرة ثم جاء يتكلم عنها ، وعن أهوالها . فهو بخبر عما رأي وعاين .
وقال حمزة الأعمى : كنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي ، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً : إنك تكثر البكاء ، فقال : يا بني ، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة . فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل ، لعله تعالى أن يرحمك .
وقال حكيم بن جعفر قال لي من رأى الحسن : لو رأيت الحسن لقلت : قد بث عليه حزن الخلائق ، من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج .
وقال يزيد بن حوشب : ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبدالعزيز ، كأن النار لم تخلق إلا لهماً .
وقال حفص بن عمر : بكى الحسن فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي .
ومن كلامه رحمه الله : إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة ، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة .
يقول أحدهم : إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله ، وكذب ، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله ، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة ، يوشك من دخل المفازة ( الصحراء ) من غير زاد ولا ماء أن يهلك .
عن حميد قال : بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال : لو أن بالقلوب حياةً ، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة ، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة .
وجاء شاب إلى الحسن فقال : أعياني قيام الليل ( أي حاولت قيام الليل فلم استطعه )، فقال : قيدتك خطاياك .
وجاءه آخر فقال له : إني أعصي الله وأذنب ، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا ، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن : هل تقوم الليل فقال : لا ، فقال : كفاك أن حرمك الله مناجاته .
وكان يقول : من علامات المسلم قوة دين ، وجزم في العمل وإيمان في يقين ، وحكم في علم ، وحسن في رفق ، وإعطاء في حق ، وقصد في غنى ، وتحمل في فاقة ، وإحسان في قدرة ، وطاعة معها نصيحة ، وتورع في رغبة ، وتعفف وصبر في شدة . لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه ، ولا يسبقه بصره ، ولا يقلبه فرجه ، ولا يميل به هواه ، ولا يفضحه لسانه ، ولا يستخفه حرصه ، ولا تقصر به نغيته .
وسُئل الحسن عن النفاق فقال : هو اختلاف السر والعلانية ، والمدخل والمخرج ، ما خافه إلا مؤمن ( أي النفاق ) ولا أمنه إلا منافق .
توفي عام عشر ومائة في رجب منها . وله : (88) سنة .
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه وجمعنا وإياه في دار كرامته .
[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب
من رسائل الحسن البصري - رحمه الله - إلى الأمة الإسلامية :
لقد كنا نعد البخيل منا ... الذي يقرض أخاه الدرهم .... إذ كنا نعامل بالمشاركة والإيثار ... والله لقد كان أحد من رأيت وصحبت يشق إزاره فيؤثر أخاه بنصفه ويبقى له ما بقي ... ولقد كان الرجل منهم يصوم فإذا كان عند فطره مرّ على بعض إخوانه فيقول : إني صمت هذا اليوم لله وأردت إن تقبله الله مني أن يكون لك فيه حظ فهلم شيئا من عشائك .... فيأتيه الآخر ما تيسر من ماء وتمر ... وإنما يفعل هذا يبتغي أن يكسبه أجرا ... وإن كان غنيا عن الذي عنده .... وأدركت أقواما ... وإن كان الرجل منهم ليخلف أخاه في أهله وولده أربعين سنة بعد موته . أما الآن ... فالناس يحاسبون بالدانق ... يقول أحدهم : لي عليك دانق !!! يا قوم ... لا تدنقوا فيدنق الله عليكم ... لعن الله الدانق ومن دنق الدانق ... يا قوم ما بالنا يلقى أحدنا أخاه فيحفي السؤال عنه ويدعو له ويقول : كيف حالك ؟ كيف الصغار ؟ عساك طيب ؟ غفر الله لنا ولك وأدخلنا جنته و .... و ..... و .... و .... فإذا كان الدينار والدرهم .... فهيهات ؟!! ويحكم يا قوم ... ما هكذا كان السلف الصالح ... فعلام تركتم الإقتداء وقد أمرتم به ؟ يا أمة هربت والخوف يركبها .... من خاف الله - تعالى - .... أخاف منه كل شيء .... ومن خاف الناس .... أخافه الله من كل شيء يا قوم ... يجب على المسلم لأهل ملته أربعة أشياء .... معونة محسنهم ، وإجابة داعيهم ، والإستغفار لمذنبهم ، والدعوة إلى الحق لمدبرهم ... والله لولا لصالحين لخفت الأرض ولهلكت الأمة .... ولولا العلماء لكان الناس كالبهائم .... ولولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض يا قوم إذا أظهر الناس العلم ... وضيعوا العمل .... وتحابوا بالألسن .... وتباغضوا بالقلوب .... وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله جل ثناؤه .... فأصمهم وأعمى أبصارهم .... رحم الله أقواما كانت الدنيا عندهم وديعة .... حتى ردوها إلى من إئتمنهم عليها .... ثم راحوا خفافا غير مثقلين . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
يروى أن الفرزدق كان حسن التديّن محمود السيرة ، وأنه كان إذا ضحك فاستُغرب في الضحك التفت كأنه يخاطب ملَكَيْه ، فقال : أما والله لأُسمعنّكما خيراً : لا إله إلا الله والحمد لله وأستغفر الله .
ويروى أنه اجتمع هو والحسن البصري في جنازة فقال الفرزدق للحسن : يا أبا سعيد ، أتدري ما يقول الناس ؟ قال : لا ، قال : يقولون اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس ، فقال الحسن : كلا لستُ بخيرهم ولستَ بشرهم ، ولكن ما أعددتَ لهذا الموضع ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة ، فقال الحسن : خذها والله من غير فقيه ، ثم أنشأ الفرزدق يقول :-
أخاف وراء القبر إن لم يُعافِني
= أشدّ من القبر التهاباً وأضيقـا
إن قادني نحـو القيامـة قائـدٌ
= عنيفٌ وسَوّاقٌ يسوق الفرزدقـا
لقد خاب من أولاد آدمَ من مشى
= إلى النار مغلولَ القِلادة أزرقـا
يُقادُ إلى نار الجحيـم مُسَربـلاً
= سرابيلَ قَطْرانٍ لباسـاً مُمزّقـا
إذا شربوا فيها الصديدَ رأيتَهـم
= يذوبون من حرِّ الجحيم تحرّقـا
فلما مات الفرزدق رُؤي في المنام فقيل : ما صنع بك ربُّك ؟ فقال : غفر لي ، فقيل : بماذا ؟ قال : بالكلمة التي نازعنيها الحسن على شفير القبر . ويروى أن أبا هريرة قال له : إني أرى لك قدمين لطيفين فانظر أن تجعل لهما موضعاً لطيفاً يوم القيامة ، ومهما صنعت من شيء فلا تقنط من رحمة الله . منقول من كتاب" الفاضل " للمبرد مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .