Untitled 1
 
  من يمكنه فتح محفظة اسهم (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3584 )           »          اختيار الأسهم (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5165 )           »          كيف اشتري اسهم في البورصة السعودية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5978 )           »          ما هي ميزات التداول عبر فرنسي تداول؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6777 )           »          مؤسس موقع حراج (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6924 )           »          مثال للتداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7227 )           »          كيف استثمر في الاسهم عبر الانترنت (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11605 )           »          كيف ابيع اسهم أرامكو عن طريق الصراف الآلي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12257 )           »          طريقة بيع الاسهم على المكشوف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12487 )           »          معلومات عن شركة دويتشه العربية السعودية للتداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12703 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > تاريخ الجزيرة العربية
 

تاريخ الجزيرة العربية كل ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية منذ القدم وسكانها والوثائق التي تخص الحكومات المتتالية عليها


إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كل ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية منذ القدم وسكانها والوثائق التي تخص الحكومات المتتالية عليها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 02 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فان ديننا الإسلامي الحنيف أمرنا بكل ما فيه ترابط بين المسلمين ونهانا عن أسباب الفرقة التي تضعف الأمة الإسلامية وتشرذمها في وجه الأعداء وقد حدثت الفتن في صدر الإسلام وما زلنا نعيش إرهاصاتها إلى يومنا هذا وأقرب مثال على ذلم قصيدة / الكميت بن زيد الأسدي المذهبة والتي أثارت أهل اليمن وجرت أئمة كبار مثل الهمداني رحمه الله وعفا عنه وتجاوز عن سيئاته في قصيدته الدامغة التي رد بها على الكميت بن زيد الأسدي علما أنه لم يعاصره فإلى متى سنكون شذر مذر ومتى سنتوحد أمة واحدة لا فرق لعربي على أعجمي الا بالتقوى والحسب هو فعل الاّباء والأجداد وهو ثابت لأهل الأحساب دون منة من أحد والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوحد كلمة المسلمين ويجمع صفوفهم على كلمة سواء أشهد أن لا اله الا الله وتعالى الله عما يقول المشركون علوا كبيرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وحب أهل اليمن من الإيمان لما لهم من سابقة في نصرة الاسلام والمسلمين والوقوف في وجه بعض مثقفيهم الذين يسعون لقحطنة القبائل من الإيمان لأنه من باب اشهار تدليس المدلسين أسال الله أن يمن علينا وعليهم بالهداية إنه سميع مجيب وهو القادر على ذلك . قال : لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله في تلك الفتنة قصيدته الدامغة وإليكموها ناقصة :

أَلا يَــا دَارُ لَــوْلاَ تَنْطِقِيْـنَـا
فَـإِنَّـا سَائِـلُـونَ ومُخْـبِـرُونَـا

بِمَا قَـدْ غَالَنَـا مِـنْ بَعْـدِ هِنْـدٍ
ومَـاذَا مِـنْ هَوَاهَـا قَـدْ لَقِيْـنَـا

فَضِفْـنَـاكِ الـغَـدَاةَ لتُنْبِئِيْـنَـا
بِهَـا أيْـنَ انْتَـوَتْ نَبَـأً يَقِيْـنَـا؟

وعَنْكِ ، فَقَدْ نَـرَاكِ بَلِيْـتِ حَتَّـى
لَكِـدْتِ، مِـنَ التَّغَيُّـرِ، تُنْكَرِيْـنَـا

أَمِنْ فَقْـدِ القَطِيْـنِ لَبِسْـتِ هَـذا
فَـلاَ فَقَـدَتْ مَرَابِـعُـكِ القَطِيْـنَـا

أَمِ الأَرْوَاحُ جَـرَّتْ فَضْـلَ ذَيْـلٍ
عَلَـى الآيَـاتِ مِنْـكِ فَقَـدْ بَلِيْنَـا

بِكُـلِّ غَمَامَـةٍ سَجَمَـتْ عَلَيْهَـا
تُـرَجِّـعُ بَـعْـدَ إِرْزَامٍ حَنِـيْـنَـا

فَأَبْقَتْ مِنْـكِ آيَـكِ مِثْـلَ سَطْـرٍ
عَلَـى مَدْفُـونِ رَقٍّ لَــنْ يَبِيْـنَـا

فَخِلْـتُ دَوادِيَ الوِلْـدَانِ هَــاءً
إلَى أُخْرَى ، وخِلْـتُ النُّـؤْيَ نُوْنَـا

إِلَى شَعْثِ الذَّوَائِـبِ ذِي غِـلالٍ
يَبُـثُّ النَّاظِرِيْـنَ لَــهُ شُجُـونَـا

وسُفْعٍ عَارِيَـاتٍ حَـوْلَ هَـابٍ
شَكَـوْنَ القَـرَّ إنْ لَـمْ يَصْطَلِيْـنَـا

تَرَى أَقْفَاءهَـا بِيْضًـا وحُمْـرًا
وأَوْجُهَهَـا لِمَـا صُلِّـيْـن جُـوْنَـا

وبَدَّلَـكِ الزَّمَـانُ بِمِثْـلِ هِنْـدٍ
لِطُـوْلِ العَهْـدِ أَطْــلاءً وعِيْـنَـا

وإِلاَّ تَرْجِعِـنَّ لَـنَـا جَـوَابًـا
فَـإنَّـا بِـالـجَـوَابِ لَعَـارِفُـونَـا

كَأَنِّي بِالحُمُـولِ وقَـدْ تَرَامَـتْ
بِأمْثَـالِ النِّـعَـاجِ وقَــدْ حُدِيْـنَـا

وقَدْ جَعَلُوا مُطَـارِ لَهَـا شِمَـال
اًكَمَـا جَعَلُـوا لَهَـا حَضَنًـا يَمِيْنَـا

فَخُلْنَ ، وقَدْ زَهَاهَـا الآلُ ، نَخْـلاً
بِمَسْلَكِـهَـا دَوالِــحَ أَوْ سَفِيْـنَـا

فَأضْحَتْ مِنْ زُبَالَـةَ بَيْـنَ قَـوْمٍ
إلَـى عُلْيَـا خُزَيْـمَـةَ يَعْتَـزُونَـا

وظَنَّ قَبِيْلُهَـا أَسْيَـافَ قَوْمِـي
يَهَبْـنَ الخِنْدِفِـيْـنَ إِذَا انْتُضِيْـنَـا

لَقَدْ جَهِلُوا جَهَالَةَ عَيْـرِ سُـوْءٍ
بِسِفْـرٍ عَـاشَ يَحْمِـلُـهُ سِنِيْـنَـا

لَقَدْ جُعِلُوا طَعَامَ سُيُوفِ قَوْمِـي
فَمَـا بِسِـوَى أُولَـئِـكَ يَغْتَذِيْـنَـا

كَمَـا الجِـرْذَانُ للسِّنَّـورِ طُعْـمٌ
ولَيْـسَ بِهَائِـبٍ مِنْـهَـا مِئِيْـنَـا

كَمَـا جُعِلَـتْ دِمَاؤُهُـمُ شَرَابًـا
لَهُـنَّ بِكُـلِّ أَرْضٍ مَــا ظَمِيْـنَـا

فَلَو يَنْطِقْنَ قُلْـنَ : لَقَـدْ شَبِعْنَـا
بِلَحْـمِ الخِنْدِفِيْـنَ كَـمَـا رَوِيْـنَـا

وأَضْحَكْنَا السِّبَـاعَ بِمُقْعَصِيْهَـا
وأَبْكَيْنَـا بِـهَـا مِنْـهَـا العُيُـونَـا

فَصَـارَ البَـأْسُ بَيْنَهُـمُ رَدِيْـدًا
لِعُدْمِهِـمُ مِـنَ الخَـلْـقِ القَرِيْـنَـا

كَأَكْلِ النّارِ مِنْها النَّفْسَ ، أَنْ
لَـمْتَجِـدْ حَطَبًـا ، وبَعْـضَ المُوقِدِيْنَـا

إذًا لَمْ يَسْكُـنِ الغَبْـرَاءَ خَلْـقٌ
مِنَ الثَّقَلَيْـنِ ـعِلْمِـيْ ـمَـا بَقِيْنَـا

سِوَانَا يَالَ قَحْطَـانَ بْـنِ هُـوْدٍ
لأَنَّــا لِلْـخَـلاَئِـقِِ قَـاهِـرُونَـا

ونَحْنُ طِـلاَعُ عَامِرِهَـا ، وإِنَّـا
عَلـيْـهِ لِلـثَّـرَاءِ المُضْعِـفُـونَـا

وصِرْنَا إِذْ تَضَايَقَ فـي سِـوَاهُ
مِنَ العَافِـي الخَـرَابِ لَهَـا سُكُونَـا

فَأصْبَحَ مَنْ بِهَا مِنْ غَيْرِ قَوْمِـي
بِهَـا، حَيْـثُ ، انْتَهَـوا مُتَخَفِّرِيْنَـا

كَأنَّـهُـمُ إِذَا نَـظَـرُوا إِلَيْـنَـا
لِذِلَّتِـهِـمْ قُـــرُوْدٌ خِاسِـئُـونَـا

نَذَمُّ لَهُمْ بِسَـوْطٍ حَيْـثُ كَانُـوا
فَهُـمْ مَــادَامَ فِيْـهِـمْ آمِنُـونَـا

فَإنْ عَدِمُوْهُ أَوْ عَدِمُـوا مَقَامًـا
لِوَاحِـدِنَـا فَـهُـمْ مُتَخَطَّـفُـونَـا

ولَـوْلاَ نَبْتَغِـي لَـهُـمُ بَـقَـاءً
لَقَـدْ لاقَـوا بِبَطْشَتِـنَـا المَنُـونَـا

أَوِ اسْتَحْيَوا ، عَلَى ذُلٍّ ، فَكَانُـوا
كَأَمْـثَـالِ الـنِّـعَـالِ لِوَاطِئِـيـنَـا

ولَكِـنَّ الفَتَـى ، أَبَـدًا ، تَــرَاهُ
بِمَـا هُـوَ مَالِـكٌ ، حَدِبًـا ضَنِيْنَـا

فَرُوِّيَ عَظْمُ يَعْرُبَ ، فـي ثَـرَاهُ ،
مِـنَ الفَرْغَيْـنِ ، وَاكِفَـةً هَتُـوْنَـا

أَبِي القَرْمَيـنِ : كَهْـلاَنٍ أَبِيْنَـا ،
وحِمْيَـرَ عَمِّنَـا وأَخِــي أَبِيْـنَـا

كما نَجَلَ المُلُـوْكَ وكَـلَّ لَيْـثٍ
شَدِيْدِ البَـأسِ ، مَـا سَكَـنَ العَرِيْنَـا

ولَكِنْ قَـدْ تَـرَى مِنْـهُ إِذَا مَـا
تَعَصَّى السَّيْـفَ ذَا الأَشْبَـالِ دُوْنَـا

وذَاكَ إذَا نُسِبْنَـا يَـوْمَ فَـخْـرٍ
يَنَـالُ بِبِعْـضِـهِ العُلْـيَـا أَبُـونَـا

بِهِ صِرْنَـا لأَدْنَـى مَـا حَبَانَـا
مِـنَ المَجْـدِ الأَثِـيْـلِ مُحَسَّدِيْـنَـا

تَمَنَّـى مَعْـشَـرٌ أَنْ يَبْلُـغُـوهُ
فأَضْـحَـوا لِلسُّـهَـا مُتَعَاطِيِيْـنَـا

وأَهْلُ الأَرْضِ لَوْ طَالُوا وطَالُـوا
فَلَيْـسُـوا لِلْكَـوَاكِـبِ لامِسِيْـنَـا

فَلَمَّـا لَـمْ يَنَالُـوا مـا تَمَنَّـوا
وصَــارُوا للتَّغَـيُّـظِ كاظِمـيْـنَـا

أَبَانُوا الحِسْدَ والأَضْغَـانَ مِنْهُـمْ
فَـصَـارُوا للجَهَـالَـةِ سَاقِطِيْـنَـا

وغَرَّهُـمُ نُبَـاحُ الكَلْـبِ مِنْهُـمْ
وظَنُّـونَـا لِـكَـلْـبٍ هَائِبِـيْـنَـا

وإِنْ تَنْبَحْ كِـلابُ بَنِـيْ نِـزَارٍ
فَـإِنَّـا للـنَّـوَابِـحِ مُجْـحِـرُونَـا

ونُلْقِمُهَا ، إذا أَشْحَـتْ ، شَجَاهَـا
لِيَعْدِمْـنَ الهَـرِيْـرَ ، إذَا شَحِيْـنَـا

ونَحْنُ لِنَاطِحِيْهِـمْ رَعْـنُ طَـوْدٍ
بِـهِ فُـلَّـتْ قُــرُونُ النَّاطِحِيْـنَـا

ولَوْ عَلِمُوا بِـأَنَّ الجَـوْرَ هُلْـكٌ
لَكَانُـوا فـي القَضِـيَّـةِ عَادِلِيْـنَـا

ولَيْسَ بِشَاهِدِ الدَّعْـوَى عَلَيْهَـا
ولا فِيْـهَـا يَـفُـوزُ الخَاصِمُـونَـا

ولَوْ عَلِمُوا الَّذِي لَهُـمُ ، ومَـاذَا
عَليْهـمْ مِنْـهُ ، كَانُـوا مُنْصِفِيْـنَـا

ولَوْ عَرَفُوا الصَّوَابَ بِمَا أَتَـوْهُ
لَمَـا كَـانُـوا بِجَـهْـلٍ نَاطِقِيْـنَـا

وكَانُوا لِلْجَـوَابِ بِمَـا أَذَاعُـوا
عَـلَـى أَخْوَالِـهِـمْ مُتَوَقِّعِـيْـنَـا

فَكَمْ قَومٍ شَرَوا خَرَسًـا بِنُطْـقٍ
لمُرْغِمِـهِ الـجَـوَابَ مُحَاذِرِيْـنَـا

فَمَا وَجَدُوا رَعَاعًا يَـوْمَ حَفْـلٍ
ولا عِـنْـدَ الهِـجَـاءِ مُفَحَّمِيْـنَـا

ولا وَجَدُوا غَداةَ الحَرْبِ عُـزْلاً
لِـحَـدِّ سُيُـوفِـهِـمْ مُتَهَيِّبِـيْـنَـا

ولَكِـنْ ، كُــلَّ أَرْوَعَ يَعْـرُبِـيٍّ
يَهُـزُّ بِكَـفِّـهِ عَضْـبًـا سَنِيْـنَـا

يُعَادِلُ شَخْصُهُ في الحَرْبِ جَيْشًا
وأَدْنَـى كَـيْـدِهِ فِيْـهَـا كَمِيْـنَـا

ودَامِغَةٍ كَمِثْـلِ الفِهْـرِ تَهْـوِي
عَلَـى بَيْـضٍ فَتَتْـرُكُـه طَحِيْـنَـا

تَرُدُّ الطُّـوْلَ للأَسَـدِيِّ عَرْضًـا
وتَقْلِـبُ مِنْـهُ أَظْـهُـرَهُ بُطُـونَـا

فَيَا أَبْنَـاءَ قَيْـذَرَ عُـوْا مَقَالِـي
أَيَحْسُـنُ عِنْدَكَـمْ أَنْ تَشْتُمُـونَـا؟

ونَحْنُ وُكُوْرُكُمْ في الشِّرْكِ قِدْمًـا
وفـي الإِسْـلامِ نَحْـنُ النَّاصِرُونَـا

ونَحْـنُ لِعِلْيَـةِ الآبَـاءِ مِنْكُـمْ
بِبَعْـضِ الأُمَّـهَـاتِ مُشَارِكُـونَـا

كَمَا شَارَكْتُمُ فـي حِـلِّ قَومِـي
بِحُـورِ العِيْـنِ ، غَيْـرَ مُسَافِحِيْنَـا

فَلاَ قُرْبَى رَعَيْتُـمْ مِـنْ قَرِيْـبٍ
ولا لِلْـعُـرْفِ أَنْـتُـمْ شَاكِـرُونَـا

وكَلَّفْـتُـمْ كُمَيْتَـكُـمُ هِـجَـاءً
لِيَـعْـرُبَ بالقَصَـائِـدِ مُعْتَدِيْـنَـا

فَبَـاحَ بِمَـا تَمَنَّـى إِذْ تَـوَارَى
طِـرِمَّـاحٌ بِمُـلْـحَـدِهِ دَفِـيْـنَـا

وكَانَ يَعِزُّ ـوَهْوَ أَخُو حَيَـاةٍ
ـعَلَـيْـهِ الـــذَّمُّ لِلْمُتَقَحْطِنِـيْـنَـا

ولَسْتُمْ عَادِمِيْـنَ بِكُـلِّ عَصْـرٍ
لَـنَـا إِنْ هِجْـتُـمُ مُتَخَمِّطِـيْـنَـا

وسَوْفَ نُجِيْبُهُ ، بِسِوَى جَـوابٍ
أَجـابَ بِـهِ ابْـنُ زِرٍّ ، مُوْجِزِيْـنَـا

وغَيْرِ جَوَابِ أَعْوَرَ كَلْـبَ ، إِنَّـا
مِـنَ المَجْـدِ المُؤَثَّـلِ مُوْسَعُـونَـا

وقَدْ قَصَـرَا ، ولَمَّـا يَبْلُغَـا مَـا
أَرَادَا مِـنْ جَــوابِ الفَاضِلِيْـنَـا

وكُثِّرَ حَشْوُ مـا ذَكَـرُوا ولَمَّـا
يُصِيْـبَـا مَـقْـتَـلاً لِلآفِكِـيْـنَـا

وخَيْرُ القَـوْلِ أَصْدَقُـهُ كَمَـا إِنْنَ
شَـرَّ القَـوْلِ كِـذْبُ الكَاذِبِيْـنَـا

وما عَطِبَ الفَتَى بالصِّدْقِ يَوْمًـا
ولا فَـاتَ الفَتَـى بِالكِـذْبِ هُـوْنَـا

فَلا يُعْجِبْكُـمُ قَـوْلُ ابْـنِ زَيْـدٍ
فَمَـا هُــوَ قَـائِـدٌ لِلشَّاعِرِيْـنَـا

ولا وَسَطًـا يُعَـدُّ ، ولا إِلَـيْـهِ ،
ولَكِـنْ كَـانَ بَـعْـضَ الأَرْذَلِيْـنَـا

لَقَدْ سَرَقَ ابْنَ عابِسَ بَعضَ شِعْرٍ
« قِفُـوا بالـدَّارِ وِقْفَـةَ حَابِسِيْنَـا »

وما قِدَمُ الفَتَـى إِنْ كَـانَ فَدْمًـا
يَكُـونُ بِــهِ مِــنَ المُتَقَدِّمِيْـنَـا

ولا تَأْخِيْـرُهُ إِنْ كَــانَ طَـبًّـا
يَكُـونُ بِــهِ مِــنَ المُتَأَخِّرِيْـنَـا

ونَحْنُ مُحَكِّمُـوْنَ مَعًـا وأَنْتُـمْ
بِمَـا قُلْـنَـا وقُلْـتُـمْ ، آخَرِيْـنَـا

فِإنْ حَكَمُوا لَنَا طُلْنَـا ، وإِنْ هُـمْ
لَكُـمْ حَكَمُـوا ، فَنَحْـنُ الأَقْصَرُونَـا

أَلاَ إِنَّـا خُلِقْنَـا مِـنْ تُــرَابٍ
ونَحْـنُ مَـعًـا إِلَـيْـهِ عَائِـدُونَـا

وأَنْ لَسْتُمْ بِأَنْقَصَ مَـنْ رَأَيْتُـمْ
ولا أَهْــلُ الـعُـلُـوِّ بِكَامِلِـيْـنَـا

ومَا افْتَخَرَ الأَنَـامُ بِغَيْـرِ مُلْـكٍ
قَـدِيْـم ،ٍ أَوْ بِـدِيْـنٍ مُسْلِمِـيْـنَـا

ومَـا بِسِوَاهُمَـا فَخْـرٌ ، وإِنَّـا
لِـذَلِـكَ ، دُونَ كُــلٍّ ، جَامِعُـونَـا

ألَسْنَـا السَّابِقِيـنَ بِكُـلِّ فَخْـرٍ
ونَـحْـنُ الأَوَّلُــونَ الأَقدَمُـونَـا

ونَحْنُ العَارِبُـونَ فَـلاَ تَعَامَـوا
وأَنْـتُـمْ بَعْـدَنـا المُسْتَعْرِبُـونَـا

تَكَلَّمْتُـمْ بِأَلْسُنِـنَـا فَصِـرْتُـمْ
بِفَضْـلِ القَـوْمِ مِنَّـا ، مُفْصِحِيْـنَـا

مَلَكْنَـا ، قَبْـلَ خَلْقِكُـمُ ، البَرايَـا
وكُـنَّـا ، فَوْقَـهُـمْ ، مُتَأَمِّـرِيْـنَـا

فَلَمَّـا أَنْ خُلِقْتُـمْ لَـمْ تَكُونُـوا
لَنَـا فــي أمْـرِنَـا بِمُخَالِفِيْـنَـا

وكُنْتُمْ في الَّـذِي دَخَـلَ البَرَايَـا
بِـطَـوْعٍ أَوْ بِـكَـرْهٍ دَاخِلِـيْـنَـا

ومَا زِلْتُمْ لنَا ، في كُـلِّ عَصْـرٍ ،
مَلَكْـنَـا أَوْ مَلَكْـتُـمْ ، تَابِعِـيْـنَـا

أَعَنَّـاكُـمْ بِدَوْلَتِـكُـمْ ، ولَـمَّـا
نُـرِدْ مِنْكُـمْ ، بدَوْلَتِـنَـا ، مُعِيْـنَـا

لِفَاقَتِكُـمْ إِليْـنَـا إِذْ حَسَـرْتُـمْ
وإِنَّـا عَــنْ مَعُونَتِـكُـمْ غَنِيْـنَـا

وإِنَّـا لَلَّـذِيْـنَ عَرَفْتُـمُـوهُ
لَكُـمْ فـي كُـلِّ هَـيْـجٍ قَاهِرِيْـنَـا

وإِنَّــا لَلَّـذيْـنَ عَلِمْتُـمُـوهُ
لَكُـمْ ، فـي كُـلِّ فَخْـرٍ ، فَائِتِيْـنَـا

يَراكُمْ بَيْنَ قَومِي مَـنْ يَرَاكُـمْ
كَمِلْـحِ الـزَّادِ ، لا بَـلْ تَنْـزُرُونَـا

ونَحْـنُ أَتَـمُّ أَجْسَامًـا ولُبًّـا
وأَعْظَـمُ بَطْشَـةً فـي البَاطِشِيْنَـا

سَنَنَّا كُـلَّ مَكْرُمَـةٍ فَأَضْحَـتْ
لِتَابِعِنَـا مِــنَ الأَدْيَــانِ دِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحْنُ لم يَعْرِفْ جَمِيْـلاً
ولا قُبْـحًـا ، جَمِـيْـعُ الفَاعِلِيْـنَـا

وعَرَّفْنَا المُلُوْكَ بِكُـلِّ عَصْـرٍ
بِـآسَـاسِ التَّمَـلُّـكِ ، مُنْعِمِيْـنَـا

وعَوَّدْنَـا التَّحِيَّـةَ تابِعِيْـهِـمْ
ومَـا كَـانُـوا لَـهَـا بِمُعَوَّدِيْـنَـا

وإِلاَّ فَانْظُرُوا الأَمْـلاكَ تَلْقَـوا
جَمِيْعَـهُـمُ بِقَـوْمِـي مُقْتَـدِيْـنَـا

وسَنَّنَّـا النَّشِيْطَـةَ والصَّفَايَـا
ومِـرْبَـاعَ الغَنَـائِـمِ غَانِمِـيْـنَـا

وبَحَّرْنَـا وسَيَّبْـنَـا قَدِيْـمًـا
فَمَـا كُنْـتُـمْ لِــذَاكَ مُغَيِّرِيْـنَـا

فَكُنْتُـمْ لِلُّحَـيِّ كَطَـوْعِ كَـفٍّ
وكُنْـتُـمْ لِلـنَّـبِـيِّ مُعَانِـدِيْـنَـا

وأَحْدَثْنَا الأَسِنَّةَ حِيْـنَ كَانَـتْ
أَسِـنَّـةُ آلِ عَـدْنَـانٍ قُـرُونَــا

وآلاتِ الحُرُوْبِ مَعًـا بَدَعْنَـا
وفِيْـنَـا سُـنَّـةُ المُتَبَـارِزِيْـنَـا

وأَنْتُمْ تَعْلَمُـونَ بِـأَنْ مَلَكْنَـا
بِسَـاطَ الأَرْضِ غَيْـرَ مُشَارَكِيْـنَـا

ونِصْفَ السَّقْفِ مِنْهَا غَيْرَ شَكٍّ
إِلَيْـنَـا لِلتَّـيَـمُّـنِ تَنْسُـبُـونَـا

مِنَ الغَفْرَيْنِ حَتَّى الحُوْتِ طُوْلاً
وعَرْضًا في الجَنُـوْبِ بِمَـا وَلِيْنَـا

ومُلْقِحَةُ السَّحَابِ لَنَـا ، ومِنَّـا
مَخَارِجُـهَـا ، ومِـنَّـا تُمْطَـرُونَـا

وما بِحِذَاءِ ضَرْعِ الجَوِّ قَـوْمٌ
سِوَانَـا ، مُنْجِـدِيْـنَ ومُتْهِمِيْـنَـا

لَنَا مَطَرُ المَقِيْـظِ بشَهْـرِ آبٍو
تَـمُّـوْزٍ ، وأَنْـتُـمْ مُجْـدِبُـونَـا

يَظَلُّ بِصَحْوَةٍ ويَصُـوبُ فِيْنَـا
زَوَالَ الشَّمْـسِ غَيْـرَ مُقَتَّرِيْـنَـا

ونَزْرَعُ بَعْدَ ذاكَ عَلَـى ثَـرَاهُ
ونَحْصِدُ والثَّرَى قَـدْ حَـالَ طِيْنَـا

عَلَى أَنْ لَم يُصِبْهُ سِوَى طِلالٍ
شُهُـوْرًا ثُـمَّ نُصْبِـحُ مُمْطَرِيْـنَـا

وِأَنْفَسُ جَوْهَرٍ لِـلأَرْضِ فِيْنَـا
مَعَـادِنُـهُ غَـنَـائِـمُ غَانِمِـيْـنَـا

وأَطْيَبُ بَلْـدَةٍ لا حَـرَّ فِيْهَـا
ولا قَــرَّ الشِّـتَـاءِ مُحَاذِرِيْـنَـا

بِهَا إِرَمُ الَّتي لَمْ يَخْلُـقِ الـلَّــهُ ،
مُشْبِهَهَـا بِـدَارِ مُفَاخِرِيْـنَـا

وإِنْ عُدَّتْ أَقَالِيْـمُ النَّواحِـي
فَأَوَّلُـهَـا ، بِـزَعْـمِ الحَاسِبِيْـنَـا،

لَنَا ، ولَنَا جِنَانُ الأَرْضِ جَمْعًـا
ونَـارُ الحُكْـمِ غَـيْـرَ مُكَذَّبِيْـنَـا

فَأَيَّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَرِثْنَـا
وأَيَّ الـعِـزِّ إِلاَّ قَــدْ وَلِـيْـنَـا

وأَ[وْ]ضَحْنَا سَبِيْلَ الجُوْدِ حَتَّى
أَبَانَـتْ فـي الدُّجَـى لِلْسَّالِكِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحْنُ مَا عُرِفَـتْ لأَنَّـا
إِلـى سُبِـلِ المَكَـارِمِ سَابِقُـونَـا

ومَـا أَمْوَالُنَـا فِيْنَـا كُنُـوْزًا
إِذَا اكْتَنَـزَ الـوُفُـوْرَ الكَانِـزُونَـا

ولَكِـنْ للوُفُـوْدِ وكُـلِّ جَـارٍ
أَرَقَّ ولِلـضُّـيُـوفِ النَّازِلِـيْـنَـا

نُعِدُّ لَهمْ مِنَ الشِّيْـزَى جِفَانًـا
كَأَمْـثَـالِ الـقِـلاتِ إِذَا مُلِـيْـنَـا

فَمِنْ شِقٍّ يَنَالُ الرَّكْـبُ مِنْهَـا
ومِـنْ شِـقٍّ يَـنَـالُ القَاعِـدُونَـا

تَلَهَّمُ نِصْفَ كُـرٍّ مِـنْ طَعَـامٍ
وكَوْمَـاءَ العَرِيْـكَـةِ أَوْ شَنُـوْنَـا

عَبِيْطَةَ مَعْشَـرٍ لَمَّـا يَكُوْنُـوا
بِــأَزْلاَمٍ عَلَـيْـهَـا يَاسِـرِيْـنَـا

ومَا نَزَلَتْ لَنَا في الدَّهْرِ قِـدْرٌ
عَـنِ الأُثْفَـاةِ ، أَجْـلَ الطَّارِقِيْـنَـا

فَمَا لَيْلُ الطُّهَاةِ سِـوَى نَهَـارٍ
لَدَيْـنَـا ذَابِحِـيْـنَ وطَابِخِـيْـنَـا

وأَكَلُبُنَـا يَبِتْـنَ بِكُـلِّ رِيْـعٍ
لِمَـنْ وَخَّـى المَنَـازِلَ يَلْتَقِيْـنَـا

فَبَعْضٌ بالبَصَابِـصِ مُتْحِفُـوهُ
وبَـعْـضٌ نَحْـوَنَـا ، كَمُبَشِّرِيْـنَـا

لِمَا قَدْ عُوِّدَتْ وجَـرَتْ عَلَيْـهِ
لِـوَفْـدٍ عِـنْـدَنَـا لا يُفْـقَـدُونَـا

تَرَاهُمْ عِنْـدَ طَلْعَتِهِـمْ سَـوَاءً
وأَمْـلاكًـا عَلَـيْـنَـا مُنْزَلِـيْـنَـا

ومَا كُنَّـا كَمِثْـلِ بَنِـيْ نِـزَارٍ
لأَطْـفَـالِ المُـهُـودِ بِوَائِـدِيْـنَـا

ومَا أَمْوالُنَـا مِـنْ بَعْـدِ هَـذَا
سِوَى بِيْضِ الصَّفَائِحِ ، مـا غُشِيْنَـا

وأَرْمَـــاحٍ مُثَـقَّـفَـةٍ رِوَاءٍ
بِتَامُـورِ القُلُـوْبِ مَــعَ الكُلِيْـنَـا

ومُشْطَرَةٍ مِـنَ الشَّرْيَـانِ زُوْرٍ
كَسَوْنَـاهُـنَّ مَرْبُـوعًـا مَتِـيْـنَـا

بِهِ عِنْدَ الفِـرَاقِ لِكُـلِّ سَهْـمٍ
يَكُـونُ بِزَوْرِهَـا يُعْلِـي الرَّنِيْـنَـا

وجُرْدٍ كَـانَ فِيْنَـا لا سِوَانَـا
مَعَارِقُهَـا مَعًـا ، ولَـنَـا افْتُلِيْـنَـا

ومِنَّا صِرْنَ في سَلَفَـيْ نِـزَارٍ
لِـمَـا كُـنَّـا عَلـيَـهِ حَامِلـيْـنَـا

رَبَطْنَاهَـا لِنَحْمِلَهُـمْ عَلَيْـهَـا
إِذا وَفَـدُوا ونَحْمِـي مَــا يَلِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحنُ مَا عَرَفُوا سُرُوْجًـا
ولا كَـانُـوا لَـهُـنَّ مُلَجِّمِـيْـنَـا

عَلَوْنَاهُنَّ قَبْـلَ الخَلْـقِ طُـرًّا
وصَيَّـرْنَـا مَرَادِفَـهَـا حُصُـونَـا

تُرَاثُ شُيُوُخِ صِدْقٍ لَمْ يَزالُـوا
لَـهَـا مِـمَّـنْ تَـقَـدَّمَ وَارِثِيْـنَـا

يَظَلُّ النَّاسُ مِنْ فَـرَقٍ إِذَا مَـا
عَلَوْنَاهُـنَّ فــي شِـكَـكٍ ثُبِيْـنَـا

ونَمْنَـعُ جَارَنَـا مِمَّـا مَنَعْنَـا
ذَوَاتِ الــدَّلِّ مِـنْـهُ والبَنِـيْـنَـا

ومَا هُمْ عِنْدَنَـا بِأعَـزَّ مِنْهُـمْ
نَقِيْهِـمْ بالنُّفُـوسِ ولَــو رَدِيْـنَـا

ونَكْظِـمُ غَيْظَنَـا أَلاَّ يَـرَانَـا
عَــدُّوٌ أَوْ مُـحِـبٌّ ، طَائِشِـيْـنَـا

وعَلَّ بِكُـلِّ قَلْـبٍ مِـنْ جَـوَاهُ
لِـذَاكَ الغَـيْـظِ نَــارًا تَجْتَوِيْـنَـا

نَصُوْنُ بِـذَاكَ حِلْمًـا ذَا أَوَاخٍ
رَسَـا فِيْهَـا حِـرَاءُ وطُـورُ سِيْنَـا

نَظَلُّ بِهِ إِذًا ، مَـا إنْ حَضَرْنَـا
جَمَـاعَـةَ مَحْـفِـلٍ ، مُتَتَوِّجِـيْـنَـا

ولَسْنَا مُنْعِمِيْـنَ بِـلا اقْتِـدَارٍ
ونِعْـمَ العَفْـوُ عَـفْـوُ القَادِرِيْـنَـا

وإِنْ نَعْصِـفْ بِجَبَّـارٍ عَنِيْـدٍ
يَصِـرْ بَعْـدَ التَّجَـبُّـرِ مُسْتَكِيْـنَـا

كَعَصْفَتِنَا بِمَنْ عَلِمَـوا قَدِيْمًـا
مِـنَ الخُلَفَـاءِ لَـمَّـا سَـاوَرُونَـا

ولَسْنَا حَاطِمِيْـنَ إِذَا عَصَفْنَـا
سِـوَى الأَمْــلاكِ والمُتَعَظِّمِيْـنَـا

كَعَصْفِ الرِّيْحِ يَعْقِرُ دَوْحَ أَرْضٍ
ولَيْـسَ بِعَاضِـدٍ مِنْهَـا الغُصُـونَـا

ونَغْدُوا بِاللُّهَامِ المَجْـرِ ، يُغْشِـي
بِلَمْـعِ البَيْـضِ مِنْـهُ ، النَّاظِرْيـنَـا

فَنَتْرُكُ دَارَ مَـنْ سِرْنَـا إِلَيْـهِ
تَئِـنُّ لَـدَى القُفُـولِ بِنَـا أَنِيْـنَـا

وقَدْ عُرِكَتْ فَسَاوَى الحَزْنُ مِنْهَا
سَبَاسِبَـهَـا ، بِكَلْـكَـلِ فَاحِسِيْـنَـا

كَما دَارَتْ رَحًى مِنْ فَوْقِ حَـبٍّ
تَدَاوَلُـهَـا أَكُــفُّ المُسْغَبِـيْـنَـا

فَأَصْبَحَ مَا بِهَـا لِلرِّيْـحِ نَهْبًـا
[كَمَـا] انْتَهَبَـتْ ، لخِفَّتِـهِ ، الدَّرِيْنَـا

سِوَى مَنْ كَانَ فِيْهَا مِنْ عَرُوْبٍ
تُفَتِّـرُ ، عِنْـدَ نَظْرتِهَـا ، الجُفُـونَـا

فإِنَّـا مُنْكِحُـو العُـزَّابِ مِنَّـا
بِـهِـنَّ لأَنْ يَبِيْـتُـوا مُعَرِسِيْـنَـا

بِـلاَ مَهْـرٍ كَتَبْنَـاهُ عَلَيْـنَـا
ومَـا كُـنَّـا لَـهُـنَّ بِمُحْصِرِيْـنَـا

سِوَى ضَرْبٍ كَأَشْدَاقِ البَخَاتِـي
مِـنَ الهَامَـاتِ ، أَو يَـرِدُ المُتُونَـا

تَرَى أَرْجَاءهُ ، مِمَّـا تَنَـاءتْ ،
وأَرْغَــبَ كَلْمِـهَـا لا يَلْتَقِـيْـنَـا

وطَعْنٍ مِثْلِ أَبْهَـاءِ الصَّيَاصِـي
وأَفْــوَاهِ الـمَـزَادِ إِذَا كُفِـيْـنَـا

تَرَى مِنْها إِذَا انْفَهَقَـتْ بِفِيْهَـا
مِـنَ الخَضْـرَاءِ بَاعًـا مُسْتَبِيْـنَـا

ولَسْنَـا للغَرائِـبِ مُنْـذُ كُنَّـا
بِغَيْـرِ شَبَـا الرِّمَـاحِ ، بِنَاكِحِيْـنَـا

ومَا بَرزَتْ لَنَـا يَوْمًـا كَعَـابٌ
فَتَلْمَحَـهَـا عُـيُـونُ النَّاظِرِيْـنَـا

ولا أَبْـدَى مُخَلْخَلَهَـا ارْتِيَـاعٌ
لأِنَّــا لِلْـكَـواعِـبِ مَانِـعُـونَـا

ولا ذَهَـبَ العَـدُوُّ لَنَـا بِوِتْـرٍ
فَأَمْسَيْـنَـا عَلَـيْـهِ مُغَمِّضِـيْـنَـا

نُضَاعِفُـهُ إِذَا مَـا نَقْتَضِـيْـهِ
كإِضْـعَـافِ المُعَيِّـنَـةِ الـدُّيُـونَـا

وقَدْ تَأْبَـى قَنَـاةُ بَنِـيْ يَمَـانٍ
عَلَـى غَمْـزِ العُـدَاةِ بِـأَنْ تَلِيْـنَـا

كَمَا تَأْبَى الصُّدُوْعَ لَهُمْ صَفَـاةٌ
تُحِيْـطُ بِهَـا فُـؤُوْسُ القَارِعِيْـنَـا

وكَبْـشِ كَتِيْبَـةٍ قَـدْ عَادَلَتْـهُ
بِأَلْـفٍ ، فـي الحـديْـدِ مُدَجَّجِيْـنَـا

أُتِيْـحَ لَـهُ فَتًـى مِنَّـا كَمِـيٌّ
فَــأَرْدَاهُ وأَرْكَـبَــهُ الجَبِـيْـنَـا

وغَادَرَهُ كَـأَنَّ الصَّـدْرَ مِنْـهُ
وكَـفَّـيْـهِ ، بِقِـنْـدِيْـدٍ طُلِـيْـنَـا

تَظَـلُّ الطَّيْـرُ عَاكِفَـةً عَلَيْـهِ
يُنَـقِّـرْنَ البَضِـيْـعَ ويَنْتَقِـيْـنَـا

وأَبْقَيْنَـا مَـآتِـمَ حَـاسِـرَاتٍ
عَلَـيْـهِ يَنْتَـزِيْـنَ ويَسْتَفِـيْـنَـا

فَكَيْفَ نَكُوْنُ في زَعْمِ ابْنِ زَيْـدٍ
عَلَى هَـذَا : « كَشَحْمَـةِ مُشْتَوِيْنَـا »؟

ونَحْنُ لِلَطْمَـةٍ وَجَبَـتْ عَلَيْنَـا
دَخَلْنَـا النَّـارَ عَنْـهَـا هَازِئِيْـنَـا

ونَحْنُ المُرْجِفُوْنَ لأَرْضِ نَجْـدٍ
بِـأَنْـفِ قُضَـاعَـةٍ والمَذْحِجِيْـنَـا

فَمَـادَتْ تَحْتَنَـا لَمَّـا وَطِئْنَـا
عَلَيْـهَـا وَطْـــأةَ المُتَثَاقِلِـيْـنَـا

أَبَلْنَا الخَيْلَ فِيْهَـا غَيْـرَ يَـوْمٍ
وظَلَّـتْ فـي أَطِلَّتِـهَـا صُفُـونَـا

ورُحْنَ ، تَظُنُّ مَا وَطِئَتْـهُ مـاءً
يَموُجُ مِنَ الوَجَى في الخَطْـوِ طِيْنَـا

ورُحْنَا مُرْدِفِيْـنَ مَهَـا رُمَـاحٍ
تُقَعْقِـعُ عِيْسُنَـا مِنْـهَـا البُرِيْـنَـا

تَنَظَّرُ وَفْـدَ مَعْشَرِهَـا عَلَيْنَـا
لِـمَـنٍّ أَوْ نِـكَـاحٍ تَــمَّ فِـيَـنْـا

ونَحْنُ المُقْعِصُونَ فَتَـى سُلَيْـمٍ
عُـمَـارةَ بالغُمَـيْـرِ مُصَبِّحِيْـنَـا

وحَمَّلْنَا بَنِـيْ العَـلاَّقِ جَمْعًـا
بِعِتْـقِ أَخِيْـهِـمُ حِـمْـلاً رَزِيْـنَـا

وطَوَّقْنَـا الجَعَافِـرَ فـي لَبِيْـدٍ
بِطَـوْقٍ كَــانَ عِنْـدَهُـمُ ثَمِيْـنَـا

ولَمْ نَقْصِـدْ لِـوَجٍّ ، إِنَّ فِيْهَـا
ـفَلاَ قَرُبَـتْ ـمَحَـلَّ الرَّاضِعِيْنَـا

وغَادَرْنَا بَنِـي أَسَـدٍ بِحُجْـرٍ
وقَـد ثُرْنَـا حَصِـيْـدًا خامِدِيْـنَـا

كَمِثْلِ النَّخْلِ مَا انْقَعَرَتْ ، ولَكِنْ
بِأَرْجُلِـهِـمْ تَـرَاهُـمْ شَاغِرِيْـنَـا

تَقَوَّتُهُمْ سِبَاعُ الأَرْضِ حَـوْلاً
طَرِيًّـا ، ثُــمَّ مُخْتَـزَنًـا قَيِيْـنَـا

وزَلْزَلْنَـا دِيَارَهُـمُ فَـمَـرَّتْ
تُبَـادِرُنَـا بِأَسْـفَـلِ سَافِلِـيْـنَـا

بِمُضْمَرَةٍ ، تُقِلُّ لُيُـوْثَ هَيْـجٍ ،
عَلَـى صَهَواتِـهَـا ، مُسْتَلْئِمِيْـنَـا

تَظَلُّ ، عَلَى كَوَاثِبِهَا ، وَشِيْـجٌ
كَأَشْـطَـانٍ بِـأَيْـدِيْ مَاتِحِيْـنَـا

ومَا قَتَلُوا أَخَانَا ، يَوْمَ هَيْـجٍ ،
فَنَعْـذُرَهُـمْ ، ولَـكِـنْ غَادِرِيْـنَـا

ومَا كَانَتْ بَنُو أَسَـدٍ فَغُـرُّوا
بِجَمْـرَةِ ذِيْ يَمَـانٍ ، مُصْطَلِيْـنـا

أَلَيْسُوا جِيْرَةَ الطَّائِيْـنَ مِنَّـا
بِهِـمْ كَانُـوا قَدِيْـمًـا يُعْرَفُـونَـا

هُمُ كَانُوا قَدِيْمًـا قَبْـلَ هَـذَا
لإِرْثِـهِـمُ لِهَالِـكِـهِـمْ قُـيُـونَـا

وحَسْبُكَ حِلْفُهُمْ عَارًا عَلَيْهِـمْ
وهُـمْ كَانُـوا لِـذَلِـكَ طَالِبِيْـنَـا

ولَوْ قَامَتْ ، عَلَى قَوْمٍ ، بِلَـوْمٍ
جَوارِحُهُـمْ ، مَـقَـامَ الشَّاهِدِيْـنَـا

إِذًا ، قَامَتْ عَلَى أَسَدٍ وحَتَّـى
ثِيَابُـهُـمُ اللَّـوَاتِـيْ يَلْبَـسُـونَـا

بِلَـوْمٍ ، لا تَحِـلُّ بِـهِ صَـلاةٌ
بِـهِ أَضْحَـوا لَـهُـنَّ مُدَنِّسِيْـنَـا

ولَيْسَ بِزائِلٍ عَنْهُـمْ إِلَـى أَنْ
تَـرَاهُـمْ كَالأَفَـاعِـي خَالِسِيْـنَـا

ولاسِيَمَا بَنِـي دُوْدَانَ مِنْهَـا
وكَاهِلِـهَـا إِذَا مــا يُجْبَـرُونَـا

وهُمْ مَنُّوا ، بِإِسْـلامٍ رَقِيْـقٍ ،
عَلَـى رَبِّـيْ ، ولَيْسُـوا مُخْلِصِيْنَـا

وثُرْنَا بِابْنِ أَصْهَبَ وابْنِ جَوْنٍ
فَكُنَّـا حِيْـنَ ثُـرْنَـا مُجْحِفِيْـنَـا

فَخَرَّتْ جَعْدَةٌ ، بِسُيُوفِ قَوْمِيْ ،
وضَبَّـةُ ، حِيْـنَ ثُرْنَـا ، سَاجِدِيْنَـا

وآلُ مُزَيْقِيَـا ، فَلَقَـدْ عَرَفْتُـمْ
قِرَاعَـهُـمُ ، فَـكُـرُّوا عَائِدِيْـنَـا

ويومَ أُوَارَةَ الشَّنْعَـاءِ ظَلْنَـا
نُحَـرِّقُ بِابْـنِ سَيِّـدِنَـا مِئِيْـنَـا

ودَانَ الأَسْوَدُ اللَّخْمِـيُّ مِنْكُـمْ
بَـنِــي دُوْدَانَ والمُتَرَبِّـبِـيْـنَـا

بِيَوْمٍ يَتْـرُكُ الأَطْفَـالَ شِيْبًـا
وأَبْكَـارَ الكَوَاعِـبِ مِنْـهُ عُـوْنَـا

وصَارَ إِلَى النِّسَارِ يُدِيْرُ فِيْكُـمْ
مُطَحْطَحَـةً لِمَـا لَهِبَـتْ طَحُـونَـا

فَقَامَ بِثَـأْرِ بَعْضِكُـمُ وبَعْـضٌأَ
حَـلَّ بِـهِ مُشَـرْشَـرَةً حَجُـونَـا

وأَشْرَكَ طَيِّئًا فِيْهَـا فَجَـارَتْ
رِمَاحُـهُـمُ عَـلَـى المُتَمَعْدِدِيْـنَـا

أَدَارُوا كَـأْسَ فاقِـرَةٍ عَلَيْكُـمْ
فَرُحْـتُـمْ مُسْكَـرِيْـنَ ومُثْمَلِيْـنَـا

وآبُوا بِابْنِ مَالِـكٍ القُشَيْـرِيْ
فَسَـرَّحَ مِنْكُـمُ الــدَّاءَ الكَنِيْـنَـا

وهُمْ مَنَعُوا الجَرَادَ أَكُفَّ قَـوْمٍ
دَعَـوْهَـا جَـارَهُـمْ مُتَحَفِّظِيْـنَـا

وعَنْتَرَةَ الفَوَارِسِ قَدْ عَلِمْتـمُ
بِكَـفِّ رَهِيْصِنَـا لاقَـى المَنُـونَـا

ويَسَّرْنَا شَبَاةَ الرُّمْحِ تَهْـوِي
إِلَى ابْـنِ مُكَـدَّمٍ ، فَهَـوَى طَعِيْنَـا

وأَوْرَدْنَا ابْـنَ ظَالِـمٍ المَنَايَـا
ولَسْـنَـا لِلْخَـتُـوْرِ مُنَاظِريْـنَـا

فَذَاقَ بِنَـا أَبُـو لَيْلَـى رَدَاهُ
وكُنَّـا لابْــنِ مُــرَّةَ خَافِرِيْـنَـا

أَجَرْنَـاهُ مِـرَارًا ثُـمَّ لَـمَّـا
تكَـرَّهَ ذِمِّـةَ الطَّائِـيْـنَ حِيْـنَـا

وعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَيْمِـيْيُ ،
مِنْ رِعْـلٍ، قَتِيْـلُ الخَثْعَمِيْنَـا

فَليْسَ بِمُنْكَـرٍ فِيْكُـمْ ، وهَـذَا
سُلَـيْـكٌ ، قَتْـلَـهُ لا تُنْـكِـرُوُنَـا

وغَادَرْنَا الضِّبَابَ عَلَى صُمَيْلٍ
يَجُـرُّوْنَ النَّـوَاصِـيَ والقُـرُونَـا

وفَاتِكَكُـمْ تَأَبَّـطَ قَـدْ أَسَرْنَـا
فَأُلْبِـسَ ، بَعْـدَهَـا ، ذُلاًّ وهُـوْنَـا

وطَاحَ ابْنُ الفُجَاءِ مَطَاحَ سُوْءٍ
تَقَسَّمُـهُ رِمَــاحُ بَـنِـيْ أَبِيْـنَـا

وكَانُوا لِلْقَمَاقِـمِ مِـنْ تَمِيْـمٍ
عَلَـى زُرْقِ الأَسِـنَّـةِ شَائِطِيْـنَـا

هَوَى ، والخَيْلُ تَعْثُرُ في قَنَاهَا ،
لِحُـرِّ جَبِيْنِـهِ فــي التَّاعِسِيْـنَـا

ومَا زِلْنَا بِكُلِّ صَبَـاحِ حَيْـفٍ
نُكِبُّ ، عَلَى السُّـرُوْجِ ، الدَّارِعِيْنَـا

ولَمَّا حَـاسَ جَـوَّابٌ كِلابًـا
تَمَـنَّـعَ فَـلُّـهُـمْ بِالحَارِثِـيْـنَـا

وهُمْ عَرَكُوْهُمُ مِنْ قَبْـلِ هَـذَا
كَمَـا عَـرَكَ الإِهَـابَ الخَالِقُـونَـا

وأَسْقَوا يَوْمَ مَعْرَكِهِـمْ دُرَيْـدًا
بِعَبْـدِ اللهِ فـي كَــأْسٍ يَـرُونَـا

وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيْمٍ
لأَبْـحُـرِ كُــلِّ آلٍ خَائِضِـيْـنَـا

فَأُسْجِرَ بَيْنَهُمْ فِيْهَـا وَطِيْـسٌ
فَصَلَّوْهَـا ، وظَـلُّـوا يَصْطَلُـوْنَـا

وفي يَوْمِ الكُلاَبِ فَلَـمْ يُذَمُّـوا
عَلَـى أَنْ لَـمْ يَكُوْنُـوا الظَّافِرِيْنَـا

وقَلَّـدَ تَيْـمَ أَسْرُهُـمُ يَغُوْثًـا
مَخَازِيَ ، مـا دَرَسْـنَ ، ولا مُحِيْنَـا

لِشَدِّهِمُ اللِّسَانَ بِثِنْـيِ نِسْـعٍ
فَكَـانُـوا بِالشَّـرِيْـفِ مُمَثِّلِيْـنَـا

وهُمْ مَنَعُوا القَبَائِلَ مِنْ نِـزَارٍ
حِـمَـى نَـجْـرَانَ إِلاَّ زَائِرِيْـنَـا

ونَحْنُ المُرْحِلُوُنَ جُمُوْعَ بَكْـرٍ
وتَغْلِـبَ مِـنْ تِهَـامَـةَ نَاقِلِيْـنَـا

ومَا فَتَكَتْ مَعَـدُّ كَمَـا فَتَكْنَـا
فَتَقْـعَـصَ بِالـرِّمَـاحِ التُّبَّعِيْـنَـا

أَوِ الأَقْوَالَ إِذْ بَذِخُـوا عَلَيْهَـا
لِمَـا كَانُـوا لَـهَـا مُسْتَمْهَنِيْـنَـا

وكَيْفَ وهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِجَيْشٍ
يُسَيَّـرُ ، أَصْبَـحُـوا مُتَخَيِّسِيْـنَـا؟

يَرُوْدُوْنَ البِلادَ مَـرَادَ طَيْـرٍ
تَـرُوْدُ [لِمَـا] تُفَـرِّخُـهُ وُكُـوْنَـا

فَـإِنْ زَعَمُـوا بِأَنَّهُـمُ لَقَـاحٌ
ولَيْسُـوا بِـالإِتَـاوَةِ مُسْمِحِيْـنَـا

فَقَدْ كَذَبُوا ، لأَعْطَوْهَا ، وكَانُـوا
بِهَـا الأَبْنَـاءَ دَأْبًــا يَرْهَنُـوْنَـا

ولِمْ صَبَرُوا عَلَى أَيَّامِ بُـؤْسٍ
لأَهْــلِ الحِـيْـرَةِ المُتَجَبِّرِيْـنَـا

يَسُومُهُمُ بِهَا النُّعْمَانُ خَسْفًـا
وهُـمْ فـي كُـلِّ ذَلِـكَ مُذْعِنُونَـا

ويَبْعَثُ كَبْشَهُ فِيْهِـمْ مَنُوْطًـا
بِـــهِ سِكِّـيْـنُـهُ لِلذَّابِحِـيْـنَـا

فمَا أَلْفَاهُـمُ بِالكَبْـشِ يَوْمًـا
فَكَيْـفَ بِـذِيْ الجُمُـوْعِ بِفاتِكَيْنَـا؟

فَلمَّا مَاتَ لَـمْ يَنْدُبْـهُ خَلْـقٌ
سِـوَاهُـمْ بِالقَصِـيْـدِ مُؤَبِّنِيْـنَـا

وقَدْ كَانُوا ، لَهُ إِذْ كـانَ حَيًّـا
وخَـادِمِـهِ عِـصـامٍ ، مَادِحِيْـنَـا

ويَـومَ قُراقِـرٍ لَمَّـا غَدَرْتُـمْ
بِعُـرْوَةَ لَـمْ تَكُـوْنُـوا مُفْلَتِيْـنَـا

عَلَوْناكُـمْ بِهِـنَّ مُـجَـرَّدَاتٍ
كَأَمْـثـالِ الكَـوَاكِـبِ يَرْتَمِيْـنَـا

فَمَـا كُنْتُـمْ لِمَـاءِ قُراقِـرِيٍّ
مَخافَـةَ تِلْـكَ يَـوْمًـا وَارِدِيْـنَـا

وقَدْ هَمَّتْ نِزَارٌ كُـلَّ عَصْـرٍ
بِـأَنْ تَضْحَـى بِعَقْوَتِنَـا قَطِيْـنَـا

لِمَا نَظَرُوا بِهَا حَتَّـى تَوَلَّـوا
وهُـمْ مِنْـهُ حَـيَـارَى بَاهِتُـونَـا

وقَدْ نَظَرُوا جِنَانًا مِـنْ نَخِيْـلٍ
ومِـنْ كَـرْمٍ ، وبَيْنَهُمَـا ، مَعِيْـنَـا

وأَسْفَلَهَا مَزَارِعَ كـلِّ نَبْـتٍ ،
وأَعْلاهَـا المَصَانِـعَ والحُصُـونَـا

وحَلُّوا دَارَ سُوْءٍ لَيْسَ تَلْقَـى
بِهَا لِلطَّيْـرِ مِـنْ شَظَـفٍ وُكُوْنَـا

فَثُرْنَا في وُجُوْهِهِـمُ بِبِيْـضٍ
يُطِـرْنَ الهَـامَ أَمْثَـالَ الكُرِيْـنَـا

وإِنْ خَسَفَتْ مَفَارِقَ طَارَ مِنْهَا
فَـرَاشُ الهَـامِ شَـارِدَةً عِزِيْـنَـا

وقَالَتْ تَحْتَهُنَّ : قَـبٍ وقَـقٍّ ،
وقَـدْ ورَدَتْ مَضَارِبُهَـا الشُّؤُونَـا

وأَظْهَرْنَا عَلى الأَجْـلاَدِ مِنَّـا
لُمُوْعَ البَيْضِ ، والحَلَـقَ الوَضِيْنَـا

سَرَابِيْـلاً تَخَـالُ الآلَ ، لَمَّـا
تَرَقرَقَ في الفَلاَ مِنْهَـا ، الغُضُونَـا

بِكِدْيَـوْنٍ وكُــرٍّ أُشْعِـرَتْـهُ
سَحِيْقًـا فـي مَصَاوِنِهَـا جُلِيْـنَـا

ووَقَّاهَا النَّدَى والطَّـلَّ حَتَّـى
أَضَـأْنَ فَمَـا طَبِعْـنَ ، ولا صَدِيْنَـا

وطِرْنَا فَوْقَ أَكْتَـادِ المَذَاكِـيْ
كَـأَنَّـا جِـنَّــةٌ مُتَعَبْـقِـرُونَـا

فَوَلَّوا ، حِيْـنَ أَقْبَلْنَـا عَلَيْهِـمْ
نَهُـزُّ البِيْـضَ ، مِنَّـا ، يَرْكُضُونَـا

يَوَدُّ جَمِيْعُهُمْ أَنْ لَـوْ أُمِـدُّوا
بِأَجْنِـحَـةٍ فَكَـانُـوا طَائِـرِيْـنَـا

بِذَا عُرِفُوا إِذَا مَـا إِنْ لَقَوْنَـا
لأَثَــوَابِ المَنِـيَّـةِ مُظْهِرِيْـنَـا

فَلَـمَّـا أَنْ أَرَادَ اللهُ خَـيْـرًا
بِكُـمْ بَعَـثَ ابْـنَ آمِنَـةَ الأَمِيْنَـا

يُعَلِّمُكُـمْ كِتَابًـا لَـمْ تَكُوْنُـوا
لَـهُ مِـنْ قَبْـلِ ذَلِــكَ قَارِئِيْـنَـا

ويُخْبِرُكُمْ عَنِ الرَّحْمَنِ مَا لَـمْ
تَكُوْنُـوا ، لِلْجَهَـالَـةِ ، تَعْقِلُـونَـا

فَأَظْهَرْتُمْ لَهُ الأَضْغَـانَ مِنْكُـمْ
وكُنْتُـمْ مِـنْ حِجَـاهُ سَاخِرِيْـنَـا

ولَوْلاَ خِفْتُـمُ أَسْيَـافَ غُنْـمٍ
لَكَـانَ بِبِعْـضِ كَيْـدِكُـمُ مُحِيْـنَـا

فَأَمَّا الحَصْرُ والهِجْرَانُ مِنْكُـمْ
لَـهُ ، وجَسِيْـمُ مَـا قَـدْ تَهْمِمُونَـا

فَقَـدْ أَوْسَعْتُمُـوْهُ مِـنْ أَذَاةٍ
فَأَمْحَلْـتُـمْ بِدَعْـوَتِـهِ سِنِـيْـنَـا

وقَابَلَـهُ بَنُـو يَالِيْـلَ مِنْكُـمْ
بِــوَجٍّ ، والقَبَـائِـلُ حَاضِـرُونَـا

بِأَنْ قَالُوا : تُرَى مَا كانَ خَلْقٌ ،
سِـوَى هَـذَا ، لِـرَبِّ العَالَمِيْـنَـا

رَسُولاً بِالبَلاغِ ؟! وإِنْ يَكُنْـهُ
فَنَحْـنُ بِـهِ ، جَمْيِعًـا ، كَافِـرُونَـا

وقُلْتُمْ : إِنْ يَكُنْ هَـذَا رَسُـوْلاً
لَـكَ اللَّهُـمَّ فِيْـنَـا ، أَنْ نَدِيْـنَـا

فَصُبَّ مِنَ السَّمَاءِ سِلاَمَ صَخْرٍ
عَلَيْنَـا اليَـوْمَ غَيْـرَ مُنَاظَرِيْـنـا

وعَذِّبْنَـا عَذَابًـا ذَا فُـنُـوْنٍ
فَكُنْـتُـمْ لِـلـرَّدَى مُسْتَفْتِحِيْـنَـا

وخَبَّرَنَا الإِلَـهُ بِمَـا عَمِرْتُـمْ
بِــهِ وبِدِيْـنِـهِ تَسْتَهْـزِئُـونَـا

أَهَـذَا ذَاكِـرُ الأَصْنَـامِ مِنَّـا
بِمَـا يُوْحَـى لَــهُ ، مُتَكَرِّهِيْـنَـا

فَلَمَّا أَنْ حَكَيْتُـمْ قَـوْمَ نُـوْحٍ
دَعَـانَـا فَاسْتَجَبْـنَـا أَجْمَعِيْـنَـا

وسَارَ خِيَارُنَا مِـنْ كُـلِّ أَوْبٍ
إِلَـيْـهِ مُؤْمِـنِـيـنَ مُوَحِّـدِيْـنَـا

فَآسَوْهُ بِأَنْفُسِهِـمْ ، وأَصْفَـوا
لَــهُ مَــا مُلِّـكُـوْهُ طَائِعِيْـنَـا

وكُنْتُمْ مِثْلَ مَا قَدْ قَـالَ رَبِّـيْ
مَتَـى تُحْفَـوا تَكُونُـوا بَاخِلِيْـنَـا

وكَانَ المُصْطَفَى ، بِأَبِيْ وأُمِّيْ ،
بِأَفْـخَـرِ مَـفْـخَـرٍ لِلآدَمِـيْـنَـا

ولَمْ يَكُ في مَعَـدَّ لَـهُ نَظِيْـرٌ
ولا قَحْطَـانَ ، غَيْـرَ مُجَمْجِمِيْـنَـا

فَمِمَّا قَدْ جَهِلْتُـمْ لَـمْ تَكُوْنُـوا
لِـمَـا أُعْطِيْـتُـمُـوهُ آخِـذِيِـنْـا

ونُصْرَتُهُ ذَوُو الأَلْبَـابِ مِنَّـا
فَأَقْبَلْـنَـا إلَـيْــهِ مُبَـادِرِيْـنَـا

فَأَحْرَزْنَـاهُ دُوْنَكُـمُ ، وأَنْـتُـمْ
قِـيَـامٌ ، كَالبَهَـائِـمِ تَنْـظُـرُونَـا

تَرَوْنَ ضَنِيْنَكُمْ فِي كَـفِّ ثَـانٍ
وذَلِـكَ سُـوْءُ عُقْبَـى الجَاهِلِيْـنَـا

فَتَمَّمْنَـا مَفَاخِـرَنَـا بِـذَاكُـمْ
فَـزِدْنَـا ، إِذْ نَـرَاكُـمْ تَنْقُصُـونَـا

لَقَـدْ لُقِّيْتُـمُ فِيْـهِ رَشَــادًا
فَتَتَّبِـعُـونَ دُوْنَ بَـنِـيْ أَبِـيْـنَـا

إِذًا نِلْتُمْ بِهِ فَخْـرًا ، وكَانُـوا ،
عَلَـى قَـدْرِ الـوِلادَةِ يُشْرِكُـونَـا

وكَانَ دُعَـاؤُهُ : يَـا رَبِّ إِنِّـيْ
بِقَرْيَـةِ قَـوْمِ سُــوْءٍ فَاسِقِيْـنَـا

فَأَبْدِلْنِيْ بِهِمْ قَوْمًـا سِوَاهُـمْ
ْفَكُنَّـاهُـمْ ، وأَنْـتُـمْ مُبْـعَـدُونَـا

وآوَيْـنَـاهُ إذْ أَخْرَجْتُـمُـوهُ
وكُـنَّـا فِـيْـهِ مِنْـكُـمْ ثَائِرِيْـنَـا

وأَسْلَمْتُمْ بِحَدِّ سُيُـوْفِ قَوْمِـي
عَلَى جَـدْعِ المَعَاطِـسِ صَاغِرِيْنَـا

وأَذْعَنْتُمْ ، وقَد حَـزَّتْ ظُبَاهَـا
بِأَيْدِيْـنَـا عَلَـيْـكُـمْ كَارِهِـيْـنَـا

وكَـانَ اللهُ لَمَّـا أَنْ أَبَيْـتُـمْ
كَرَامَتَـهُ ، بِـنَـا لَـكُـمُ مُهِيْـنَـا،

وصَيَّرَنَا ، لِمَا لَمْ تَقْبَلُـوا مِـنْ
كرَامَتِـهِ الجَسِيْـمَـةِ ، وارِثِيْـنَـا

وكَنْتُمْ حِيْنَ أُرْمِسَ فـي ثَـرَاهُ
لَهُ فـي الأهْـلِ بِئْـسَ الخَالِفُونَـا

غَدَرْتُـمْ بِابْنِـهِ فَقَتَلْتُـمُـوْهُ
وفِتْيَـانًـا مِــنَ المُتَهَشِّمِـيْـنَـا

وأَعْلَيْتُـمْ بِجُثَّـتِـهِ سِنَـانًـا
إِلَـى الآفَـاقِ مَـا إنْ تَرْعَـوُونَـا

وكُنْتُمْ لابْنِـهِ ، كَـيْ تَنْظُـرُوهُأَ
أَتْـفَـثَ تَقْتُـلُـوْهُ ، كَاشِفِـيْـنَـا

وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَـهُ اعْتِـدَاءً
عَلَـى الأَقْتَـابِ غَيْـرَ مُسَاتِرِيْنَـا

أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْـزَةَ يَـوْمَ أُحْـدٍ
وكُنْـتُـمْ بِاجْتِـدَاعِـهِ مَاثِلِـيْـنَـا

وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَـوْمِ عَمَّـا
يَسُـوْءُ المُصْطَفَـى مَـا تُقْلِعُونَـا

فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْـهِ طَبْخًـا
بِزَيْـتٍ ، ثُـمَّ طَـوْرًا تَسْمُـرُونَـا

فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَـارِ دَأْبًـا
وأَنْتُـمْ غَيْـرَ شَـكٍّ تَحْصـدُونَـا

كَـأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُـمْ هَـدَايَـا
لِمَنْسَكِـكُـمْ ، وأَنْـتُـمْ تَنْسُكُـونَـا

وأَنْتُـمْ قَبْـلَ ذَلِـكَ مُسْمِعُـوْهُ
قَبِيْـحَ المُحْفِـظَـاتِ مُوَاجِهِيْـنَـا

وهَاجُوْهُ ، ومُـرْوُو ذَاكَ فِيـهِ
قِيَـانَ ابْـنِ الأُخَيْطِـلِ عَامِدِيْـنَـا

وقُلْتُمْ : أَبْتَرٌ ، صُنْبُـورُ نَخْـلٍ
وقُلْتُـمْ : يابْـنَ كَبْشَـةَ ، هَازِئِيْـنَـا

وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَـرْثَ عَمْـدًا
وكُنْـتُـمْ لِلثَّـنِـيَّـةِ ثَارِمِـيْـنَـا

وكُنَّا طَوْعَـهُ فـي كُـلِّ أَمْـرٍ
مُطَـاوَعَـةَ الـبُـرُوْدِ اللاَّبِسِيْـنَـا

ومَا قُلْنَـا لَـهُ كَمَقَـالِ قَـوْمٍ
لِمُوْسَـى خِيْـفَـةَ المُتَعَمْلِقِيْـنَـا :

أَلاَ قَاتِـلْ بِرَبِّـكَ إِنَّ فِيـهَـا
جَبَـابِـرَةً ، وإِنَّـــا قـاعِـدُونَـا

وقُلْنا : سِرْ بِنَـا إِنَّـا لِجَمْـعٍ
أَرَادَ لَــكَ القِـتَـالَ ، مُقَاتِلُـونَـا

فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَـدْتَ كُنَّـا
لَـهُ مِـنْ دُوْنِ شَخْصِـكَ سَائِرِيْنَـا

وكُـلُّ مُؤَلَّـفٍ فِيْكُـمْ ، ولَمَّـا
يَكُـنْ فـي اليَعْرُبِـيْـنَ مُؤَلَّفِيْـنَـا

وآتَيْنَا الزَّكَـاةَ وكُـلَّ فَـرْضٍ
وأَنْـتُـمْ ، إِذْ بَخِلْـتُـمْ ، مَانِعُـونَـا

ومَـا حَارَبْـتُـمُ إِلاَّ عَلَيْـهَـا
ولَـوْلا تِـلْـكَ كُنْـتُـمْ مُؤْمِنِيْـنَـا

فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِـذَاكَ أَوْلَـى
عَلَى مَا قَـدْ ذَكَرْنَـا ، واصْدقُونَـا ؟

وفَخْرُكُـمُ بإِبْرَاهِيْـمَ جَـهْـلاً
فـإِنَّـا ذَاكَ عَنْـكُـمْ حَـائِـزُونَـا

ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَـهُ ، وأَوْلَـى
بِـهِ مِنْكُـمْ ، لَعَمْـرِيْ ، التَّابِعُـونَـا

دَعَانَـا يَـوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَـا
بِـأَنْ لَبَّيْـكَ ، لَـمَّـا أَنْ دُعِيْـنَـا

وإِنْ تَفْخَـرْ بِبُرْدَيْـهِ نِــزَارٌ
فَنَحْـنُ بِـهِ عَلَيْـكُـمْ فَاخِـرُونَـا

وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْـنُ أَوْلَـى
لأَنَّــا التَّابِـعُـونَ العَاضِـدُونَـا

وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ ، مِـنْ
تَمِيْـمٍ، وَهْـوَ مِنَّـا، البَهْدَلُـونَـا

وهُمْ نَادَوا رَسُـولَ اللهِ يَوْمًـا
مِـنَ الحُجُـرَاتِ غَيْـرَ مُوَقِّرِيْـنَـا

ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَـى بَنِيْـهِ
أُمَـيَّـةُ رَيِّــسُ المُتَدَعْمِصِيْـنَـا

ويَعْلُـوْ قُسُّكُـمْ بِالفَخْـرِ لَمَّـا
رَأَى مِنَّـا المُـلُـوْكَ البَاذِخِيْـنَـا

وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُـمْ
وكَـانَ مِـنَ المُلُـوْك الوَاسِطِيْنَـا

فَـدَلَّ بِأَنَّكُـمْ لَمَّـا تَكُـوْنُـوا
بِـكَـفٍّ لِلْمُـلُـوْكِ مُصَافِحِـيْـنَـا

وتَفْخَرُ بالرِّدَافَـةِ مِـنْ تَمِيْـمٍ
رِيَـاحٌ ، دَهْـرَهُـمْ ، والدَّارِمُـونَـا

وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْـظٍ
إِلَـى عَبْـدِ الكَـلالِ بِـأَنْ يَكُونَـا

لَهُ رِدْفًا ، فَقَـالَ لَـهُ : تُرَانَـا
[نَكُوْنُ] لِـذِي التِّجَـارَةِ مُرْدِفِيْنَـا؟

فَقَالَ : فَمُـنَّ بِالنَّعْلَيْـنِ ، إِنِّـيْ
رَمِيْـضٌ ، قَـالَ : لَسْتُـمْ تَحْتَذُونَـا ،

حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن ،ٍ ولَكِـنْ
تَفَيَّـأْ ، إِنَّـنَـا لَــكَ رَاحِمُـونَـا

ونَحْنُ بُنَـاةُ بَيْـتِ اللهِ قِدْمًـا
وأَهْــلُ وُلاتِــهِ والسَّـادِنُـونَـا

وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَـاهُ وجَمْعًـا
ومُشْتَبَـكَ العَتَـائِـرِ والحُجُـونَـا

ومُعْتَلَـمَ المَوَاقِـفِ مِـنْ إِلالٍ
بِحَيْـثُ تَـرَى الحَجِيْـجَ مُعَرِّفِيْنَـا

فَصَاهَرَنَـا قُصَـيٌّ ، ثُـمَّ كُنَّـا
إِلَـيْـهِ بالسِّـدَانِـةِ ، عَاهِـدِيْـنَـا

وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ فـي جُمُـوْعٍ
لِعُـذْرَةَ فـي الحَـدِيْـدِ مُقَنَّعِيْـنَـا

فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًـا
فَأَجْـذَمَ بِاليَسَـارِ لَـنَـا اليَمِيْـنَـا

ولَوْلاَ ذَاكَ مَـا كَانَـتْ بِوَجْـهٍ
خُزَاعَـةُ فـي الجَمِيْـعِ مُكَاثَرِيْنَـا


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 02 - 02 - 2008 ]

ولا فَخْـرٌ لِعَدْنَـانٍ عَلَيْـنَـا
بِمَـا كُنَّـا [لَهُـمْ] بِـهِ مُتْحِفِيْـنَـا

ومَا كُنّا لَهُمْ ، مِنْ غَيْـرِ مَـنٍّ ،
طِـلاَبَ الشُّكْـرِ مِنْهُـمْ ، واهِبِـيْنـا

ونَحْنُ غَدَاةَ بَـدْرٍ قَـدْ تَرَكْنَـا
قَبِيْـلاً فـي القَلِـيْـبِ مُكَبْكَبِيْـنَـا

ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْـزَابَ كَيْمَـا
تَكُـونُـوا لِلْمَدِيْـنَـةِ فَاتِحِـيْـنَـا

فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ
يَكُـوْنُ بِهَـا عَلَيْـكُـمْ مُسْتَعِيْـنَـا

فَقُلْنَا : رَامَ ذَاكَ بَنُـو نِـزَارٍ ،
فَمَـا كَـانُـوا عَلَـيْـهِ قَادِرِيْـنَـا

وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا ،
فَـإِنَّـا واهِـبُـونَ ومُطْعِـمُـونَـا

فَلَمَّـا أَنْ أَبَـوا إِلاَّ اعْتِسَافًـا
وأَضْـحَـوا بِـالإِتَـاوَةِ طَامِعِيْـنَـا

فَلَيْنَا هَامَهُـمْ بِالبِيْـضِ ، إِنَّـا
كَـذَلِـكَ لِلْجَمَـاجِـمِ مُفْتَـلُـونَـا

وذَاكَ المُوْعِدُ الهَـادِيْ بِخَيْـلٍ
وفِتْـيَـانٍ عَلَيْـهَـا عَامِـرِيْـنَـا

فَقَالَ المُصْطَفَى : يَكْفِيْهِ رَبِّـيْ
وأَبْـنَـاءٌ لِقَيْـلَـةَ حَـاضِـرُونَـا

ومَا إِنْ قَالَ : تَكْفِيْـهِ قُرَيْـشٌ ،
ولاَ أَخَـوَاتُـهَـا المُتَمَـضِّـرُونَـا

وأَفْنَيْنَـا قُرَيْظَـةَ إِذْ أَخَـلُّـوا
وأَجْلَيْـنَـا النَّضِـيْـرَ مُطَرَّدِيْـنَـا

وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَـوْمَ سِرْنَـا
بِصِـيْـدٍ دَارِعِـيْـنَ وحَاسِرِيْـنَـا

فَأَقْحَمْنَا اللِّـوَاءَ بِكَـفِّ لَيْـثٍ
فَقَـالَ ضِرَارُكُـمْ مَــا تَعْرِفُـونَـا

فَآثَرَنَـا النَّبِـيُّ بِكُـلِّ فَخْـرٍ ،
وسَمَّـانَـا إلَـهِـي المُؤْثِـرِيْـنَـا

وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَـةُ الحَنِيْفِـيْيُ ،
إِذْ سِرْنَـا إِلَـيْـهِ مُوْفِضِيْـنَـا

وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِـيَّ قَيْـسٌ
بِجَمْـعٍ مِـنْ غُطَيْـفٍ مُرْدِفِيْـنَـا

فَعَمَّمَ رَأَسَـهُ بِذُبَـابِ عَضْـبٍ
فَطَـارَ القَحْـفُ يَسْمَعُـهُ حَنِيـنَـا

وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَـامٌ
نَكُـونُ بِـهِ مِــنَ المُتَمَرِّسِيْـنَـا

وطَارَ طُلَيْحَـةُ الأَسَـدِيُّ لَمَّـا
رآنَــا لِلـصَّـوَارِمِ مُصْلِتِـيْـنَـا

ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى
وأَرْضِ الشَّـامِ غَـيْـرَ مُدَافَعِيْـنَـا

وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَـا
إِلَـى السُّـوْسِ القَصِـيِّ مُغَرِّبِيْنَـا

وجَرْبِيَّ البِـلادِ فَقَـدْ فَتَحْنَـا
وسِرْنَـا فـي البِـلادِ مُشَرِّقِيْـنَـا

كَأَنَّـا نَبْتَغِـيْ مِمَّـا وَغَلْـنَـا
ورَاءَ الصِّيْنِ ، في الشَّرْقِيِّ ، صِيْنَـا

وغَادَرْنَـا جَبَابِرَهَـا جَمِيْعًـا
هُمُـوْدًا فـي الثَّـرَى ، ومُصَفَّدِيْنَـا

وتَابِعَهُـمْ يُـؤَدِّيْ كُـلَّ عَـامٍ
إِلَيْكُـمْ مَـا فَرَضَـنَـا مُذْعِنِيْـنَـا

وآزَرْنَـا أَبَـا حَسَـنٍ عَلِيًّـا
عَلَـى المُـرَّاقِ بَـعْـدَ النَّاكِثِيْـنَـا

وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا ، فَسِرْنَا
كَمِثْـلِ السَّيْـلِ نَحْطِـمُ مَـا لَقِيْنَـا

عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْـنُ مِنَّـا
بِهَـا غَيْـرُ العُـيُـونِ لِنَاظِرِيْـنَـا

فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَـوْمَ ذَاكُـمْ
ومَــا كُـنَّـا لَـهُـنَّ بِمُثْمِنِيْـنَـا

وأَجْحَفْنَا بِضَبَّـةَ يَـوْمَ صُلْنَـا
فَصَـارُوا مِـنْ أَقَـلِّ الخِنْدِفِيْـنَـا

وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَـى خِطَـامٍ
فَـمَـا شَبَّهْتُـهَـا إِلاَّ القُلِـيْـنَـا

وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْـنِ هِنْـدٍ
نُطَـالِـبُ نَفْـسَـهُ أَوْ أَنْ يَدِيْـنَـا

وظَلْنَا نَفْتِـلُ الزَّنْدَيْـنِ حَتَّـى
[أَ]طَـارَا ضَـرْمَـةً لِلْمُضْرِمِيْـنَـا

لإِعْظَـامِ الجَمِيْـعِ لَـهُ فَلَمَّـا
تَـوَقَّـفَ وَقَّـفُـوا ، لا يَحْرُكُـونَـا

وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِـدِ مَـا هَوِيْتُـمْ
وبَـيْـنَ زَنَــادِقٍ ومُمَجِّسِـيْـنَـا

كَـآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُـوا بِجَهْـلٍ
بَنَاتِـهِـمُ ، بِكِـسْـرَى مُقْتَـدِيْـنَـا

ونَبَّوا مِنْهُـمُ أُنْثَـى ، وقَالُـوا :
نَكُـونُ بِهَـا الذُّكُـوْرَةَ مُشْبِهِيـنَـا

وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَـلْ ، ولَمَّـا
يَـكُـنْ لِنَشِـيْـدِهِ مِالقَاطِعِـيْـنَـا

ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُـمْ
لِتَحْلِـيْـلِ الـزِّنَـا مُسْتَجْهِـدِيْـنَـا

وبَكْرًا يَوْمَ بَالُـوا فـي كِتَـابٍ
أَتَـى مِـنْ عِنْـدِ خَيْـرِ المُنْذِرِيْنَـا

وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَـابِ] حَـقٍّ
أَتَــى مِـنْـهُ لِـدَلْـوٍ رَاقِعِيْـنَـا

وعُكْلٌ يَـوْمَ أَشْبَعَهُـمْ فَتَـرُّوا
بِـرِسْـلِ لِـقَـاحِـهِ مُتَغَبِّقِـيْـنَـا

فَكَافَـوْهُ بِـأَنْ قَتَلُـوا رِعَـاهُ
وشَلُّـوْهُـنَّ شَــلاًّ مُسْرِعِـيْـنَـا

ونَحْنُ بِصَالِحٍ ، والجَـدِّ هُـوْدٍ ،
وذِي القَرْنَـيْـنِ ، والمُتَكَهِّفِـيْـنَـا ،

وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ ، شُعَيْبٍ ،
وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَـلَ ، فَاخِرُونَـا

وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْـدٍ ثُـمَّ سَعْـدٍ
وعَمَّـارِ بْـنِ يَـاسِـرَ طَائِلُـوْنَـا

ولُقْمَـانُ الحَكِيْـمُ فَكـانَ مِنَّـا
ومَوْلَى القَـوْمِ فـي عِـدْلِ البَنِيْنَـا

ومِنَّا شِبْـهُ جِبْرِيْـلٍ ، ومِنْكُـمْ
سُرَاقَـةُ شِبْـهُ إِبْلِـيـسٍ يَقِيْـنَـا

بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّـى لَيْـسَ يُلْـوِيْ
عَلَـى العَقِبَيْـنِ أُوْلَـى النَّاكِصِيْنَـا

ومِنَّا زَيْـدٌ المَشْهُـوْرُ بِاسْـمٍ
مِـنَ التَّنْزِيْـلِ بَـيْـنَ العَالَمِيْـنَـا

ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّـا ومِنَّـا
فَأَنْـصَـارٌ لَــهُ ومُهَـاجِـرُونـا

ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْـنِ الخُزَاعِـيْ
وذُو السَّيْفَيْـن خَيْـرُ المُصْلِتِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْـنِ المُحَامِـي
وذُو العَيْنَيْـنِ عُجْـبَ النَّاظِرِيْـنَـا

وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا ، ثُمَّ حُجْـرٌ ،
وخَـبَّـابٌ إمَـــامُ المُوقِنِـيْـنَـا

وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ ، وكَانَ مِنَّـا
خُزَيْمَـةُ عِـدْلُ شَفْـعِ الشَّافِعِيْـنَـا

ومِنَّـا أَقْـرَأُ الـقُـرَّا أُبَــيٌّ
ومِـنَّـا بَـعْـدُ رَأْسُ الفَارِضِيْـنَـا

ومِنَّا مَـنْ تَكَلَّـمَ بَعْـدَ مَـوْتٍ
فَأَخْبَـرَ عَـنْ مَصِـيْـرِ المَيِّتِيْـنَـا

وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَـى
لِيُفْـرَقَ بَعْـدَهُ فــي المُقْتِرِيْـنَـا

ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ ، وكَانَ مِنَّـا
مُعَـاذٌ رَأْسُ رُسْــلِ المُرْسَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْـلَ شَفْعًـا
ومِنَّـا فــي النَّـبِـيِّ الغَائِلُـونَـا

ومِنَّـا مَـنْ أَبَـرَّ اللهُ رَبِّـي
لَـهُ قَسَمًـا ، وقَــلَّ المُقْسِمُـونَـا

ومَنْ بَسَـطَ النَّبِـيُّ لَـهُ رِدَاءً
وأَوْصَـاكُـمْ بِـــهِ لِلسَّيِّـدِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْـمٍ
ومِـنَّـا لِلْـقُـرَانِ الحَافِـظُـونَـا

ومِنَّا المُكْفَنُـونَ ، وذَاكَ فَخْـرٌ
بِقُمْـصِ المُصْطَفَـى ، إِذْ يُدْفَنُـونَـا

كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ ، وابْنِ قَيْسٍ
وعَـبْـدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِـيْـنَـا

ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُـوْلٍ ذَا نِفَـاقٍ
فَـإِنْ قُلْتُـمْ : بَلَـى ، فَاسْتَخْبِـرُونَـا

أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُـلَّ سِـرٍّ
لَـهُ كُــلُّ الخَـلاَئِـقِ كَاتِمُـونَـا ؟

ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَـا يُصَالِـي
بِجِلْـدِ الهَاشِمِـيِّ ، ولَـنْ يَكُـونَـا

بِغَيْـرِ حَقِيـقَـةٍ إِلاَّ شَقَقْـنَـا
لَكُـمْ عَــنْ قَلْـبِـهِ تَسْتَيْقِنُـونَـا

كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْـنِ زَيْـدٍ
لِقَتْـلِ فَتًـى مِـنَ المُسْتَشْهِدِيْـنَـا :

فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَـتَ عَنْـهُ
فَتَعْـلَـمَ أَنَّــهُ فــي الكَافِريْـنَـا

وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْـوَى ، وفِيْنَـا
إذَا اسْتَنْجَـيْـتُـمُ المُتَطَـهِّـرُونَـا

ومِنَّا الرَّائِشَـانِ ، وذُو رُعَيْـنٍ
ومَـنْ طَحَـنَ البِـلادَ لأَنْ تَدِيْـنَـا

وقَادَ الخَيْـلَ لِلظُّلُمَـاتِ تَدَمَـى
دَوَابِرُهَـا لِكَـثْـرَةِ مَــا وَجِيْـنَـا

يُطَرِّحْنَ السِّخَـالَ بِكـلُِّ نَشْـزٍ
خِدَاجًـا لَـمْ تُعَـقَّ لِـمَـا لَقِيْـنَـا

طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ
وهُنَّ بِهَـا ، لَعَمْـرُكَ ، قَـدْ طُوِيْنَـا

فَهُنَّ لَوَاحِـقُ الأَقْـرَابِ قُـبٌّكَ
أَمْـثَـالِ الـقِـدَاحِ إذَا حُنِـيْـنَـا

يَطَأنَ عَلَى نُسُـوْرٍ مُفْرَجَـاتٍ
لِلَقْطِ المَـرْوِ مَـا اعْتَلَـتِ الوَجِيْنَـا

فَتُحْسَـبُ لِلتَّوَقُّـمِ مُنْـعَـلاَتٍ
بِأَعْيُنِهِـنَّ مِـمَّـا قَــدْ حَفِيْـنَـا

تَكَادُ إِذا العَضَارِيْـطُ اعْتَلَتْهَـا
يُلاثِمْـنَ الثَّـرَى مِـمَّـا وَنِيْـنَـا

فَدَانَ الخَافِقَانِ لَـهُ ، وأَضْحَـى
مُلُوكُهُـمَـا لَـــهُ مُتَضَائِلِـيْـنَـا

أَبُو حَسَّـانَ أَسْعَـدُ ذُو تَبَـانٍ
وذَلِـكَ مُـفْـرَدٌ عَــدِمَ القَرِيْـنَـا

ومِنَّا الحَبْرُ كَعْـبٌ ، ثُـمَّ مِنَّـا
إِذَا ذُكِــرُوا خِـيَـارُ التَّابِعِـيْـنَـا

أَخُو خَوْلاَنَ ، ثُمَّ أَبُـو سَعِيْـدٍ ،
وثَالِثُـهُـمْ إذَا مَــا يُـذْكَـرُونَـا

فَعَامِرُ ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ ، وأَوْسٌ ،
وذاكَ نَـعُـدُّهُ فــي الشَّافِعِـيْـنَـا

وبِابْنِ الثَّامِـرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَـا
ظَلَلْـنَـا لِلْـكَـوَاكِـبِ مُعْتَلِـيْـنَـا

ومِنَّـا كُـلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْـبٍ
ومِـنَّـا الشَّـاعِـرُونَ المُفْلِقُـونَـا

ومِنَّا بَعْـدُ ذَا الكُهَّـانُ جَمْعًـا
وحُـكَّـامُ الـدِّمَــاءِ الأَوَّلُـونَــا

ومِنَّا القَافَةُ المُبْـدُونَ ، مَهْمَـا
بِـهِ شَكِلَـتْ ، عُـرُوقَ النَّاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَـا بِمَـا قَـدْ
تَجِـيءُ بِـهِ ، ومِـنَّـا العَائِفُـونَـا

ومِنَّـا رَاوِيُـو خَبَـرِ البَرايَـا
ومِـنَّـا العَالِـمُـونَ النَّاسِبُـونَـا

ومِنَّا أُسْقُفَـا نَجْـرَانَ كَانَـتْ
بِرَأْيِهِمَـا النَّـصَـارَى يَصْـدُرُونَـا

وتَفْخَـرُ بِالخَلِيْـلِ الأَزْدُ مِنَّـا
وحُـقَّ لَهُـمْ حَكِـيْـمُ المُسْلِمِيْـنَـا

ومِنَّا سِيْبَوِيْـهِ ، وذُو القَضَايَـا
أَخُـو جَـرْمٍ رَئِيْـسُ الحَاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْـنِ مَعْـدِيْ
وزَيْـدِ الخَيْـلِ مُـرْدِي المُعْلِمِيْـنَـا

وفَرْوَةَ ، وابْنِ مَكْشُوحٍ ، وشَرْحٍ
ووَعْـلَـةَ فَــارِسِ المُتَرَسِّبِيْـنَـا

ومُسْهِرَ ، وابْنِ زَحْرٍ ، ثُمَّ عَمْرٍو
وعَـبْـدِ اللهِ سَـيْـفِ اليَثْرِبِيْـنَـا

وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ ، [و]ابْنِ بَحْرٍ
ومِـنَّـا الفِـتْـيَـةُ المُتَهَلِّـبُـونَـا

ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَـاعِ جَمْعًـا
وكَـانُـوا لِلْـخَـوَارِجِ شَاحِكيْـنَـا

ومَا لِلأَشْتَـرِ النَّخَعِـيِّ يَوْمًـا
ولا قَيْـسِ بْـنِ سَعْـدٍ مُشْبِهُـونَـا

ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ ، وابْـنِ قَيْـسٍ
سَعِيْـدِ المَلْـكِ قَـرْمِ الحاشِدِيْـنَـا

وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْـفٍ
ومَـا مِثْـلُ ابْـنِ وَرْقَـا تَنْجُلُونَـا

ومِنَّـا المُتَّلُـوْنَ لِكُـلِّ فَتْـحٍ
ورَائِـبُ صَدْعِـكـمْ والرَّاتِقُـونَـا

وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي
إِذا مَــا تَـذْكُـرُونَ المُطْعِمِيْـنَـا

فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الـرُّوْمِ لَمَّـا
رَأَتْـهُ عِـدْلَ نِصْـفِ المُعْرِبِيْـنَـا

بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَـارَى
وتِمْـثَـالاً بِـطُـرْقِ السَّابِلِـيْـنَـا

ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ ، وابْنِ كُرْزٍ ،
وعَبْـدِ يَغُـوثَ بَـيْـنَ القاَتِلِيْـنَـا

فَهَذَا مُصْلِـحٌ شِسْعًـا ، وهَـذَا
يَقُـولُ قَصِيـدَةً فــي الجَاذِلِيْـنَـا

وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِـنْ بَعْـدِ قَتْـلٍ
بِأَنَّـهُ لَـمْ يَكُـنْ فـي الجَازِعِيْنَـا

ومَدَّ بِذاكَ ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَـى
ولَـمْ يَــكُ لِلْمَنِـيَّـةِ مُسْتَكِيْـنَـا

ومَا كَجَوَادِنَـا فِيْكُـمْ جَـوَادٌ ،
وكَـلاَّ ، لَـيْـسَ فِيْـكُـمْ بَاذِلُـونَـا

وأَيْنَ كَحَاتِـمٍ فِيْكُـمْ ، وكَعْـبٍ ،
وطَلْـحَـةَ لِلْعُـفَـاةِ المُجْتَدِيْـنَـا ؟

وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَـدْ تَوَلَّـى
خِلافَتَـكُـمْ ، وأَنْـتُـمْ حَاضِـرُونَـا

ومَنْ خِفْتُـمْ غَوَائِلَـهُ عَلَيْهَـا
وكُنْتُـمْ مِـنْـهُ فِيْـهَـا مُوْجَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ ، يَـوْمَ أَوْدَى
عَلَيْـهِ مِــنْ لِــوَاءٍ ، أَرْبَعِيْـنَـا

ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَـا أُلُـوفٍ
وأَعْـتَـقَ أُمَّـــةً يَتَشَـهَّـدُونَـا

ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِـيْ صَعِيْـرٍ
ومُذْكُـو الحَـرْبِ ثُـمَّ المُخْمِدُونَـا

وقَاتِـلُ صِمَّـةَ الهِنْـدِيِّ مِنَّـا
ومِـنَّـا بَـعْـدَ ذَا المُتَصَعْلِكُـونَـا

كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى ، وهُمَـامِ نَهْـدٍ
حَزِيْـمَـةَ أَمْــرَدِ المُتَمَـرَدِّيْـنَـا

ونَدْمَـانُ الفَرَاقِـدِ كَـانَ مِنَّـا
وضَحَّـاكُ بْـنُ عَـدْنَـانٍ أَخُـوْنَـا

ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا
ومَـا كَـانُـوا لِخَـلْـقٍ خَادِمِيْـنَـا

وبَادِرُنَا فَلَـمْ نَحْصِـيْ إذَا مَـا
عَـدَدْتُـمْ أَوْ عَـدَدْنَـا المُفْرَدِيْـنَـا

ونَاقِلُنَـا قَـدِ اتُّبِعُـوا لَديْكُـمْ
وكَانُـوا خَلْـفَ قَوْمِـيْ تَابِعِيْـنَـا

وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَـا ، ولَكِـنْ
قَصَرْنَـا ؛ إِذْ يُـعَـابُ المُسْهِبُـونَـا

ولَكِنِّـيْ كَوَيْـتُ قُلُـوْبَ قَـوْمٍ
فَظَـلُّـوا بِالمَنَـاخِـرِ رَاغِمِـيْـنَـا

يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِـنْ خَـزَاءٍ
ومَـاذَاكُـمْ بِشَـافِـي النَّادِمِـيْـنَـا

فَلاَ فَرَجَ الإِلَـهُ هُمُـوْمَ قَـوْمٍ
بِقُبْـحِ القَـوْلِ كَـانُـوا مُبْتَدِيْـنَـا

هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَـانَ نَهْجًـا
فَصَادَفَهُـمْ بِـهِ مَــا يَحْـذَرُوْنَـا

وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا فـي قَبِيْلِـيْ
يُقِيْـمُ مُخَـلَّـدًا فــي الخَالِدِيْـنَـا

فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْـدِيْ بِهَـدْمٍ
فَيَهْـدِمَـهُ بِــإِذْنِ الشَّائِـدِيْـنَـا

فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ ، غَيْرَ كِذْبٍ ،
مِـنَ البُنْيَـانِ عِـنْـدَ الهَادِمِيْـنَـا

ولَوْ أَنِّيْ أَشَـاءُ لَقُلْـتُ بَيْتًـا
تَكَـادُ لَـهُ الحِـجَـارَةُ أَنْ تَلِيْـنَـا

ولَكِنِّـي لِرَحْمَتِهِـمْ عَلَيْـهِـمْ
بِتَزْكِـيَـةٍ مِــنَ المُتَصَدِّقِـيْـنَـا

فَكَمْ حِلْـمٍ أَفَـادَ المَـرْءَ عِـزًّا
ومِـنْ جَهْـلٍ أَفَـادَ المَـرْءَ هُوْنَـا

وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ
عَلَـيْـهِ لِلْـعِـدَاءِ لَــهُ مُعِيْـنَـا

ولو رأيتم شرح الدامغة وتمعنتم فيه لشاعرها لسان اليمن / أبو الحسن الهمداني رحمه الله أو ابنه على خلاف في ذلك لرايتم العجب العجاب من علم أيام العرب والتاريخ والبلدان واللغة ومما يخالف الأرجح أنه نسب فيها قبيلة غطفان القيسية المضرية النزارية المعدية العدنانية إلى قبيلة قحطان اليمانية ولا دليل على ذلك إلا سكناهم تهامة وغير ذلك الكثير من الأخطاء والإجتهادات الواهية ومن أهمها نفي النفاق عن / عبدالله بن أبي بن سلول عليه من الله ما يستحق والهمداني رحمه الله وعفا عنه وغفر ذنبه خالف بذلك صريح القران الكريم عصبية لأهل اليمن وقد قال الله تعالى : في سورة المنافقين ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..... الاّية ) والقائل لذلك هو / عبدالله بن أبي بن سلول فجلس له ابنه المؤمن / عبيد الله على باب المدينة ومنعه من دخولها بسيفه بعد مقدمهم من غزوة تبوك إلى أن أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخولها والعبرة ليست بطول القصيدة أو جمالها وحسنها بل بما جاء فيها من تكلف عكس الأرجح وأخطاء وعصبية منهي عنها بصريح الشرع دعوها فانها منتنة . وليس في قول لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله وغفر ذنبه :

وكل مؤلف فيكم ولما
= يكن في اليعربين مؤلفينا

هجاء كما اجتهد بعض الأخوة بل هو مدح بما يشبه الذم وإن كان المؤلفون منا فذلك لأنهم أعراب أقحاح كفروا في أمرهم صراحة ولم يضطروا للنفاق مثل أهل المدينة من الأزد قال تعالى : ( ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق .... الاّية ) أما أهل اليمن فمنهم أهل الصفة وعلى راسهم عمدة المحدثين أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه وإليكم قصيدة ذات الفروع الشهيرة ( والرد على لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله ) مفاخر العرب العرباء للشاعر الأمير الناصر / محمد بن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الهاشمي العلوي الحسني اليمني رحمه الله تعالى (600هـ-632هـ ) وهي قصيدة عظيمة في القبائل العدنانية والشــاعــر : هو ( الأمير الناصر ) محمد بن ( الإمام المنصور بالله أبو محمد ) عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن ( الإمام النفس الزكية ) الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . والمولود سنة 600 هـ والمتوفى سنة 632 هـ وله من العمر 32 عاماً ، قام محتسباً ، وكان له من رباطة الجأش وثبات القلب عند منازلة الأقران ، ومجاولة الفرسان ما هو خليق بمثله ، وكان فصيحاً بليغاً مفلقاً ، وأخذ في الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله حتى توفاه الله ، بعد أن توسل إلى الله إن كان قد قبل عمله أن يقبض روحه . وهو أحد أئمة اليمن المشهورين . والتمهيد الشرعي المنطقي قبل عرض قصيدة ذات الفروع الشهيرة بمناقب وفضائل وخصائص عرب بني نزار بن معد بن عدنان للشاعر الأمير الناصر محمد بن الإمام المنصور بالله أبو محمد عبدالله بن حمزة الهاشمي الطالبي العلوي الحسني - رحمه الله تعالى - والتي فيها الرد على لسان اليمن الهمداني المتعصب حين فضل قحطان على عدنان وهذا التمهيد اقتباس من بحث الشيخ / أبو همام الاثبجي الدريدي الهلالي حفظه الله الموسوم بـ( الخلافة في القرآن الكريم ) فضل العرب على العجم وفضل عرب عدنان على عرب قحطان ، و مضر الحمراء على سائر العرب والعجم ، وقريش على الثقلين : قال فضيلة الشيخ الداعية ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - في كتابه ( جزيرة العرب بين التشريف والتكليف ) جزيرة العرب وعلاقتها بفضل العرب .

ســــل المعاني عنــا إننّـــا عــرب
= شعـــارنا المـجـــد يهــوانا ونهــواه

لقد قرر أهل العلم أن العرب هم " رأس الأمة وسابقوها إلى المكارم " (1) فهم " أفضل من العجم " (2) بل " أفضل من غيرهم " (3) بل " أفضل الأمم " (4) قاطبة ، قال شيخ الإسلام : " ولهذا ذكر أبومحمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها : وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها ، فهو مبتدع ، خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم ، فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية ، وساق كلاما طويلاً إلى أن قال : ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم ، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي ، الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف . ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه ، في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت ، وهو قوله وقول عامة أهل العلم " (5) وقال الكرماني أيضاً : " فالعرب أفضل الناس ، وقريش أفضلهم ، هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة ." (6) قال شيخ الإسلام : " (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ) الحديث ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم ، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحق ، ومعلوم أن ولد إسحق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم ، لما فيهم من النبوة والكتاب ، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء فعلى غيرهم بطريق الأولى " (7) وقال قبلها : " فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم . وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور " (8)، وقد وضع المصنفون كُتباً وأجزاء في الدليل على فضل العرب فلتراجع (9). وسر تفضيل العرب على من سواهم ، هو ما تميزوا به من خصال حميدة ، وأخلاق نبيلة ، كما قال الحكيم الترمذي : " فالعرب بالأخلاق شرفوا ، وإلاّ فالشجرة واحدة وهو خليل الرحمن " (10) وقال الشيخ بكر : " فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها . لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم ، وتلك هي : جودة الأذهان ، وقوة الحوافظ ، وبساطة الحضارة والتشريع ، والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم " (11)، كما أنهم " أطوع للخير ، وأقرب للسخاء ، والحلم ، والشجاعة ، والوفاء . أصحاب إباء لا يعرفون التزلف والنفاق وتحمل الاستبداد . ومما تميز به العرب الصدق ، حتى الذين كانوا يحاربون الإسلام ظهر صدقهم في أمور " (12). فيا لله كيف انتكست بعد ذلك الفطر وتغيرت العقول ففتن بعضنا بحضارة غربية قاصرة على جوانب قاصرة فيها ما فيها ، واسْتَبْدَل - يوم اسْتَبْدَل - شرها بمكارم حضارة عريقة .

مولى المكارم يرعاها ويعمرها
= إن المكارم قد قلت مواليها

ولا يخفى على القارئ الكريم أن هذا التفضيل ينبغي أن يراعى عند النظر إليه أمران : الأول : أن النظرة هنا إلى طبائع الشعوب والأجناس مجردة عما تأثرت به من أمور خارجة عنها ، فمن استصلح بالشرع والدين يفضل من سواه ويعلوه بقدر ما قام فيه من دين . ومَن فضّلَ العرب إنما فضلهم لمكارم الأخلاق التي اتصفوا بها ، وجاءت الشرائع بتميمها ، فإذا التزم الناس بالشرائع فلا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى ، والأصل أن الناس معادن (13). الثاني : أنه وصف عام وعند التفصيل ومقارنة الأفراد يشذ بعضهم ، فقد تجد شخصاً من العجم يفضل بعض العرب في أخلاقه وصفاته ، ولكن عند الإطلاق والتعميم فالعرب أفضل ممن سواهم . و الشاهد من هذا التقرير هو أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، والأرض التي ينشأ عليها لها صلة وثيقة بأخلاقه وعاداته ، وقد عرفت العرب هذه العلاقة منذ زمن بعيد ، ولهذا كانوا يدفعون أولادهم إلى المراضع " لينشأ الطفل في الأعراب ، فيكون أفصح للسانه وأجلد لجسمه وأجدر أن لا يفارق الهيئة المعدية وقد قال - عليه السلام - لأبي بكر - رضي الله عنه - حين قال له : " ما رأيت أفصح منك يا رسول الله ". فقال : ( وما يمنعني ، وأنا من قريش ، وأرضعت في بني سعد ؟) فهذا ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات . وقد ذُكِر أن عبد الملك بن مروان كان يقول أضر بنا حُب الوليد لأن الوليد كان لحّاناً ، وكان سليمان فصيحاً ; لأن الوليد أقام مع أمه ، وسليمان وغيره من إخوته سكنوا البادية ، فتعربوا ، ثم أدبوا فتأدبوا " (14)، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فرق بين من يتقلب في عيش لين الأعطاف رطب ، وبين آخر تربى في بيئة شديدة وعرة ، فذلل شظف العيش وركب صعبه ، وقد قيل :

إنما الإسلام في الصــحرا امتهد
= ليجــيء كـــل مسلم أســد

فإذا شرف العرب لأخلاقهم وصفاتهم فالبيئة [الجزيرة العربية] هي التي ساعدت في صنع كثير من تلك الأخلاق والخصال التي تميز بها العرب (15)، ولهذا كانت الجزيرة العربية أفضل من غيرها .

وإني وإن فارقت نجـــداً وأهــله
= لمحترق الأحشاء شوقاً إلى نجدِ

أروح على وجدٍ وأغدو على وجدٍ
= وأعشق أخلاقاً خلقن من المجدِ

للعالم الرباني أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي منها :

وفي مضر يستجمع الفخر كلَّه
:إذا اعتركت يوماً زُحوفُ المقانب

وحل نزار من رياسة أهلــه
:محلا تسامى عن عيون الرواقــب

وكان معد عدة لــوليـــه
:إذا خاف من كيد العدو المحــارب

ومـا زال عدنان إذا عد فضله
:توحد فيه عن قرين وصـــاحب

همو نسل إسماعيل صادق وعده
:فـما بعده في الفخر مسعى لذاهب

وكان خليل الله أكرم من عنت له
:الأرض ما ماش عليها وراكــب

وما فالغ في فضلهِ تلو قومه
: ولا عابر من دُونهم في المراتب

وشالخ وأرفشخشد وسام سمت بهم
:سجايا حمتهم كل زارٍ وعائب

ومازال نوح عند ذي العرش فاضلاً
:يُعَدِّدُ في المصطفين الأطايب

ومازال شيث بالفضائل فاضلاً
:شريفاً برئياً من ذميم المعائب

وكلهم من نور آدم أُقتبسوا
: وعن عُودهِ أجنوا ثِمار المناقب

وكان رسول الله أكرم منجبٍ
:جرى في ظُهُور الطيبِّين المناجب

مُقابلةً آباؤه أُمهاتهِ
: مبرأة من فاضحات المثالبِ

عليه سلام الله في كِّل شارقٍ
:ألاح لنا ضوءاً وفي كل غاربِ

وقيل :

إذا افتخرت قحطان يوماً بسـؤدد
:أتى فخـــرنا أعلى وأســــودا

ملكناهم بدءاً بإسحاق عمـنا
:وكانوا لنا عوناً على الدهــــر وأعبدا

*
وإسحاق وإسماعيل مدا
:معالي الفخر والحسب اللبابا

فوارس فارس وبنونزار
:كلا الفرعين قد كبرا وطابا

انظر كتاب ( جزيرة العرب بين التشريف والتكليف ) للشيخ ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - وانظر ( البداية والنهاية ) تأليف أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي القرشي المتوفى سنة أورد قصيدةً للعالم الرباني أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي 774 هـ. صـ 154 .وثقه وقابل مخطوطاته الشيخ علي محمد معوض ، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، وضع حواشيه الدكتور أحمد وآخرون .( ج /1 ماقبل الهجرة النبوية )، منشورات محمد علي بيضون . دار الكتب العلمية- بيروت – لبنان.( ط/ 2 – 1418 هـ - 1997م ). وانظر ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) تأليف الدكتور جواد علي ، ص 496 الناشر الشريف الرضي ج / 1 ط / 1 . والقول الفصل حول مفاخرة ومنافرة عدنان وقحطان المناظرة للإمام ابن حزم الأندلسي الأموي التي يشيد بها بفضل عدنان على قحطان بدراية ، وإنصاف ، وباستقراء التاريخ لكلا الفريقين بلا حيف ولا إجحاف : *رسالة إنصاف من الإمام علي بن حزم الأندلسي – رحمه الله - إلى أبناء قبائل عدنان وأبناء قبائل قحطان المهاجرة والمستقرة قبل وبعد عصره قال فيها : ( هو أنهم إن فخروا في الملك ، فإن ملك اليمن إنما كان في حمير خاصة . وكان دون التبابعة ملوك في كندة ولخم وغسان فقط. فأما ملوك حمير ، فالتبابعة ، لم يملكوا غير اليمن . وقد ولي اليمن عمال لخلفاء قريش ، ليسوا بأجل عمالهم ، على مخاليفهم فقط. ، وإنما هي أقاليم يليها ( المستطرف في كل فن مُستظرف ) من صـ150-151.شهاب الدين بن أحمد أب الفتح الأبشيهي عمال أمير المؤمنين وكان في كندة ملوك منهم على مخاليفهم ، منهم : أولاد الحارث بن آكل المرار ، ملكتهم قبائل عدنان ؛ ثم رفضوهم . وأما لخم ، فملكوا الحيرة ، وهي مسلحة من مسالح الكوفة ، يملك أمير الكوفة مائة مثلها . وأوما غسان ، فلم يملكوا إلا مخاليف باليمن ؛ ثم البلقاء ، وهي من عمل دمشق ، يملك أمير دمشق عشر أمثالها . وكل هذا لا يقابل به عامل من عمال الخلفاء . وأما الفخر بالدين ، فللأنصار و المهاجرين من قريش ، يفوقنهم في الدين ؛ والكل راجع إلى رسول الله وهو مضري ؛ وسقط فخر كل ملك عند الفخر بملك الخلفاء بعده ، عليه السلام . وافتخار بني عدنان بقريش كفخر اليمانيين بالتبابعة والأنصار ، ولا فرق ، بل قبائل عدنان أقرب أخوة إلى قريش من قبائل اليمن إلى الأنصار وإلى التبابعة ، فلم يبق إلا أن يسقطوا فخر الملك والدين ؛ إذ عمودهما في عدنان ، ويقتصروا فخر أهل الجاهلية فقط ، من الشجاعة والسخاء ، والحكمة ، والرياسة في قومهم ، والأيام المشهورة ، والشعر ؛ ولا مزيد . فإذا كان ذالك ، وجب أن تنظر قبائل هؤلاء بنظرائها من قبائل هؤلاء ؛ فوجدنا القبائل العظام من عدنان ثلاثا ؛ وهم : تميم بن مر ، وعامر بن صعصعة ، وبكر بن وائل ؛ ووجدنا قبائل اليمن العظام ثلاثا أيضا . وهي : الأزد بعد إسقاط الأنصار وملوكهم من كندة ولخم وغسان ، وحمير بعد إسقاط ملوكهم ، ومذحج فتعارض كل قبيلة من هذه قبيلة من تلك . و وجدنا بعد هذه القبائل قبائل ليست بعظم التي ذكرنا ، وهي كنانة ، وأسد ، والرباب ، وضبة ، ومزينة ، وجشم ، ونصر ، وسعد بن بكر ، وثقيف ، ومرة ، وثعلبة بن سعد ، وفزارة ، وعبس ، وسليم ، وعبد القيس ، وتغلب ، والنمر وعنزة ، وإياد . ووجدنا في اليمن ، على أن ، نسلم لهم قضاعة وخزاعة ، على أن نسلم لليمن ، وليسوا منهم : كلب ، وبلقين ، وعاملة ، وجذام ، وجهينة ، وهمدان ، وخشين ، وخولان ، وبجيلة ، وخثعم ، و الأشعر ، وطيئ ، ولخم ، وعذرة ، وضنة ، وبلى ، وجرم ، وكندة . ووجدنا بعد هذه القبائل قبائل دون هذه ، هي : القارة ، وهذيل ، ومازن بن منصور ، والطفاوة ، وغني ، وباهلة ، وفهم ، وعدوان ، وسلول ، وعبدالله بن غطفان ، وأنمار ، وأشجع ، ومحارب ، وعك ، وعنز بن وائل . ووجدنا في اليمن : ألهان ، ومعافر ، وسلامان ، وسليم ، ومهرة ، وتنوخ ، وسبأ ، وحضرموت ، وبهراء ، والسلف . فتعارض كل قبيلة بنظيرها ، يظهر البون حينئذ في كل ما ذكرنا . الأولى : تميم للأزد ، بنو عامر لحمير ، بكر بن وائل لمذحج . الثانية : كنانة لكلب ، أسد لكندة ،الرباب لبلقين ، ضبة لعاملة ، مزينة لجهينة ، جشم بن ( معاوية ) بن بكر لجذام ، نصر بن معاوية لخشين ، سعد بن بكر لضنة ، ثقيف لجرم ، سليم لهمدان ، ثعلبة بن سعد لخثعم ، فزارة لعذرة ، عبس للأشعر ، مرة للخم ، عبد القيس لبجيلة ، النمر لبلى ، عنزة لخولان ، تغلب وإياد لطيئ . الثالثة : غني وباهلة لمعافر ، والقارة وهذيل لألهان ، مازن لسلامان ، الطفاوة وفهم لسليم ، عدوان لمهرة ، سلول للسلف ، عبد الله بن غطفان وأنمار لسبأ ، أشجع لتنوخ ، محارب لبهراء ، عنز وعك لحضرموت ، قريش للأنصار و خزاعة. - ويتابع ابن حزم بيانه - فيعد شجعان كل قبيلة ، وأجوادها ، و حكماؤها ، وشعراؤها ، وأوفياؤها ، ورؤساؤها ، وأيامها ، مع كل ذلك من التي قابلناها بها ، فإنه يلوح البون حينئذ بين الطائفتين ظاهرا ؛ أويجمع جميع أنجاد عدنان وقحطان ، وجميع أجوادهما ، وجميع أوفيائهما ، و حكمائها ، وشعرائهما ، ورؤسائهما ، وأيامها الجاهلية ، ثم ينظر بين الأمرين كما ذكرنا ، وكذالك أيضا في المثالب فإن الأمر يلوح حينذ بلا إشكال ، فضل ويظهر عدنان ظهورا لا خفاء به . وبالله تعالى التوفيق انظر ( جمهرة أنساب العرب ) للإمام علي بن حزم الأندلسي . صـ 487 ،488 ،489 ،490 . وأما في الحقيقة ، فلا فخر إلا بالتقوى ، وما عدا ذلك ، فخطأ : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ الآية 13 من سورة الحجرات] . انتهى كلامه – رحمه الله تعالى ، وغفر له - ) . (المرجع : الخلافة في القرآن الكريم للباحث / عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي الدُّرَيْدي الأَثبجي)

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 02 - 02 - 2008 ]

قصيدة ذات الفروع الشهيرة ( والرد على لسان اليمن الهمداني )

إليكم هذه القصيدة المسماة ذات الفروع وفيها الرد على النسابة المؤرخ اليماني المتعصب للقحطانية لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله حين فضل قحطان أهل ملك الجاهلية - ( المناذرة اللخميون ، وحمير وكندة - اتباع كسرى الفارسي الساساني - والغساسنة الأزديون - اتباع قيصر الرومي ) على عدنان أهل النبوة والخلافة والإسلام - رهط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقادةالفتوحات الإسلامية الكبرى في المشرق والمغرب :

سمى لك شوق مـن حبيبـك منصـب
وهـم إذا جــن الـدجـى متـأثـبُ

ومن عجـب ألا يهيـج لـك الأسـى
ديـار تعفيـهـا شـمـال وهـيـدبُ

رسوم عفتها الريح مـن كـل جانـب
وجاءت عليها كـل عـزلاء تهضـبُ

فأضحت كأن لم يغن بالأمـس أهلهـا
وأصبـح قفـرا روضهـا المتقضـبُ

فيا فوز من أمسى عزيـزاً نجـت بـه
من العيـس فتـلاء الذراعيـن دعلـبُ

مذكـرة حــرف كــأن فنـودهـا
تسامى به سـامٍ عـن الايـن احقـبُ

يعالج خمساً وردها الخمـس لـم
يكـن ليزويهـا منـه السـلال المنـصـبُ

تخـوض عساقيـل التـراب بحـافـرٍ
بـه مـن عتـاق الشدقميـات أركـبُ

وإنـي لتعدينـي إلـى العـزم هـمّـةٍ
وقلـب علـى جمـر الغضـا يتقلـبُ

أنا ابن الذي سن القـرى والـذي بـه
لعدنـان فـرع لا يعـاب ومنـصـبُ

عجبـت لمغـرورٍ يكـلـف قـومـه
مفاخـر عدنـان إلـى أيـن يـذهـبُ

أبونا الذي لا تعـرف الخيـل غيـره
ولم يـك شيـخ قبلـه الخيـل يركـبُ

وأورثنـا حسـن البيـان ولـم يكـن
من الناس من قبل ابن هاجـر يعـربُ

و ذو المجـد أبنـاء الذبيـح محلـهـم
محـل الثريـا حيـن تسمـو فتشعـبُ

ابوهـم ابـو ذاك الذبيـح الـذي بـه
لهـم شـرف أنــواره لا تحـجـبُ

وهـم مـلأوا حـزم البـلاد وسهلهـا
وضاق بهـم شـرق وشـام ومغـربُ

ومنهـم إلـى كـل الشعـوب تنقلـت
قبائـل لـولا قومنـا مــا تشـعـبُ

وهم نزلـوا فـي آل إسحـاق منـزلا
وقحطـان لولاهـم أقــل وأخـيـبُ

مفاخـر نالتهـا نـزار ولـم يـكـن
ليبلـغ أدناهـا الـكـلاع ويحـصـبُ

فسل إنّ خيـر العلـم مـا هـو نافـع
وكل له شـأن مـن الفخـر منصـبُ

عن الحارث المشهور عـك الـذي
لـهم فاخـر تقفوهـا نــزار ويـعـربُ

وعك ابن عدنـان الذيـن سمـى لهـم
إلى قصـب المجـد الأغـر المحبـبُ

وغـارا معـد السابقيـن إلـى العـلا
يقينا وشـر القـول مـا هـو أكـذبُ

قضاعة أدنـى مـن صـداء وحميـر
إذا انتسبـت يومـا إليـنـا وأقــربُ

أبوهـم أبونـا حيـن نختـار نجرهـم
فأكـرم بـأقـوامٍ أبـونـا لـهـم أبُ

همُ غضبـوا لمـا اغتصبنـا تراثهـم
بمكـة والإخـوان للضيـم تغـضـبُ

ونحن وهم مثـل اليديـن فـإن تخـن
شمال يمينـاً فهـي أوهـى وأعطـبُ

ونحـن أجرناهـم مـن النـاس كلهـم
وقد كان ركن الموت في الناس يشعـبُ

وخندف منهـم أمنـا طـاب ذكرهـا
وطابـت ومنهـم طيبـون و طـيّـبُ

وأنمـار أنمـار الطعـان الذيـن هـم
ليوث صـدام فـي الوغـى لا تكـذبُ

هموا منعـوا مـا بيـن بيشـة بالقنـا
ونجـران والسـود التنابيـل غـيـبُ

وقحطان منهـم فـي العجـاج كأنهـم
نعـام بصحـراء الكديديـن هــربُ

بنى لهـم أنمـار فـي المجـد رتبـة
تناولهـا شهـران منـهـم وأكـلـبُ

ونـاهـس الـشـم الـذيـن تقلـهـم إلى
الـروع أفـراس عناجيـج شـذبُ

وإن إيـادا مـن نـزار سمـت بهـم
فروع فخـار حيـن تعـزى وتنسـبُ

بنـى لهـم مجـدا أبـوهـم مـؤثـلاً
توارثـه يامـيـن قـبـل ويشـجـبُ

وثعلبة السامـي الـذي اكتسـب العـلا
وكانـت لـه فيهـا مفاخـر تحسـبُ

وهم منعـوا فيـض العـراق بجحفـل
مقانـب يهديهـا إلـى الـروع مقنـبُ

ومنهم ثقيـف الأكرمـون الذيـن هـم
ذئـاب إذا لـم يلـف للشـر مــرأبُ

ثقيـف همـو أكفـاؤنـا إن منـهـمُ
عقائـل فـي فهـر تصـان وتحجـبُ

وما النخع الخير ابن عمـرو بمقـرفٍ
ولا بلئـام نجرهـم حـيـن تنـسـبُ

توارث عمـرو ابـن النبيـت وراثـة
لـه مـن أيـاد وصلهـا لا يعصـبُ

وبـرد هـم أهـل المكـارم والـعـلا
وأهل الندى ما لاح في الجـو كوكـبُ

ويقـدم السامـون فـي العـز أنـهـم
لهـم منصـب فينـا أعـز وأرحـبُ

و زهـر هـم قـوم لقـاح يزينـهـم إذا
انتسبوا في شـم عدنـان منصـبُ

وإن أدع يومـا فـي ربيعـة يأتـنـي
شبابـيـب ودق مـزنـه يتـحـلـبُ

هم النـاس لا نـاس سواهـم وإنهـم
حصى الأرض طابوا حيث كانوا ونجبُ

ربيعـة ينميهـم إلـى المجـد إنــه
أخو الجود أنّـى عـز للجـود مطلـبُ

ربيعـة أهـل البـأس والعـز إنـهـم
هم الصفـو منـا والصريـح المهـذبُ

تنـاول منهـم أحمـس ابـن ضبيعـة
مكانـا هـو المستـأهـل المتـربـبُ

ولم انس منهـم حيـة الأرض وابنهـا
وإني بحبي لابـن أفصـى لمصحـبُ

تنـاول عبـد القيـس مجـداً مكانـه
مكان السهى فـي المجـد إذ يتصبـبُ

لكيز ابن افصـى الأكرمـون وبكـرة
ليـوث الشـرى لا قيـل بيـز يلقـبُ

وأيـن لقحـطـان وعـدنـان كلـهـا كبكر
إذا الداعي إلـى المـوت ينعـبُ

سمت فـي ذرى بكـر علـي برتبـة
لهـا شـرف فـي مجدنـا متـرتـبُ

لجيم وصعب فـي علـي همـا همـا
إذا اليوم أبـزى بالكمـاة العصبصـبُ

بشيبـان والذهليـن مـن آل وائــل
ويشكر يسمـو مـن يـرام ويصعـبُ

وهم يوم ذي قار جلوا عـن وجوههـم
شآبـيـب ودق ودقــه متـصـوبُ

بهـم ظهـرت علينـا نـزار وجلبـت
غياهيب يجلوهـا مـن الليـل غيهـبُ

أجاروا ابنة النعمـان مـن أن ينالهـا
فتـى ليـس إلا بالأسـنـة يخـطـبُ

أبـوا أن يبيحـوا جارهـم لعـدوهـم
وقد ثار نقـع تحتـه المـوت أشهـبُ

أجارت على كسـرى حجيجـة وائـل
يقينا وقـد كانـت حجيجـة تغضـبُ

ومنهم بنو النمر ابن قاسـط ذي العـلا
وعنـزي إذا عـد الفخـار وتغـلـب

وعنزاً نفو نهـد ابـن زيـد وجدعـوا
معاطسهـم بعـد اصطـلام فاوعبـوا

وعنـز هـم أهـل الأسنـة والقـنـا
وتغلـب أعلـى فـي نـزار وأغلـبُ

وإن يدعني الحيـان مـن فـرع يقـدم
ويـذكـر يظـهـر ودي المتـحـدبُ

هم القـوم أبنـاء الحـروب سيوفهـم
تعل وتـروى مـن نجيـع وتخضـبُ

مصاليـت أبطـال بهـا ليـل أنجـم
مساعير فـي الهيجـاء دومـاً تغلـبُ

وفي مضـر الحمـراء عـز ونائـل
وبـأس وفيهـم للمخوفيـن مـهـربُ

أبوهم أبو الياسين يسمـو إلـى
العـلا لـه حسـبٌ فـي آل قيـذر مثـقـبُ

وسـن لعدنـان الـديـات فأوسـقـت
لسنتـه والقـائـل الـحـق أغـلـبُ

وأبقـى لإليـاس وعيـلان مفـخـرا
ومنزلـة منهـا السمـا كـان أقـربُ

وعيلان صفو الصفـو مـن آل قيـذر
إذا طـاب فـي آل الذبيـح التنـسـبُ

جـوادا إذا مالغيـث أخلـف نــوءه
ومـاج حريـق بالأعاصيـر أنكـبُ

لعمـري لقـد أبقـى لقيـس شمائـلا
يقـوم بهـا بيـت الفخـار المطنـبُ

هم القوم طابـت نبعـة الجـود منهـمُ
وغيرهـمُ فيـنـا ســلام وخـلـبُ

وقد مـلأت مـا بيـن برقـة عنـوة إلى
الشحر مـن قيـس ألـوف مكتـبُ

وهم ما همو فـي كـل يـوم كريهـة
إذا جـن نـبـع بالمنـايـا تغـلـبُ

وفيهـم ربـاط الأعوجيـات والقـنـا
وأسيافهـم فيهـا القضـاء المـجـربُ

وهم جمرات الحرب لـم يلـف مثلهـم
إذا لم يكن للناس فـي الأمـر مذهـبُ

وجوههـم تنـدى وتـنـدى أكفـهـم
إذا لاح بــرقٌ للمخيلـيـن خـلـبُ

سليـم وعــدوان وفـهـم تنـاولـوا
مفاخـر عـز لـم تنلـهـن يـعـربُ

قبائل مـن قيـس ابـن عيـلان فهـم
لهم في العدا نـابٌ خضيـب ومخلـبُ

وقيس هـم الفرسـان مـا زال منهـم
إلى الموت خطارون والمـوت ينهـبُ

ومن يلفني من يعصر يلـف يعصـرا
لها الصفو في انسابنـا حيـن تنسـبُ

غنـي ومـعـن والطـفـاوة إنـهـم
لهـم مـن نـزار صفوهـا المتنخـبُ

وأيامهـم مشهـورة فــي عـدوهـم
وآثارهـم أحلـى شـرابـاً وأعــذبُ

بـه بلغـت فـوق السمـاء أكفـهـم
وهم قـد حـوا نـار الفخـار فأثقبـوا

وهـم أنزلـوا هونـاً مهينـا بطـيءٍ
له الغيـض فـي أكبادهـم والتحـوبُ

وفي مذحـج منهـم وقائـع لـم يـزل
لهـا نــدب دام وآخــر مخـلـبُ

وكـم لهـمُ مـن وقعـة بعـد وقعـة
لهـا أثـر فـي يعـرب لا يـكـذبُ

وعبـس وذبيـان وأنـمـار إنـهـم
لهم في العـلا بيـت الفخـار المرتـبُ

ومن مثـل عبـد الله والليـث أشجـع
إذا قيل فـي يـوم الهيـاج ألا اركبـوا

بنت غطفـان المجـد وارتقـت العـلا
ونبعتها فـي قيـس عيـلان أصلـبُ

وإن أدع في عليـا هـوازن تأتنـي
قبائل أزكى حيـن تنمـى وأحسـبُ

(غزيـة) نيـران الحـروب ومنهـم
فوارس خطـارون والنقـع أشهـبُ

لهم ما حوى شط العـراق مشرقـا
إلى حيث يحويـه السـرار وغـربُ

وهم ملأوا الأرض الفضـاء بضمـر
ٍعتـاق أبوهـن الوجيـه المذهـبُ

و(سعد) و (دهمان) الكرام و (عامر)
لهم عـزة فـي مجدنـا لا تحجـبُ

وهم ملأوا فـج العـراق بجمعهـم
فنالوا منال الشمس من حيث تغـربُ

(خفاجة) تحمي أرضها بشبـا القنـا
وبيض لها في منقع الهـام مشـربُ

وهم منعونـا مـع (ربيعـة) كلهـا
وعيـلان منهـا ركنهـا متنـكـبُ

يسيرون ما بيـن البزاخـة واللـوى
سباسبهـا يفضـي إليهـن سبسـبُ

وحي عظيم مـن (عبـادة) ظاهـر
لهم سالف نيـل المعالـي ومكسـبُ

مصاليت من (كعب) تلوح وجوههـم
لهم بالندى نادٍ من الجـود مخصـبُ

ومن ( ككلاب ) الأكرميـن إذا ارتـدوا
حمائـل مــوت نــاره تتلـهـبُ

وفي العز من ( عليا نميـر ) أرومـة
لها قمـر فينـا مضـيء وكوكـبُ

وفي القلب من حيي ( هلال بن عامر )
نـوازع حـب لا تـزول وتنـهـبُ

همُ أوطأوا غربـي مصـر جيادهـم
وهم ما هموا والدهر بالنـاس قلـبُ

ولم أزع مـن ودي سواعـة إنهـا
لهاالصفو من ودي الذي لا يؤشـبُ

ولم يخل عن ودي اسم منصور مازن
محل صفـاء عـن تعاديـه أجنـبُ

وعائـذ الـشـم الـذيـن إليـهـم من
المجـد غايـات العـلا تتـأوبُ

وقائعهـم مشهـورة فسألـوا بهـا
سعيد ابـن فضـل والذيـن تألبـوا

شماطيط شتـى مـن قبائـل طـيء
أتى لهم بالنحـس يـوم عصبصـبُ

و زعب حماة الروع شـم محـارب
وقائعـهـم مشـهـورة لا تـكـذبُ

فتلك على الحالات قيس ولـم يـزل
لها القدح في المجد الـذي لا يخيـبُ

وعمرو وعمرو حيث عمرو علمتـه
وقولي بما يقضي به الحـق أوخـبُ

لحـق علينـا ذكـر اليـاس إنــه
لمستنكر مـا عنـه منـا التجنـبُ

خليفـة إسماعيـل فينـا وعـقـده
بهاجـر مشـدود الوصائـل مكـربُ

حمى ديـن إبراهيـم لمـا تطلعـت
عليـه سـبـاع ضـاريـات وأذؤبُ

وأورث للفرعيـن عمـرو وعامـر
مواريث ما أبقـى الذبيـح المقـربُ

لطابخة مجـد مـع النجـم ظاهـر
وعز علـى ظهـر الثـرى مترتـبُ

عـدي وأبنـاء الربـاب وضـبـة
وعمرو ومختـار النجـار المهـذبُ

وجمجمة العليـا تميـم الذيـن هـم
ثقال لأرحـي خنـدف حيـن أجلـبُ

بنو حـارث الشـم الكـرام وعامـر
وعمرو لهم حظ من المجـد محبـبُ

قبائل من عمـرو تواصـوا بخطـة
من العز تحمـي عرضهـم وتذيـبُ

وسعد هم العاذون في المجـد رتبـة
يفاعا لها فـوق المجـرف مسحـبُ

وهل في معد كامرئ القيـس إنهـم
لهم مـن تميـم صفوهـا المتجنـبُ

ووارث إسماعيـل مدركـة الـعـلا
وأنـؤب إبراهيـم والنـاس خـيـبُ

حمى سرح إلياس وقد حـال دونـه
فوراس ظنـوا أن سرحـا سينهـبُ

فقد خرجت ليلـى تخنـدف خشيـة
وكادت لعمري بنت عمـران تسلـبُ

وقال لهـا سيـري رويـداً فإننـي
كفيـل لهـم ان يقتلـوا أو يخيبـوا

فلاقوا لدى عمرو قرى ليـس آنيـا
حزاز حديث الصقل أبيـض متعصـبُ

وأوسعهـم بـراً أخــوة ونـائـل
فنعم مناخ لضيـف والأفـق شهـبُ

ومـن كهذيـل النازليـن بعـقـوة
لها قبس مـن ذروة المجـد مثقـبُ

وقارة عدنان التـي انتصبـت لهـا
قنـاة لهـا مـن آل قيـذر أكعـبُ

وثـم جـذام الحائـزيـن وراثــة من
المجد لا يدنـو لعـار فيرسـبُ

وذودان والأفناء مـن فـرع كاهـل
وعمرو لهم طـود أعـز وأخصـبُ

عزائمهـم فـي كـل يـوم كريهـة
أشد مـن الصـم الجـلاد وأصلـبُ

وهم أسـروا زيـداً فقـاض لديهـم
ُيعالـج أغـلال اليـديـن فينـكـبُ

وحجـراً أذاقـوه المنـون وعفـروا
خدودا عليها واضح اللـون مذهـبُ

وهلبة أبنـاء الذبيـح الـذي سمـى
لهم في طلاب المجد شـأو مغـربُ

كنانة صفوة الصفو والخيـرة التـي
تخيـر منـهـا للنـبـوة منـقـبُ

هـم صفـوة الله الذيـن هـم هـم
ُومنهم عقيـل المكرمـات المهيـبُ

فمنهم رسـول الله طابـت أرومـة
أقـر لهـا مـن أحـمـد الأم والأبُ

قريش هم قـوم الرسـول توارثـوا
خلافتـه نعـم المواريـث تكـسـبُ

فأكرم بقـوم ينـزل الوحـي فيهـم
كريـم إلـى أبياتـهـم يتـصـوبُ

لهم مـن بنـي إسحـاق إرث نبـوة
بمكـة والبيـت العتيـق المحجـبُ

إذا افتخـروا عـدوا عليـاً وجعفـرا ً
وحمزة منهم ليـث غـاب مجـربُ

وآمـنـة الـغـراء أم مـحـمـد
وفاطمـة الزهـراء منهـم وزينـبُ

ومنهم أبـو بكـر وصاحبـه الـذي
على السنن الغرا الكريمـة يغضـبُ

ومنهـم عقيـل والزبيـر وطلحـة
وسعد وعبـد الله منهـم و مصعـبُ

وسبطا النبي الطاهـران الـذا همـا
هلالان في ظلمـاء تخبـوا وتذهـبُ

ومنهم إمام الحـق والعـدل قاسـم
بـلا مريـة فهـو التقـي المهـذبُ

وأولاده الشيـم المداعيـس بالقنـا
نجـوم هـداة مالهـا قـط مغـربُ

ومنهم أمير المؤمنيـن ابـن حمـزة
بأجـداده زيـن الصفـا والمحصـبُ

ونحـن أنـاس أسلمتنـا جـدودنـا
إلـى جنـب للمجـد فيـه تطـلـبُ

ومنهم علي ابـن الحسيـن ومنهـم
بنوه وقـول الحـق أولـى وأوجـبُ

ويحيى بن زيـد والحسيـن وعمـه
هم القوم أزكى حيث كانـوا وأطيـبُ

وزيـد وعبـد الله منهـم وقـاسـم
أخوالرس والهادي الإمـام المقـربُ

وحمزة ذو الجديـن منهـم ومنهـمُ
أبوي الـذي يسمـو إليـه التنسـبُ

لنـا حسـب عـود منيـع تلاعـه
تضاءل فيه هضب رضوى وكوكـبُ

ونحن الملوك الأولـون ولـم يـزل
لنـا أول مـاضٍ وآخـر معـقـبُ

نمينا بني العبـاس أمـلاك هاشـم
إلى حبب في خنـدف ليـس مثلـبُ

أقر لها العبـاس مجـداً ولـم يـزل
لها في قريش فحل عليـاء منحـبُ

همُ منعوا الثغر المخوف فمـا بنـي
لهم سابق في حلبـة العـز ملهـبُ

أكفهـمُ فيهـا الجـنـاء لسـائـل ٍ
وفيها لبـاغٍ يبتـغِ الشـر معطـبُ

ومنا ابن مسعود أخو العلم والتقـى
ومنـا أبـو ذر الغفـاري جـنـدبُ

وهاشم المرقـال منـا ابـن عتبـة
وعكاشـة فيمـا أعـد وأحـسـبُ

فتلـك نـزار الأكرمـون أرومــة
وأني لإسلامـي لأرضـى وأغضـبُ

فنحـن الملـوك الأكرمـون ولايـة
ولا حميـراً ذاك الظـلام المتـبـبُ

ونحن رددنـا ملـك حميـر بعدمـا
تواكلـه روم وخــزر وصقـلـبُ

وسرنا بذي الأدغال في الغرب سيرة
لنـا كلكـل فيهـا منـاخ ومنكـبُ

ونحـن نصرنـا ذا المنـار بجمعنـا
وكان لنا في مرأب الصـدع مـرأبُ

ونحـن قتلنـا فـي تهامـة منهـم ُ
ملوكاً لها شأن من الخطـب منجـبُ

وملك ذا القرنين فهـر بـن مالـك
ومنزلـه حيـث استقـر المحصـبُ

وملك ذا الأعواد منهـم ولـم يكـن
لـه قبلـه ملـك يعـد ويحـسـبُ

وأظهر عدوان ابـن عمـرو بمكـة
فأضحى له في الملك عضو مـؤربُ

ونحـن علونـا بالقلمـس رتـبـة
لها شأو مجد في المراتـب مسقـبُ

وإن عـد قـس مـن معـد وأكثـم
وعـد ربـاب الطيبـون فأوعـبـوا

و ورقـة أن يذكـر و زيـد فإننـي
بذكرهم في الناس أسمـو وأطـربُ

وإن فخرو عدوا ابـن مامـة منهـم
وقيـس إذا غـم الحسـود المخيـبُ

وعوف الوفا البانـي المفاخـر إنـه
ببرد العـلا فـي سالـف متجلبـبُ

لهم سروات السؤدد العـود والنـدى
وأسيافهـم مـن نجـدة تتصـبـبُ

تقاصر عنهـم كـل ركـن مدافـع
فطافـوا بأقطـار البـلاد وجـوبـوا

يسيرون لا يخشون صولـة صائـلٍ
ولا يرهبون المـوت ايـان صـوبُ

وزيـد القنـا والحوفـزان كلاهمـا
هزبـر ولـون نصفـان أخـطـبُ

وأغربة الموت المساعير في الوغى
إذا شيم ذو ودق من الموت أهدبـوا

وحـارث الموفـي بذمـة جــاره
و إن الـذي نـال الجـوار لمذنـبُ

وعدوا إذا عدوا الوفـاء بـن ظالـم
وكـان التوقـي مغنـمـاً يتنـهـبُ

وجذل الطعان الفحـل وابـن مكـرم
فتى لـم توركـه الولائـد شرغـبُ

وعنتـرة الحامـي وقيـس وعامـر
وزيد وبسطام ابـن قيـس وقعنـبُ

وعلقمة والمـرء عمـرو ومنهـمُ
حُحيـة كسـاب الثنـاء المضـربُ

ومن كزهيـر مـن معـد وجعفـر
ومن كزيـاد شيـخ عليـاء منجـبُ

وحاجب ذو القوس الذي طاب ذكـره
غلاماً وعند الشيـب إذ هـو أشيـبُ

وعمرو ابن عمرو وابن مرداس إنهم
ليـوث التلاقـي والعوالـي تصبـبُ

ومـن ككليـب موقـد النـار إنـه
على سبـأٍ منـه مصائـب صوبـوا

أبـاد ملـوك المترفيـن فأصبحـوا
كنقـع تهـاداه السنابـك ملـحـبُ

أناخ بهم من طـود عدنـان كلكـل
من الشر مطوي بـه العـر أجـربُ

لهم في خـزازا وقعـة بعـد وقعـة
على القـوم بالسـلان أيـام كبكـبُ

وفـي ذي أراط يـوم كـان لخيلنـا
محال عليهم فـي المكـر وملعـبُ

وسل عنهم يوم الكـلاب ألـم يكـن
نكالاً عليهـم بأسنـا يـوم عوقـبُ

ويوم التقـت تيـم وكلـب وحميـر
ألم يقتلـوا فـي يـوم ذاك ويغلبـوا

ويوم زيـاد ابـن الهبولـة ناسـخٌ
وقد عضه نابـا حسـام ومضـربُ

وقد غرهم في يـوم طخفـة مثلهـم
أفالا جلا عنهـا السـوام المعـربُ

وكم ملـك منهـم بطخفـة عندنـا
يجـاذب أغـلال الحديـد فيـجـذبُ

وعمـرو أذقنـاه المنـون وساقـه
إليـه سنـان فـي قنـاة ومخلـبُ

أذقناه طعم الموت مـن بعـد عـزه
وكنا ومازلنـا عـن العـار نرغـبُ

وحسان وابن الجون حـل عليهمـا
من الشـر يـوم شمسـه لا تغيـبُ

كأنهـم مـن كـل فـجٍ ضفادعنـا
ولهـا حيتـان بـحـر وسلـهـبُ

أخـو ثقـة يغـري العظـام لعابـه
يخاف الردى منـه مـراراً ويرهـبُ

محاسن من أبنـاء عدنـان حلقـت
بها من بنات الدهر عنقـاء مغـربُ

هـم الخلفـاء الطاهـرون لملكـهم
على الناس ماضٍ أمرهم حيث صوبُ

وأبقت لهم منها محاسـن لـم تكـن
لغيرهـم والقـول بالحـق أوجـبُ

وثارهـم مشهـورة شهـدت بهـا مناسـ
ـكهـم عنـد الحجـون ويثـربُ

وهم ورثوا الملـك القديـم وراثـة
وغيرهم يخشى الأعـادي ويرهـبُ

مفاخـر نالوهـا ولـم يـك نالهـا
رعين ولم يبلـغ مداهـن حوسـبُ

لقد قلت قـولاً لـم تكـن بكريمـة
علـي وجـوه فـي مـلام تقطـبُ

مهذبـة غـراء بكـر ولـم تــزل
تطالـع ممـا قلـت بكـر وثـيـبُ

وما ضرها إن كان في الترب ثاويـاً
زهيـر وأودي جـرول والمسـبـبُ

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
معاند الشماسي
عضو نشط
رقم العضوية : 19618
تاريخ التسجيل : 21 - 01 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 65 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : معاند الشماسي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 02 - 02 - 2008 ]

وإني وإن فارقت نجـــداً وأهــله
= لمحترق الأحشاء شوقاً إلى نجدِ

أروح على وجدٍ وأغدو على وجدٍ
= وأعشق أخلاقاً خلقن من المجدِ

جعد الوبر
شكرا لك

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 03 - 02 - 2008 ]

أخي الكريم / معاند الشماسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بإرهاصات مذهبة الكميت بن زيد الأسدي ودامغة الهمداني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والدرب سنود وكحيلان ما تلحقه الشكة وفوق الشبهة ولا يستشك يا حسين كود الرديين وإلا ترى الطيب وسيع بطانه مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
قصيدة الدامغة للسان اليمن / الهمداني رحمه الله

كُتب : [ 14 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن ديننا الاسلامي الحنيف أمرنا بكل ما فيه ترابط بين المسلمين ونهانا عن أسباب الفرقة التي تضعف الأمة الإسلامية وتشرذمها في وجه الأعداء وقد حدثت الفتن في صدر الإسلام وما زلنا نعيش إرهاصاتها إلى يومنا هذا وأقرب مثال قصيدة / الكميت بن زيد الأسدي والتي أثارت أهل اليمن وجرت أئمة كبار مثل / الهمداني رحمه الله وعفا عنه وتجاوز عن سيئاته في قصيدته الدامغة التي رد بها على / الكميت بن زيد الأسدي علما أنه لم يعاصره فإلى متى سنكون شذر مذر ومتى سنتوحد أمة واحدة لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والحسب هو فعل الاّباء والأجداد وهو ثابت لأهل الأحساب دون منة من أحد والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يوحد كلمة المسلمين ويجمع صفوفهم على كلمة سواء أشهد أن لا إله إلا الله وتعالى الله عما يقول المشركين علوا كبيرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وحب أهل اليمن من الإيمان لما لهم من سابقة في نصرة الإسلام والمسلمين والوقوف في وجه بعض مثقفيهم الذين يسعون لقحطنة القبائل من الإيمان لأنه من باب إشهار تدليس المدلسين أسال الله أن يمن علينا وعليهم بالهداية إنه سميع مجيب وهو القادر على ذلك . قال : لسان اليمن / أبو الحسن الهمداني رحمه الله في تلك الفتنة :

أَلا يَــا دَارُ لَــوْلاَ تَنْطِقِيْـنَـا
فَـإِنَّـا سَائِـلُـونَ ومُخْـبِـرُونَـا

بِمَا قَـدْ غَالَنَـا مِـنْ بَعْـدِ هِنْـدٍ
ومَـاذَا مِـنْ هَوَاهَـا قَـدْ لَقِيْـنَـا

فَضِفْـنَـاكِ الـغَـدَاةَ لتُنْبِئِيْـنَـا
بِهَـا أيْـنَ انْتَـوَتْ نَبَـأً يَقِيْـنَـا؟

وعَنْكِ ، فَقَدْ نَـرَاكِ بَلِيْـتِ حَتَّـى
لَكِـدْتِ، مِـنَ التَّغَيُّـرِ، تُنْكَرِيْـنَـا

أَمِنْ فَقْـدِ القَطِيْـنِ لَبِسْـتِ هَـذا
فَـلاَ فَقَـدَتْ مَرَابِـعُـكِ القَطِيْـنَـا

أَمِ الأَرْوَاحُ جَـرَّتْ فَضْـلَ ذَيْـلٍ
عَلَـى الآيَـاتِ مِنْـكِ فَقَـدْ بَلِيْنَـا

بِكُـلِّ غَمَامَـةٍ سَجَمَـتْ عَلَيْهَـا
تُـرَجِّـعُ بَـعْـدَ إِرْزَامٍ حَنِـيْـنَـا

فَأَبْقَتْ مِنْـكِ آيَـكِ مِثْـلَ سَطْـرٍ
عَلَـى مَدْفُـونِ رَقٍّ لَــنْ يَبِيْـنَـا

فَخِلْـتُ دَوادِيَ الوِلْـدَانِ هَــاءً
إلَى أُخْرَى ، وخِلْـتُ النُّـؤْيَ نُوْنَـا

إِلَى شَعْثِ الذَّوَائِـبِ ذِي غِـلالٍ
يَبُـثُّ النَّاظِرِيْـنَ لَــهُ شُجُـونَـا

وسُفْعٍ عَارِيَـاتٍ حَـوْلَ هَـابٍ
شَكَـوْنَ القَـرَّ إنْ لَـمْ يَصْطَلِيْـنَـا

تَرَى أَقْفَاءهَـا بِيْضًـا وحُمْـرًا
وأَوْجُهَهَـا لِمَـا صُلِّـيْـن جُـوْنَـا

وبَدَّلَـكِ الزَّمَـانُ بِمِثْـلِ هِنْـدٍ
لِطُـوْلِ العَهْـدِ أَطْــلاءً وعِيْـنَـا

وإِلاَّ تَرْجِعِـنَّ لَـنَـا جَـوَابًـا
فَـإنَّـا بِـالـجَـوَابِ لَعَـارِفُـونَـا

كَأَنِّي بِالحُمُـولِ وقَـدْ تَرَامَـتْ
بِأمْثَـالِ النِّـعَـاجِ وقَــدْ حُدِيْـنَـا

وقَدْ جَعَلُوا مُطَـارِ لَهَـا شِمَـال
اًكَمَـا جَعَلُـوا لَهَـا حَضَنًـا يَمِيْنَـا

فَخُلْنَ ، وقَدْ زَهَاهَـا الآلُ ، نَخْـلاً
بِمَسْلَكِـهَـا دَوالِــحَ أَوْ سَفِيْـنَـا

فَأضْحَتْ مِنْ زُبَالَـةَ بَيْـنَ قَـوْمٍ
إلَـى عُلْيَـا خُزَيْـمَـةَ يَعْتَـزُونَـا

وظَنَّ قَبِيْلُهَـا أَسْيَـافَ قَوْمِـي
يَهَبْـنَ الخِنْدِفِـيْـنَ إِذَا انْتُضِيْـنَـا

لَقَدْ جَهِلُوا جَهَالَةَ عَيْـرِ سُـوْءٍ
بِسِفْـرٍ عَـاشَ يَحْمِـلُـهُ سِنِيْـنَـا

لَقَدْ جُعِلُوا طَعَامَ سُيُوفِ قَوْمِـي
فَمَـا بِسِـوَى أُولَـئِـكَ يَغْتَذِيْـنَـا

كَمَـا الجِـرْذَانُ للسِّنَّـورِ طُعْـمٌ
ولَيْـسَ بِهَائِـبٍ مِنْـهَـا مِئِيْـنَـا

كَمَـا جُعِلَـتْ دِمَاؤُهُـمُ شَرَابًـا
لَهُـنَّ بِكُـلِّ أَرْضٍ مَــا ظَمِيْـنَـا

فَلَو يَنْطِقْنَ قُلْـنَ : لَقَـدْ شَبِعْنَـا
بِلَحْـمِ الخِنْدِفِيْـنَ كَـمَـا رَوِيْـنَـا

وأَضْحَكْنَا السِّبَـاعَ بِمُقْعَصِيْهَـا
وأَبْكَيْنَـا بِـهَـا مِنْـهَـا العُيُـونَـا

فَصَـارَ البَـأْسُ بَيْنَهُـمُ رَدِيْـدًا
لِعُدْمِهِـمُ مِـنَ الخَـلْـقِ القَرِيْـنَـا

كَأَكْلِ النّارِ مِنْها النَّفْسَ ، أَنْ
لَـمْتَجِـدْ حَطَبًـا ، وبَعْـضَ المُوقِدِيْنَـا

إذًا لَمْ يَسْكُـنِ الغَبْـرَاءَ خَلْـقٌ
مِنَ الثَّقَلَيْـنِ ـعِلْمِـيْ ـمَـا بَقِيْنَـا

سِوَانَا يَالَ قَحْطَـانَ بْـنِ هُـوْدٍ
لأَنَّــا لِلْـخَـلاَئِـقِِ قَـاهِـرُونَـا

ونَحْنُ طِـلاَعُ عَامِرِهَـا ، وإِنَّـا
عَلـيْـهِ لِلـثَّـرَاءِ المُضْعِـفُـونَـا

وصِرْنَا إِذْ تَضَايَقَ فـي سِـوَاهُ
مِنَ العَافِـي الخَـرَابِ لَهَـا سُكُونَـا

فَأصْبَحَ مَنْ بِهَا مِنْ غَيْرِ قَوْمِـي
بِهَـا، حَيْـثُ ، انْتَهَـوا مُتَخَفِّرِيْنَـا

كَأنَّـهُـمُ إِذَا نَـظَـرُوا إِلَيْـنَـا
لِذِلَّتِـهِـمْ قُـــرُوْدٌ خِاسِـئُـونَـا

نَذَمُّ لَهُمْ بِسَـوْطٍ حَيْـثُ كَانُـوا
فَهُـمْ مَــادَامَ فِيْـهِـمْ آمِنُـونَـا

فَإنْ عَدِمُوْهُ أَوْ عَدِمُـوا مَقَامًـا
لِوَاحِـدِنَـا فَـهُـمْ مُتَخَطَّـفُـونَـا

ولَـوْلاَ نَبْتَغِـي لَـهُـمُ بَـقَـاءً
لَقَـدْ لاقَـوا بِبَطْشَتِـنَـا المَنُـونَـا

أَوِ اسْتَحْيَوا ، عَلَى ذُلٍّ ، فَكَانُـوا
كَأَمْـثَـالِ الـنِّـعَـالِ لِوَاطِئِـيـنَـا

ولَكِـنَّ الفَتَـى ، أَبَـدًا ، تَــرَاهُ
بِمَـا هُـوَ مَالِـكٌ ، حَدِبًـا ضَنِيْنَـا

فَرُوِّيَ عَظْمُ يَعْرُبَ ، فـي ثَـرَاهُ ،
مِـنَ الفَرْغَيْـنِ ، وَاكِفَـةً هَتُـوْنَـا

أَبِي القَرْمَيـنِ : كَهْـلاَنٍ أَبِيْنَـا ،
وحِمْيَـرَ عَمِّنَـا وأَخِــي أَبِيْـنَـا

كما نَجَلَ المُلُـوْكَ وكَـلَّ لَيْـثٍ
شَدِيْدِ البَـأسِ ، مَـا سَكَـنَ العَرِيْنَـا

ولَكِنْ قَـدْ تَـرَى مِنْـهُ إِذَا مَـا
تَعَصَّى السَّيْـفَ ذَا الأَشْبَـالِ دُوْنَـا

وذَاكَ إذَا نُسِبْنَـا يَـوْمَ فَـخْـرٍ
يَنَـالُ بِبِعْـضِـهِ العُلْـيَـا أَبُـونَـا

بِهِ صِرْنَـا لأَدْنَـى مَـا حَبَانَـا
مِـنَ المَجْـدِ الأَثِـيْـلِ مُحَسَّدِيْـنَـا

تَمَنَّـى مَعْـشَـرٌ أَنْ يَبْلُـغُـوهُ
فأَضْـحَـوا لِلسُّـهَـا مُتَعَاطِيِيْـنَـا

وأَهْلُ الأَرْضِ لَوْ طَالُوا وطَالُـوا
فَلَيْـسُـوا لِلْكَـوَاكِـبِ لامِسِيْـنَـا

فَلَمَّـا لَـمْ يَنَالُـوا مـا تَمَنَّـوا
وصَــارُوا للتَّغَـيُّـظِ كاظِمـيْـنَـا

أَبَانُوا الحِسْدَ والأَضْغَـانَ مِنْهُـمْ
فَـصَـارُوا للجَهَـالَـةِ سَاقِطِيْـنَـا

وغَرَّهُـمُ نُبَـاحُ الكَلْـبِ مِنْهُـمْ
وظَنُّـونَـا لِـكَـلْـبٍ هَائِبِـيْـنَـا

وإِنْ تَنْبَحْ كِـلابُ بَنِـيْ نِـزَارٍ
فَـإِنَّـا للـنَّـوَابِـحِ مُجْـحِـرُونَـا

ونُلْقِمُهَا ، إذا أَشْحَـتْ ، شَجَاهَـا
لِيَعْدِمْـنَ الهَـرِيْـرَ ، إذَا شَحِيْـنَـا

ونَحْنُ لِنَاطِحِيْهِـمْ رَعْـنُ طَـوْدٍ
بِـهِ فُـلَّـتْ قُــرُونُ النَّاطِحِيْـنَـا

ولَوْ عَلِمُوا بِـأَنَّ الجَـوْرَ هُلْـكٌ
لَكَانُـوا فـي القَضِـيَّـةِ عَادِلِيْـنَـا

ولَيْسَ بِشَاهِدِ الدَّعْـوَى عَلَيْهَـا
ولا فِيْـهَـا يَـفُـوزُ الخَاصِمُـونَـا

ولَوْ عَلِمُوا الَّذِي لَهُـمُ ، ومَـاذَا
عَليْهـمْ مِنْـهُ ، كَانُـوا مُنْصِفِيْـنَـا

ولَوْ عَرَفُوا الصَّوَابَ بِمَا أَتَـوْهُ
لَمَـا كَـانُـوا بِجَـهْـلٍ نَاطِقِيْـنَـا

وكَانُوا لِلْجَـوَابِ بِمَـا أَذَاعُـوا
عَـلَـى أَخْوَالِـهِـمْ مُتَوَقِّعِـيْـنَـا

فَكَمْ قَومٍ شَرَوا خَرَسًـا بِنُطْـقٍ
لمُرْغِمِـهِ الـجَـوَابَ مُحَاذِرِيْـنَـا

فَمَا وَجَدُوا رَعَاعًا يَـوْمَ حَفْـلٍ
ولا عِـنْـدَ الهِـجَـاءِ مُفَحَّمِيْـنَـا

ولا وَجَدُوا غَداةَ الحَرْبِ عُـزْلاً
لِـحَـدِّ سُيُـوفِـهِـمْ مُتَهَيِّبِـيْـنَـا

ولَكِـنْ ، كُــلَّ أَرْوَعَ يَعْـرُبِـيٍّ
يَهُـزُّ بِكَـفِّـهِ عَضْـبًـا سَنِيْـنَـا

يُعَادِلُ شَخْصُهُ في الحَرْبِ جَيْشًا
وأَدْنَـى كَـيْـدِهِ فِيْـهَـا كَمِيْـنَـا

ودَامِغَةٍ كَمِثْـلِ الفِهْـرِ تَهْـوِي
عَلَـى بَيْـضٍ فَتَتْـرُكُـه طَحِيْـنَـا

تَرُدُّ الطُّـوْلَ للأَسَـدِيِّ عَرْضًـا
وتَقْلِـبُ مِنْـهُ أَظْـهُـرَهُ بُطُـونَـا

فَيَا أَبْنَـاءَ قَيْـذَرَ عُـوْا مَقَالِـي
أَيَحْسُـنُ عِنْدَكَـمْ أَنْ تَشْتُمُـونَـا؟

ونَحْنُ وُكُوْرُكُمْ في الشِّرْكِ قِدْمًـا
وفـي الإِسْـلامِ نَحْـنُ النَّاصِرُونَـا

ونَحْـنُ لِعِلْيَـةِ الآبَـاءِ مِنْكُـمْ
بِبَعْـضِ الأُمَّـهَـاتِ مُشَارِكُـونَـا

كَمَا شَارَكْتُمُ فـي حِـلِّ قَومِـي
بِحُـورِ العِيْـنِ ، غَيْـرَ مُسَافِحِيْنَـا

فَلاَ قُرْبَى رَعَيْتُـمْ مِـنْ قَرِيْـبٍ
ولا لِلْـعُـرْفِ أَنْـتُـمْ شَاكِـرُونَـا

وكَلَّفْـتُـمْ كُمَيْتَـكُـمُ هِـجَـاءً
لِيَـعْـرُبَ بالقَصَـائِـدِ مُعْتَدِيْـنَـا

فَبَـاحَ بِمَـا تَمَنَّـى إِذْ تَـوَارَى
طِـرِمَّـاحٌ بِمُـلْـحَـدِهِ دَفِـيْـنَـا

وكَانَ يَعِزُّ ـوَهْوَ أَخُو حَيَـاةٍ
ـعَلَـيْـهِ الـــذَّمُّ لِلْمُتَقَحْطِنِـيْـنَـا

ولَسْتُمْ عَادِمِيْـنَ بِكُـلِّ عَصْـرٍ
لَـنَـا إِنْ هِجْـتُـمُ مُتَخَمِّطِـيْـنَـا

وسَوْفَ نُجِيْبُهُ ، بِسِوَى جَـوابٍ
أَجـابَ بِـهِ ابْـنُ زِرٍّ ، مُوْجِزِيْـنَـا

وغَيْرِ جَوَابِ أَعْوَرَ كَلْـبَ ، إِنَّـا
مِـنَ المَجْـدِ المُؤَثَّـلِ مُوْسَعُـونَـا

وقَدْ قَصَـرَا ، ولَمَّـا يَبْلُغَـا مَـا
أَرَادَا مِـنْ جَــوابِ الفَاضِلِيْـنَـا

وكُثِّرَ حَشْوُ مـا ذَكَـرُوا ولَمَّـا
يُصِيْـبَـا مَـقْـتَـلاً لِلآفِكِـيْـنَـا

وخَيْرُ القَـوْلِ أَصْدَقُـهُ كَمَـا إِنْنَ
شَـرَّ القَـوْلِ كِـذْبُ الكَاذِبِيْـنَـا

وما عَطِبَ الفَتَى بالصِّدْقِ يَوْمًـا
ولا فَـاتَ الفَتَـى بِالكِـذْبِ هُـوْنَـا

فَلا يُعْجِبْكُـمُ قَـوْلُ ابْـنِ زَيْـدٍ
فَمَـا هُــوَ قَـائِـدٌ لِلشَّاعِرِيْـنَـا

ولا وَسَطًـا يُعَـدُّ ، ولا إِلَـيْـهِ ،
ولَكِـنْ كَـانَ بَـعْـضَ الأَرْذَلِيْـنَـا

لَقَدْ سَرَقَ ابْنَ عابِسَ بَعضَ شِعْرٍ
« قِفُـوا بالـدَّارِ وِقْفَـةَ حَابِسِيْنَـا »

وما قِدَمُ الفَتَـى إِنْ كَـانَ فَدْمًـا
يَكُـونُ بِــهِ مِــنَ المُتَقَدِّمِيْـنَـا

ولا تَأْخِيْـرُهُ إِنْ كَــانَ طَـبًّـا
يَكُـونُ بِــهِ مِــنَ المُتَأَخِّرِيْـنَـا

ونَحْنُ مُحَكِّمُـوْنَ مَعًـا وأَنْتُـمْ
بِمَـا قُلْـنَـا وقُلْـتُـمْ ، آخَرِيْـنَـا

فِإنْ حَكَمُوا لَنَا طُلْنَـا ، وإِنْ هُـمْ
لَكُـمْ حَكَمُـوا ، فَنَحْـنُ الأَقْصَرُونَـا

أَلاَ إِنَّـا خُلِقْنَـا مِـنْ تُــرَابٍ
ونَحْـنُ مَـعًـا إِلَـيْـهِ عَائِـدُونَـا

وأَنْ لَسْتُمْ بِأَنْقَصَ مَـنْ رَأَيْتُـمْ
ولا أَهْــلُ الـعُـلُـوِّ بِكَامِلِـيْـنَـا

ومَا افْتَخَرَ الأَنَـامُ بِغَيْـرِ مُلْـكٍ
قَـدِيْـم ،ٍ أَوْ بِـدِيْـنٍ مُسْلِمِـيْـنَـا

ومَـا بِسِوَاهُمَـا فَخْـرٌ ، وإِنَّـا
لِـذَلِـكَ ، دُونَ كُــلٍّ ، جَامِعُـونَـا

ألَسْنَـا السَّابِقِيـنَ بِكُـلِّ فَخْـرٍ
ونَـحْـنُ الأَوَّلُــونَ الأَقدَمُـونَـا

ونَحْنُ العَارِبُـونَ فَـلاَ تَعَامَـوا
وأَنْـتُـمْ بَعْـدَنـا المُسْتَعْرِبُـونَـا

تَكَلَّمْتُـمْ بِأَلْسُنِـنَـا فَصِـرْتُـمْ
بِفَضْـلِ القَـوْمِ مِنَّـا ، مُفْصِحِيْـنَـا

مَلَكْنَـا ، قَبْـلَ خَلْقِكُـمُ ، البَرايَـا
وكُـنَّـا ، فَوْقَـهُـمْ ، مُتَأَمِّـرِيْـنَـا

فَلَمَّـا أَنْ خُلِقْتُـمْ لَـمْ تَكُونُـوا
لَنَـا فــي أمْـرِنَـا بِمُخَالِفِيْـنَـا

وكُنْتُمْ في الَّـذِي دَخَـلَ البَرَايَـا
بِـطَـوْعٍ أَوْ بِـكَـرْهٍ دَاخِلِـيْـنَـا

ومَا زِلْتُمْ لنَا ، في كُـلِّ عَصْـرٍ ،
مَلَكْـنَـا أَوْ مَلَكْـتُـمْ ، تَابِعِـيْـنَـا

أَعَنَّـاكُـمْ بِدَوْلَتِـكُـمْ ، ولَـمَّـا
نُـرِدْ مِنْكُـمْ ، بدَوْلَتِـنَـا ، مُعِيْـنَـا

لِفَاقَتِكُـمْ إِليْـنَـا إِذْ حَسَـرْتُـمْ
وإِنَّـا عَــنْ مَعُونَتِـكُـمْ غَنِيْـنَـا

وإِنَّـا لَلَّـذِيْـنَ عَرَفْتُـمُـوهُ
لَكُـمْ فـي كُـلِّ هَـيْـجٍ قَاهِرِيْـنَـا

وإِنَّــا لَلَّـذيْـنَ عَلِمْتُـمُـوهُ
لَكُـمْ ، فـي كُـلِّ فَخْـرٍ ، فَائِتِيْـنَـا

يَراكُمْ بَيْنَ قَومِي مَـنْ يَرَاكُـمْ
كَمِلْـحِ الـزَّادِ ، لا بَـلْ تَنْـزُرُونَـا

ونَحْـنُ أَتَـمُّ أَجْسَامًـا ولُبًّـا
وأَعْظَـمُ بَطْشَـةً فـي البَاطِشِيْنَـا

سَنَنَّا كُـلَّ مَكْرُمَـةٍ فَأَضْحَـتْ
لِتَابِعِنَـا مِــنَ الأَدْيَــانِ دِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحْنُ لم يَعْرِفْ جَمِيْـلاً
ولا قُبْـحًـا ، جَمِـيْـعُ الفَاعِلِيْـنَـا

وعَرَّفْنَا المُلُوْكَ بِكُـلِّ عَصْـرٍ
بِـآسَـاسِ التَّمَـلُّـكِ ، مُنْعِمِيْـنَـا

وعَوَّدْنَـا التَّحِيَّـةَ تابِعِيْـهِـمْ
ومَـا كَـانُـوا لَـهَـا بِمُعَوَّدِيْـنَـا

وإِلاَّ فَانْظُرُوا الأَمْـلاكَ تَلْقَـوا
جَمِيْعَـهُـمُ بِقَـوْمِـي مُقْتَـدِيْـنَـا

وسَنَّنَّـا النَّشِيْطَـةَ والصَّفَايَـا
ومِـرْبَـاعَ الغَنَـائِـمِ غَانِمِـيْـنَـا

وبَحَّرْنَـا وسَيَّبْـنَـا قَدِيْـمًـا
فَمَـا كُنْـتُـمْ لِــذَاكَ مُغَيِّرِيْـنَـا

فَكُنْتُـمْ لِلُّحَـيِّ كَطَـوْعِ كَـفٍّ
وكُنْـتُـمْ لِلـنَّـبِـيِّ مُعَانِـدِيْـنَـا

وأَحْدَثْنَا الأَسِنَّةَ حِيْـنَ كَانَـتْ
أَسِـنَّـةُ آلِ عَـدْنَـانٍ قُـرُونَــا

وآلاتِ الحُرُوْبِ مَعًـا بَدَعْنَـا
وفِيْـنَـا سُـنَّـةُ المُتَبَـارِزِيْـنَـا

وأَنْتُمْ تَعْلَمُـونَ بِـأَنْ مَلَكْنَـا
بِسَـاطَ الأَرْضِ غَيْـرَ مُشَارَكِيْـنَـا

ونِصْفَ السَّقْفِ مِنْهَا غَيْرَ شَكٍّ
إِلَيْـنَـا لِلتَّـيَـمُّـنِ تَنْسُـبُـونَـا

مِنَ الغَفْرَيْنِ حَتَّى الحُوْتِ طُوْلاً
وعَرْضًا في الجَنُـوْبِ بِمَـا وَلِيْنَـا

ومُلْقِحَةُ السَّحَابِ لَنَـا ، ومِنَّـا
مَخَارِجُـهَـا ، ومِـنَّـا تُمْطَـرُونَـا

وما بِحِذَاءِ ضَرْعِ الجَوِّ قَـوْمٌ
سِوَانَـا ، مُنْجِـدِيْـنَ ومُتْهِمِيْـنَـا

لَنَا مَطَرُ المَقِيْـظِ بشَهْـرِ آبٍو
تَـمُّـوْزٍ ، وأَنْـتُـمْ مُجْـدِبُـونَـا

يَظَلُّ بِصَحْوَةٍ ويَصُـوبُ فِيْنَـا
زَوَالَ الشَّمْـسِ غَيْـرَ مُقَتَّرِيْـنَـا

ونَزْرَعُ بَعْدَ ذاكَ عَلَـى ثَـرَاهُ
ونَحْصِدُ والثَّرَى قَـدْ حَـالَ طِيْنَـا

عَلَى أَنْ لَم يُصِبْهُ سِوَى طِلالٍ
شُهُـوْرًا ثُـمَّ نُصْبِـحُ مُمْطَرِيْـنَـا

وِأَنْفَسُ جَوْهَرٍ لِـلأَرْضِ فِيْنَـا
مَعَـادِنُـهُ غَـنَـائِـمُ غَانِمِـيْـنَـا

وأَطْيَبُ بَلْـدَةٍ لا حَـرَّ فِيْهَـا
ولا قَــرَّ الشِّـتَـاءِ مُحَاذِرِيْـنَـا

بِهَا إِرَمُ الَّتي لَمْ يَخْلُـقِ الـلَّــهُ ،
مُشْبِهَهَـا بِـدَارِ مُفَاخِرِيْـنَـا

وإِنْ عُدَّتْ أَقَالِيْـمُ النَّواحِـي
فَأَوَّلُـهَـا ، بِـزَعْـمِ الحَاسِبِيْـنَـا،

لَنَا ، ولَنَا جِنَانُ الأَرْضِ جَمْعًـا
ونَـارُ الحُكْـمِ غَـيْـرَ مُكَذَّبِيْـنَـا

فَأَيَّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَرِثْنَـا
وأَيَّ الـعِـزِّ إِلاَّ قَــدْ وَلِـيْـنَـا

وأَ[وْ]ضَحْنَا سَبِيْلَ الجُوْدِ حَتَّى
أَبَانَـتْ فـي الدُّجَـى لِلْسَّالِكِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحْنُ مَا عُرِفَـتْ لأَنَّـا
إِلـى سُبِـلِ المَكَـارِمِ سَابِقُـونَـا

ومَـا أَمْوَالُنَـا فِيْنَـا كُنُـوْزًا
إِذَا اكْتَنَـزَ الـوُفُـوْرَ الكَانِـزُونَـا

ولَكِـنْ للوُفُـوْدِ وكُـلِّ جَـارٍ
أَرَقَّ ولِلـضُّـيُـوفِ النَّازِلِـيْـنَـا

نُعِدُّ لَهمْ مِنَ الشِّيْـزَى جِفَانًـا
كَأَمْـثَـالِ الـقِـلاتِ إِذَا مُلِـيْـنَـا

فَمِنْ شِقٍّ يَنَالُ الرَّكْـبُ مِنْهَـا
ومِـنْ شِـقٍّ يَـنَـالُ القَاعِـدُونَـا

تَلَهَّمُ نِصْفَ كُـرٍّ مِـنْ طَعَـامٍ
وكَوْمَـاءَ العَرِيْـكَـةِ أَوْ شَنُـوْنَـا

عَبِيْطَةَ مَعْشَـرٍ لَمَّـا يَكُوْنُـوا
بِــأَزْلاَمٍ عَلَـيْـهَـا يَاسِـرِيْـنَـا

ومَا نَزَلَتْ لَنَا في الدَّهْرِ قِـدْرٌ
عَـنِ الأُثْفَـاةِ ، أَجْـلَ الطَّارِقِيْـنَـا

فَمَا لَيْلُ الطُّهَاةِ سِـوَى نَهَـارٍ
لَدَيْـنَـا ذَابِحِـيْـنَ وطَابِخِـيْـنَـا

وأَكَلُبُنَـا يَبِتْـنَ بِكُـلِّ رِيْـعٍ
لِمَـنْ وَخَّـى المَنَـازِلَ يَلْتَقِيْـنَـا

فَبَعْضٌ بالبَصَابِـصِ مُتْحِفُـوهُ
وبَـعْـضٌ نَحْـوَنَـا ، كَمُبَشِّرِيْـنَـا

لِمَا قَدْ عُوِّدَتْ وجَـرَتْ عَلَيْـهِ
لِـوَفْـدٍ عِـنْـدَنَـا لا يُفْـقَـدُونَـا

تَرَاهُمْ عِنْـدَ طَلْعَتِهِـمْ سَـوَاءً
وأَمْـلاكًـا عَلَـيْـنَـا مُنْزَلِـيْـنَـا

ومَا كُنَّـا كَمِثْـلِ بَنِـيْ نِـزَارٍ
لأَطْـفَـالِ المُـهُـودِ بِوَائِـدِيْـنَـا

ومَا أَمْوالُنَـا مِـنْ بَعْـدِ هَـذَا
سِوَى بِيْضِ الصَّفَائِحِ ، مـا غُشِيْنَـا

وأَرْمَـــاحٍ مُثَـقَّـفَـةٍ رِوَاءٍ
بِتَامُـورِ القُلُـوْبِ مَــعَ الكُلِيْـنَـا

ومُشْطَرَةٍ مِـنَ الشَّرْيَـانِ زُوْرٍ
كَسَوْنَـاهُـنَّ مَرْبُـوعًـا مَتِـيْـنَـا

بِهِ عِنْدَ الفِـرَاقِ لِكُـلِّ سَهْـمٍ
يَكُـونُ بِزَوْرِهَـا يُعْلِـي الرَّنِيْـنَـا

وجُرْدٍ كَـانَ فِيْنَـا لا سِوَانَـا
مَعَارِقُهَـا مَعًـا ، ولَـنَـا افْتُلِيْـنَـا

ومِنَّا صِرْنَ في سَلَفَـيْ نِـزَارٍ
لِـمَـا كُـنَّـا عَلـيَـهِ حَامِلـيْـنَـا

رَبَطْنَاهَـا لِنَحْمِلَهُـمْ عَلَيْـهَـا
إِذا وَفَـدُوا ونَحْمِـي مَــا يَلِيْـنَـا

ولَوْلاَ نَحنُ مَا عَرَفُوا سُرُوْجًـا
ولا كَـانُـوا لَـهُـنَّ مُلَجِّمِـيْـنَـا

عَلَوْنَاهُنَّ قَبْـلَ الخَلْـقِ طُـرًّا
وصَيَّـرْنَـا مَرَادِفَـهَـا حُصُـونَـا

تُرَاثُ شُيُوُخِ صِدْقٍ لَمْ يَزالُـوا
لَـهَـا مِـمَّـنْ تَـقَـدَّمَ وَارِثِيْـنَـا

يَظَلُّ النَّاسُ مِنْ فَـرَقٍ إِذَا مَـا
عَلَوْنَاهُـنَّ فــي شِـكَـكٍ ثُبِيْـنَـا

ونَمْنَـعُ جَارَنَـا مِمَّـا مَنَعْنَـا
ذَوَاتِ الــدَّلِّ مِـنْـهُ والبَنِـيْـنَـا

ومَا هُمْ عِنْدَنَـا بِأعَـزَّ مِنْهُـمْ
نَقِيْهِـمْ بالنُّفُـوسِ ولَــو رَدِيْـنَـا

ونَكْظِـمُ غَيْظَنَـا أَلاَّ يَـرَانَـا
عَــدُّوٌ أَوْ مُـحِـبٌّ ، طَائِشِـيْـنَـا

وعَلَّ بِكُـلِّ قَلْـبٍ مِـنْ جَـوَاهُ
لِـذَاكَ الغَـيْـظِ نَــارًا تَجْتَوِيْـنَـا

نَصُوْنُ بِـذَاكَ حِلْمًـا ذَا أَوَاخٍ
رَسَـا فِيْهَـا حِـرَاءُ وطُـورُ سِيْنَـا

نَظَلُّ بِهِ إِذًا ، مَـا إنْ حَضَرْنَـا
جَمَـاعَـةَ مَحْـفِـلٍ ، مُتَتَوِّجِـيْـنَـا

ولَسْنَا مُنْعِمِيْـنَ بِـلا اقْتِـدَارٍ
ونِعْـمَ العَفْـوُ عَـفْـوُ القَادِرِيْـنَـا

وإِنْ نَعْصِـفْ بِجَبَّـارٍ عَنِيْـدٍ
يَصِـرْ بَعْـدَ التَّجَـبُّـرِ مُسْتَكِيْـنَـا

كَعَصْفَتِنَا بِمَنْ عَلِمَـوا قَدِيْمًـا
مِـنَ الخُلَفَـاءِ لَـمَّـا سَـاوَرُونَـا

ولَسْنَا حَاطِمِيْـنَ إِذَا عَصَفْنَـا
سِـوَى الأَمْــلاكِ والمُتَعَظِّمِيْـنَـا

كَعَصْفِ الرِّيْحِ يَعْقِرُ دَوْحَ أَرْضٍ
ولَيْـسَ بِعَاضِـدٍ مِنْهَـا الغُصُـونَـا

ونَغْدُوا بِاللُّهَامِ المَجْـرِ ، يُغْشِـي
بِلَمْـعِ البَيْـضِ مِنْـهُ ، النَّاظِرْيـنَـا

فَنَتْرُكُ دَارَ مَـنْ سِرْنَـا إِلَيْـهِ
تَئِـنُّ لَـدَى القُفُـولِ بِنَـا أَنِيْـنَـا

وقَدْ عُرِكَتْ فَسَاوَى الحَزْنُ مِنْهَا
سَبَاسِبَـهَـا ، بِكَلْـكَـلِ فَاحِسِيْـنَـا

كَما دَارَتْ رَحًى مِنْ فَوْقِ حَـبٍّ
تَدَاوَلُـهَـا أَكُــفُّ المُسْغَبِـيْـنَـا

فَأَصْبَحَ مَا بِهَـا لِلرِّيْـحِ نَهْبًـا
[كَمَـا] انْتَهَبَـتْ ، لخِفَّتِـهِ ، الدَّرِيْنَـا

سِوَى مَنْ كَانَ فِيْهَا مِنْ عَرُوْبٍ
تُفَتِّـرُ ، عِنْـدَ نَظْرتِهَـا ، الجُفُـونَـا

فإِنَّـا مُنْكِحُـو العُـزَّابِ مِنَّـا
بِـهِـنَّ لأَنْ يَبِيْـتُـوا مُعَرِسِيْـنَـا

بِـلاَ مَهْـرٍ كَتَبْنَـاهُ عَلَيْـنَـا
ومَـا كُـنَّـا لَـهُـنَّ بِمُحْصِرِيْـنَـا

سِوَى ضَرْبٍ كَأَشْدَاقِ البَخَاتِـي
مِـنَ الهَامَـاتِ ، أَو يَـرِدُ المُتُونَـا

تَرَى أَرْجَاءهُ ، مِمَّـا تَنَـاءتْ ،
وأَرْغَــبَ كَلْمِـهَـا لا يَلْتَقِـيْـنَـا

وطَعْنٍ مِثْلِ أَبْهَـاءِ الصَّيَاصِـي
وأَفْــوَاهِ الـمَـزَادِ إِذَا كُفِـيْـنَـا

تَرَى مِنْها إِذَا انْفَهَقَـتْ بِفِيْهَـا
مِـنَ الخَضْـرَاءِ بَاعًـا مُسْتَبِيْـنَـا

ولَسْنَـا للغَرائِـبِ مُنْـذُ كُنَّـا
بِغَيْـرِ شَبَـا الرِّمَـاحِ ، بِنَاكِحِيْـنَـا

ومَا بَرزَتْ لَنَـا يَوْمًـا كَعَـابٌ
فَتَلْمَحَـهَـا عُـيُـونُ النَّاظِرِيْـنَـا

ولا أَبْـدَى مُخَلْخَلَهَـا ارْتِيَـاعٌ
لأِنَّــا لِلْـكَـواعِـبِ مَانِـعُـونَـا

ولا ذَهَـبَ العَـدُوُّ لَنَـا بِوِتْـرٍ
فَأَمْسَيْـنَـا عَلَـيْـهِ مُغَمِّضِـيْـنَـا

نُضَاعِفُـهُ إِذَا مَـا نَقْتَضِـيْـهِ
كإِضْـعَـافِ المُعَيِّـنَـةِ الـدُّيُـونَـا

وقَدْ تَأْبَـى قَنَـاةُ بَنِـيْ يَمَـانٍ
عَلَـى غَمْـزِ العُـدَاةِ بِـأَنْ تَلِيْـنَـا

كَمَا تَأْبَى الصُّدُوْعَ لَهُمْ صَفَـاةٌ
تُحِيْـطُ بِهَـا فُـؤُوْسُ القَارِعِيْـنَـا

وكَبْـشِ كَتِيْبَـةٍ قَـدْ عَادَلَتْـهُ
بِأَلْـفٍ ، فـي الحـديْـدِ مُدَجَّجِيْـنَـا

أُتِيْـحَ لَـهُ فَتًـى مِنَّـا كَمِـيٌّ
فَــأَرْدَاهُ وأَرْكَـبَــهُ الجَبِـيْـنَـا

وغَادَرَهُ كَـأَنَّ الصَّـدْرَ مِنْـهُ
وكَـفَّـيْـهِ ، بِقِـنْـدِيْـدٍ طُلِـيْـنَـا

تَظَـلُّ الطَّيْـرُ عَاكِفَـةً عَلَيْـهِ
يُنَـقِّـرْنَ البَضِـيْـعَ ويَنْتَقِـيْـنَـا

وأَبْقَيْنَـا مَـآتِـمَ حَـاسِـرَاتٍ
عَلَـيْـهِ يَنْتَـزِيْـنَ ويَسْتَفِـيْـنَـا

فَكَيْفَ نَكُوْنُ في زَعْمِ ابْنِ زَيْـدٍ
عَلَى هَـذَا : « كَشَحْمَـةِ مُشْتَوِيْنَـا »؟

ونَحْنُ لِلَطْمَـةٍ وَجَبَـتْ عَلَيْنَـا
دَخَلْنَـا النَّـارَ عَنْـهَـا هَازِئِيْـنَـا

ونَحْنُ المُرْجِفُوْنَ لأَرْضِ نَجْـدٍ
بِـأَنْـفِ قُضَـاعَـةٍ والمَذْحِجِيْـنَـا

فَمَـادَتْ تَحْتَنَـا لَمَّـا وَطِئْنَـا
عَلَيْـهَـا وَطْـــأةَ المُتَثَاقِلِـيْـنَـا

أَبَلْنَا الخَيْلَ فِيْهَـا غَيْـرَ يَـوْمٍ
وظَلَّـتْ فـي أَطِلَّتِـهَـا صُفُـونَـا

ورُحْنَ ، تَظُنُّ مَا وَطِئَتْـهُ مـاءً
يَموُجُ مِنَ الوَجَى في الخَطْـوِ طِيْنَـا

ورُحْنَا مُرْدِفِيْـنَ مَهَـا رُمَـاحٍ
تُقَعْقِـعُ عِيْسُنَـا مِنْـهَـا البُرِيْـنَـا

تَنَظَّرُ وَفْـدَ مَعْشَرِهَـا عَلَيْنَـا
لِـمَـنٍّ أَوْ نِـكَـاحٍ تَــمَّ فِـيَـنْـا

ونَحْنُ المُقْعِصُونَ فَتَـى سُلَيْـمٍ
عُـمَـارةَ بالغُمَـيْـرِ مُصَبِّحِيْـنَـا

وحَمَّلْنَا بَنِـيْ العَـلاَّقِ جَمْعًـا
بِعِتْـقِ أَخِيْـهِـمُ حِـمْـلاً رَزِيْـنَـا

وطَوَّقْنَـا الجَعَافِـرَ فـي لَبِيْـدٍ
بِطَـوْقٍ كَــانَ عِنْـدَهُـمُ ثَمِيْـنَـا

ولَمْ نَقْصِـدْ لِـوَجٍّ ، إِنَّ فِيْهَـا
ـفَلاَ قَرُبَـتْ ـمَحَـلَّ الرَّاضِعِيْنَـا

وغَادَرْنَا بَنِـي أَسَـدٍ بِحُجْـرٍ
وقَـد ثُرْنَـا حَصِـيْـدًا خامِدِيْـنَـا

كَمِثْلِ النَّخْلِ مَا انْقَعَرَتْ ، ولَكِنْ
بِأَرْجُلِـهِـمْ تَـرَاهُـمْ شَاغِرِيْـنَـا

تَقَوَّتُهُمْ سِبَاعُ الأَرْضِ حَـوْلاً
طَرِيًّـا ، ثُــمَّ مُخْتَـزَنًـا قَيِيْـنَـا

وزَلْزَلْنَـا دِيَارَهُـمُ فَـمَـرَّتْ
تُبَـادِرُنَـا بِأَسْـفَـلِ سَافِلِـيْـنَـا

بِمُضْمَرَةٍ ، تُقِلُّ لُيُـوْثَ هَيْـجٍ ،
عَلَـى صَهَواتِـهَـا ، مُسْتَلْئِمِيْـنَـا

تَظَلُّ ، عَلَى كَوَاثِبِهَا ، وَشِيْـجٌ
كَأَشْـطَـانٍ بِـأَيْـدِيْ مَاتِحِيْـنَـا

ومَا قَتَلُوا أَخَانَا ، يَوْمَ هَيْـجٍ ،
فَنَعْـذُرَهُـمْ ، ولَـكِـنْ غَادِرِيْـنَـا

ومَا كَانَتْ بَنُو أَسَـدٍ فَغُـرُّوا
بِجَمْـرَةِ ذِيْ يَمَـانٍ ، مُصْطَلِيْـنـا

أَلَيْسُوا جِيْرَةَ الطَّائِيْـنَ مِنَّـا
بِهِـمْ كَانُـوا قَدِيْـمًـا يُعْرَفُـونَـا

هُمُ كَانُوا قَدِيْمًـا قَبْـلَ هَـذَا
لإِرْثِـهِـمُ لِهَالِـكِـهِـمْ قُـيُـونَـا

وحَسْبُكَ حِلْفُهُمْ عَارًا عَلَيْهِـمْ
وهُـمْ كَانُـوا لِـذَلِـكَ طَالِبِيْـنَـا

ولَوْ قَامَتْ ، عَلَى قَوْمٍ ، بِلَـوْمٍ
جَوارِحُهُـمْ ، مَـقَـامَ الشَّاهِدِيْـنَـا

إِذًا ، قَامَتْ عَلَى أَسَدٍ وحَتَّـى
ثِيَابُـهُـمُ اللَّـوَاتِـيْ يَلْبَـسُـونَـا

بِلَـوْمٍ ، لا تَحِـلُّ بِـهِ صَـلاةٌ
بِـهِ أَضْحَـوا لَـهُـنَّ مُدَنِّسِيْـنَـا

ولَيْسَ بِزائِلٍ عَنْهُـمْ إِلَـى أَنْ
تَـرَاهُـمْ كَالأَفَـاعِـي خَالِسِيْـنَـا

ولاسِيَمَا بَنِـي دُوْدَانَ مِنْهَـا
وكَاهِلِـهَـا إِذَا مــا يُجْبَـرُونَـا

وهُمْ مَنُّوا ، بِإِسْـلامٍ رَقِيْـقٍ ،
عَلَـى رَبِّـيْ ، ولَيْسُـوا مُخْلِصِيْنَـا

وثُرْنَا بِابْنِ أَصْهَبَ وابْنِ جَوْنٍ
فَكُنَّـا حِيْـنَ ثُـرْنَـا مُجْحِفِيْـنَـا

فَخَرَّتْ جَعْدَةٌ ، بِسُيُوفِ قَوْمِيْ ،
وضَبَّـةُ ، حِيْـنَ ثُرْنَـا ، سَاجِدِيْنَـا

وآلُ مُزَيْقِيَـا ، فَلَقَـدْ عَرَفْتُـمْ
قِرَاعَـهُـمُ ، فَـكُـرُّوا عَائِدِيْـنَـا

ويومَ أُوَارَةَ الشَّنْعَـاءِ ظَلْنَـا
نُحَـرِّقُ بِابْـنِ سَيِّـدِنَـا مِئِيْـنَـا

ودَانَ الأَسْوَدُ اللَّخْمِـيُّ مِنْكُـمْ
بَـنِــي دُوْدَانَ والمُتَرَبِّـبِـيْـنَـا

بِيَوْمٍ يَتْـرُكُ الأَطْفَـالَ شِيْبًـا
وأَبْكَـارَ الكَوَاعِـبِ مِنْـهُ عُـوْنَـا

وصَارَ إِلَى النِّسَارِ يُدِيْرُ فِيْكُـمْ
مُطَحْطَحَـةً لِمَـا لَهِبَـتْ طَحُـونَـا

فَقَامَ بِثَـأْرِ بَعْضِكُـمُ وبَعْـضٌأَ
حَـلَّ بِـهِ مُشَـرْشَـرَةً حَجُـونَـا

وأَشْرَكَ طَيِّئًا فِيْهَـا فَجَـارَتْ
رِمَاحُـهُـمُ عَـلَـى المُتَمَعْدِدِيْـنَـا

أَدَارُوا كَـأْسَ فاقِـرَةٍ عَلَيْكُـمْ
فَرُحْـتُـمْ مُسْكَـرِيْـنَ ومُثْمَلِيْـنَـا

وآبُوا بِابْنِ مَالِـكٍ القُشَيْـرِيْ
فَسَـرَّحَ مِنْكُـمُ الــدَّاءَ الكَنِيْـنَـا

وهُمْ مَنَعُوا الجَرَادَ أَكُفَّ قَـوْمٍ
دَعَـوْهَـا جَـارَهُـمْ مُتَحَفِّظِيْـنَـا

وعَنْتَرَةَ الفَوَارِسِ قَدْ عَلِمْتـمُ
بِكَـفِّ رَهِيْصِنَـا لاقَـى المَنُـونَـا

ويَسَّرْنَا شَبَاةَ الرُّمْحِ تَهْـوِي
إِلَى ابْـنِ مُكَـدَّمٍ ، فَهَـوَى طَعِيْنَـا

وأَوْرَدْنَا ابْـنَ ظَالِـمٍ المَنَايَـا
ولَسْـنَـا لِلْخَـتُـوْرِ مُنَاظِريْـنَـا

فَذَاقَ بِنَـا أَبُـو لَيْلَـى رَدَاهُ
وكُنَّـا لابْــنِ مُــرَّةَ خَافِرِيْـنَـا

أَجَرْنَـاهُ مِـرَارًا ثُـمَّ لَـمَّـا
تكَـرَّهَ ذِمِّـةَ الطَّائِـيْـنَ حِيْـنَـا

وعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَيْمِـيْيُ ،
مِنْ رِعْـلٍ، قَتِيْـلُ الخَثْعَمِيْنَـا

فَليْسَ بِمُنْكَـرٍ فِيْكُـمْ ، وهَـذَا
سُلَـيْـكٌ ، قَتْـلَـهُ لا تُنْـكِـرُوُنَـا

وغَادَرْنَا الضِّبَابَ عَلَى صُمَيْلٍ
يَجُـرُّوْنَ النَّـوَاصِـيَ والقُـرُونَـا

وفَاتِكَكُـمْ تَأَبَّـطَ قَـدْ أَسَرْنَـا
فَأُلْبِـسَ ، بَعْـدَهَـا ، ذُلاًّ وهُـوْنَـا

وطَاحَ ابْنُ الفُجَاءِ مَطَاحَ سُوْءٍ
تَقَسَّمُـهُ رِمَــاحُ بَـنِـيْ أَبِيْـنَـا

وكَانُوا لِلْقَمَاقِـمِ مِـنْ تَمِيْـمٍ
عَلَـى زُرْقِ الأَسِـنَّـةِ شَائِطِيْـنَـا

هَوَى ، والخَيْلُ تَعْثُرُ في قَنَاهَا ،
لِحُـرِّ جَبِيْنِـهِ فــي التَّاعِسِيْـنَـا

ومَا زِلْنَا بِكُلِّ صَبَـاحِ حَيْـفٍ
نُكِبُّ ، عَلَى السُّـرُوْجِ ، الدَّارِعِيْنَـا

ولَمَّا حَـاسَ جَـوَّابٌ كِلابًـا
تَمَـنَّـعَ فَـلُّـهُـمْ بِالحَارِثِـيْـنَـا

وهُمْ عَرَكُوْهُمُ مِنْ قَبْـلِ هَـذَا
كَمَـا عَـرَكَ الإِهَـابَ الخَالِقُـونَـا

وأَسْقَوا يَوْمَ مَعْرَكِهِـمْ دُرَيْـدًا
بِعَبْـدِ اللهِ فـي كَــأْسٍ يَـرُونَـا

وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيْمٍ
لأَبْـحُـرِ كُــلِّ آلٍ خَائِضِـيْـنَـا

فَأُسْجِرَ بَيْنَهُمْ فِيْهَـا وَطِيْـسٌ
فَصَلَّوْهَـا ، وظَـلُّـوا يَصْطَلُـوْنَـا

وفي يَوْمِ الكُلاَبِ فَلَـمْ يُذَمُّـوا
عَلَـى أَنْ لَـمْ يَكُوْنُـوا الظَّافِرِيْنَـا

وقَلَّـدَ تَيْـمَ أَسْرُهُـمُ يَغُوْثًـا
مَخَازِيَ ، مـا دَرَسْـنَ ، ولا مُحِيْنَـا

لِشَدِّهِمُ اللِّسَانَ بِثِنْـيِ نِسْـعٍ
فَكَـانُـوا بِالشَّـرِيْـفِ مُمَثِّلِيْـنَـا

وهُمْ مَنَعُوا القَبَائِلَ مِنْ نِـزَارٍ
حِـمَـى نَـجْـرَانَ إِلاَّ زَائِرِيْـنَـا

ونَحْنُ المُرْحِلُوُنَ جُمُوْعَ بَكْـرٍ
وتَغْلِـبَ مِـنْ تِهَـامَـةَ نَاقِلِيْـنَـا

ومَا فَتَكَتْ مَعَـدُّ كَمَـا فَتَكْنَـا
فَتَقْـعَـصَ بِالـرِّمَـاحِ التُّبَّعِيْـنَـا

أَوِ الأَقْوَالَ إِذْ بَذِخُـوا عَلَيْهَـا
لِمَـا كَانُـوا لَـهَـا مُسْتَمْهَنِيْـنَـا

وكَيْفَ وهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِجَيْشٍ
يُسَيَّـرُ ، أَصْبَـحُـوا مُتَخَيِّسِيْـنَـا؟

يَرُوْدُوْنَ البِلادَ مَـرَادَ طَيْـرٍ
تَـرُوْدُ [لِمَـا] تُفَـرِّخُـهُ وُكُـوْنَـا

فَـإِنْ زَعَمُـوا بِأَنَّهُـمُ لَقَـاحٌ
ولَيْسُـوا بِـالإِتَـاوَةِ مُسْمِحِيْـنَـا

فَقَدْ كَذَبُوا ، لأَعْطَوْهَا ، وكَانُـوا
بِهَـا الأَبْنَـاءَ دَأْبًــا يَرْهَنُـوْنَـا

ولِمْ صَبَرُوا عَلَى أَيَّامِ بُـؤْسٍ
لأَهْــلِ الحِـيْـرَةِ المُتَجَبِّرِيْـنَـا

يَسُومُهُمُ بِهَا النُّعْمَانُ خَسْفًـا
وهُـمْ فـي كُـلِّ ذَلِـكَ مُذْعِنُونَـا

ويَبْعَثُ كَبْشَهُ فِيْهِـمْ مَنُوْطًـا
بِـــهِ سِكِّـيْـنُـهُ لِلذَّابِحِـيْـنَـا

فمَا أَلْفَاهُـمُ بِالكَبْـشِ يَوْمًـا
فَكَيْـفَ بِـذِيْ الجُمُـوْعِ بِفاتِكَيْنَـا؟

فَلمَّا مَاتَ لَـمْ يَنْدُبْـهُ خَلْـقٌ
سِـوَاهُـمْ بِالقَصِـيْـدِ مُؤَبِّنِيْـنَـا

وقَدْ كَانُوا ، لَهُ إِذْ كـانَ حَيًّـا
وخَـادِمِـهِ عِـصـامٍ ، مَادِحِيْـنَـا

ويَـومَ قُراقِـرٍ لَمَّـا غَدَرْتُـمْ
بِعُـرْوَةَ لَـمْ تَكُـوْنُـوا مُفْلَتِيْـنَـا

عَلَوْناكُـمْ بِهِـنَّ مُـجَـرَّدَاتٍ
كَأَمْـثـالِ الكَـوَاكِـبِ يَرْتَمِيْـنَـا

فَمَـا كُنْتُـمْ لِمَـاءِ قُراقِـرِيٍّ
مَخافَـةَ تِلْـكَ يَـوْمًـا وَارِدِيْـنَـا

وقَدْ هَمَّتْ نِزَارٌ كُـلَّ عَصْـرٍ
بِـأَنْ تَضْحَـى بِعَقْوَتِنَـا قَطِيْـنَـا

لِمَا نَظَرُوا بِهَا حَتَّـى تَوَلَّـوا
وهُـمْ مِنْـهُ حَـيَـارَى بَاهِتُـونَـا

وقَدْ نَظَرُوا جِنَانًا مِـنْ نَخِيْـلٍ
ومِـنْ كَـرْمٍ ، وبَيْنَهُمَـا ، مَعِيْـنَـا

وأَسْفَلَهَا مَزَارِعَ كـلِّ نَبْـتٍ ،
وأَعْلاهَـا المَصَانِـعَ والحُصُـونَـا

وحَلُّوا دَارَ سُوْءٍ لَيْسَ تَلْقَـى
بِهَا لِلطَّيْـرِ مِـنْ شَظَـفٍ وُكُوْنَـا

فَثُرْنَا في وُجُوْهِهِـمُ بِبِيْـضٍ
يُطِـرْنَ الهَـامَ أَمْثَـالَ الكُرِيْـنَـا

وإِنْ خَسَفَتْ مَفَارِقَ طَارَ مِنْهَا
فَـرَاشُ الهَـامِ شَـارِدَةً عِزِيْـنَـا

وقَالَتْ تَحْتَهُنَّ : قَـبٍ وقَـقٍّ ،
وقَـدْ ورَدَتْ مَضَارِبُهَـا الشُّؤُونَـا

وأَظْهَرْنَا عَلى الأَجْـلاَدِ مِنَّـا
لُمُوْعَ البَيْضِ ، والحَلَـقَ الوَضِيْنَـا

سَرَابِيْـلاً تَخَـالُ الآلَ ، لَمَّـا
تَرَقرَقَ في الفَلاَ مِنْهَـا ، الغُضُونَـا

بِكِدْيَـوْنٍ وكُــرٍّ أُشْعِـرَتْـهُ
سَحِيْقًـا فـي مَصَاوِنِهَـا جُلِيْـنَـا

ووَقَّاهَا النَّدَى والطَّـلَّ حَتَّـى
أَضَـأْنَ فَمَـا طَبِعْـنَ ، ولا صَدِيْنَـا

وطِرْنَا فَوْقَ أَكْتَـادِ المَذَاكِـيْ
كَـأَنَّـا جِـنَّــةٌ مُتَعَبْـقِـرُونَـا

فَوَلَّوا ، حِيْـنَ أَقْبَلْنَـا عَلَيْهِـمْ
نَهُـزُّ البِيْـضَ ، مِنَّـا ، يَرْكُضُونَـا

يَوَدُّ جَمِيْعُهُمْ أَنْ لَـوْ أُمِـدُّوا
بِأَجْنِـحَـةٍ فَكَـانُـوا طَائِـرِيْـنَـا

بِذَا عُرِفُوا إِذَا مَـا إِنْ لَقَوْنَـا
لأَثَــوَابِ المَنِـيَّـةِ مُظْهِرِيْـنَـا

فَلَـمَّـا أَنْ أَرَادَ اللهُ خَـيْـرًا
بِكُـمْ بَعَـثَ ابْـنَ آمِنَـةَ الأَمِيْنَـا

يُعَلِّمُكُـمْ كِتَابًـا لَـمْ تَكُوْنُـوا
لَـهُ مِـنْ قَبْـلِ ذَلِــكَ قَارِئِيْـنَـا

ويُخْبِرُكُمْ عَنِ الرَّحْمَنِ مَا لَـمْ
تَكُوْنُـوا ، لِلْجَهَـالَـةِ ، تَعْقِلُـونَـا

فَأَظْهَرْتُمْ لَهُ الأَضْغَـانَ مِنْكُـمْ
وكُنْتُـمْ مِـنْ حِجَـاهُ سَاخِرِيْـنَـا

ولَوْلاَ خِفْتُـمُ أَسْيَـافَ غُنْـمٍ
لَكَـانَ بِبِعْـضِ كَيْـدِكُـمُ مُحِيْـنَـا

فَأَمَّا الحَصْرُ والهِجْرَانُ مِنْكُـمْ
لَـهُ ، وجَسِيْـمُ مَـا قَـدْ تَهْمِمُونَـا

فَقَـدْ أَوْسَعْتُمُـوْهُ مِـنْ أَذَاةٍ
فَأَمْحَلْـتُـمْ بِدَعْـوَتِـهِ سِنِـيْـنَـا

وقَابَلَـهُ بَنُـو يَالِيْـلَ مِنْكُـمْ
بِــوَجٍّ ، والقَبَـائِـلُ حَاضِـرُونَـا

بِأَنْ قَالُوا : تُرَى مَا كانَ خَلْقٌ ،
سِـوَى هَـذَا ، لِـرَبِّ العَالَمِيْـنَـا

رَسُولاً بِالبَلاغِ ؟! وإِنْ يَكُنْـهُ
فَنَحْـنُ بِـهِ ، جَمْيِعًـا ، كَافِـرُونَـا

وقُلْتُمْ : إِنْ يَكُنْ هَـذَا رَسُـوْلاً
لَـكَ اللَّهُـمَّ فِيْـنَـا ، أَنْ نَدِيْـنَـا

فَصُبَّ مِنَ السَّمَاءِ سِلاَمَ صَخْرٍ
عَلَيْنَـا اليَـوْمَ غَيْـرَ مُنَاظَرِيْـنـا

وعَذِّبْنَـا عَذَابًـا ذَا فُـنُـوْنٍ
فَكُنْـتُـمْ لِـلـرَّدَى مُسْتَفْتِحِيْـنَـا

وخَبَّرَنَا الإِلَـهُ بِمَـا عَمِرْتُـمْ
بِــهِ وبِدِيْـنِـهِ تَسْتَهْـزِئُـونَـا

أَهَـذَا ذَاكِـرُ الأَصْنَـامِ مِنَّـا
بِمَـا يُوْحَـى لَــهُ ، مُتَكَرِّهِيْـنَـا

فَلَمَّا أَنْ حَكَيْتُـمْ قَـوْمَ نُـوْحٍ
دَعَـانَـا فَاسْتَجَبْـنَـا أَجْمَعِيْـنَـا

وسَارَ خِيَارُنَا مِـنْ كُـلِّ أَوْبٍ
إِلَـيْـهِ مُؤْمِـنِـيـنَ مُوَحِّـدِيْـنَـا

فَآسَوْهُ بِأَنْفُسِهِـمْ ، وأَصْفَـوا
لَــهُ مَــا مُلِّـكُـوْهُ طَائِعِيْـنَـا

وكُنْتُمْ مِثْلَ مَا قَدْ قَـالَ رَبِّـيْ
مَتَـى تُحْفَـوا تَكُونُـوا بَاخِلِيْـنَـا

وكَانَ المُصْطَفَى ، بِأَبِيْ وأُمِّيْ ،
بِأَفْـخَـرِ مَـفْـخَـرٍ لِلآدَمِـيْـنَـا


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الهمداني لسان أهل اليمن وقصيدته الدامغة

كُتب : [ 14 - 02 - 2008 ]

وكَانَ المُصْطَفَى ، بِأَبِيْ وأُمِّيْ ،
بِأَفْـخَـرِ مَـفْـخَـرٍ لِلآدَمِـيْـنَـا

ولَمْ يَكُ في مَعَـدَّ لَـهُ نَظِيْـرٌ
ولا قَحْطَـانَ ، غَيْـرَ مُجَمْجِمِيْـنَـا

فَمِمَّا قَدْ جَهِلْتُـمْ لَـمْ تَكُوْنُـوا
لِـمَـا أُعْطِيْـتُـمُـوهُ آخِـذِيِـنْـا

ونُصْرَتُهُ ذَوُو الأَلْبَـابِ مِنَّـا
فَأَقْبَلْـنَـا إلَـيْــهِ مُبَـادِرِيْـنَـا

فَأَحْرَزْنَـاهُ دُوْنَكُـمُ ، وأَنْـتُـمْ
قِـيَـامٌ ، كَالبَهَـائِـمِ تَنْـظُـرُونَـا

تَرَوْنَ ضَنِيْنَكُمْ فِي كَـفِّ ثَـانٍ
وذَلِـكَ سُـوْءُ عُقْبَـى الجَاهِلِيْـنَـا

فَتَمَّمْنَـا مَفَاخِـرَنَـا بِـذَاكُـمْ
فَـزِدْنَـا ، إِذْ نَـرَاكُـمْ تَنْقُصُـونَـا

لَقَـدْ لُقِّيْتُـمُ فِيْـهِ رَشَــادًا
فَتَتَّبِـعُـونَ دُوْنَ بَـنِـيْ أَبِـيْـنَـا

إِذًا نِلْتُمْ بِهِ فَخْـرًا ، وكَانُـوا ،
عَلَـى قَـدْرِ الـوِلادَةِ يُشْرِكُـونَـا

وكَانَ دُعَـاؤُهُ : يَـا رَبِّ إِنِّـيْ
بِقَرْيَـةِ قَـوْمِ سُــوْءٍ فَاسِقِيْـنَـا

فَأَبْدِلْنِيْ بِهِمْ قَوْمًـا سِوَاهُـمْ
ْفَكُنَّـاهُـمْ ، وأَنْـتُـمْ مُبْـعَـدُونَـا

وآوَيْـنَـاهُ إذْ أَخْرَجْتُـمُـوهُ
وكُـنَّـا فِـيْـهِ مِنْـكُـمْ ثَائِرِيْـنَـا

وأَسْلَمْتُمْ بِحَدِّ سُيُـوْفِ قَوْمِـي
عَلَى جَـدْعِ المَعَاطِـسِ صَاغِرِيْنَـا

وأَذْعَنْتُمْ ، وقَد حَـزَّتْ ظُبَاهَـا
بِأَيْدِيْـنَـا عَلَـيْـكُـمْ كَارِهِـيْـنَـا

وكَـانَ اللهُ لَمَّـا أَنْ أَبَيْـتُـمْ
كَرَامَتَـهُ ، بِـنَـا لَـكُـمُ مُهِيْـنَـا،

وصَيَّرَنَا ، لِمَا لَمْ تَقْبَلُـوا مِـنْ
كرَامَتِـهِ الجَسِيْـمَـةِ ، وارِثِيْـنَـا

وكَنْتُمْ حِيْنَ أُرْمِسَ فـي ثَـرَاهُ
لَهُ فـي الأهْـلِ بِئْـسَ الخَالِفُونَـا

غَدَرْتُـمْ بِابْنِـهِ فَقَتَلْتُـمُـوْهُ
وفِتْيَـانًـا مِــنَ المُتَهَشِّمِـيْـنَـا

وأَعْلَيْتُـمْ بِجُثَّـتِـهِ سِنَـانًـا
إِلَـى الآفَـاقِ مَـا إنْ تَرْعَـوُونَـا

وكُنْتُمْ لابْنِـهِ ، كَـيْ تَنْظُـرُوهُأَ
أَتْـفَـثَ تَقْتُـلُـوْهُ ، كَاشِفِـيْـنَـا

وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَـهُ اعْتِـدَاءً
عَلَـى الأَقْتَـابِ غَيْـرَ مُسَاتِرِيْنَـا

أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْـزَةَ يَـوْمَ أُحْـدٍ
وكُنْـتُـمْ بِاجْتِـدَاعِـهِ مَاثِلِـيْـنَـا

وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَـوْمِ عَمَّـا
يَسُـوْءُ المُصْطَفَـى مَـا تُقْلِعُونَـا

فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْـهِ طَبْخًـا
بِزَيْـتٍ ، ثُـمَّ طَـوْرًا تَسْمُـرُونَـا

فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَـارِ دَأْبًـا
وأَنْتُـمْ غَيْـرَ شَـكٍّ تَحْصـدُونَـا

كَـأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُـمْ هَـدَايَـا
لِمَنْسَكِـكُـمْ ، وأَنْـتُـمْ تَنْسُكُـونَـا

وأَنْتُـمْ قَبْـلَ ذَلِـكَ مُسْمِعُـوْهُ
قَبِيْـحَ المُحْفِـظَـاتِ مُوَاجِهِيْـنَـا

وهَاجُوْهُ ، ومُـرْوُو ذَاكَ فِيـهِ
قِيَـانَ ابْـنِ الأُخَيْطِـلِ عَامِدِيْـنَـا

وقُلْتُمْ : أَبْتَرٌ ، صُنْبُـورُ نَخْـلٍ
وقُلْتُـمْ : يابْـنَ كَبْشَـةَ ، هَازِئِيْـنَـا

وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَـرْثَ عَمْـدًا
وكُنْـتُـمْ لِلثَّـنِـيَّـةِ ثَارِمِـيْـنَـا

وكُنَّا طَوْعَـهُ فـي كُـلِّ أَمْـرٍ
مُطَـاوَعَـةَ الـبُـرُوْدِ اللاَّبِسِيْـنَـا

ومَا قُلْنَـا لَـهُ كَمَقَـالِ قَـوْمٍ
لِمُوْسَـى خِيْـفَـةَ المُتَعَمْلِقِيْـنَـا :

أَلاَ قَاتِـلْ بِرَبِّـكَ إِنَّ فِيـهَـا
جَبَـابِـرَةً ، وإِنَّـــا قـاعِـدُونَـا

وقُلْنا : سِرْ بِنَـا إِنَّـا لِجَمْـعٍ
أَرَادَ لَــكَ القِـتَـالَ ، مُقَاتِلُـونَـا

فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَـدْتَ كُنَّـا
لَـهُ مِـنْ دُوْنِ شَخْصِـكَ سَائِرِيْنَـا

وكُـلُّ مُؤَلَّـفٍ فِيْكُـمْ ، ولَمَّـا
يَكُـنْ فـي اليَعْرُبِـيْـنَ مُؤَلَّفِيْـنَـا

وآتَيْنَا الزَّكَـاةَ وكُـلَّ فَـرْضٍ
وأَنْـتُـمْ ، إِذْ بَخِلْـتُـمْ ، مَانِعُـونَـا

ومَـا حَارَبْـتُـمُ إِلاَّ عَلَيْـهَـا
ولَـوْلا تِـلْـكَ كُنْـتُـمْ مُؤْمِنِيْـنَـا

فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِـذَاكَ أَوْلَـى
عَلَى مَا قَـدْ ذَكَرْنَـا ، واصْدقُونَـا ؟

وفَخْرُكُـمُ بإِبْرَاهِيْـمَ جَـهْـلاً
فـإِنَّـا ذَاكَ عَنْـكُـمْ حَـائِـزُونَـا

ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَـهُ ، وأَوْلَـى
بِـهِ مِنْكُـمْ ، لَعَمْـرِيْ ، التَّابِعُـونَـا

دَعَانَـا يَـوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَـا
بِـأَنْ لَبَّيْـكَ ، لَـمَّـا أَنْ دُعِيْـنَـا

وإِنْ تَفْخَـرْ بِبُرْدَيْـهِ نِــزَارٌ
فَنَحْـنُ بِـهِ عَلَيْـكُـمْ فَاخِـرُونَـا

وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْـنُ أَوْلَـى
لأَنَّــا التَّابِـعُـونَ العَاضِـدُونَـا

وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ ، مِـنْ
تَمِيْـمٍ، وَهْـوَ مِنَّـا، البَهْدَلُـونَـا

وهُمْ نَادَوا رَسُـولَ اللهِ يَوْمًـا
مِـنَ الحُجُـرَاتِ غَيْـرَ مُوَقِّرِيْـنَـا

ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَـى بَنِيْـهِ
أُمَـيَّـةُ رَيِّــسُ المُتَدَعْمِصِيْـنَـا

ويَعْلُـوْ قُسُّكُـمْ بِالفَخْـرِ لَمَّـا
رَأَى مِنَّـا المُـلُـوْكَ البَاذِخِيْـنَـا

وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُـمْ
وكَـانَ مِـنَ المُلُـوْك الوَاسِطِيْنَـا

فَـدَلَّ بِأَنَّكُـمْ لَمَّـا تَكُـوْنُـوا
بِـكَـفٍّ لِلْمُـلُـوْكِ مُصَافِحِـيْـنَـا

وتَفْخَرُ بالرِّدَافَـةِ مِـنْ تَمِيْـمٍ
رِيَـاحٌ ، دَهْـرَهُـمْ ، والدَّارِمُـونَـا

وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْـظٍ
إِلَـى عَبْـدِ الكَـلالِ بِـأَنْ يَكُونَـا

لَهُ رِدْفًا ، فَقَـالَ لَـهُ : تُرَانَـا
[نَكُوْنُ] لِـذِي التِّجَـارَةِ مُرْدِفِيْنَـا؟

فَقَالَ : فَمُـنَّ بِالنَّعْلَيْـنِ ، إِنِّـيْ
رَمِيْـضٌ ، قَـالَ : لَسْتُـمْ تَحْتَذُونَـا ،

حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن ،ٍ ولَكِـنْ
تَفَيَّـأْ ، إِنَّـنَـا لَــكَ رَاحِمُـونَـا

ونَحْنُ بُنَـاةُ بَيْـتِ اللهِ قِدْمًـا
وأَهْــلُ وُلاتِــهِ والسَّـادِنُـونَـا

وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَـاهُ وجَمْعًـا
ومُشْتَبَـكَ العَتَـائِـرِ والحُجُـونَـا

ومُعْتَلَـمَ المَوَاقِـفِ مِـنْ إِلالٍ
بِحَيْـثُ تَـرَى الحَجِيْـجَ مُعَرِّفِيْنَـا

فَصَاهَرَنَـا قُصَـيٌّ ، ثُـمَّ كُنَّـا
إِلَـيْـهِ بالسِّـدَانِـةِ ، عَاهِـدِيْـنَـا

وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ فـي جُمُـوْعٍ
لِعُـذْرَةَ فـي الحَـدِيْـدِ مُقَنَّعِيْـنَـا

فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًـا
فَأَجْـذَمَ بِاليَسَـارِ لَـنَـا اليَمِيْـنَـا

ولَوْلاَ ذَاكَ مَـا كَانَـتْ بِوَجْـهٍ
خُزَاعَـةُ فـي الجَمِيْـعِ مُكَاثَرِيْنَـا

ولا فَخْـرٌ لِعَدْنَـانٍ عَلَيْـنَـا
بِمَـا كُنَّـا [لَهُـمْ] بِـهِ مُتْحِفِيْـنَـا

ومَا كُنّا لَهُمْ ، مِنْ غَيْـرِ مَـنٍّ ،
طِـلاَبَ الشُّكْـرِ مِنْهُـمْ ، واهِبِـيْنـا

ونَحْنُ غَدَاةَ بَـدْرٍ قَـدْ تَرَكْنَـا
قَبِيْـلاً فـي القَلِـيْـبِ مُكَبْكَبِيْـنَـا

ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْـزَابَ كَيْمَـا
تَكُـونُـوا لِلْمَدِيْـنَـةِ فَاتِحِـيْـنَـا

فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ
يَكُـوْنُ بِهَـا عَلَيْـكُـمْ مُسْتَعِيْـنَـا

فَقُلْنَا : رَامَ ذَاكَ بَنُـو نِـزَارٍ ،
فَمَـا كَـانُـوا عَلَـيْـهِ قَادِرِيْـنَـا

وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا ،
فَـإِنَّـا واهِـبُـونَ ومُطْعِـمُـونَـا

فَلَمَّـا أَنْ أَبَـوا إِلاَّ اعْتِسَافًـا
وأَضْـحَـوا بِـالإِتَـاوَةِ طَامِعِيْـنَـا

فَلَيْنَا هَامَهُـمْ بِالبِيْـضِ ، إِنَّـا
كَـذَلِـكَ لِلْجَمَـاجِـمِ مُفْتَـلُـونَـا

وذَاكَ المُوْعِدُ الهَـادِيْ بِخَيْـلٍ
وفِتْـيَـانٍ عَلَيْـهَـا عَامِـرِيْـنَـا

فَقَالَ المُصْطَفَى : يَكْفِيْهِ رَبِّـيْ
وأَبْـنَـاءٌ لِقَيْـلَـةَ حَـاضِـرُونَـا

ومَا إِنْ قَالَ : تَكْفِيْـهِ قُرَيْـشٌ ،
ولاَ أَخَـوَاتُـهَـا المُتَمَـضِّـرُونَـا

وأَفْنَيْنَـا قُرَيْظَـةَ إِذْ أَخَـلُّـوا
وأَجْلَيْـنَـا النَّضِـيْـرَ مُطَرَّدِيْـنَـا

وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَـوْمَ سِرْنَـا
بِصِـيْـدٍ دَارِعِـيْـنَ وحَاسِرِيْـنَـا

فَأَقْحَمْنَا اللِّـوَاءَ بِكَـفِّ لَيْـثٍ
فَقَـالَ ضِرَارُكُـمْ مَــا تَعْرِفُـونَـا

فَآثَرَنَـا النَّبِـيُّ بِكُـلِّ فَخْـرٍ ،
وسَمَّـانَـا إلَـهِـي المُؤْثِـرِيْـنَـا

وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَـةُ الحَنِيْفِـيْيُ ،
إِذْ سِرْنَـا إِلَـيْـهِ مُوْفِضِيْـنَـا

وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِـيَّ قَيْـسٌ
بِجَمْـعٍ مِـنْ غُطَيْـفٍ مُرْدِفِيْـنَـا

فَعَمَّمَ رَأَسَـهُ بِذُبَـابِ عَضْـبٍ
فَطَـارَ القَحْـفُ يَسْمَعُـهُ حَنِيـنَـا

وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَـامٌ
نَكُـونُ بِـهِ مِــنَ المُتَمَرِّسِيْـنَـا

وطَارَ طُلَيْحَـةُ الأَسَـدِيُّ لَمَّـا
رآنَــا لِلـصَّـوَارِمِ مُصْلِتِـيْـنَـا

ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى
وأَرْضِ الشَّـامِ غَـيْـرَ مُدَافَعِيْـنَـا

وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَـا
إِلَـى السُّـوْسِ القَصِـيِّ مُغَرِّبِيْنَـا

وجَرْبِيَّ البِـلادِ فَقَـدْ فَتَحْنَـا
وسِرْنَـا فـي البِـلادِ مُشَرِّقِيْـنَـا

كَأَنَّـا نَبْتَغِـيْ مِمَّـا وَغَلْـنَـا
ورَاءَ الصِّيْنِ ، في الشَّرْقِيِّ ، صِيْنَـا

وغَادَرْنَـا جَبَابِرَهَـا جَمِيْعًـا
هُمُـوْدًا فـي الثَّـرَى ، ومُصَفَّدِيْنَـا

وتَابِعَهُـمْ يُـؤَدِّيْ كُـلَّ عَـامٍ
إِلَيْكُـمْ مَـا فَرَضَـنَـا مُذْعِنِيْـنَـا

وآزَرْنَـا أَبَـا حَسَـنٍ عَلِيًّـا
عَلَـى المُـرَّاقِ بَـعْـدَ النَّاكِثِيْـنَـا

وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا ، فَسِرْنَا
كَمِثْـلِ السَّيْـلِ نَحْطِـمُ مَـا لَقِيْنَـا

عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْـنُ مِنَّـا
بِهَـا غَيْـرُ العُـيُـونِ لِنَاظِرِيْـنَـا

فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَـوْمَ ذَاكُـمْ
ومَــا كُـنَّـا لَـهُـنَّ بِمُثْمِنِيْـنَـا

وأَجْحَفْنَا بِضَبَّـةَ يَـوْمَ صُلْنَـا
فَصَـارُوا مِـنْ أَقَـلِّ الخِنْدِفِيْـنَـا

وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَـى خِطَـامٍ
فَـمَـا شَبَّهْتُـهَـا إِلاَّ القُلِـيْـنَـا

وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْـنِ هِنْـدٍ
نُطَـالِـبُ نَفْـسَـهُ أَوْ أَنْ يَدِيْـنَـا

وظَلْنَا نَفْتِـلُ الزَّنْدَيْـنِ حَتَّـى
[أَ]طَـارَا ضَـرْمَـةً لِلْمُضْرِمِيْـنَـا

لإِعْظَـامِ الجَمِيْـعِ لَـهُ فَلَمَّـا
تَـوَقَّـفَ وَقَّـفُـوا ، لا يَحْرُكُـونَـا

وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِـدِ مَـا هَوِيْتُـمْ
وبَـيْـنَ زَنَــادِقٍ ومُمَجِّسِـيْـنَـا

كَـآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُـوا بِجَهْـلٍ
بَنَاتِـهِـمُ ، بِكِـسْـرَى مُقْتَـدِيْـنَـا

ونَبَّوا مِنْهُـمُ أُنْثَـى ، وقَالُـوا :
نَكُـونُ بِهَـا الذُّكُـوْرَةَ مُشْبِهِيـنَـا

وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَـلْ ، ولَمَّـا
يَـكُـنْ لِنَشِـيْـدِهِ مِالقَاطِعِـيْـنَـا

ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُـمْ
لِتَحْلِـيْـلِ الـزِّنَـا مُسْتَجْهِـدِيْـنَـا

وبَكْرًا يَوْمَ بَالُـوا فـي كِتَـابٍ
أَتَـى مِـنْ عِنْـدِ خَيْـرِ المُنْذِرِيْنَـا

وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَـابِ] حَـقٍّ
أَتَــى مِـنْـهُ لِـدَلْـوٍ رَاقِعِيْـنَـا

وعُكْلٌ يَـوْمَ أَشْبَعَهُـمْ فَتَـرُّوا
بِـرِسْـلِ لِـقَـاحِـهِ مُتَغَبِّقِـيْـنَـا

فَكَافَـوْهُ بِـأَنْ قَتَلُـوا رِعَـاهُ
وشَلُّـوْهُـنَّ شَــلاًّ مُسْرِعِـيْـنَـا

ونَحْنُ بِصَالِحٍ ، والجَـدِّ هُـوْدٍ ،
وذِي القَرْنَـيْـنِ ، والمُتَكَهِّفِـيْـنَـا ،

وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ ، شُعَيْبٍ ،
وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَـلَ ، فَاخِرُونَـا

وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْـدٍ ثُـمَّ سَعْـدٍ
وعَمَّـارِ بْـنِ يَـاسِـرَ طَائِلُـوْنَـا

ولُقْمَـانُ الحَكِيْـمُ فَكـانَ مِنَّـا
ومَوْلَى القَـوْمِ فـي عِـدْلِ البَنِيْنَـا

ومِنَّا شِبْـهُ جِبْرِيْـلٍ ، ومِنْكُـمْ
سُرَاقَـةُ شِبْـهُ إِبْلِـيـسٍ يَقِيْـنَـا

بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّـى لَيْـسَ يُلْـوِيْ
عَلَـى العَقِبَيْـنِ أُوْلَـى النَّاكِصِيْنَـا

ومِنَّا زَيْـدٌ المَشْهُـوْرُ بِاسْـمٍ
مِـنَ التَّنْزِيْـلِ بَـيْـنَ العَالَمِيْـنَـا

ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّـا ومِنَّـا
فَأَنْـصَـارٌ لَــهُ ومُهَـاجِـرُونـا

ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْـنِ الخُزَاعِـيْ
وذُو السَّيْفَيْـن خَيْـرُ المُصْلِتِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْـنِ المُحَامِـي
وذُو العَيْنَيْـنِ عُجْـبَ النَّاظِرِيْـنَـا

وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا ، ثُمَّ حُجْـرٌ ،
وخَـبَّـابٌ إمَـــامُ المُوقِنِـيْـنَـا

وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ ، وكَانَ مِنَّـا
خُزَيْمَـةُ عِـدْلُ شَفْـعِ الشَّافِعِيْـنَـا

ومِنَّـا أَقْـرَأُ الـقُـرَّا أُبَــيٌّ
ومِـنَّـا بَـعْـدُ رَأْسُ الفَارِضِيْـنَـا

ومِنَّا مَـنْ تَكَلَّـمَ بَعْـدَ مَـوْتٍ
فَأَخْبَـرَ عَـنْ مَصِـيْـرِ المَيِّتِيْـنَـا

وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَـى
لِيُفْـرَقَ بَعْـدَهُ فــي المُقْتِرِيْـنَـا

ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ ، وكَانَ مِنَّـا
مُعَـاذٌ رَأْسُ رُسْــلِ المُرْسَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْـلَ شَفْعًـا
ومِنَّـا فــي النَّـبِـيِّ الغَائِلُـونَـا

ومِنَّـا مَـنْ أَبَـرَّ اللهُ رَبِّـي
لَـهُ قَسَمًـا ، وقَــلَّ المُقْسِمُـونَـا

ومَنْ بَسَـطَ النَّبِـيُّ لَـهُ رِدَاءً
وأَوْصَـاكُـمْ بِـــهِ لِلسَّيِّـدِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْـمٍ
ومِـنَّـا لِلْـقُـرَانِ الحَافِـظُـونَـا

ومِنَّا المُكْفَنُـونَ ، وذَاكَ فَخْـرٌ
بِقُمْـصِ المُصْطَفَـى ، إِذْ يُدْفَنُـونَـا

كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ ، وابْنِ قَيْسٍ
وعَـبْـدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِـيْـنَـا

ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُـوْلٍ ذَا نِفَـاقٍ
فَـإِنْ قُلْتُـمْ : بَلَـى ، فَاسْتَخْبِـرُونَـا

أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُـلَّ سِـرٍّ
لَـهُ كُــلُّ الخَـلاَئِـقِ كَاتِمُـونَـا ؟

ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَـا يُصَالِـي
بِجِلْـدِ الهَاشِمِـيِّ ، ولَـنْ يَكُـونَـا

بِغَيْـرِ حَقِيـقَـةٍ إِلاَّ شَقَقْـنَـا
لَكُـمْ عَــنْ قَلْـبِـهِ تَسْتَيْقِنُـونَـا

كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْـنِ زَيْـدٍ
لِقَتْـلِ فَتًـى مِـنَ المُسْتَشْهِدِيْـنَـا :

فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَـتَ عَنْـهُ
فَتَعْـلَـمَ أَنَّــهُ فــي الكَافِريْـنَـا

وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْـوَى ، وفِيْنَـا
إذَا اسْتَنْجَـيْـتُـمُ المُتَطَـهِّـرُونَـا

ومِنَّا الرَّائِشَـانِ ، وذُو رُعَيْـنٍ
ومَـنْ طَحَـنَ البِـلادَ لأَنْ تَدِيْـنَـا

وقَادَ الخَيْـلَ لِلظُّلُمَـاتِ تَدَمَـى
دَوَابِرُهَـا لِكَـثْـرَةِ مَــا وَجِيْـنَـا

يُطَرِّحْنَ السِّخَـالَ بِكـلُِّ نَشْـزٍ
خِدَاجًـا لَـمْ تُعَـقَّ لِـمَـا لَقِيْـنَـا

طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ
وهُنَّ بِهَـا ، لَعَمْـرُكَ ، قَـدْ طُوِيْنَـا

فَهُنَّ لَوَاحِـقُ الأَقْـرَابِ قُـبٌّكَ
أَمْـثَـالِ الـقِـدَاحِ إذَا حُنِـيْـنَـا

يَطَأنَ عَلَى نُسُـوْرٍ مُفْرَجَـاتٍ
لِلَقْطِ المَـرْوِ مَـا اعْتَلَـتِ الوَجِيْنَـا

فَتُحْسَـبُ لِلتَّوَقُّـمِ مُنْـعَـلاَتٍ
بِأَعْيُنِهِـنَّ مِـمَّـا قَــدْ حَفِيْـنَـا

تَكَادُ إِذا العَضَارِيْـطُ اعْتَلَتْهَـا
يُلاثِمْـنَ الثَّـرَى مِـمَّـا وَنِيْـنَـا

فَدَانَ الخَافِقَانِ لَـهُ ، وأَضْحَـى
مُلُوكُهُـمَـا لَـــهُ مُتَضَائِلِـيْـنَـا

أَبُو حَسَّـانَ أَسْعَـدُ ذُو تَبَـانٍ
وذَلِـكَ مُـفْـرَدٌ عَــدِمَ القَرِيْـنَـا

ومِنَّا الحَبْرُ كَعْـبٌ ، ثُـمَّ مِنَّـا
إِذَا ذُكِــرُوا خِـيَـارُ التَّابِعِـيْـنَـا

أَخُو خَوْلاَنَ ، ثُمَّ أَبُـو سَعِيْـدٍ ،
وثَالِثُـهُـمْ إذَا مَــا يُـذْكَـرُونَـا

فَعَامِرُ ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ ، وأَوْسٌ ،
وذاكَ نَـعُـدُّهُ فــي الشَّافِعِـيْـنَـا

وبِابْنِ الثَّامِـرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَـا
ظَلَلْـنَـا لِلْـكَـوَاكِـبِ مُعْتَلِـيْـنَـا

ومِنَّـا كُـلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْـبٍ
ومِـنَّـا الشَّـاعِـرُونَ المُفْلِقُـونَـا

ومِنَّا بَعْـدُ ذَا الكُهَّـانُ جَمْعًـا
وحُـكَّـامُ الـدِّمَــاءِ الأَوَّلُـونَــا

ومِنَّا القَافَةُ المُبْـدُونَ ، مَهْمَـا
بِـهِ شَكِلَـتْ ، عُـرُوقَ النَّاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَـا بِمَـا قَـدْ
تَجِـيءُ بِـهِ ، ومِـنَّـا العَائِفُـونَـا

ومِنَّـا رَاوِيُـو خَبَـرِ البَرايَـا
ومِـنَّـا العَالِـمُـونَ النَّاسِبُـونَـا

ومِنَّا أُسْقُفَـا نَجْـرَانَ كَانَـتْ
بِرَأْيِهِمَـا النَّـصَـارَى يَصْـدُرُونَـا

وتَفْخَـرُ بِالخَلِيْـلِ الأَزْدُ مِنَّـا
وحُـقَّ لَهُـمْ حَكِـيْـمُ المُسْلِمِيْـنَـا

ومِنَّا سِيْبَوِيْـهِ ، وذُو القَضَايَـا
أَخُـو جَـرْمٍ رَئِيْـسُ الحَاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْـنِ مَعْـدِيْ
وزَيْـدِ الخَيْـلِ مُـرْدِي المُعْلِمِيْـنَـا

وفَرْوَةَ ، وابْنِ مَكْشُوحٍ ، وشَرْحٍ
ووَعْـلَـةَ فَــارِسِ المُتَرَسِّبِيْـنَـا

ومُسْهِرَ ، وابْنِ زَحْرٍ ، ثُمَّ عَمْرٍو
وعَـبْـدِ اللهِ سَـيْـفِ اليَثْرِبِيْـنَـا

وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ ، [و]ابْنِ بَحْرٍ
ومِـنَّـا الفِـتْـيَـةُ المُتَهَلِّـبُـونَـا

ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَـاعِ جَمْعًـا
وكَـانُـوا لِلْـخَـوَارِجِ شَاحِكيْـنَـا

ومَا لِلأَشْتَـرِ النَّخَعِـيِّ يَوْمًـا
ولا قَيْـسِ بْـنِ سَعْـدٍ مُشْبِهُـونَـا

ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ ، وابْـنِ قَيْـسٍ
سَعِيْـدِ المَلْـكِ قَـرْمِ الحاشِدِيْـنَـا

وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْـفٍ
ومَـا مِثْـلُ ابْـنِ وَرْقَـا تَنْجُلُونَـا

ومِنَّـا المُتَّلُـوْنَ لِكُـلِّ فَتْـحٍ
ورَائِـبُ صَدْعِـكـمْ والرَّاتِقُـونَـا

وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي
إِذا مَــا تَـذْكُـرُونَ المُطْعِمِيْـنَـا

فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الـرُّوْمِ لَمَّـا
رَأَتْـهُ عِـدْلَ نِصْـفِ المُعْرِبِيْـنَـا

بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَـارَى
وتِمْـثَـالاً بِـطُـرْقِ السَّابِلِـيْـنَـا

ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ ، وابْنِ كُرْزٍ ،
وعَبْـدِ يَغُـوثَ بَـيْـنَ القاَتِلِيْـنَـا

فَهَذَا مُصْلِـحٌ شِسْعًـا ، وهَـذَا
يَقُـولُ قَصِيـدَةً فــي الجَاذِلِيْـنَـا

وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِـنْ بَعْـدِ قَتْـلٍ
بِأَنَّـهُ لَـمْ يَكُـنْ فـي الجَازِعِيْنَـا

ومَدَّ بِذاكَ ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَـى
ولَـمْ يَــكُ لِلْمَنِـيَّـةِ مُسْتَكِيْـنَـا

ومَا كَجَوَادِنَـا فِيْكُـمْ جَـوَادٌ ،
وكَـلاَّ ، لَـيْـسَ فِيْـكُـمْ بَاذِلُـونَـا

وأَيْنَ كَحَاتِـمٍ فِيْكُـمْ ، وكَعْـبٍ ،
وطَلْـحَـةَ لِلْعُـفَـاةِ المُجْتَدِيْـنَـا ؟

وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَـدْ تَوَلَّـى
خِلافَتَـكُـمْ ، وأَنْـتُـمْ حَاضِـرُونَـا

ومَنْ خِفْتُـمْ غَوَائِلَـهُ عَلَيْهَـا
وكُنْتُـمْ مِـنْـهُ فِيْـهَـا مُوْجَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ ، يَـوْمَ أَوْدَى
عَلَيْـهِ مِــنْ لِــوَاءٍ ، أَرْبَعِيْـنَـا

ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَـا أُلُـوفٍ
وأَعْـتَـقَ أُمَّـــةً يَتَشَـهَّـدُونَـا

ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِـيْ صَعِيْـرٍ
ومُذْكُـو الحَـرْبِ ثُـمَّ المُخْمِدُونَـا

وقَاتِـلُ صِمَّـةَ الهِنْـدِيِّ مِنَّـا
ومِـنَّـا بَـعْـدَ ذَا المُتَصَعْلِكُـونَـا

كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى ، وهُمَـامِ نَهْـدٍ
حَزِيْـمَـةَ أَمْــرَدِ المُتَمَـرَدِّيْـنَـا

ونَدْمَـانُ الفَرَاقِـدِ كَـانَ مِنَّـا
وضَحَّـاكُ بْـنُ عَـدْنَـانٍ أَخُـوْنَـا

ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا
ومَـا كَـانُـوا لِخَـلْـقٍ خَادِمِيْـنَـا

وبَادِرُنَا فَلَـمْ نَحْصِـيْ إذَا مَـا
عَـدَدْتُـمْ أَوْ عَـدَدْنَـا المُفْرَدِيْـنَـا

ونَاقِلُنَـا قَـدِ اتُّبِعُـوا لَديْكُـمْ
وكَانُـوا خَلْـفَ قَوْمِـيْ تَابِعِيْـنَـا

وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَـا ، ولَكِـنْ
قَصَرْنَـا ؛ إِذْ يُـعَـابُ المُسْهِبُـونَـا

ولَكِنِّـيْ كَوَيْـتُ قُلُـوْبَ قَـوْمٍ
فَظَـلُّـوا بِالمَنَـاخِـرِ رَاغِمِـيْـنَـا

يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِـنْ خَـزَاءٍ
ومَـاذَاكُـمْ بِشَـافِـي النَّادِمِـيْـنَـا

فَلاَ فَرَجَ الإِلَـهُ هُمُـوْمَ قَـوْمٍ
بِقُبْـحِ القَـوْلِ كَـانُـوا مُبْتَدِيْـنَـا

هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَـانَ نَهْجًـا
فَصَادَفَهُـمْ بِـهِ مَــا يَحْـذَرُوْنَـا

وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا فـي قَبِيْلِـيْ
يُقِيْـمُ مُخَـلَّـدًا فــي الخَالِدِيْـنَـا

فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْـدِيْ بِهَـدْمٍ
فَيَهْـدِمَـهُ بِــإِذْنِ الشَّائِـدِيْـنَـا

فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ ، غَيْرَ كِذْبٍ ،
مِـنَ البُنْيَـانِ عِـنْـدَ الهَادِمِيْـنَـا

ولَوْ أَنِّيْ أَشَـاءُ لَقُلْـتُ بَيْتًـا
تَكَـادُ لَـهُ الحِـجَـارَةُ أَنْ تَلِيْـنَـا

ولَكِنِّـي لِرَحْمَتِهِـمْ عَلَيْـهِـمْ
بِتَزْكِـيَـةٍ مِــنَ المُتَصَدِّقِـيْـنَـا

فَكَمْ حِلْـمٍ أَفَـادَ المَـرْءَ عِـزًّا
ومِـنْ جَهْـلٍ أَفَـادَ المَـرْءَ هُوْنَـا

وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ
عَلَـيْـهِ لِلْـعِـدَاءِ لَــهُ مُعِيْـنَـا

ولو رأيتم شرح الدامغة وتمعنتم فيه لشاعرها لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله أو ابنه على خلاف لرأيتم العجب العجب من علم أيام العرب والتاريخ والبلدان واللغة ومما يخالف الأرجح أنه نسب فيها قبيلة غطفان القيسية المضرية النزارية المعدية العدنانية إلى قبيلة قحطان اليمانية وغير ذلك الكثير من الأخطاء والإجتهادات الواهية ومن أهمها نفي النفاق عن / عبدالله بن أبي بن سلول عليه من الله ما يستحق والهمداني رحمه الله وعفا عنه وغفر ذنبه خالف بذلك صريح القراّن الكريم عصبية لأهل اليمن وقد قال الله تعالى : في سورة المنافقين ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..... الاّية ) والقائل لذلك هو / عبدالله بن أبي بن سلول فجلس له ابنه المؤمن عبيد الله على باب المدينة ومنعه من دخولها بسيفه بعد مقدمهم من غزوة تبوك إلى أن أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بدخولها والعبرة ليست بطول القصيدة أو جمالها وحسنها بل بما جاء فيها من تكلف عكس الأرجح وأخطاء وعصبية منهي عنها بصريح الشرع دعوها فإنها منتنة . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الهمداني لسان أهل اليمن وقصيدته الدامغة

كُتب : [ 14 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس في قول لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله وغفر ذنبه :

وكل مؤلف فيكم ولما
= يكن في اليعربين مؤلفينا

هجاء كما اجتهد بعض الأخوة بل هو مدح بما يشبه الذم وإن كان المؤلفون منا فذلك لأنهم أعراب أقحاح كفروا في أمرهم صراحة ولم يضطروا للنفاق مثل بعض أهل المدينة من الأزد قال تعالى : ( ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق .... الاّية ) أما أهل اليمن فمنهم أهل الصفة وعلى راسهم عمدة المحدثين / أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه وإليكم قصيدة ذات الفروع الشهيرة ( والرد على لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله ) مفاخر العرب العرباء للشاعر الأمير الناصر محمد بن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الهاشمي العلوي الحسني اليمني رحمه الله تعالى (600هـ-632هـ ) وهي قصيدة عظيمة في القبائل العدنانية والشــاعــر : هو ( الأمير الناصر ) محمد بن ( الإمام المنصور بالله أبو محمد ) عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن ( الإمام النفس الزكية ) الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . والمولود سنة 600 هـ والمتوفى سنة 632 هـ وله من العمر 32 عاماً ، قام محتسباً ، وكان له من رباطة الجأش وثبات القلب عند منازلة الأقران ، ومجاولة الفرسان ما هو خليق بمثله ، وكان فصيحاً بليغاً مفلقاً ، وأخذ في الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله حتى توفاه الله ، بعد أن توسل إلى الله إن كان قد قبل عمله أن يقبض روحه . وهو أحد أئمة اليمن المشهورين . والتمهيد الشرعي المنطقي قبل عرض قصيدة ذات الفروع الشهيرة بمناقب وفضائل وخصائص عرب بني نزار بن معد بن عدنان للشاعر الأمير الناصر محمد بن الإمام المنصور بالله أبومحمد عبدالله بن حمزة الهاشمي الطالبي العلوي الحسني - رحمه الله تعالى - والتي فيها الرد على لسان اليمن الهمداني المتعصب حين فضل قحطان على عدنان وهذا التمهيد اقتباس من بحث الشيخ ابو همام الاثبجي الدريدي الهلالي حفظه الله الموسوم بـ( الخلافة في القرآن الكريم ) فضل العرب على العجم وفضل عرب عدنان على عرب قحطان ، و مضر الحمراء على سائر العرب والعجم ، وقريش على الثقلين : قال فضيلة الشيخ الداعية ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - في كتابه (جزيرة العرب بين التشريف والتكليف) جزيرة العرب وعلاقتها بفضل العرب .

ســــل المعاني عنــا إننّـــا عــرب
= شعـــارنا المـجـــد يهــوانا ونهــواه

لقد قرر أهل العلم أن العرب هم " رأس الأمة وسابقوها إلى المكارم " (1) فهم " أفضل من العجم " (2) بل " أفضل من غيرهم " (3) بل " أفضل الأمم " (4) قاطبة ، قال شيخ الإسلام : " ولهذا ذكر أبومحمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها : وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها ، فهو مبتدع ، خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم ، فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية ، وساق كلاما طويلاً إلى أن قال : ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم ، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي ، الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف . ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه ، في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت ، وهو قوله وقول عامة أهل العلم " (5) وقال الكرماني أيضاً : فالعرب أفضل الناس ، وقريش أفضلهم ، هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة . (6) قال شيخ الإسلام : ( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ) الحديث ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم ، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحق ، ومعلوم أن ولد إسحق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم ، لما فيهم من النبوة والكتاب ، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء فعلى غيرهم بطريق الأولى " (7) وقال قبلها : " فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم . وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور " (8)، وقد وضع المصنفون كُتباً وأجزاء في الدليل على فضل العرب فلتراجع (9). وسر تفضيل العرب على من سواهم ، هو ما تميزوا به من خصال حميدة ، وأخلاق نبيلة ، كما قال الحكيم الترمذي : " فالعرب بالأخلاق شرفوا ، وإلاّ فالشجرة واحدة وهو خليل الرحمن " (10) وقال الشيخ بكر : " فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها . لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم ، وتلك هي : جودة الأذهان ، وقوة الحوافظ ، وبساطة الحضارة والتشريع ، والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم " (11)، كما أنهم " أطوع للخير ، وأقرب للسخاء ، والحلم ، والشجاعة ، والوفاء . أصحاب إباء لا يعرفون التزلف والنفاق وتحمل الاستبداد . ومما تميز به العرب الصدق ، حتى الذين كانوا يحاربون الإسلام ظهر صدقهم في أمور " (12). فيا لله كيف انتكست بعد ذلك الفطر وتغيرت العقول ففتن بعضنا بحضارة غربية قاصرة على جوانب قاصرة فيها ما فيها ، واسْتَبْدَل - يوم اسْتَبْدَل - شرها بمكارم حضارة عريقة .

مولى المكارم يرعاها ويعمرها
= إن المكارم قد قلت مواليها

ولا يخفى على القارئ الكريم أن هذا التفضيل ينبغي أن يراعى عند النظر إليه أمران : الأول : أن النظرة هنا إلى طبائع الشعوب والأجناس مجردة عما تأثرت به من أمور خارجة عنها ، فمن استصلح بالشرع والدين يفضل من سواه ويعلوه بقدر ما قام فيه من دين . ومَن فضّلَ العرب إنما فضلهم لمكارم الأخلاق التي اتصفوا بها ، وجاءت الشرائع بتميمها ، فإذا التزم الناس بالشرائع فلا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى ، والأصل أن الناس معادن (13). الثاني : أنه وصف عام وعند التفصيل ومقارنة الأفراد يشذ بعضهم ، فقد تجد شخصاً من العجم يفضل بعض العرب في أخلاقه وصفاته ، ولكن عند الإطلاق والتعميم فالعرب أفضل ممن سواهم . و الشاهد من هذا التقرير هو أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، والأرض التي ينشأ عليها لها صلة وثيقة بأخلاقه وعاداته ، وقد عرفت العرب هذه العلاقة منذ زمن بعيد ، ولهذا كانوا يدفعون أولادهم إلى المراضع " لينشأ الطفل في الأعراب ، فيكون أفصح للسانه وأجلد لجسمه وأجدر أن لا يفارق الهيئة المعدية وقد قال - عليه السلام - لأبي بكر - رضي الله عنه - حين قال له : " ما رأيت أفصح منك يا رسول الله ". فقال : ( وما يمنعني ، وأنا من قريش ، وأرضعت في بني سعد ؟) فهذا ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات . وقد ذُكِر أن عبد الملك بن مروان كان يقول أضر بنا حُب الوليد لأن الوليد كان لحّاناً ، وكان سليمان فصيحاً ; لأن الوليد أقام مع أمه ، وسليمان وغيره من إخوته سكنوا البادية ، فتعربوا ، ثم أدبوا فتأدبوا " (14)، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فرق بين من يتقلب في عيش لين الأعطاف رطب ، وبين آخر تربى في بيئة شديدة وعرة ، فذلل شظف العيش وركب صعبه ، وقد قيل :

إنما الإسلام في الصــحرا امتهد
= ليجــيء كـــل مسلم أســد

فإذا شرف العرب لأخلاقهم وصفاتهم فالبيئة [الجزيرة العربية] هي التي ساعدت في صنع كثير من تلك الأخلاق والخصال التي تميز بها العرب (15)، ولهذا كانت الجزيرة العربية أفضل من غيرها .

وإني وإن فارقت نجـــداً وأهــله
= لمحترق الأحشاء شوقاً إلى نجدِ

أروح على وجدٍ وأغدو على وجدٍ
= وأعشق أخلاقاً خلقن من المجدِ

للعالم الرباني / أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي منها :

وفي مضر يستجمع الفخر كلَّه
:إذا اعتركت يوماً زُحوفُ المقانب

وحل نزار من رياسة أهلــه
:محلا تسامى عن عيون الرواقــب

وكان معد عدة لــوليـــه
:إذا خاف من كيد العدو المحــارب

ومـا زال عدنان إذا عد فضله
:توحد فيه عن قرين وصـــاحب

همو نسل إسماعيل صادق وعده
:فـما بعده في الفخر مسعى لذاهب

وكان خليل الله أكرم من عنت له
:الأرض ما ماش عليها وراكــب

وما فالغ في فضلهِ تلو قومه
: ولا عابر من دُونهم في المراتب

وشالخ وأرفشخشد وسام سمت بهم
:سجايا حمتهم كل زارٍ وعائب

ومازال نوح عند ذي العرش فاضلاً
:يُعَدِّدُ في المصطفين الأطايب

ومازال شيث بالفضائل فاضلاً
:شريفاً برئياً من ذميم المعائب

وكلهم من نور آدم أُقتبسوا
: وعن عُودهِ أجنوا ثِمار المناقب

وكان رسول الله أكرم منجبٍ
:جرى في ظُهُور الطيبِّين المناجب

مُقابلةً آباؤه أُمهاتهِ
: مبرأة من فاضحات المثالبِ

عليه سلام الله في كِّل شارقٍ
:ألاح لنا ضوءاً وفي كل غاربِ

وقيل :

إذا افتخرت قحطان يوماً بسـؤدد
:أتى فخـــرنا أعلى وأســــودا

ملكناهم بدءاً بإسحاق عمـنا
:وكانوا لنا عوناً على الدهــــر وأعبدا

*
وإسحاق وإسماعيل مدا
:معالي الفخر والحسب اللبابا

فوارس فارس وبنونزار
:كلا الفرعين قد كبرا وطابا

انظر كتاب ( جزيرة العرب بين التشريف والتكليف ) للشيخ ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - وانظر ( البداية والنهاية ) تأليف أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي القرشي المتوفى سنة أورد قصيدةً للعالم الرباني أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي 774 هـ. صـ 154 .وثقه وقابل مخطوطاته الشيخ علي محمد معوض ، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، وضع حواشيه الدكتور أحمد وآخرون .( ج /1 ماقبل الهجرة النبوية )، منشورات محمد علي بيضون . دار الكتب العلمية- بيروت – لبنان.( ط/ 2 – 1418 هـ - 1997م ). وانظر ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) تأليف الدكتور جواد علي ، ص 496 الناشر الشريف الرضي ج / 1 ط / 1 . والقول الفصل حول مفاخرة ومنافرة عدنان وقحطان المناظرة للإمام ابن حزم الأندلسي الأموي التي يشيد بها بفضل عدنان على قحطان بدراية ، وإنصاف ، وباستقراء التاريخ لكلا الفريقين بلا حيف ولا إجحاف : *رسالة إنصاف من الإمام علي بن حزم الأندلسي – رحمه الله - إلى أبناء قبائل عدنان وأبناء قبائل قحطان المهاجرة والمستقرة قبل وبعد عصره قال فيها : (هو أنهم إن فخروا في الملك ، فإن ملك اليمن إنما كان في حمير خاصة . وكان دون التبابعة ملوك في كندة ولخم وغسان فقط. فأما ملوك حمير ، فالتبابعة ، لم يملكوا غير اليمن . وقد ولي اليمن عمال لخلفاء قريش ، ليسوا بأجل عمالهم ، على مخاليفهم فقط. ، وإنما هي أقاليم يليها ( المستطرف في كل فن مُستظرف ) من صـ150-151.شهاب الدين بن أحمد أب الفتح الأبشيهي عمال أمير المؤمنين وكان في كندة ملوك منهم على مخاليفهم ، منهم : أولاد الحارث بن آكل المرار ، ملكتهم قبائل عدنان ؛ ثم رفضوهم . وأما لخم ، فملكوا الحيرة ، وهي مسلحة من مسالح الكوفة ، يملك أمير الكوفة مائة مثلها . وأوما غسان ، فلم يملكوا إلا مخاليف باليمن ؛ ثم البلقاء ، وهي من عمل دمشق ، يملك أمير دمشق عشر أمثالها . وكل هذا لا يقابل به عامل من عمال الخلفاء . وأما الفخر بالدين ، فللأنصار و المهاجرين من قريش ، يفوقنهم في الدين ؛ والكل راجع إلى رسول الله وهو مضري ؛ وسقط فخر كل ملك عند الفخر بملك الخلفاء بعده ، عليه السلام . وافتخار بني عدنان بقريش كفخر اليمانيين بالتبابعة والأنصار ، ولا فرق ، بل قبائل عدنان أقرب أخوة إلى قريش من قبائل اليمن إلى الأنصار وإلى التبابعة ، فلم يبق إلا أن يسقطوا فخر الملك والدين ؛ إذ عمودهما في عدنان ، ويقتصروا فخر أهل الجاهلية فقط ، من الشجاعة والسخاء ، والحكمة ، والرياسة في قومهم ، والأيام المشهورة ، والشعر ؛ ولا مزيد . فإذا كان ذالك ، وجب أن تنظر قبائل هؤلاء بنظرائها من قبائل هؤلاء ؛ فوجدنا القبائل العظام من عدنان ثلاثا ؛ وهم : تميم بن مر ، وعامر بن صعصعة ، وبكر بن وائل ؛ ووجدنا قبائل اليمن العظام ثلاثا أيضا . وهي : الأزد بعد إسقاط الأنصار وملوكهم من كندة ولخم وغسان ، وحمير بعد إسقاط ملوكهم ، ومذحج فتعارض كل قبيلة من هذه قبيلة من تلك . و وجدنا بعد هذه القبائل قبائل ليست بعظم التي ذكرنا ، وهي كنانة ، وأسد ، والرباب ، وضبة ، ومزينة ، وجشم ، ونصر ، وسعد بن بكر ، وثقيف ، ومرة ، وثعلبة بن سعد ، وفزارة ، وعبس ، وسليم ، وعبد القيس ، وتغلب ، والنمر وعنزة ، وإياد . ووجدنا في اليمن ، على أن ، نسلم لهم قضاعة وخزاعة ، على أن نسلم لليمن ، وليسوا منهم : كلب ، وبلقين ، وعاملة ، وجذام ، وجهينة ، وهمدان ، وخشين ، وخولان ، وبجيلة ، وخثعم ، و الأشعر ، وطيئ ، ولخم ، وعذرة ، وضنة ، وبلى ، وجرم ، وكندة . ووجدنا بعد هذه القبائل قبائل دون هذه ، هي : القارة ، وهذيل ، ومازن بن منصور ، والطفاوة ، وغني ، وباهلة ، وفهم ، وعدوان ، وسلول ، وعبدالله بن غطفان ، وأنمار ، وأشجع ، ومحارب ، وعك ، وعنز بن وائل . ووجدنا في اليمن : ألهان ، ومعافر ، وسلامان ، وسليم ، ومهرة ، وتنوخ ، وسبأ ، وحضرموت ، وبهراء ، والسلف . فتعارض كل قبيلة بنظيرها ، يظهر البون حينئذ في كل ما ذكرنا . الأولى : تميم للأزد ، بنو عامر لحمير ، بكر بن وائل لمذحج . الثانية : كنانة لكلب ، أسد لكندة ،الرباب لبلقين ، ضبة لعاملة ، مزينة لجهينة ، جشم بن (معاوية) بن بكر لجذام ، نصر بن معاوية لخشين ، سعد بن بكر لضنة ، ثقيف لجرم ، سليم لهمدان ، ثعلبة بن سعد لخثعم ، فزارة لعذرة ، عبس للأشعر ، مرة للخم ، عبد القيس لبجيلة ، النمر لبلى ، عنزة لخولان ، تغلب وإياد لطيئ . الثالثة : غني وباهلة لمعافر ، والقارة وهذيل لألهان ، مازن لسلامان ، الطفاوة وفهم لسليم ، عدوان لمهرة ، سلول للسلف ، عبد الله بن غطفان وأنمار لسبأ ، أشجع لتنوخ ، محارب لبهراء ، عنز وعك لحضرموت ، قريش للأنصار و خزاعة. - ويتابع ابن حزم بيانه - فيعد شجعان كل قبيلة ، وأجوادها ، و حكماؤها ، وشعراؤها ، وأوفياؤها ، ورؤساؤها ، وأيامها ، مع كل ذلك من التي قابلناها بها ، فإنه يلوح البون حينئذ بين الطائفتين ظاهرا ؛ أويجمع جميع أنجاد عدنان وقحطان ، وجميع أجوادهما ، وجميع أوفيائهما ، و حكمائها ، وشعرائهما ، ورؤسائهما ، وأيامها الجاهلية ، ثم ينظر بين الأمرين كما ذكرنا ، وكذالك أيضا في المثالب فإن الأمر يلوح حينذ بلا إشكال ، فضل ويظهر عدنان ظهورا لا خفاء به . وبالله تعالى التوفيق انظر ( جمهرة أنساب العرب ) للإمام علي بن حزم الأندلسي . صـ 487 ،488 ،489 ،490 . وأما في الحقيقة ، فلا فخر إلا بالتقوى ، وما عدا ذلك ، فخطأ : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) [ الآية 13 من سورة الحجرات] . انتهى كلامه – رحمه الله تعالى ، وغفر له -).(المرجع : الخلافة في القرآن الكريم للباحث عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي الدُّرَيْدي الأَثبجي)

قصيدة ذات الفروع الشهيرة ( والرد على لسان اليمن الهمداني )

إليكم هذه القصيدة المسماة ذات الفروع وفيها الرد على النسابة المؤرخ اليماني المتعصب للقحطانية لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله حين فضل قحطان أهل ملك الجاهلية - ( المناذرة اللخميون ، وحمير وكندة - اتباع كسرى الفارسي الساساني - والغساسنة الأزديون - اتباع قيصر الرومي ) على عدنان أهل النبوة والخلافة والإسلام - رهط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقادةالفتوحات الإسلامية الكبرى في المشرق والمغرب :

سمى لك شوق مـن حبيبـك منصـب
وهـم إذا جــن الـدجـى متـأثـبُ

ومن عجـب ألا يهيـج لـك الأسـى
ديـار تعفيـهـا شـمـال وهـيـدبُ

رسوم عفتها الريح مـن كـل جانـب
وجاءت عليها كـل عـزلاء تهضـبُ

فأضحت كأن لم يغن بالأمـس أهلهـا
وأصبـح قفـرا روضهـا المتقضـبُ

فيا فوز من أمسى عزيـزاً نجـت بـه
من العيـس فتـلاء الذراعيـن دعلـبُ

مذكـرة حــرف كــأن فنـودهـا
تسامى به سـامٍ عـن الايـن احقـبُ

يعالج خمساً وردها الخمـس لـم
يكـن ليزويهـا منـه السـلال المنـصـبُ

تخـوض عساقيـل التـراب بحـافـرٍ
بـه مـن عتـاق الشدقميـات أركـبُ

وإنـي لتعدينـي إلـى العـزم هـمّـةٍ
وقلـب علـى جمـر الغضـا يتقلـبُ

أنا ابن الذي سن القـرى والـذي بـه
لعدنـان فـرع لا يعـاب ومنـصـبُ

عجبـت لمغـرورٍ يكـلـف قـومـه
مفاخـر عدنـان إلـى أيـن يـذهـبُ

أبونا الذي لا تعـرف الخيـل غيـره
ولم يـك شيـخ قبلـه الخيـل يركـبُ

وأورثنـا حسـن البيـان ولـم يكـن
من الناس من قبل ابن هاجـر يعـربُ

و ذو المجـد أبنـاء الذبيـح محلـهـم
محـل الثريـا حيـن تسمـو فتشعـبُ

ابوهـم ابـو ذاك الذبيـح الـذي بـه
لهـم شـرف أنــواره لا تحـجـبُ

وهـم مـلأوا حـزم البـلاد وسهلهـا
وضاق بهـم شـرق وشـام ومغـربُ

ومنهـم إلـى كـل الشعـوب تنقلـت
قبائـل لـولا قومنـا مــا تشـعـبُ

وهم نزلـوا فـي آل إسحـاق منـزلا
وقحطـان لولاهـم أقــل وأخـيـبُ

مفاخـر نالتهـا نـزار ولـم يـكـن
ليبلـغ أدناهـا الـكـلاع ويحـصـبُ

فسل إنّ خيـر العلـم مـا هـو نافـع
وكل له شـأن مـن الفخـر منصـبُ

عن الحارث المشهور عـك الـذي
لـهم فاخـر تقفوهـا نــزار ويـعـربُ

وعك ابن عدنـان الذيـن سمـى لهـم
إلى قصـب المجـد الأغـر المحبـبُ

وغـارا معـد السابقيـن إلـى العـلا
يقينا وشـر القـول مـا هـو أكـذبُ

قضاعة أدنـى مـن صـداء وحميـر
إذا انتسبـت يومـا إليـنـا وأقــربُ

أبوهـم أبونـا حيـن نختـار نجرهـم
فأكـرم بـأقـوامٍ أبـونـا لـهـم أبُ

همُ غضبـوا لمـا اغتصبنـا تراثهـم
بمكـة والإخـوان للضيـم تغـضـبُ

ونحن وهم مثـل اليديـن فـإن تخـن
شمال يمينـاً فهـي أوهـى وأعطـبُ

ونحـن أجرناهـم مـن النـاس كلهـم
وقد كان ركن الموت في الناس يشعـبُ

وخندف منهـم أمنـا طـاب ذكرهـا
وطابـت ومنهـم طيبـون و طـيّـبُ

وأنمـار أنمـار الطعـان الذيـن هـم
ليوث صـدام فـي الوغـى لا تكـذبُ

هموا منعـوا مـا بيـن بيشـة بالقنـا
ونجـران والسـود التنابيـل غـيـبُ

وقحطان منهـم فـي العجـاج كأنهـم
نعـام بصحـراء الكديديـن هــربُ

بنى لهـم أنمـار فـي المجـد رتبـة
تناولهـا شهـران منـهـم وأكـلـبُ

ونـاهـس الـشـم الـذيـن تقلـهـم إلى
الـروع أفـراس عناجيـج شـذبُ

وإن إيـادا مـن نـزار سمـت بهـم
فروع فخـار حيـن تعـزى وتنسـبُ

بنـى لهـم مجـدا أبـوهـم مـؤثـلاً
توارثـه يامـيـن قـبـل ويشـجـبُ

وثعلبة السامـي الـذي اكتسـب العـلا
وكانـت لـه فيهـا مفاخـر تحسـبُ

وهم منعـوا فيـض العـراق بجحفـل
مقانـب يهديهـا إلـى الـروع مقنـبُ

ومنهم ثقيـف الأكرمـون الذيـن هـم
ذئـاب إذا لـم يلـف للشـر مــرأبُ

ثقيـف همـو أكفـاؤنـا إن منـهـمُ
عقائـل فـي فهـر تصـان وتحجـبُ

وما النخع الخير ابن عمـرو بمقـرفٍ
ولا بلئـام نجرهـم حـيـن تنـسـبُ

توارث عمـرو ابـن النبيـت وراثـة
لـه مـن أيـاد وصلهـا لا يعصـبُ

وبـرد هـم أهـل المكـارم والـعـلا
وأهل الندى ما لاح في الجـو كوكـبُ

ويقـدم السامـون فـي العـز أنـهـم
لهـم منصـب فينـا أعـز وأرحـبُ

و زهـر هـم قـوم لقـاح يزينـهـم إذا
انتسبوا في شـم عدنـان منصـبُ

وإن أدع يومـا فـي ربيعـة يأتـنـي
شبابـيـب ودق مـزنـه يتـحـلـبُ

هم النـاس لا نـاس سواهـم وإنهـم
حصى الأرض طابوا حيث كانوا ونجبُ

ربيعـة ينميهـم إلـى المجـد إنــه
أخو الجود أنّـى عـز للجـود مطلـبُ

ربيعـة أهـل البـأس والعـز إنـهـم
هم الصفـو منـا والصريـح المهـذبُ

تنـاول منهـم أحمـس ابـن ضبيعـة
مكانـا هـو المستـأهـل المتـربـبُ

ولم انس منهـم حيـة الأرض وابنهـا
وإني بحبي لابـن أفصـى لمصحـبُ

تنـاول عبـد القيـس مجـداً مكانـه
مكان السهى فـي المجـد إذ يتصبـبُ

لكيز ابن افصـى الأكرمـون وبكـرة
ليـوث الشـرى لا قيـل بيـز يلقـبُ

وأيـن لقحـطـان وعـدنـان كلـهـا كبكر
إذا الداعي إلـى المـوت ينعـبُ

سمت فـي ذرى بكـر علـي برتبـة
لهـا شـرف فـي مجدنـا متـرتـبُ

لجيم وصعب فـي علـي همـا همـا
إذا اليوم أبـزى بالكمـاة العصبصـبُ

بشيبـان والذهليـن مـن آل وائــل
ويشكر يسمـو مـن يـرام ويصعـبُ

وهم يوم ذي قار جلوا عـن وجوههـم
شآبـيـب ودق ودقــه متـصـوبُ

بهـم ظهـرت علينـا نـزار وجلبـت
غياهيب يجلوهـا مـن الليـل غيهـبُ

أجاروا ابنة النعمـان مـن أن ينالهـا
فتـى ليـس إلا بالأسـنـة يخـطـبُ

أبـوا أن يبيحـوا جارهـم لعـدوهـم
وقد ثار نقـع تحتـه المـوت أشهـبُ

أجارت على كسـرى حجيجـة وائـل
يقينا وقـد كانـت حجيجـة تغضـبُ

ومنهم بنو النمر ابن قاسـط ذي العـلا
وعنـزي إذا عـد الفخـار وتغـلـب

وعنزاً نفو نهـد ابـن زيـد وجدعـوا
معاطسهـم بعـد اصطـلام فاوعبـوا

وعنـز هـم أهـل الأسنـة والقـنـا
وتغلـب أعلـى فـي نـزار وأغلـبُ

وإن يدعني الحيـان مـن فـرع يقـدم
ويـذكـر يظـهـر ودي المتـحـدبُ

هم القـوم أبنـاء الحـروب سيوفهـم
تعل وتـروى مـن نجيـع وتخضـبُ

مصاليـت أبطـال بهـا ليـل أنجـم
مساعير فـي الهيجـاء دومـاً تغلـبُ

وفي مضـر الحمـراء عـز ونائـل
وبـأس وفيهـم للمخوفيـن مـهـربُ

أبوهم أبو الياسين يسمـو إلـى
العـلا لـه حسـبٌ فـي آل قيـذر مثـقـبُ

وسـن لعدنـان الـديـات فأوسـقـت
لسنتـه والقـائـل الـحـق أغـلـبُ

وأبقـى لإليـاس وعيـلان مفـخـرا
ومنزلـة منهـا السمـا كـان أقـربُ

وعيلان صفو الصفـو مـن آل قيـذر
إذا طـاب فـي آل الذبيـح التنـسـبُ

جـوادا إذا مالغيـث أخلـف نــوءه
ومـاج حريـق بالأعاصيـر أنكـبُ

لعمـري لقـد أبقـى لقيـس شمائـلا
يقـوم بهـا بيـت الفخـار المطنـبُ

هم القوم طابـت نبعـة الجـود منهـمُ
وغيرهـمُ فيـنـا ســلام وخـلـبُ

وقد مـلأت مـا بيـن برقـة عنـوة إلى
الشحر مـن قيـس ألـوف مكتـبُ

وهم ما همو فـي كـل يـوم كريهـة
إذا جـن نـبـع بالمنـايـا تغـلـبُ

وفيهـم ربـاط الأعوجيـات والقـنـا
وأسيافهـم فيهـا القضـاء المـجـربُ

وهم جمرات الحرب لـم يلـف مثلهـم
إذا لم يكن للناس فـي الأمـر مذهـبُ

وجوههـم تنـدى وتـنـدى أكفـهـم
إذا لاح بــرقٌ للمخيلـيـن خـلـبُ

سليـم وعــدوان وفـهـم تنـاولـوا
مفاخـر عـز لـم تنلـهـن يـعـربُ

قبائل مـن قيـس ابـن عيـلان فهـم
لهم في العدا نـابٌ خضيـب ومخلـبُ

وقيس هـم الفرسـان مـا زال منهـم
إلى الموت خطارون والمـوت ينهـبُ

ومن يلفني من يعصر يلـف يعصـرا
لها الصفو في انسابنـا حيـن تنسـبُ

غنـي ومـعـن والطـفـاوة إنـهـم
لهـم مـن نـزار صفوهـا المتنخـبُ

وأيامهـم مشهـورة فــي عـدوهـم
وآثارهـم أحلـى شـرابـاً وأعــذبُ

بـه بلغـت فـوق السمـاء أكفـهـم
وهم قـد حـوا نـار الفخـار فأثقبـوا

وهـم أنزلـوا هونـاً مهينـا بطـيءٍ
له الغيـض فـي أكبادهـم والتحـوبُ

وفي مذحـج منهـم وقائـع لـم يـزل
لهـا نــدب دام وآخــر مخـلـبُ

وكـم لهـمُ مـن وقعـة بعـد وقعـة
لهـا أثـر فـي يعـرب لا يـكـذبُ

وعبـس وذبيـان وأنـمـار إنـهـم
لهم في العـلا بيـت الفخـار المرتـبُ

ومن مثـل عبـد الله والليـث أشجـع
إذا قيل فـي يـوم الهيـاج ألا اركبـوا

بنت غطفـان المجـد وارتقـت العـلا
ونبعتها فـي قيـس عيـلان أصلـبُ

وإن أدع في عليـا هـوازن تأتنـي
قبائل أزكى حيـن تنمـى وأحسـبُ

(غزيـة) نيـران الحـروب ومنهـم
فوارس خطـارون والنقـع أشهـبُ

لهم ما حوى شط العـراق مشرقـا
إلى حيث يحويـه السـرار وغـربُ

وهم ملأوا الأرض الفضـاء بضمـر
ٍعتـاق أبوهـن الوجيـه المذهـبُ

و(سعد) و (دهمان) الكرام و (عامر)
لهم عـزة فـي مجدنـا لا تحجـبُ

وهم ملأوا فـج العـراق بجمعهـم
فنالوا منال الشمس من حيث تغـربُ

(خفاجة) تحمي أرضها بشبـا القنـا
وبيض لها في منقع الهـام مشـربُ

وهم منعونـا مـع (ربيعـة) كلهـا
وعيـلان منهـا ركنهـا متنـكـبُ

يسيرون ما بيـن البزاخـة واللـوى
سباسبهـا يفضـي إليهـن سبسـبُ

وحي عظيم مـن (عبـادة) ظاهـر
لهم سالف نيـل المعالـي ومكسـبُ

مصاليت من (كعب) تلوح وجوههـم
لهم بالندى نادٍ من الجـود مخصـبُ

ومن ( ككلاب ) الأكرميـن إذا ارتـدوا
حمائـل مــوت نــاره تتلـهـبُ

وفي العز من ( عليا نميـر ) أرومـة
لها قمـر فينـا مضـيء وكوكـبُ

وفي القلب من حيي ( هلال بن عامر )
نـوازع حـب لا تـزول وتنـهـبُ

همُ أوطأوا غربـي مصـر جيادهـم
وهم ما هموا والدهر بالنـاس قلـبُ

ولم أزع مـن ودي سواعـة إنهـا
لهاالصفو من ودي الذي لا يؤشـبُ

ولم يخل عن ودي اسم منصور مازن
محل صفـاء عـن تعاديـه أجنـبُ

وعائـذ الـشـم الـذيـن إليـهـم من
المجـد غايـات العـلا تتـأوبُ

وقائعهـم مشهـورة فسألـوا بهـا
سعيد ابـن فضـل والذيـن تألبـوا

شماطيط شتـى مـن قبائـل طـيء
أتى لهم بالنحـس يـوم عصبصـبُ

و زعب حماة الروع شـم محـارب
وقائعـهـم مشـهـورة لا تـكـذبُ

فتلك على الحالات قيس ولـم يـزل
لها القدح في المجد الـذي لا يخيـبُ

وعمرو وعمرو حيث عمرو علمتـه
وقولي بما يقضي به الحـق أوخـبُ

لحـق علينـا ذكـر اليـاس إنــه
لمستنكر مـا عنـه منـا التجنـبُ

خليفـة إسماعيـل فينـا وعـقـده
بهاجـر مشـدود الوصائـل مكـربُ

حمى ديـن إبراهيـم لمـا تطلعـت
عليـه سـبـاع ضـاريـات وأذؤبُ

وأورث للفرعيـن عمـرو وعامـر
مواريث ما أبقـى الذبيـح المقـربُ

لطابخة مجـد مـع النجـم ظاهـر
وعز علـى ظهـر الثـرى مترتـبُ

عـدي وأبنـاء الربـاب وضـبـة
وعمرو ومختـار النجـار المهـذبُ

وجمجمة العليـا تميـم الذيـن هـم
ثقال لأرحـي خنـدف حيـن أجلـبُ

بنو حـارث الشـم الكـرام وعامـر
وعمرو لهم حظ من المجـد محبـبُ

قبائل من عمـرو تواصـوا بخطـة
من العز تحمـي عرضهـم وتذيـبُ

وسعد هم العاذون في المجـد رتبـة
يفاعا لها فـوق المجـرف مسحـبُ

وهل في معد كامرئ القيـس إنهـم
لهم مـن تميـم صفوهـا المتجنـبُ

ووارث إسماعيـل مدركـة الـعـلا
وأنـؤب إبراهيـم والنـاس خـيـبُ

حمى سرح إلياس وقد حـال دونـه
فوراس ظنـوا أن سرحـا سينهـبُ

فقد خرجت ليلـى تخنـدف خشيـة
وكادت لعمري بنت عمـران تسلـبُ

وقال لهـا سيـري رويـداً فإننـي
كفيـل لهـم ان يقتلـوا أو يخيبـوا

فلاقوا لدى عمرو قرى ليـس آنيـا
حزاز حديث الصقل أبيـض متعصـبُ

وأوسعهـم بـراً أخــوة ونـائـل
فنعم مناخ لضيـف والأفـق شهـبُ

ومـن كهذيـل النازليـن بعـقـوة
لها قبس مـن ذروة المجـد مثقـبُ

وقارة عدنان التـي انتصبـت لهـا
قنـاة لهـا مـن آل قيـذر أكعـبُ

وثـم جـذام الحائـزيـن وراثــة من
المجد لا يدنـو لعـار فيرسـبُ

وذودان والأفناء مـن فـرع كاهـل
وعمرو لهم طـود أعـز وأخصـبُ

عزائمهـم فـي كـل يـوم كريهـة
أشد مـن الصـم الجـلاد وأصلـبُ

وهم أسـروا زيـداً فقـاض لديهـم
ُيعالـج أغـلال اليـديـن فينـكـبُ

وحجـراً أذاقـوه المنـون وعفـروا
خدودا عليها واضح اللـون مذهـبُ

وهلبة أبنـاء الذبيـح الـذي سمـى
لهم في طلاب المجد شـأو مغـربُ

كنانة صفوة الصفو والخيـرة التـي
تخيـر منـهـا للنـبـوة منـقـبُ

هـم صفـوة الله الذيـن هـم هـم
ُومنهم عقيـل المكرمـات المهيـبُ

فمنهم رسـول الله طابـت أرومـة
أقـر لهـا مـن أحـمـد الأم والأبُ

قريش هم قـوم الرسـول توارثـوا
خلافتـه نعـم المواريـث تكـسـبُ

فأكرم بقـوم ينـزل الوحـي فيهـم
كريـم إلـى أبياتـهـم يتـصـوبُ

لهم مـن بنـي إسحـاق إرث نبـوة
بمكـة والبيـت العتيـق المحجـبُ

إذا افتخـروا عـدوا عليـاً وجعفـرا ً
وحمزة منهم ليـث غـاب مجـربُ

وآمـنـة الـغـراء أم مـحـمـد
وفاطمـة الزهـراء منهـم وزينـبُ

ومنهم أبـو بكـر وصاحبـه الـذي
على السنن الغرا الكريمـة يغضـبُ

ومنهـم عقيـل والزبيـر وطلحـة
وسعد وعبـد الله منهـم و مصعـبُ

وسبطا النبي الطاهـران الـذا همـا
هلالان في ظلمـاء تخبـوا وتذهـبُ

ومنهم إمام الحـق والعـدل قاسـم
بـلا مريـة فهـو التقـي المهـذبُ

وأولاده الشيـم المداعيـس بالقنـا
نجـوم هـداة مالهـا قـط مغـربُ

ومنهم أمير المؤمنيـن ابـن حمـزة
بأجـداده زيـن الصفـا والمحصـبُ

ونحـن أنـاس أسلمتنـا جـدودنـا
إلـى جنـب للمجـد فيـه تطـلـبُ

ومنهم علي ابـن الحسيـن ومنهـم
بنوه وقـول الحـق أولـى وأوجـبُ

ويحيى بن زيـد والحسيـن وعمـه
هم القوم أزكى حيث كانـوا وأطيـبُ

وزيـد وعبـد الله منهـم وقـاسـم
أخوالرس والهادي الإمـام المقـربُ

وحمزة ذو الجديـن منهـم ومنهـمُ
أبوي الـذي يسمـو إليـه التنسـبُ

لنـا حسـب عـود منيـع تلاعـه
تضاءل فيه هضب رضوى وكوكـبُ

ونحن الملوك الأولـون ولـم يـزل
لنـا أول مـاضٍ وآخـر معـقـبُ

نمينا بني العبـاس أمـلاك هاشـم
إلى حبب في خنـدف ليـس مثلـبُ

أقر لها العبـاس مجـداً ولـم يـزل
لها في قريش فحل عليـاء منحـبُ

همُ منعوا الثغر المخوف فمـا بنـي
لهم سابق في حلبـة العـز ملهـبُ

أكفهـمُ فيهـا الجـنـاء لسـائـل ٍ
وفيها لبـاغٍ يبتـغِ الشـر معطـبُ

ومنا ابن مسعود أخو العلم والتقـى
ومنـا أبـو ذر الغفـاري جـنـدبُ

وهاشم المرقـال منـا ابـن عتبـة
وعكاشـة فيمـا أعـد وأحـسـبُ

فتلـك نـزار الأكرمـون أرومــة
وأني لإسلامـي لأرضـى وأغضـبُ

فنحـن الملـوك الأكرمـون ولايـة
ولا حميـراً ذاك الظـلام المتـبـبُ

ونحن رددنـا ملـك حميـر بعدمـا
تواكلـه روم وخــزر وصقـلـبُ

وسرنا بذي الأدغال في الغرب سيرة
لنـا كلكـل فيهـا منـاخ ومنكـبُ

ونحـن نصرنـا ذا المنـار بجمعنـا
وكان لنا في مرأب الصـدع مـرأبُ

ونحـن قتلنـا فـي تهامـة منهـم ُ
ملوكاً لها شأن من الخطـب منجـبُ

وملك ذا القرنين فهـر بـن مالـك
ومنزلـه حيـث استقـر المحصـبُ

وملك ذا الأعواد منهـم ولـم يكـن
لـه قبلـه ملـك يعـد ويحـسـبُ

وأظهر عدوان ابـن عمـرو بمكـة
فأضحى له في الملك عضو مـؤربُ

ونحـن علونـا بالقلمـس رتـبـة
لها شأو مجد في المراتـب مسقـبُ

وإن عـد قـس مـن معـد وأكثـم
وعـد ربـاب الطيبـون فأوعـبـوا

و ورقـة أن يذكـر و زيـد فإننـي
بذكرهم في الناس أسمـو وأطـربُ

وإن فخرو عدوا ابـن مامـة منهـم
وقيـس إذا غـم الحسـود المخيـبُ

وعوف الوفا البانـي المفاخـر إنـه
ببرد العـلا فـي سالـف متجلبـبُ

لهم سروات السؤدد العـود والنـدى
وأسيافهـم مـن نجـدة تتصـبـبُ

تقاصر عنهـم كـل ركـن مدافـع
فطافـوا بأقطـار البـلاد وجـوبـوا

يسيرون لا يخشون صولـة صائـلٍ
ولا يرهبون المـوت ايـان صـوبُ

وزيـد القنـا والحوفـزان كلاهمـا
هزبـر ولـون نصفـان أخـطـبُ

وأغربة الموت المساعير في الوغى
إذا شيم ذو ودق من الموت أهدبـوا

وحـارث الموفـي بذمـة جــاره
و إن الـذي نـال الجـوار لمذنـبُ

وعدوا إذا عدوا الوفـاء بـن ظالـم
وكـان التوقـي مغنـمـاً يتنـهـبُ

وجذل الطعان الفحـل وابـن مكـرم
فتى لـم توركـه الولائـد شرغـبُ

وعنتـرة الحامـي وقيـس وعامـر
وزيد وبسطام ابـن قيـس وقعنـبُ

وعلقمة والمـرء عمـرو ومنهـمُ
حُحيـة كسـاب الثنـاء المضـربُ

ومن كزهيـر مـن معـد وجعفـر
ومن كزيـاد شيـخ عليـاء منجـبُ

وحاجب ذو القوس الذي طاب ذكـره
غلاماً وعند الشيـب إذ هـو أشيـبُ

وعمرو ابن عمرو وابن مرداس إنهم
ليـوث التلاقـي والعوالـي تصبـبُ

ومـن ككليـب موقـد النـار إنـه
على سبـأٍ منـه مصائـب صوبـوا

أبـاد ملـوك المترفيـن فأصبحـوا
كنقـع تهـاداه السنابـك ملـحـبُ

أناخ بهم من طـود عدنـان كلكـل
من الشر مطوي بـه العـر أجـربُ

لهم في خـزازا وقعـة بعـد وقعـة
على القـوم بالسـلان أيـام كبكـبُ

وفـي ذي أراط يـوم كـان لخيلنـا
محال عليهم فـي المكـر وملعـبُ

وسل عنهم يوم الكـلاب ألـم يكـن
نكالاً عليهـم بأسنـا يـوم عوقـبُ

ويوم التقـت تيـم وكلـب وحميـر
ألم يقتلـوا فـي يـوم ذاك ويغلبـوا

ويوم زيـاد ابـن الهبولـة ناسـخٌ
وقد عضه نابـا حسـام ومضـربُ

وقد غرهم في يـوم طخفـة مثلهـم
أفالا جلا عنهـا السـوام المعـربُ

وكم ملـك منهـم بطخفـة عندنـا
يجـاذب أغـلال الحديـد فيـجـذبُ

وعمـرو أذقنـاه المنـون وساقـه
إليـه سنـان فـي قنـاة ومخلـبُ

أذقناه طعم الموت مـن بعـد عـزه
وكنا ومازلنـا عـن العـار نرغـبُ

وحسان وابن الجون حـل عليهمـا
من الشـر يـوم شمسـه لا تغيـبُ

كأنهـم مـن كـل فـجٍ ضفادعنـا
ولهـا حيتـان بـحـر وسلـهـبُ

أخـو ثقـة يغـري العظـام لعابـه
يخاف الردى منـه مـراراً ويرهـبُ

محاسن من أبنـاء عدنـان حلقـت
بها من بنات الدهر عنقـاء مغـربُ

هـم الخلفـاء الطاهـرون لملكـهم
على الناس ماضٍ أمرهم حيث صوبُ

وأبقت لهم منها محاسـن لـم تكـن
لغيرهـم والقـول بالحـق أوجـبُ

وثارهـم مشهـورة شهـدت بهـا مناسـ
ـكهـم عنـد الحجـون ويثـربُ

وهم ورثوا الملـك القديـم وراثـة
وغيرهم يخشى الأعـادي ويرهـبُ

مفاخـر نالوهـا ولـم يـك نالهـا
رعين ولم يبلـغ مداهـن حوسـبُ

لقد قلت قـولاً لـم تكـن بكريمـة
علـي وجـوه فـي مـلام تقطـبُ

مهذبـة غـراء بكـر ولـم تــزل
تطالـع ممـا قلـت بكـر وثـيـبُ

وما ضرها إن كان في الترب ثاويـاً
زهيـر وأودي جـرول والمسـبـبُ

منقول بتصرف بتصرف وانتم سالمون وغانمون والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الهمداني لسان أهل اليمن وقصيدته الدامغة

كُتب : [ 15 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : رد لسان اليمن الهمداني رحمه الله وتجاوز عن هفواته بدامغته على مذهبة الكميت بن زيد الأسدي ولا شك أن الكميت بن زيد الأسدي من أشعر العرب ولكنه رافضي شيعي معتزلي متطرف والذين احتفوا بشعره هم الشيعة من أجل هاشمياته ومذهبته التي كانت سببا في فتنة نعيش إرهاصاتها إلى يومنا هذا والهمداني مع أخطائه أقرب لنا منه دينا ندين به الله تعالى وإليكم الظاهرة الجدلية فـي هاشميات الكميت للأستاذ / عبد الرؤوف يونس أربد - الأردن .

إن الأساس الذي قامت عليه فكرة التشيع يدور حول خلافة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد وفاته ، وإن الجماعة التي دعت إلى هذا الحق كانت ترى أن ( علياً رضي الله عنه ) أحق من غيره بالخلافة ، ثم أبناءه من بعده بطريقة التسلسل الوراثي ، ولا حق فيها لغير العلويين لأسباب منها : قرابة علي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسبقيته في الإسلام وإصهاره من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحسن بلائه في الإسلام ومقدرته الخاصة التي ميزته من غيره ووصية الرسول له بالخلافة – كما ادعوا فيما بعد - والتأييد النظري من الأمويين الذين كانوا ينافسون الهاشميين منذ الجاهلية وعصر البعثة حيث إنهم لم تكن لهم الجرأة الأدبية اللازمة بالمطالبة بهذا المركز ، فأخذوا يشجعون ولو بطرف خفي بني هاشم بأحقيتهم بالخلافة حتى إنه نسب إلى أبي سفيان – إن صحت الروايات - بعد بيعة أبي بكر رضي الله عنه قوله :

بني هاشم لا تغمطوا الناس فيكموا
= ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكموا وإليكموا
= وليس لها إلا أبو حسن علي

ومن هنا فإن ما أصبح يطلق عليه اسم حزب العلويين يرى أن الدولة الإسلامية يجب أن تكون وقفاً على بيت واحد هو بيت علي من الهاشميين ، ومن هنا نلاحظ أن علياً ، وربما مع شعوره بأنه أولى من أبي بكر وعمر بالخلافة بداية الأمر ، فقد بايع الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه متأخراً وبعد تردد لأسباب كان يراها قائمة ، منها القبول بإرادة المسلمين وتسليماً لنظام التخليف الذي تمّت بموجبه مبايعة أصحابه .

أما الأمويون فإنهم يرون أنهم أحق بالخلافة من العلويين ، وحجتهم في ذلك أن الخلافة أصبحت وقفاً عليهم استمراراً لخلافة / عثمان رضي الله عنه ، واستغلالاً لنتيجة التحكيم كما يدعون . وبالغوا في ذلك حتى تقول بعض الروايات فيما بعد بأنهم أقسموا للسفاح الأيمان المغلظة بأنهم ما علموا للرسول ولا لأهل بيته قرابة يرثونه غير بني أمية .

كما أننا نقرأ ، وفي نفس المصدر أن الأمويين عندما بويع عثمان بالخلافة وجدوا الفرصة قد لاحت وأن الأمر قد عاد إليهم ، وعليهم المحافظة عليه حيث يقول المسعودي في روايته : إن أبا سفيان صخر بن حرب دخل دار عثمان عقب بيعته ومعه بنو أمية فقال أبو سفيان – وكان قد عمي :- أفيكم أحد من غيركم ؟ قالوا : لا قال : يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة . وقد ساء عثمان هذا الكلام فنهره وزجره .

ولما كان الشعر لسان حال هذه الفترة فقد أخذ الشعراء على عاتقهم الدفاع عن وجهة نظر كل فريق ، وهنا برز الكميت بن زيد الأسدي أبرز الشعراء الذين تبنوا ظاهرة التشيع للعلويين .

فالكميت بن زيد ، هذا الشاعر الكوفي الشيعي المعتزلي ، صاحب المعرفة الواسعة والثقافة العميقة المشهور بسعة معرفته كذلك بأنساب العرب وأيامها ، حتى عن الذين كتبوا عنه من معاصريه قالوا : إنه كان فقيه الشيعة ، وينقل عنه صاحب الأغاني بأنه فقيه محدث عالم بأنساب العرب وأيامها .

وقد كان على مذهب / زيد بن علي تلميذ عاصم بن عطاء المعتزلي ، ومن هنا كانت الزيدية كلها معتزلة وعليه فقد أصبح الكميت نفسه معتزلاً ، وعندما أصبح / خالد القسري والياً للأمويين على العراق خاصمه الإمام / زيد بن علي وثار عليه انضم الكميت إلى زيد وأخذ يثير الناس على خالد هذا ، ولما كان القسري يمنياً والكميت مضرياً فقد استغل الكميت هذه الفرصة وهجا خالداً القسري في قصيدته الطويلة والمعروفة ( بالمذهبة ) والتي مطلعها : ( ألا حييت عنا يا مدينا )

والتي تعتبر من أشهر قصائده ، فلم يتوقف عند هجاء القسري فحسب ، بل هجا اليمن كلها هجاء عنيفاً مخزياً ، ولم يترك فيها حياً من أحيائها إلا ولطخه بمثالبه الدنيئة ، مما دعا القسري لحبسه ، ولكنه هرب من السجن بطريقة أو بأخرى ، وفي هذه الفترة ، فترة حكم القسري على العراق 105-120هـ أنشأ الكميت معظم هاشمياته .

تقول الروايات بأن الكميت لم يخرج مع الإمام زيد على الوالي الجديد للعراق من قبل الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي ، والذي تخلى عنه أصحابه ، فأمسك به الثقفي وقتله وأرسل برأسه إلى الشام حيث هشام بن عبد الملك ، وهذا بدوره بعث بها إلى المدينة ، وبقيت معلقة هناك حتى أنزلت وأحرقت في زمن خلافة الوليد ، ولما رأى الكميت ما آلت إليه هذه الفاجعة ، فقد نعى على نفسه هذا التخلف وحزن لهذا النكوص ، يترجم ذلك كله قوله :

دعاني ابن الرسول فلم أجبه
= ألهفي لهف للقلب الفروق

ولكن الكميت علّل نفسه بمخالفة سيده بالخروج ، لأنه كان يرى رأي الأئمة السابقين وفي مقدمتهم والد زيد الإمام / زين العابدين وأخوه / محمد الباقر اللذان كانا يريا الأناة في الخروج والثورة ، وإلى ذلك يشير الكميت :

تجود لهم نفسي بما دون وثبة
= تظل لها الغربان حولي تحجل

ولكن لي في آل أحمد شيعة
= وما قد مضى في سالف الدهر أطول

فالكميت يؤمن بالتقية ، ومع ذلك فقد هجا / الحجاج بن يوسف الثقفي هجاء لاذعاً عنيفاً حيث يقول :

يعــز عــلى أحــمد بالـذي
= أصاب ابنه أمس من يوسف

خبيث من العصبة الأخبثين
= وإن قلت زانين لم أقذف

فقد كلفه هذا الهجاء غالياً حيث قتله يوسف شر قتلة عام 125هـ. .

إن تشيّع الكميت في هاشمياته للعلويين لم يتوقف عند أحقيتهم بالخلافة فحسب ، بل نلاحظ أنه جاء بنمط جديد من الشعر لم يألفه سابقوه ولا معاصروه . فقد أسبغ عليه أسلوباً عصرياً جديداً قوامه الحجاج العقلي ، والمنهج المنطقي ، والتراث الفكري الذي تلقنه عن شيخ المعتزلة / واصل بن عطاء . كل ذلك صاغه الكميت بأسلوب شعري جديد يبني حق الهاشميين على المقدمات ويتدرج حتى يقرر الحقائق ، يبدأ هادئاً خارجاً على النمط التقليدي المألوف في مطلع القصيدة ، ثم ينتقل إلى أسلوب الحوار المعتمد على الأدلة التي تدعم صحة ما يدعو إليه ، ثم يشن هجوماً عنيفاً على الأمويين يهجّن دعوتهم وذلك دابه إلى أن قتل .

وهذا ما كتبه الشيعة عن أبو المستهل الكميت بن زيد الأسدي المولود 60 المتوفى 126.

نفى عن عينك الأرق الهجـوعا
= وهـــم يمتــــري منها الدموعا

دخيل في الفـــؤاد يهـــيج سقما
= وحزنا كان من جذل (1) منوعا

وتـــوكاف الدموع على اكتئاب
= أحل الدهر موجعــــه الضلوعا

ترقرق أسحمـــا دررا وســـكبا
= يشبه سحها غربا هموعا (2)

لفقدان الخـــضارم مــن قريش
= وخير الشافعين معا شفيعــــــا

لدى الرحـــمن يصدع بالمثاني
= وكان لــه أبـو حسن قريعا (3)

حطوطا في مسرتـــه ومولـــى
= إلى مرضاة خـــــالقه سريعــــا

وأصفـــاه النـبي على اخـــتيار
= بما أعيى الرفــوض له المذيعا

ويوم الدوح دوح غـــدير خـــم
= أبان لـــه الولاية لــــو أطيعــــا

ولـــكن الـــرجال تبايعـــوهـــا
= فلم أر مثــــلها خــــطرا مبــــيعا

فلم أبلغ بها لعـــنـــا ولـــكـــن
= أساء بــــذاك أولهــــم صنيــــعا

فصار بـــذاك أقـــربهم لعـــدل
= إلى جــــور وأحفــــظهم مضيعا

أضاعـــوا أمر قائدهم فضلوا
= وأقومهم لــــدى الحدثان ريـــعا

تناسوا حقه وبغـــوا عـــليـــه
= بلا تــــرة وكــــان لهــــم قريعـا

فـــقـــل لبـني أمية حيث حلوا
= وإن خــــفــــت المهند والقــطيعا

(1) الجذل : الفرح . (2) رقرقت العين : أجرت دمعها . الأسحم : السحاب . يقال : أسحمت السماء . صبت ماءها السج : الصب . الغرب : الدلو العظيم . الهموع : السيال . (3) القريع : السيد . الرئيس .


ألا أف لدهـــر كنـــت فيـــه
= هـــدانا طائعـــا لكـــم مطـــيـــعــا

أجـــاع الله من أشبعـــتمـــوه
= وأشـــبع من بجـــوركم أجـــيعــا

ويلعـــن فـــذ أمتـــه جهـــارا
= إذا ســـاس الـــبرية والخـــليعـــا

بمرضي السياســـة هـاشمي
= يكـــون حـــيا لأمـــتـــه ربـــيـــعـا

وليثا في المشاهد غير نكس
= لتقـــويــم البـــرية مستطـــيـــعـــا

يقيـــم أمـــورها ويـذب عنها
= ويـــتـــرك جدبهـــا أبـــدا مـــريعا

وغيرها :

مــــن لقلب متيم مستهام
= غير ما صبوة ولا أحلام ؟

وغيرها :

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
= ولا لعبا مني وذو الشيب يلعــــــب ؟

أنـــى ومـــن أيــن آبك الطرب
= من حيث لا صبوة ولا ريب ؟

وغيرها :

الأهـــل عـــم فـــي رأيـه متأمل
= وهل مدبر بعد الإسائة مقبل ؟

وغيرها :

طربت وهل بك من طرب
ولم تتصاب ولم تلعب ؟

وغيرها :

نفى عن عينك الأرق الهجوعا
= وهم يمــــتري منهـــا الدموعا

وغيرها :

سل الهموم لقـــلب غـــير متبول
= ولا رهين لدى بيضاء عطبول (1)

وغيرها :

أهوى عليا أمير المؤمنين ولا
أرضى بشتم أبي بكر ولا عمرا

وسابقتها :

ويوم الدوح دوح غدير خم
= أبان له الولاية لو أطيعـــا


ولم أر مثل ذاك اليوم يوما
= ولم أر مثله حــــقا أضيــعا

وقال المرزباني في " معجم الشعراء " ص 348 : مذهب الكميت في التشيع و مدح أهل البيت عليهم السلام في أيام بني أمية مشهورة ومن قوله فيهم :

فقل لبــني أمية حيث حلوا
= وإن خفت المهند والقطيعا

أجاع الله من أشبعتموه
= وأشبع من بجــوركم أجيعا

ذكرها له المسعودي في " مروج الذهب " 2 ص 194 . وقال أبو الفرج (1) والسيد العباسي (2) قصايد الكميت ( الهاشميات ) من جيد شعره ومختاره .

وقال الآمدي (3) وابن عمر البغدادي (4) : للكميت بن زيد في أهل البيت الأشعار المشهورة وهي أجود شعره . وقال السندوبي (5) : كان الكميت من خيرة شعراء الدولة الأموية ، وكان عالما بلغات العرب وأيامهم ، ومن خير شعره وأفضله ( الهاشميات ) وهي القصايد التي ذكر فيها آل بيت الرسول بالخير .

روى أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 15 ص 124 بإسناده عن / محمد بن علي النوفلي قال : سمعت أبي يقول : لما قال : الكميت بن زيد الشعر كان أول ما قال ( الهاشميات ) فسترها ، ثم أتى الفرزدق بن غالب فقال له : يا أبا فراس ؟ إنك شيخ مضر وشاعرها وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي . قال له : صدقت أنت ابن أخي ، فما حاجتك ؟ قال : نفث على لساني فقلت شعرا فأحببت أن أعرضه عليك فإن كان حسنا أمرتني بإذاعته ، وإن كان قبيحا أمرتني بستره وكنت أولى من ستره علي . فقال له الفرزدق : أما عقلك فحسن وإني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك ، فأنشدني ما قلت فأنشده : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب . قال فقال لي : فيم تطرب يا ابن أخي ؟ ! فقال : ولا لعبا مني . وذو الشيب يلعب ؟ ! فقال : بلى يا بن أخي ؟ فالعب فإنك في أوان اللعب . فقال :

ولم يلهني دار ولا رسم منزل
= ولم يتطــــربني بــنان مخضب

فقال : ما يطربك يا بن أخي ؟ ! فقال :

ولا السانحات البارحات عشية
= أمر سليم القرن أم مر أغضب

فقال : أجل لا تتطير . فقال :

ولكن إلى أهل الفضايل والتقى
= وخــير بني حواء والخير يطلب

فقال : ومن هؤلاء ؟ ! ويحك . قال :

إلى النفر البيض الذين بحبهم
= إلى الله فيما نابـــني أتـقـــرب

قال : أرحني ويحك من هؤلاء ؟ ! قال :

بني هـــاشم رهـــــط النبي فإنني
= بهم ولهم أرضي مرارا وأغضب

خفضـــــت لهم مني جناحي مودة
= إلى كنف عــطـــفاه أهل ومرحب

وكنت لهم من هـؤلاء وهــــؤلاء
= محبا عــلى أني أذم واغـــضـــب

وأرمـــي وأرمــي بالعدواة أهلها
= وإنـــي لأوذى فـــيهـم واؤنــــــب

فقال له الفرزدق : يا بن أخي ؟ أذع ثم أذع فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي ورواه المسعودي في مروجه 2 ص 194، والعباسي في " المعاهد " 2 ص 26 . علما أن الشيعة انتحلوا على لسان الفرزدق .

قال البغدادي في " خزانة الأدب " 1 ص 87 : بلغ خالد القسري خبر هذه القصيدة .

( يعني قصيدة الكميت المسماة بالمذهبة التي أولها : ألا حييت عنا يا مدينا ) فقال : والله لأقتلنه ثم .

اشترى ثلاثين جارية في نهاية الحسن فرواهن القصايد ( الهاشميات ) للكميت ودسهن مع نخاس إلى / هشام بن عبد الملك فاشتراهن فأنشدته يوما القصائد المذكورة فكتب إلى خالد وكان يومئذ عامله بالعراق : أن ابعث إلي برأس الكميت .

فأخذه خالد وحبسه فوجه الكميت إلى إمرأته ولبس ثيابها وتركها في موضعه وهرب من الحبس ، فلما علم خالد أراد أن ينكل بالمرأة فاجتمعت بنو أسد إليه وقالوا : ما سبيلك على إمرأة لنا خدعت فخافهم وخلى سبيلها (1) . قال الثعالبي في " ثمار القلوب " ص 171 : عهدي بالخوارزمي يقول : من روى حوليات زهير . واعتذارات النابغة . وأهاجي الحطيئة . وهاشميات الكميت . ونقائض جرير . والفرزدق . وخمريات أبي نواس . وزهديات أبي العتاهية . ومراثي أبي تمام . ومدائح البحتري . وتشبيهات ابن المعتز . وروضيات الصنوبري . ولطائف كشاجم . وقلائد المتنبي . ولم يتخرج في الشعر فلا أشب الله تعالى قرنه .

الميمية من الهاشميات :

من لقـــلب متيم مستهــــام
= غير ما صبوة ولا أحلام ؟!

قال صاعد مولى الكميت : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام فأنشده الكميت قصيدته هذه فقال : اللهم ؟ اغفر للكميت . اللهم ؟ اغفر للكميت . " الأغاني " 15 ص 123 .

وقتيل بالطف غودر منهم
= بين غوغاء أمة وطغــام

بكى أبو جعفر ثم قال : يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت : لا زلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت .

فخرج من عنده فأتى / عبد الله بن الحسين بن علي فأنشده فقال : يا أبا المستهل إن لي ضيعة أعطيت فيها أربعة آلاف دينار وهذا كتابها وقد أشهدت لك بذلك شهوداً . وناوله إياه ، فقال : بأبي أنت وأمي إني كنت أقول الشعر في غيركم أريد بذلك الدنيا ولا والله ما قلت فيكم إلا لله ، وما كنت لآخذ على شيء جعلته لله مالاً ولا ثمناً . فألح عبد الله عليه وأبى من إعفائه ، فأخذ الكميت الكتاب ومضى ، فمكث أياما ثم جاء إلى عبد الله فقال : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله ؟ إن لي حاجة قال : وما هي ؟ وكل حاجة لك مقضية . قال : وكائنة ما كانت ؟ قال : نعم . قال : هذا الكتاب تقبله وترتجع الضيعة . ووضع الكتاب بين يديه فقبله عبد الله ، ونهض / عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فأخذ ثوبا جلدا فدفعه إلى أربعة من غلمانه ، ثم جعل يدخل دور بني هاشم و يقول : يا بني هاشم ؟ هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم ، وعرض دمه لبني أمية فأثيبوه بما قدرتم . فيطرح الرجل في الثوب ما قدر عليه من دنانير و دراهم . وأعلم النساء بذلك فكانت المرأة تبعث ما أمكنها حتى أنها لتخلع الحلي عن جسدها ، فاجتمع من الدنانير والدراهم ما قيمته مائة ألف درهم ، فجاء بها إلى الكميت فقال : يا أبا المستهل أتيناك بجهد المقل ونحن في دولة عدونا وقد جمعنا هذا المال و فيه حلي النساء كما ترى ، فاستعن به على دهرك فقال : بأبي أنت وأمي قد أكثرتم و أطيبتم وما أردت بمدحي إياكم إلا الله ورسوله ولم أك لآخذ لكم ثمنا من الدنيا فاردده إلى أهله . فجهد به عبد الله أن يقبله بكل حيلة فأبى فقال : إن أبيت أن تقبل فإني رأيت أن تقول شيئا تغضب به بين الناس لعل فتنة تحدث فيخرج من بين أصابعها بعض ما يجب . فابتدأ الكميت وقال قصيدته التي يذكر فيها مناقب قومه من مضر بن نزار بن معد وربيعة بن نزار وأياد وأنمار إبني نزار ويكثر فيها من تفضيلهم ويطنب في وصفهم وانهم أفضل من قحطان فغضب بها بين اليمانية والنزارية فيما ذكرناه وهي قصيدته التي أولها .

ألا حيــــيت عنا يا مدينا
= وهل ناس تقول مسلمينا ؟

قال محمد بن كناسة : لما أنشد هشام بن عبد الملك قول الكميت :

فبهـــم صـــرت للبعـــيد ابـــن عـــم
= واتهمـــت القـــريب أي اتـــهــام (1)

مبديا صفحتي على الموقف المعلم
= بالله قـــوتــي واعـــتصــــــامـــي (2)

قال : استقتل المرائي . "الأغاني" 15 ص 127 .

البائية من الهاشميات :

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
= ولا لعـــبا مني ، وذو الشيب يلعــب ؟

فمــــا لي إلا آل أحــــــمد شيعة
= وما لي إلا مشعب الحق مشعب

وفي " الأغاني " 15 ص 124 : عن / دعبل بن علي الخزاعي قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله في النوم فقال لي : مالك وللكميت بن زيد ؟ فقلت : يا رسول الله ؟ ما بيني وبينه إلا كما بين الشعراء .

فقال : لا تفعل ، أليس هو القائل ؟

فلا زلت فيهم حيث يتهمونني
= ولا زلــت في أشياعكم أتقلب

فإن الله قد غفر له بهذا البيت قال . فانتهيت عن الكميت بعدها .

وقال في ص 14 : أخرج ابن عساكر عن الجاحظ قال : ما فتح للشيعة الحجاج إلا الكميت بقول :

فإن هي لم تصلح لحــي سواهم
= فإن ذوي القـــربى أحق وأوجب

يقولون : لم يورث ولولا تراثه
= لقــــد شــركت فيها بكيل وأرحب

وقوله :

ألا هل عــــم فــي رأيـــــه متأمل
= وهل مدبر بعد الإسائة مقبل ؟

روى أبو الفرج في " الأغاني " 15 ص 126 بالإسناد عن أبي بكر الحضرمي قال : إستأذنت للكميت على / أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في أيام التشريق بمنى فأذن له فقال له الكميت : جعلت فداك إني قلت فيكم شعرا أحب أن أنشدكه فقال : يا كميت ؟ أذكر الله في هذه الأيام المعلومات وفي هذه الأيام المعدودات . فأعاد عليه الكميت القول فرق له أبو جعفر عليه السلام فقال : هات .

فأنشده قصيدته حتى بلغ :

يصيب به الرامون عن قوس غيرهم
= فيا آخــــــر أسدى لـــــه الغـــــي أول

فرفع أبو جعفر عليه السلام يديه إلى السماء وقال : اللهم اغفر للكميت .

كأن حـــــسينا والبهاليل حـــوله
= لأسيافهم ما يختـــــلى المتبــــتل

وغـــــاب نبي الله عـــنهم وفقده
= على الناس رزء ما هناك مجلل

فلم أر مخـــــذولا لأجــل مصيبة
= وأوجـــــب منه نصرة حين يخذل

روى أبو الفرج في " الأغاني " 15 ص 119 عن / علي بن محمد بن سليمان عن أبيه قال : كان / هشام بن عبد الملك قد اتهم خالد بن عبد الله وكان يقال : إنه يريد خلعك فوجد بباب هشام يوما رقعة فيها شعر فدخل بها على هشام فقرئت عليه وهي :

تألــــق بــــرق عــــندنا وتقـابلت
= أثاف لقدر الحرب أخشى اقتبالها

فدونك قــــدر الحـرب وهي مقرة
= لكفيك واجعــــل دون قدر جعالها

ولــــن تنـتهي أو يبلغ الأمر حده
= فنلها برسل قبــــل أن لا تنــــالها

فتجشم منها ما جشمت من التي
= بســـور أهرت نحــو حالك حالها

تلاف أمور الناس قبـــل تفاقــــم
= بعقدة حزم لا يخــــاف انحــــلالها

فما أبرم الأقوام يوما لحيــــلـــة
= من الأمر إلا قلــــدوك احتــــيالها

وقد تخبر الحرب العوان بسرها
= وإن لم يبح مــــن لا يريد سؤالها

فأمر هشام أن يجتمع له من بحضرته من الرواة فجمعوا فأمر بالأبيات فقرأت عليهم فقال : شعر من تشبه هذه الأبيات ؟ فأجمعوا جميعا من ساعتهم أنه كلام / الكميت بن زيد الأسدي . فقال هشام : نعم : هذا الكميت ينذرني بخالد بن عبد الله . ثم كتب إلى خالد يخبره وكتب إليه بالأبيات ، وخالد يومئذ بواسط فكتب خالد إلى واليه بالكوفة يأمره بأخذ الكميت وحبسه ، وقال لأصحابه : إن هذا يمدح بني هاشم ويهجو بني أمية فأتوني من شعر هذا بشئ فأتي بقصيدته اللامية التي أولها :

ألا هــــل عم في رأيه متأمــــــل
= وهل مدبر بعد الإساءة مقبل ؟

فكتبها وأدرجها في كتاب إلى هشام يقول : هذا شعر الكميت فإن كان قد صدق في هذا فقد صدق في ذاك . فلما قرأت على هشام اغتاظ فلما سمع قوله :

فيا ساسة هاتوا لنا من جوابكم
= فـــفيكم لعمري ذو أفانين مقول

اشتد غيظه فكتب إلى خالد يأمره أن يقطع يدي الكميت ورجليه ويضرب عنقه ويهدم داره ويصلبه على ترابها . فلما قرأ خالد الكتاب كره أن يستفسد عشيرته و أعلن الأمر رجاء أن يتخلص الكميت فقال . كتب إلي أمير المؤمنين وإني لأكره أن أستفسد عشيرته .

وسماه فعرف عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد ما أراد فأخرج غلاما له مولدا ظريفا فأعطاه بغلة له شقراء فارهة من بغال الخليفة وقال : إن أنت وردت الكوفة فأنذرت الكميت لعله أن يتخلص من الحبس فأنت حر لوجه الله والبغلة لك ولك علي بعد ذلك إكرامك والاحسان إليك . فركب البغلة فسار بقية يومه وليلته من واسط إلى الكوفة فصبحها فدخل الحبس متنكرا فخبر الكميت بالقصة ، فأرسل إلى امرأته وهي ابنة عمه يأمرها : أن تجيئه ومعها ثياب من لباسها وخفان . ففعلت فقال : ألبسيني لبسة النساء . ففعلت ، ثم قالت له : أقبل فأقبل وأدبر فأدبر فقالت : ما أدري إلا يبسا في منكبيك إذهب في حفظ الله . فمر بالسجان فظن أنه المرأة فلم يعرض له فنجا وأنشأ يقول :

خــــــرجت خروج القدح قدح ابن مقبل
= على الرغم من تلك النوايح والمشلي

علــــي ثيــــاب الغانيــــات وتحــــتهــــا
= عــــزيمة أمــــر أشبهــت سلة النصل

وورد كتاب خالد إلى والي الكوفة يأمره فيه بما كتب به إليه هشام ، فأرسل إلى الكميت ليؤتى به من الحبس فينفذ فيه أمر خالد ، فدنا من باب البيت فكلمتهم المرأة وخبرتهم : أنها في البيت ، وإن الكميت قد خرج . فكتب بذلك إلى خالد فأجابه : حرة كريمة أفدت ابن عمها بنفسها . وأمر بتخليتها فبلغ الخبر الأعور الكلبي بالشام فقال قصيدته التي يرمي فيها امرأة الكميت بأهل الحبس ويقول : أسودينا واحمرينا .
فهاج الكميت ذلك حتى قال : ألا حييت عنا يا مدينا ( وهي ثلاثمائة بيت )

وقال في ص 114 : إن / خالد بن عبد الله القسري روى جارية حسناء قصايد الكميت ( الهاشميات ) وأعدها ليهديها إلى هشام وكتب إليه بأخبار الكميت وهجائه بني أمية وأنفذ إليه قصيدته التي يقول فيها :

فيا رب هل إلا بك النصر يبتغى
= ويا رب هــــل إلا عليك المعول

وهي طويلة يرثي فيها / زيد بن علي وابنه الحسين بن زيد ويمدح بني هاشم ، فلما قرأها أكبرها وعظمت عليه واستنكرها وكتب إلى خالد : يقسم عليه أن يقطع لسان الكميت ويده . فلم يشعر الكميت إلا والخيل محدقة بداره فأخذ وحبس في المحبس ، وكان أبان بن الوليد عاملا على واسط وكان الكميت صديقه فبعث إليه بغلام على بغل وقال له : أنت حر - إلى آخر ما يأتي إن شاء الله تعالى .

وللكميت في حديث الغدير من قصيدة قوله :

عــلــــي أميـــر المؤمنين وحقه
= من الله مفروض على كل مسلم

وإن رســــول الله أوصى بحــقه
= وأشــــركه في كــــل حـق مقسم

وزوجــــه صديقــــة لـم يكن لها
= معــــادلة غــــير البــــتولة مريم

وردم أبــــواب الــــذين بـنى لهم
= بــــيوتا ســــوى أبــوابه لم يردم

وأوجــــب يوما بالغــــدير ولايـة
= على كل بــــر من فصيح وأعجم

أبو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس بن مخالد (1) بن وهيب بن عمرو بن سبيع بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار . قال أبو الفرج : شاعر مقدم عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها والمحصبين على القحطانية المقارنين المقارعين لشعراءهم ، العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها ، وكان في أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية ومات قبلها ، وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك . سئل معاذ الهراء : من أشعر الناس ؟ قال : أمن الجاهليين أم من الاسلاميين ؟ قالوا : بل من الجاهليين . قال : امرؤ القيس ، وزهير ، وعبيد بن الأبرص . قالوا : فمن الاسلاميين قال : الفرزدق ، وجرير ، والأخطل ، والراعي . قال فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت ؟ قال : ذاك أشعر الأولين والآخرين (1) . وكان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومأتين وتسعة وثمانين بيتا على ما في الأغاني ، و المعاهد 2 ص 31أو أكثر من خمسة آلاف قصيدة كما في كشف الظنون نقلا عن عيون الأخبار لابن شاكر 1 ص 397 . وقد جمع شعره الأصمعي وزاد فيه ابن السكيت ، ورواه جماعة عن أبي محمد عبد الله بن يحيى المعروف بابن كناسة الأسدي المتوفى 207، ورواه ابن كناسة عن الجزي ، وأبي الموصل ، وأبي صدقة الأسديين ، وألف كتابا أسماه ( سرقات الكميت من القرآن وغيره ) (2) . ورواه ابن السكيت عن أستاذه نصران وقال نصران : قرأت شعر الكميت على أبي حفص عمر ابن بكير . وعمل شعره السكري أبو سعيد الحسن بن الحسين المتوفى 275، كما في فهرست ابن النديم ص 107 و 225. وصاحب شعره محمد بن أنس كما في تاريخ ابن عساكر 4 ص 429 . وحكى ياقوت في معجم الأدباء 1 ص 410 عن ابن نجار عن أبي عبد الله أحمد بن الحسن الكوفي النسابة أنه قال : قال ابن عبدة النساب : ما عرف النساب أنساب العرب على حقيقة حتى قال الكميت ( النزاريات ) فأظهر بها علما كثيرا ، ولقد نظرت في شعره فما رأيت أحدا أعلم منه بالعرب وأيامها ، فلما سمعت هذا أجمعت شعره فكان عوني على التصنيف لأيام العرب . وقال بعضهم : كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب أسد ، فقيه الشيعة ، حافظ القرآن العظيم ، ثبت الجنان ، كاتبا حسن الخط ، نسابة جدلا ، وهو أول من ناظر (3) في التشيع ، راميا لم يكن في أسد أرمى منه ، فارسا (1) الأغاني 15 ص 115 و 127 . (2) التعبير بالسرقة لا يخلو من مسامحة فإنها ليست إلا أخذا بالمعنى أو تضمينا لكلم من القرآن ، وحسب الكميت ( وأي شاعر ) أن يقتص أثر الكتاب الكريم . شجاعا ، سخيا دينا . خزانة الأدب 2 ص 69، شرح الشواهد ص 13. ولم تزل عصبيته للعدنانية ومهاجاته شعراء اليمن متصلة ، والمناقضة بينه و بينهم شايعة في حياته ، وفي إثرها ناقض دعبل وابن عيينة قصيدته المذهبة بعد وفاته وأجابهما أبو الزلفاء البصري مولى بني هاشم ، وكان بينه وبين حكيم الأعور الكلبي مفاخرة ومناظرة تامة . وحكيم الأعور المذكور أحد الشعراء المنقطعين إلى بني أمية بدمشق ، ثم انتقل إلى الكوفة ، جاء رجل إلى / عبد الله بن جعفر فقال له : يا بن رسول الله ؟ هذا حكيم الأعور ينشد الناس هجاكم بالكوفة . فقال : هل حفظت شيئا ؟ قال : نعم وأنشد :

صلبـنا لكم زيدا على جذع نخلة
= ولم نر مهديا على الجزع يصلب

وقستم بعثمان عليا سفــــاهــــة
= وعــــثمان خـير من علي وأطيب

فرفع عبد الله يديه إلى السماء وهما تنتفضان رعدة فقال : اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا . فخرج حكيم من الكوفة فأدلج (1) فافترسه الأسد. معجم الأدباء 4 ص 132 .

( الكميت وحياته المذهبية ) :

يجد الباحث في خلال السير وزبر الحديث شواهد واضحة على أن الرجل لم يتخذ شاعريته وما كان يتظاهر به من التهالك في ولاء أهل البيت عليهم السلام ، وسيلة لما يقتضيه النهمة ، وموجبات الشره من التلمظ بما يستفيده من الصلات و الجوائز ، أو تحري مسانحات وجرايات ، أو الحصول على رتبة أو راتب ، أنى ؟ و آل رسول الله كما يقول عنهم دعبل الخزاعي :

أرى فيئهم في غيرهم متقسما
= وأيديهم من فــــيئهم صفـــرات

وهم فضلا عن شيعتهم :

مشردون نفوا عن عقر دارهم
= كأنهم قد جنوا ما ليـس يغتفر

وقد انهالت الدنيا قضها بقضيضها على أضدادهم يوم ذلك من طغمة الأمويين ولو كان المتطلب يطلب شيئا من حطام الدنيا ، أو حصولا على مرتبة ، أو زلفة تربى به لطلبها من أولئك المتغلبين على عرش الخلافة الإسلامية ، فرجل يلوي بوجهه عنهم إلى أناس مضطهدين مقهورين ، ويقاسي من جراء ذلك الخوف والاختفاء تتقاذف به المفاوز والحزون ، مفترعا ربوة طورا ، ومسفا إلى الأحضة تارة ، وورائه الطلب الحثيث ، وبمطلع الأكمة النطح والسيف ، ليس من الممكن أن يكون ما يتحراه إلا خاصة فيمن يتولاهم ، لا توجد عند غيرهم ، وهذا هو شأن الكميث مع أل البيت فقد كان يعتقد فيهم أنهم وسائله إلى المولى سبحانه ، وواسطة نجاحه في عقباه ، وإن مؤدتهم أجر الرسالة الكبرى . فدخل الكميت فقال : جعلت فداك أنشدك ؟ فقال : أنشد فأنشده قصيدة فقال : يا غلام ؟ اخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت . فقال : جعلت فداك أنشدك أخرى ؟ فأنشده فقال : يا غلام ؟ اخرج بدرة فادفعها إليه . فقال : جعلت فداك أنشدك أخرى ؟ فأنشده فقال : يا غلام ؟ اخرج بدرة فادفعها إليه . فقال : جعلت فداك والله ما أحبكم لعرض الدنيا وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله وما أوجب الله علي من الحق . فدعا له الباقر عليه السلام فقال : يا غلام ردها إلى مكانها . فقلت : جعلت فداك قلت لي : ليس عندي درهم وأمرت الكميت بثلاثين ألفا (1) فقال : ادخل ذلك البيت . فدخلت فلم أجد شيئا ، فقال : ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا .

قال صاعد : دخلنا مع الكميت على فاطمة بنت الحسين عليه السلام فقالت : هذا شاعرنا أهل البيت وجاءت بقدح فيه سويق فحركته بيدها وسقت الكميت فشربه ثم أمرت له بثلاثين دينارا ومركب ، فهملت عيناه وقال : لا والله لا أقبلها إني لم أحبكم للدنيا ." الأغاني " 15 ص 123 وللكميت في رده الصلات الطايلة على سروات المجد من بني هاشم مكرمة ومحمدة عظيمة أبقت له ذكرى خالدة وكل من تلكم المواقف شاهد صدق على خالص ولائه و قوة إيمانه ، وصفاء نيته ، وحسن عقيدته ، ورسوخ دينه ، وإباء نفسه ، وعلو همته ، وثباته في مبدئه ( العلوي ) الشيعي الرافضي ، وصدق مقاله للإمام السجاد / زين العابدين عليه السلام : إني قد مدحتك أن يكون لي وسيلة عند رسول الله ويعرب عن ذلك كله صريح قوله : للإمام الباقر / محمد بن علي عليهما السلام : والله ما أحبكم لعرض الدنيا وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله وما أوجب الله علي من الحق . وقوله الآخر عليه السلام : ألا والله لا يعلم أحد أني آخذ منها حتى يكون الله عز وجل الذي يكافيني . وقوله للإمامين الصادقين عليهما السلام : والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردتها لأتيت من هو في يديه ولكني أحببتكم للآخرة . وقوله ل / عبد الله بن الحسن بن علي عليه السلام : والله ما قلت فيكم إلا لله وما كنت لآخذ على شيء جعلته لله مالا ولا ثمنا . وقوله لعبد الله الجعفري : ما أردت بمدحي إياكم إلا الله ورسوله ، ولو أك لآخذ لكم ثمنا من الدنيا . وقوله لفاطمة بنت الإمام السبط : والله إني لم أحبكم للدنيا . وكان أئمة الدين ورجالات بني هاشم يلحون في أخذ الكميت صلاتهم ، و قبوله عطاياهم ، مع إكبارهم محله من ولائه ، واعتنائهم البالغ بشأنه ، والاحتفاء و التبجيل له ، والاعتذار عنه بمثل قوم الإمام السجاد صلوات الله عليه له : ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك . منقول عن الشيعة ولايوثق بتوثيقهم فهم وضاعون عليه وعلى الفرزدق وغيرهم . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
مشاكس فيحاني
عضو نشط
رقم العضوية : 14289
تاريخ التسجيل : 21 - 06 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 73 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مشاكس فيحاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الهمداني لسان أهل اليمن وقصيدته الدامغة

كُتب : [ 15 - 02 - 2008 ]







الله يعطيك العافيـــــــــــــــــــــه


على الموضوع


تقبل مرووووووووري

^_^








مرحبا بكم في منتديات الفياحين الرسميه
http://www.fiahin.com


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكلية التقنية بالرياض تستعد لقبول 3160طالباً في الدبلوم والبكالوريوس راعي الجوفا منتدى التدريب و التوظيف 0 11 - 08 - 2007 14:11
بدء القبول في الكلية الصحية بالدمام 12 جمادى الآخرة القريشي1000 منتدى التدريب و التوظيف 1 05 - 07 - 2006 08:18
فتح باب القبول في الكلية الجامعية للبنين والبنات بينبع القريشي1000 منتدى التدريب و التوظيف 1 05 - 07 - 2006 08:14


الساعة الآن 02:00.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها