لرنيه وما حولها من المواضع ذكر كثير في كتب المتقدمين وأشعارهم وخاصة أشعار العامريين مثل حميد بن ثور الهلالي ولبيد بن ربيعة الجعفري الكلابي العامري والنابغة الجعدي وتميم بن أبي مقبل العجلاني وطهمان بن عمرو الكلابي ومزاحم العقيلي وغيرهم .
ونشير إشارة موجزة إلى بعض مواضعها القديمة .
1ـ أثال : ويضاف إليه الكور وفي هذا الموضع وقعت الحرب بين بني عامر بن صعصعة وقبائل اليمن ، وقد اصيب في ذلك اليوم ذو الجوشن الضبابي الكلابي فرثاه اخاه الصميل قائلاً :
أمسى بكور أثال لا براح به = بعد اللقاء وأمسى خائفاً وجلا
2ـ السلف : جبل مشهور بهذا الاسم ومعروف في رنيه يقع مما يلي كور أثال سالف الذكر نحو الشرق الشمالي وفي هذا الموضع أيضا وقعت حرب على هوازن وفيهم بنو عامر . قال الأصفهاني في كتاب الأغاني ، قال : عن ابن الكلبي اغار عبد المدان على هوازن يوم السلف في جماعة من بني الحارث بن كعب وكانت حمته على بني عامر بن صعصعة ... .
3ـ أحد : يقع جنوب شرق مدينة رنيه على بعد 58كم .
4ـ وقف : جبل يطل من الجنوب على رنيه على بعد 13كم على الطريق المعبد لبيشه .
5ـ سلي : جبل بركاني مطل على رنيه من الشرق .
6ـ ضلفع : جبل بركاني يقابل سلي من الجنوب .
وقال أحدهم :
يا أبلي هل تعرفين ساقا
وضلفعان والمرتع الرقراقا
وقوزه المشرفت الأنساقا
( ساقا : هي هضبة حمراء مصعوكه تقع على ضفة وادي بيشه شمالاً ، تقابل ضلفع غرباً وكثبان حنجران تليها غرباً )
7ـ الواديين : وهما ملتقى وادي بيشة برنيه ، ويلتقيا الواديين بيشه برنيه في رياض بني عقيل في شرق الجبلين ضلفع وسلي .
8ـ زنانير : جبل احمر له عدة رؤوس حادة يطل على رنيه من الشرق الجنوبي
قال النابغة الجعدي يصف حمار وحشي :
كأنه خاضت اضلافه لهق=قهد الإيهاب تربته الزنانير
وقال تميم بن أبي مقبل العجلاني :
تهدي زنانير أرواح المصيف لنا=ومن فروج ثنايا الكور تهدينا
9ـ الأغر : واد يصب على المخطط الشمالي برنيه من الغرب الشمالي .
ذكره مزاحم العقيلي في العهد العباسي ، ومزاحم من سكان روضات بني عقيل سالفة الذكر ، وقد ذكره ضمن ميميته البالغه أكثر من مائة وأثني عشر بيتاً قال :
أمن أجل دار بالأغر تأبدت =من الحي وأستفت عليها العواصف
وقال طهمان بن عمرو القريطي الكلابي :
سقيا لمرتبع توارثه البلى=بين الأغر وبين سود العاقر
لعبت به عصف الرياح فلم تدع=إلا رواسي مثل عش الطائر
10ـ تدوم : جبل مشهور يطل على رنيه من الجنوب ، ويعرف في عهدنا الحاضر بأسم ( جبل ورك ) .
قال الراعي النميري في عهد الأمويه وقد توعده مروان بن الحكم والي المدينه المنوره من قبل معاويه بن ابي سفيان :
نبأت أن الفتى مروان يوعدني =فأستبق بعض وعيدي أيه الرجل
لي في تدوم إذا أغبرت مناكبه=او دارة الكور عن مروان معتزل
وقد جمع لبيد بن ربيعة كل تلك المواضع في قولة :
لهند بأعلى ذي الأغر رسوم =إلى أحد كأنهن وشوم
فوقف فسلي فأكناف ضلفع =تربع فيه تارة وتقيم
بما قد تحل الواديين كليهما =زنانير فيها مربع فتدوم
وفي الواديين يقول مالك بن الصمصامة احد بني جعدة :
أحب هبوط الواديين وإنني =لمستغرب بالواديين غريب
وفي سلي يقول النابغة الجعدي :
كأن غديرهم بجنوب سلي=نعام فاق في أرض براح
وهذه المواضع الثمانية التي أوجزها لبيد بن ربيعة رحمه الله في ابياته مشيداً بها هي من معالم رنيه التي لا تزال محتفظة بمسمياتها الواردة في الشعر المذكور ، وهي تحيط بمدينة رنيه من جهاتها ومنها ما يطل على نفس المدينه كجبل تدوم من الجنوب وجبل زنانير من الجنوب الشرقي وجبل سلي من الشرق ووادي الأغر يصب على مخططات المدينة من الشمال ويلتقي بواديها بعد أن يخلف المعمور نحو الشرق ...
وعن الأغر وهما غرًان ( واديان ) أحدهما يتجه من مصابه نحو الشرق تماماً حتى يصب على رملة عبدالله بن كلاب ( عرق سبيع ) وبني كلاب بطن من بني عامر بن صعصعه ، والأغر الثاني ينعرج من ملتقى الأول ويتجه جنوباً تماماً وترفده شعاب الجبال المطله عليه من الغرب والشرق حتى ينصب على مدينة رنيه ويختلط بواديها ، يقول مزاحم العقيلي :
أمن أجل داراً بالأغر تأبدت =من الحي وأستفت عليها العواصف
صبا وشمال نيرج يقتفيهما =أحايين لمات الجنوب الزفازف
وقفت بها سراة الضحى حتى أمال بخفها =بقية منقوص من الظل ظائف
وقال صحابي بعد طول سماحة=على أي شئ أنت في الدار واقف
وله أيضا :
خليلي عوجابي على الدار نسأل =متىى عهدنا بالظاعن المتحمل
فعجبت وعاجوا فوق بيداء صفقت =بها الريح جولان التراب المنخل
وقال أخر:
هلا سألت معالم الأطلال =بمنعرج الأغر إلى أًثال
وعن العقر قال أبو علي الهجري : ومن الدارات دارات العقر أقرن بين رنئه وتربة .
وعن تلك المعالم الوارد ذكرها ، قال الأستاذ عبدالحميد الدلال من قصيدة طويلة بدأها بقولة :
أهاجك تحنان وشاقتك أربع =ومنىً بأيام الصبا لك مرتع
إلى أن قال :
بوقف أقمت الذكريات جديدة =لعل جديد الأنس للبين يدفع
بساحات سلي هل تسليت وأنجلى =لديك بأفق المنى وهو أوسع
وهل عبقت عند الزنانير في الضحى =نسائم تجلو الهم والصدر توسع
نسائم تنفي السقم وهي عليلة =إذا لامست جفن المؤرق يهجع
وهل إن حداك الشوق عجلت إلى حداء=ونفسك من مقنىً لمغنى تطلع
وثمة في المسلوخ عندك معهد =وفي دخل أو دارة الكور مرتع
وعنك وادي رنيه وسيوله =تذكرك العاصي ويشجيك ضلفع
ألا ايها الوادي الودود وددت أن =أراك بداري أو لداريا تجمع
11ـ خطمه : أكمة سوداء متصلة بجبل سلي في نهايته شمالاً مما يلي مجرى وادي رنيه ، فهي تخطم مجرى الوادي فتدفعه شمالا عندما يصدم بها في نزوله شرقاً .
قال طهمان بن عمرو الكلابي من بني أبو بكر بن كلاب :
ماصب بكريا على كعبية =تحتل خطمة او قفالا
إلا المقادير فاستهيم فؤاده =من أن أرى ذهبا يزين غزالا
وقال صاحب كتاب الأغاني : كانت جدة القتال الكلابي أم أبيه عجلانية من بني كعب وقد قتلت بنو جعفر بن كلاب رجلاً من بني العجلان فأستبطأ القتال أخواله من بني العجلان في الطلب بثأرهم من بني جعفر فقال يحضهم ويحرضهم :
لعمري لحي من عقيل لقيتهم =بخطمة او لاقيتهم بالمناسك
عليهم من الحوك اليماني بزة =على ارحبيات طوال الجوارك
أحب إلى نفسي وأملح عندها=من السروات آل قيس بن مالك
إذا ما لقيتم عصبة جعفرية =كرهتم بني اللكعاء وقع النيازك
وقال لبيد بن ربيعة أيضا يرثى سهيل بن مالك من بني جعفر بن كلاب وقد قتل أو مات عند جبل خطمى :
الا ذهب المحافظ والمحامي =ومن يدعى به الأنس القيام
كأن الناس مذ فقدوا سهيلاً=بخطمة لم يكن لهم نظام
وقال لبيد بن ربيعة الجعفري الكلابي العامري يرثي عقال بن خويلد العقيلي سيد عقيل بن كعب :
ليبك عقالاً كل حي =برهوة لهم ثلة عفر
لو كنت بعض المقفرين لغربت =بخطمة تبدي مناكبها القفر
وقال أحدهم :
خطمى سقاها مقدم الوسم رعاد= يسقي الرغاب ويمتلن الهجال
وقال أخر :
بديت في راس خطمى وأسبر الديره = وأشوف خيل مقابيل بعيني
12 ـ الحرة : حرة بني هلال بن عامر : قال الهجري |(هي منبتله من الحرار برنئه من حجاز النجد المتيامن ). وقال في موضع أخر ( وقال شيخ من بني هلال حرة بني هلال معترضة من اسفل سقف الطود إلى مهب الشمال ارجح من ستة ايام ومن الشرق إلى الغرب شطر ذلك وسماها الهمداني حرة نجد ) وجاء فيها قول الراجز :
حرة نجد لا سقيت المطرا =من الكراعين إلى وادي درا
كذا دارا قلت : ولعل الصواب كراء . وهذه الحرة يخترقها أودية كثيرة منها ما يفضي إلى وادي تربة والخرمة وأعضمها إلى وادي رنيه ورنيه ونواحيها .
13ـ حوضى : وتدعى حوضيان إذ هي سلسلة جبال تمتد من الشمال إلى الجنوب الشرقي بطرف عرق سبيع (( رملة بني كلاب )) قديماً ، وحوضى مائان لبني كلاب وهي لهم عامة ، ذكر ذلك صاحب كتاب بلاد العرب . والمائه الآن تعرف بأسم ( ورشه ) تحت جبل حوضى ، لاتزال الناس تردها .
14ـ دارة العقر : العقر أقرن بين رنئة وتربة .
15ـ دارة الكور : جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي قال : دارة الأكوار ملتقى دار ربيعه بن عقيل من دار نهيك الهلالي .
16ـ رملة بني عبدالله بن كلاب : وبعض قرى رنيه داخل أطرافها الغربية الجنوبية مثل قرية القوز والعمائر والعثيثي والفرعه والرجع والحفاير والمخرم وغيرها . وقد حدده صاحب كتاب (( بلاد العرب )) . وذكر ما يقربه من الجبال والمياه ويعرف الآن كما أسلفنا بأسم (( عروق سبيع )) ويقع شرق وشمال شرق وجنوب رنيه بأعتبار نفود حنجران جزءاً منها .
والعروق جمع عرق وهي الجبال من الرمل وفي طرف عرق سبيع الجنوبي الغربي نفود حنجران ، ويمتد نفود سبيع شمالا حتى طريق الحجاز المار بظلم .
وما دام الحديث عن رملة بني كلاب ( عرق سبيع ) فقد جاء في كتاب معجم البلدان أن جابي زكاة بني كلاب يخرج من المدينة المنورة ، ثم ذكر المراحل التي يقطعها .... إلى أن قال : ثم يصدق بني ربيعة بن عبدالله بن كلاب على رنيه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .