س/أبو عبـــــدالله من خلال بحوثك التاريخية عن القبيلة هل فروعها الحالية – هلالية أم عقيلية أم كلابية أم أنها من فروع عامرية أخرى؟
ج / أراك بدأت بالسؤال عن الفروع الهلالية أولا – ولعل هذا يذكرني بقول شيخنا حمد الجاسر رحمه الله وقوله ( كانت لهم " أي بني هلال " شهرة لم تقف عند حد المهتمين بدراسة أنساب القبائل بل شملت عامة الناس في مختلف العصور ونسج حول اخبارها من القصص والأخبار ما بقي متناقلا إلى عصرنا(1 ) ) – ولهذا سنلقي نظره عامه حول البقايا الهلالية في مختلف القبائل
ولكن قبل ذلك .. لا بد من نظرة للتعرف أولا على الفروع التي عاشت في أودية عالية نجد الجنوبية الغربية وما حولها منذ العهد الجاهلي وصدر الإسلام من القبيلة ( الأم ) كأودية تربة ورنية وأسافل بيشة وما بينها من المواضع والحرات ( كحرة بني هلال ) ففي وادي تربة وما يليه من الحرة – عاشت فروع هلالية ، وأخرى من عامر بن ربيعة بن عامر ن صعصعة وإلى جانبهما : فروع من الضباب من بني كلاب ومنهم بني زهير في علياء الحرة ( منطقة كراء ) كما عاش بجوارهم بوادي رنية وما يليه من الحرة فروع من بني نهيك الهلاليين وفروع من بني عقيل من خفاجة وربيعة بن عقيل والمنتفق بن عامر في أسافل أودية بييشة ومنها الميثب وفي الشرق من ذلك تحل بطون من أبناء عمومتهم بني كلاب ومنهم بني أبي بكر أخوال خفاجة وغيرهم هؤلاء عرفوا – تاريخيا بسكنى هذه البلاد المذكورة متجاوريين في صدور وأسافل أوديتها ومواضعها وكانت أوديتهم في العهد الأموي تشتهر بكثرة المياه والعيون الجارية كما إشتهرت بزراعة النخيل وانتاج التمور ، وقامت على ضفافها واحات وقرى وزروعا بمثابة نقاط حضارية وبداية سكنى واستقرار – كواحة تربة والغريف ومن ثم الخرمة وقراها وفي وادي رنية – واحة رنية وغضي والمسارق والجرثمية والأملح وغيرها من المواقع والقرى التاريخية بالوادي وقد أشارت إليها بعض المصادر المتقدمة – مما يدل على استمرار الحياة والتواجد منذ العهد الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر وان بلادهم تلك هي من الحصانة والمنعة بمكان لقربها من الجبال الحصينة والحرات الممتدة في بلادها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تتخللها أوديتهم سالفة الذكر وقد أشار إلى ذلك أحد سكانها القدماء مفتخرا بسكناها وهو خداش بن زهير – من بني عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من سكان وادي تربة قديما ..
إني من النَّفر المُحمَّر أعينهم=أهل السَّوام وأهل الصخر واللُّوب
أي من أهل النعم الذي يسكنون الجبال والحرات وهذه الأودية .
ولمعرفة بعض الباحثين في بلادنا – لهذا الترابط والتشابك القبلي التاريخي القديم – الجديد ، فإنهم قد أبدوا بعض الأراء المفيدة .. فقال الأستاذ علي حسن العبادي وهو يتكلم عن منطقتنا هذه ( مدار البحث وعن الربط القبلي بين سكانها في الماضي والحاضر – وبعد أن أوضح سكنى بني هلال لها ثم رحيلهم في هجرتهم المعروفة إلى مصر ومنها إلى بلاد المغرب وحلول قبيلة البقوم من الأزد مكانهم في تربة وجبل حضن ..إلخ.
ثم خلص إلى القول : [ وبقي لعامر بن صعصعة بستان ابن عامر الذي يعرف الآن باسم (الغريف) وهو لبني عمر من قبيلة (سبيع) المعروفة قديما ببني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . قال : وسبيع لا تزال محتفظة بمنازلها القديمة باستثناء تربة وجبل حضن وهذه مما يجعلنا نجزم بأن في سبيع فخائذ من بني هلال اندرس اسمها كما اندرسها اسم القبيلة نفسها ] أ.هـ.
وقال الشيخ حمد الجاسر : [ ولا شك أنه بقي منهم – أي بني هلال – بقية في مواطنهم القديمة قد تكون دخلت من حيث الانتساب إلى سكان هذه المواطن في عصرنا أو بقيت معروفة بنسبها . ] أ.هـ
قلت : وسنستأنس خلال البحث التالي بقول الباحث الأستاذ(2 )/ علي بن حسن العبادي من الطائف حيث قال: " كلما احتفظت القبيلة بمنازلها ومساكنها القديمة كان الوصول إلى معرفة أصولها شيئاً يمكن تحقيقه" .
وقال : متحدثاً عن بني هلال بن عامر – ( هلال بن عامر بن صعصعة .. من هوازن .. من عدنان …. جد جاهلي كان ينزل بنوه " تربة " و "الخرمة" و " رنية " وما حول تلك القرى من السهول والرعان والوديان … كجبل " حضن " الشامخ وجبل " عُن " بضم العين المهملة لا بكسرها كما ينطقه سكانه في زماننا ..
" وأسفل تربة لبني هلال "
قال : الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب " ص119 – تحقيق الشيخ ابن بليهد يرحمه الله :- " بلد هلال الواديان – رنية وأبيدة "
ورنية معروفة ، وأبيدة تعرف في زماننا ببيدة ينسج فيها " البيدي " عباءة معروفة يلبسها بدو الحجاز .
وقال عرام السلمي في كتابه " آنف الذكر " ص439 : " وعُن جبل في جوفه مياه أو شال … .
قال الشاعر :-
فقالوا هلاليون جئنا من أرضنا =إلى حاجة جبنا لها الليل مدرعا
وقالوا خرجنا من " القفا " وجنوبه=و " عُن " فهم القلب أن يتصدعـا
والقفا جبل لبني هلال حذاءه عُن، وعُن جبل يقع جنوب غرب جبل حضن المشهور.
قال:
ومن منازلهم هذه سار بنو هلال إلى مصر ومنها إلى إفريقيا … وبقيت منهم قلة فضلت البقاء في منازلها ولا أعرف بالضبط متى كانت هجرتهم .
وقد أهتم المؤرخ الكبير ابن خلدون الحضرمي ببني هلال وسجل أخبارهم دون أنسابهم وعني بسيرتهم … وهو المعاصر لعقبهم بالمغرب العربي .
وورث منازلهم في – تربة – وما حولها ، وجبل – حضن – وما حوله قبيلة البقوم من حواله ابن الهنو بن الأزد ، القبيلة اليمانية القحطانية .
وخلصت – الخرمة – وما حولها ، إلى الغريف – بفتح الغين المعجمة و – رنية – وما حولها لبني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة – وتحمل في زماننا اسم – سبيع – تصغير سبع – وتشارك بني هلال في السكن والمكان من قديم الزمان .
وإنما بقيت القلة المتخلفة في قبيلتي البقوم – و – سبيع – ودليلي على ذلك الاسم والمكان ففي قبيلة البقوم سكان تربة – بطن كبير يسمى " وازع "
ومن وازع الرّياحات الذين هاجر أكثرهم إلى إفريقيا ، والقرامدة : تصحيف القرامطة ، حملوا الاسم معهم لأنحياز بعض بني هلال إلى القرامطة ومناصرتهم .. وقد تحدث التاريخ عن انحياز بعض بني هلال بن عامر إلى القرامطة.
وفي سبيع – سكان رنية بطن كبير يسمى – السودة، من أفخاذه: المشاهيب، وآل عاتب، والمحاورة ، والعضلان – ( الفصلان – بالفاء ).. قال : والسودة : هم : أبناء سويد بن عامر بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعة . أنتهى كلام العبادي.
انتهى كلام الأستاذ العبادي و نشكر جهده ومساهمته حول كشف غموض بعض البقايا الهلالية في قبيلتي البقوم وسبيع وكان دليله الاسم والمكان والحق انه كما قال " كلما احتفظت القبيلة بمنازلها ومساكنها القديمة كان الوصول إلى معرفة أصولها شيئا يمكن تحقيقه " ( 3) وهذا ينطبق على موضع بحثه وقد وفق لما ذهب إليه ولكن ليس كل سبيع اليوم من بني عقيل بن كعب وسيأتي ذكر ذلك ونحن نضيف من واقع معرفتنا للسكان – موضع بحثه – ومن واقع اطلاعنا ومتابعتنا لشتى المصادر ذات الصلة بذكر تفرعات بني هلال ومسمياتها منذ خروجها من بلادها [ هذه ] إلى مصر ومنه إلى أفريقيا وقد وجدنا ما ذكر هناك أن له في البلاد الأم ما يماثله ويطابقه وهذا مما يقوي ثبات الصلة وصدق الحقيقة فيما يلي :-
أولا : بنو عمر
وهو عمر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة كما أورده بن خلدون وغيره قال : " ابن خلدون " في ذكر فروع بني هلال بن عامر – فذكر منهم- ولد عمر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة ( 4) وفي خبر الأثبج وبطونهم من هلال – قال : ويلحق بالأثيج العمور ، ويغلب الظن أنهم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال(5). وليسوا من ولد عُمر بن ابي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة .
قلت : وعن نهيك – جد – ( عمر ) هذا – جاء في قسم الأنساب (ج4 /ص1897 ) من كتاب التعليقات والنوادر .
قال : الاخيضري في أنسابه النهيكي نسبة إلى نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن – قال وفي هوازن نهيك بن عبد مناف بن هلال بن عامر .قلت ونهيك هذا ابن أخي الأول – ثم أن نهيك الأول هو الاشهر وقد ذكره النويري في كتابه نهاية الأرب وذكر تفرعاته قال ( ونهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة أعقب من خمس قبائل لصلبه وهم : أبي ربيعة وأبو معاوية ، وسهل ، ومعشر – وأبو جشم ) وسبق من قول بن خلدون أنهم : من ولد عمر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر – وهكذا يتضح أن ( عمر) فرع نهيكي هلالي له ذكر قديم قال: عبدالله بن هبة السلمي يمدح أبا قبيصة بن جبير بن الصقيل الشدادي من بني نهيك من قصيدة طويلة جاء فيها .
وقل لجبير بن الصقيل مدائحا =فتى فخر قيسٍ يوم حوزٍ المكارم
كريم إذا ما قيس عيلان فاخرت =به راق يوماً زعمها كل زاعم
مصاليت غُلباً من نهيك أعزة=طوال القنا كالمَشبلات الضياغم
وأن يدع أصهار النبي فإنهم=مساعير حرب نصرهم غير عاتم
وفي (192 المخطوطة المصرية) ذكر في هذه القصيدة أصهار النبي رويبة، أخوال العباس وأخوال سيف الله .
قال
قبائل صدقٍ من هلالٍ كأنها =إذا ما توافت طُمُ حج بمأزم
قال : الرشاطي : النهيكي في هوازن – فيها نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن .
قال : ابن دريد : نهيك من النهاكة وهي الجرأة والإقدام ومنه انتهاك المحارم ونهكته الحمى أنهكته وأنتهك فلان عرض فلان – منهم ذو البردين- ربيعة بن رياح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر ..
وفيه يقول الأصم الباهلي :
أو كأبن جعدة وفَّاداً على ملك=أو كالنهيكي ذي البردين إذا فخرا
ومنهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – قبيصة( 6) بن مخارق بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك ابن هلال بن عامر بن صعصعة كذا نسبه ابن الكلبي : وقال : فيه أبو عمر : قبيصة بن المخارق بن عبدالله بن شداد الهلالي من بني هلال بن عامر يكنى أبا بشر نزل البصرة – روى عنه أبو عثمان النهدي ، وكنانة بن نعيم وأبو قلابة وابنه قطن بن قبيصة – وقال : غير أبي عمر : سار قبيصة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأكرمه وبسط له رداءه وقال : ( مرحباً بخالي ) فقال : يا رسول الله .. وقَلّ مالي وهنت على أهلي .
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم لم يتضح بقية الكلام – قال : أبو عمر : يريد بقوله – ( مرحباً بخالي ) من قبل حليمة السعدية ظئر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن قبيصة وحليمة يجتمعان في بكر بن هوازن قلت لو كان كلام أبو عمر صحيحا لسمع الناس من النبي مثل ذلك لبعض مشاهير هوازن ومنهم بني عامر والذي يترجح أن أخت قبيصة كانت أختا للرسول من الكتاب – أي من الرضاعة أو قبيصة كان أخا لحليمة من الرضاعة
ثانيا: بنو علي
و( علي ) ذكره ابن خلدون – من بطون رياح – إذ هو على ما يبدو – أخو (خضر) أو كما ذكر ابن خلدون في ج6 ص69 – أنه علي بن رياح – إلى ربيعة بن نهيك بن هلال( 7) بن عامر بن صعصعة قلت وعلي منه آل علي ، والجعدان فرع من بني عمر سكان الغريف من وادي تربة سبق ذكره
ثالثا : الزغب
وأما الزغب(8 )– فهو مسمى قديم يكثر في بني عامر – من بني هلال – وقد ذكرهم ابن خلدون وأطال في تفريعاتهم . والزغب اليوم فرع من بني عمر معروف يسكن الغريف وهم فرع من سبيع من بني عمر .
ويبدو من تلك النصوص المتقدمة – قدم ذكر تلك المسميات في بني هلال بن عامر بن صعصعة ومنها – قدم مسمى " عمر " – فهو فرع نهيكي – هلالي – عامري . وقد يُفَسَّر إنضواء كل من (الصملة ، والعرينات ، والخضران ، وآل علي ، والزغب ، والجعدان .. والمدارية) تحت مسمى – عمر –حيث يقال لهم الآن جميعا (بني عمر) – كون عمر هذا هو الأقرب إلى الجد الأعلى – ( هلال بن عامر بن صعصعة ) وهو كذلك فهو / عمر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة . وعلى ذلك فالصلة أزلية ولا تزال قائمة بين تلك الفروع التي تنتمي إلى أصول واحدة في الماضي والحاضر .
رابعا : الخضران:
قال : الأحيوي ( والخضران- بنو خضر ) هؤلاء من أعقاب الأخضر من بني رياح بن رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة قلت/ وهذا موجود في تاريخ ابن خلدون( ت 808هـ ) قال : ابن خلدون في الخبر عن رياح وبطونهم من هلال بن عامر بن صعصعة ، قال : وكان هذا القبيل يعني - رياحاً – من أعز قبائل بني هلال بن عامر – وأكثرهم جمعاً عند دخولهم إفريقية – ومن بطونهم ( عمرو ، ومرداس ، وعلي ، وسعيد ، وعامر ومنهم بنوخضر بن عامر بن رياح بن رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهم : الأخضر أنظر (ص69 ج 6 ابن خلدون ) وأضاف الأحيوي قائلا : ( والخضران من سبيع – وهم أعقاب بني خضر هؤلاء : ولكي لا يخرج علينا من يقول : إن الأخضر ( بنو خضر ) هؤلاء لم يكن لهم وجوداً في جزيرة العرب – نقول – بل كان لهم وجود ذلك أن جدهم خضر هو الإبن الخامس من سلالة هلال بن عامر – أي أن خضراً هذا يعود وجوده لعهد الجاهلية لزمن تَكَّوُن قبيلة بني عامر بن صعصعة انتهى – كلام الأحيوي قلت – والأحيوي باحث مطلع ومتمكن وقد استند إلى مرجع معلوم – ومما يؤيد ما ذهب إليه أن مسمى الخضران وبلادهم الأولى هي بلاد بني هلال من وادي تربة وما حوله ومنه الحرة – حرة بني هلال وأطراف وادي رنية مما يلي الحرة ، والصلة قائمة ومعلومة بين الخضران وبني عمر وقد أشرنا في هذه الأوراق إلى ذلك وأن مسمى "عمر" اليوم يضم كل من الخضران ، والصملة ، والعرينات ، وآل علي ومنهم الزغب والجعدان والمدارية وبعض هذه الفروع لا تزال في وادي تربة وهي - بلادهم الأولى – ومن العجب أن نجد هذه المسميات القديمة الجديدة ولاتزال قائمة ومعلومة وهذا الترابط الأزلي بينها جميعا لايزال قائما وهو بالتالي دليلا قاطعا على صحة ما جاء في تلك المصادر المتقدمة من حيث المسمى والمكان والتراث المشترك والجذور الثابتة بين الأطراف المذكورة.
خامسا: الصميلي
جاء في قسم الأنساب – من كتاب " التعليقات والنوادر " ج4/ص1799هـ - قوله ( الصُّميلي من بني هلال بن عامر من هوازن ) قال الهجري :وأنشدني : لزهير بن الضبيب الصميلي من بني هلال من كلمة وأورد خمسة عشر بيتاً في الهجاء نقلا عن ( 367 المخطوطة الهندية ) قلت : وهذا نص صريح وواضح من أقدم النصوص الموثوقة من عالم عاش في آخر القرن الثالث وأول الرابع الهجريين والصميلي ومنه الصملة قبيلة لايزالون يحملون هذا المسمى وهم من بني عُمر من سبيع العامرية ، وكانوا يحلون وادي رنية ويساكنون " الروبة " كما أسلفنا في قرية الجَرثمية في الأملح من رنية ولكن الصملة انتقلوا في السنين المتأخرة – بعضهم إلى الخرمة من وادي تربة في بلدة الدُّغَيمية وما حولها ولا زالوا والآخرين انحدروا إلى نجد ولم يعد منهم اليوم في رنية أحد
وقد اجتمعت – بشيخ الصملة في الخرمة قبل بضع سنوات لأكثر من مرة وتحادثنا في أصول سبيع وفروعها وتراثها ولأن لديه إلمام بالكثير من الأخبار وأعطاني معلومات عن قبيلته وعن الآخرين من سبيع – وقال : يا أبو عبدالله ترى في قبيلتنا( الصملة ) أناس يدعون الغضاوين وآخرين يسمون قديماً باسم " الجُهران " ولكن تراهم غير جهران الفراعنة وغضاوين الفراعنة – قاله وهو يبتسم رحمه الله. قلت" والفراعنة نعم فيهم جهران وغضاوين –وبمتابعتي لقراءة تاريخ بن خلدون – وجدته يذكر – بنو مَجِاهر من بني هلال – فذكرت قول ابن جروة – يرحمه الله .
سادسا : العريني
قال : الهجري – العريني من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن . جاء ذلك في قسم الأنساب من كتاب التعليقات والنوادر ( ج4 /ص1824) في هلال من بني عامر من هوازن .
ثم جاء أيضا في قسم اللغة ( ج3ص 1073) قال الهجري العريني في هلال .. قلت : هكذا تكررت هذه النصوص عن الهحري بأن العريني من بني هلال من بني عامر من هوازن . وهذا جاء منسجماً مع واقع حال هذا المسمى العريق والذي لا يزال قائماً ومعلوماً ضمن فروع أخرى تحت مسمى ( بني عمر ) من سبيع العامرية والتي هي الأخرى بقايا من تفرعات القبيلة ( الأم ) بنو عامر بن صعصعة وضمن مسمى سبيع وسبيع بقايا من مختلف تلك التفرعات ومنها- تفرعات هلالية . يجري الحديث عنها كالعرينات والصمله ، والخضران ، وبني عمر، وآل علي ، ومنهم الزغب وغيرهم وكلها فروعاً هلالية لاتزال تحمل مسمياتها القديمة ويجمعها مسمى " بني عمر " قبل مسمى " سبيع " القبيلة الأم في عهدنا وهذا يدل على أن القبائل تحتفظ بأنسابها عن طريق نقل الخلف عن السلف وفي تاريخها وتراثها من الأحداث والقصص ما قد يغني عن التدوين.
سابعا : بنو عز (الأعزة )
و بنو عز – ( الأعزة ) فخذ من عبادة(9 ) بن عقيل وكانت عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة – من أكبر وأشهر( 10) بطون عقيل بن كعب وعبادة وخفاجة أخوان وحليفان – كما ذكر بن الكلبي في "جمهرة النسب " وكانت لعبادة وخفاجة انتشارا واسعا في بلاد بني عقيل بن كعب فتلك القبائل مختلطة في سكنى أودية بيشة ورنية وعقيق بني عقيل – وادي الدواسر الآن - فمن بلاد بعض بني عبادة – ومنهم بنو عز – أودية ( غزائل ) و ( ضراء ) و (الجبوب ) – وما حول هذه الروافد من وادي تربة من المواضع جنوبا وشرقا وشمالا – وهم بذلك يشاركون أبناء عمومتهم من (بني هلال )والضباب من بني كلاب وعامر بن ربيعة التي تحل أودية تربة وما يليها من روافدها من الحرة وشعابها ( حرة بني هلال ) وما يليها من جبال حضن وما يتصل بها من الحرة وغيرها وقد أورد صاحب ( كتاب الأغاني ) من خبر المخبل السعدي – سعد زيد مناة بن تميم – واسمه ربيعة بن مالك بن ربيعة من بني أنف الناقة – وهو شاعر من مخضرمي الجاهلية والإسلام وقد استنجد به أحدهم في رد إبله وقد أخذتها بعض الفروع الكعبية أو احدى حلفائها – فقال المخبل شعرا فلما وصلهم – قام ( حزن بن معاوية بن خفاجة أحد حلفاء عبادة برد الإبل لصاحبها – فقال المخبل في ذلك شعرا أيضا يثني على حزن ويلمح إلى عبادة قال :
تدارك حزن بالقنا آل عامر =قفا حضنٍ والكر بالخيل أعسر
فإني بذا الجار الخفاجي واثق =وقلبي من الجار العبادي أوجر
إذا ما عقيلي قام بذمة =شريكين فيها فالعبادي أوجر
وفي الهامش : ( قفا حضن – أي خلفه – وحضن جبل بأعلى نجد ) ثم أورد كذلك
فما قلص وجدن معقلات =قفا حضن بمختلف التجار
الأوجر : الخائف – العبادي : عبادة بن عقيل
قلت : جبل حضن لا يزال هذا اسمه ويقع شمال مدينة تربة وفيه المثل " من رأى حضنا فقد أنجد " ومعلوم أن المواضع التي سبق ذكرها – الجبوب ، غزائل ، ضراء ، هذه الأودية تصب في تربة كلها وتقع خلف جبل حضن للقادم من نجد أي من بلاد بني تميم .
ومعلوم أن أودية تربة وما حولها كانت منذ العهد الجاهلي وصدر الإسلام من مواضع بني عامر بن صعصعة من هوازن ... ولهم فيها آثار وأخبار وقد أرسل لهم النبي غزية بقيادة عمر(11) بن الخطاب . وعن تلك المواضع وغيرها قال : الاصمعي : غزائل ماء بنجد لعبادة خاصة – ويقال ذو غزائل وهذا من كتاب " بلاد العرب " قال حمد الجاسر(12) :
( ولا شك أنه أي الاصمعي – يعني هذا الوادي وذلك أن عبادة هؤلاء بطن من بني عقيل ومنازلهم في هذه الجهات جاء في " بلاد العرب " في الكلام على مياه بني عقيل وبلادهم قال ولهم البردان بالحجاز بينهم وبين بني هلال بن عامر بن صعصعة ولهم ذو غزائل وهي لعبادة خاصة ، ولهم الميثب ، قال عقيلي آخر جميع بني خفاجة يجتمعون ببيشة ورنية قال وعامر بن عقيل مرتفعون بأعالي الحجاز وأداني اليمن أ .هـ ثم أورد الجاسر : قول ياقوت الحموي في ( ضراف ) من كتاب ( اللصوص ) للسكري قول أحدهم : وهو العطّاف العقيلي :
إذا كلّ حاديها من الأنس أو ونى =بعثنا لها من ولد إبليس حاديا
فلن ترتعي جنبي ضراف ولن ترى=جبوب سليل ما عددت اللياليا
قال الجاسر :و أرى أن ضراف – هنا – تصحيف ضراء ذلك أنه قرنه بالجبوب – لان وادي ضراف يقع مجاورا للجبوب – وفروع وادي ضراء تنحدر من جبل بيضان . ( بقرب الدرجة 54َ/20ْ عرض َ58/ 40ْ طولا ) ويتجه شرقا حتى يصب في وادي تربة بعد أن تجتمع به أودية أخرى .
قلت وعند مصب وادي ضراء في وادي تربة تقع الغُرابة(13 ) – ويوم الغُرابة لبني عقيل على بني سعد – والغرابة بئر ماء قديم في مهد ضراء بوادي تربة لا يزال هذا اسمه القديم قال رجل من بني عقيل أعجبته شجاعة عامربن عقيل ( فخذ من بني عقيل )
ياعامر بن عقيل كيف يكفركم =كعب ومنها إليكم ينتهي الشرف
أفنيتم الحر من سعد(14 ) ببارقة =يوم الغُرابة مافي برقها خلف
وفي كتاب مسالك الأبصار : قال:- قال لي ابن قدامه منازل عبادة من بغداد إلى الموصل ... وقال في ( التعريف) ومن عبادة بنو عز ، وهم جماعة .
وقال : مؤلف – كتاب " شعراء بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والإسلام حتى آخر العهد الأموي . وهو يعدد مسميات فروع بني عقيل ويذكر تفرعاتهم فذكر أن بني عز قليلون وفي المصادر الأخرى .
قول : العزاوي – أن بنو عز من عشائر العراق – وأصلها من عبادة بالعراق – ومنها في سورية يسكنون مواطن متعددة وهم متفرقون ولم تظهر لهم عصبية تكون عشيرة كبيرة – قال : ويظهر أن أنفصالهم من عبادة قديم .. ثم ذكر فرقهم ونواحيهم بسورية – وقال إن العزة في العراق واسعة النطاق معروفة في لواء ديالى وفي غالب مواطنه وقسم منها في لواء بغداد وآخرون في ألوية الموصل ، وكركوك والحلة والدليم والعمارة – ثم اشار إلى أن التشتت أصابهم بأحداث جسام من أهمها الحروب المستمرة بين العراق وإيران لوجود الحدود الفاصلة بينهما أو بقربها والقحط وما شابه ذلك ثم ذكر مواضعهم وعدد فرقهم … وخلص إلى القول :- وأما العزة خارج العراق ففي نجد – يعدون من عشائر سبيع .. إلى أن قال : والعزة تتفرع إلى بدايد – فرق عديدة من بني عمر وعّد الجبور منهم ...
وفي كتاب مسالك الأبصار : قال:- قال لي ابن قدامه منازل عبادة من بغداد إلى الموصل ... وقال في ( التعريف) ومن عبادة بنو عز ، وهم جماعة .
وقال : مؤلف – كتاب " شعراء بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والإسلام حتى آخر العهد الأموي . وهو يعدد مسميات فروع بني عقيل ويذكر تفرعاتهم فذكر أن بني عز قليلون وفي المصادر الأخرى .
قول : العزاوي – أن بنو عز من عشائر العراق – وأصلها من عبادة بالعراق – ومنها في سورية يسكنون مواطن متعددة وهم متفرقون ولم تظهر لهم عصبية تكون عشيرة كبيرة – قال : ويظهر أن أنفصالهم من عبادة قديم .. ثم ذكر فرقهم ونواحيهم بسورية – وقال إن العزة في العراق واسعة النطاق معروفة في لواء ديالى وفي غالب مواطنه وقسم منها في لواء بغداد وآخرون في ألوية الموصل ، وكركوك والحلة والدليم والعمارة – ثم اشار إلى أن التشتت أصابهم بأحداث جسام من أهمها الحروب المستمرة بين العراق وإيران لوجود الحدود الفاصلة بينهما أو بقربها والقحط وما شابه ذلك ثم ذكر مواضعهم وعدد فرقهم … وخلص إلى القول :- وأما العزة خارج العراق ففي نجد – يعدون من عشائر سبيع .. إلى أن قال : والعزة تتفرع إلى بدايد – فرق عديدة من بني عمر وعّد الجبور منهم
قلت : ( ومنزع العزة من المواضع الواقعة الآن في ما بين مدينة رنية والخرمة أي التي بها جبال تتصل بجبال الحرة ولهم من المياه آبار الجوهرية التي أصبحت الأن بأيدي الصملة ولهم الصفران أي الأعزة وما حول هذه المواضيع لايزال العامة يتناقلون ذلك حتى الآن) .
وأقول لعل العزاوي يعني أن كل من الأعزة والجبور من عقيل بن كعب – وهذا ما ذهبنا إليه في البحث وبنو عز " العزة " في عهدنا الحاضر فرع من الصعبة من بني عمر من سبيع العامرية يسكنون في حائر سبيع أحد ضواحي مدينة الرياض . أ هـ
وأضيف إلى ما سبق من الأقوال المتقدمة عن " العزة " وأن منهم أسرة آل جفال ( الأجافل ) وهي من الأسر العريقة بمسماها وسكناها بالرياض ، وقد ذكرها أحدهم أنها من عنزة (15 )والحقيقة أنها من " العزة " " من سبيع ".
ومسمى هذه الأسرة الكريمة يذكرنا – بما أورده ابن سعيد – وهو يعدد فروع بني عقيل – فقال : ومن عقيل هؤلاء – بنو عبادة – منهم الأجافل – لأن عبادة كان يعرف بالأجفل وهم لهذا العهد بالعراق منتشرة في البطائح التي بين البصرة والكوفة وواسط والإمارة فيهم على ما بلغنا لرجل اسمه ميان بن صالح في عدة ومنعة وما أدري أهو من بني معروف أمراء البطائح بني المنتفق أو من عبادة الأجافل هذه أحوال بني عامر بن صعصعصة واستيلائهم على مواطن العرب من كهلان وربيعة ومضر( 16). قلت : وهكذا وافق ما ذكره ابن سعيد ما سبق أن ذكره صاحب " قلائد الجمان" من أن بني عز من عبادة عقيل .
ثامنا : جـبــر
وجبر : جد قديم في بني عقيل من بني عامر بن صعصعة . وهو جبر من بني مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة:
جاء في قسم الأشعار – من كتاب " النوادر والتعليقات " لأبي علي الهجري- أبيات لم يتضح قائلها ولا راويها .. ( ج2 / ص932 ) أورد أبيات منها (وقد أصبح فيها ( مالك ) لا يهابكم وأصبح في خيم الهلال ( بنو جبر ) وهنا ورد ذكر قبيلة تدعى ( بني حير( 17)) – جاء ذكره مقروناً مع (مالك).
وجاء في رسم ( المنيني في عقيل من هوازن ) ( ج4/ص1886 ) . وأنشدني أبو علي الهجري للحرشي يمدح آل منين رهط ( الحر ) من بني مالك ثم أحد بني ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل وجاورهم فأحمد قال:
رحلنا وودعنا بطخفة جيرة =من ( آل منين ) كل جار مودع
سواء أجاورت ( المنيني) أم دجا =عليك الحيا في كل صيف ومربع
لك الله لا يأتيك ضيم ولا أذى =ولا ذلة ما دام يعطي ويمنع
قلت(18 ): آل منين هؤلاء من بني مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل ، و (الحر) المذكورة هنا وردت في بعض نسخ المخطوطة (الحير) (ج2 /ص597 ) إلا أن الصحيح أنها مصحفة من كلمة( الجبر ) – فيكون ( آل منين هؤلاء : رهط (الجبر) لعدة أمور :-
1- أن هذا ما ذكره الإشبيلي في مختصرة ( ج4 / ص1886 ) الحاشية.
2- ما ورد في قسم الأشعار ( ج2 /ص 597 ) من قصيدة نوال بن الثغاء القشيري : لما نجعوا ( الشورين ) وهما قفان من أطراف شرقي ( الحلة ) من دار بني نمير جاء فيها –
فلما بدا الشوران شور به الردى وشور به القلعان كرَّ بنا ( جبر)
3- ما ورد في قسم الأشعار ( ج2 / ص904 ) : وقال : أبو علي: العقيلي : وذكر جبر ويسمى الحويسر .
قلت : ومن هذه النصوص يتبين أن بني ( جبر ) فرع من فروع بني عقيل بن كعب من بني عامر بن صعصعة .. وعقيل قبيلة كبيرة كثيرة الفروع والعدد – ذكر بن سعيد الأندلسي أن عددها يفي عدد مضر( 19). أ.هـ
أخيرا أقول إن من (الجبور) اليوم : فرع من بني عمر ثم من الخضران – وهم في الأصل إلى جدهم ( جبر(20 )) وهو جد قديم من بني مالك بن ربيعة بن عوف بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
تاسعا : نبيط :
قال أبو على الهجري ( نبيط(21 ) من قشير ، وذهب في سرد فصائل بني مالك بن سلمه بن قشير( 22) بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، فذكر منها : عامر وقال وفيه عدد تلك الفصائل ثم من عامر في نبيط – قال : ونبيط رهط الصَّمة بن عبد الله ، وأورد شعراً لأحد بني نبيط ونسبهم إلى مالك بن قشير بن كعب . قلت والنبطة اليوم بطن معروف بهذا الأسم من قبيلة سبيع العامرية .
عاشرا : بنو عامر :
وهؤلاء لا زالوا يحملون مسمى القبيلة ( الأم ) ( بنو عامر بن صعصعة ) الاسم الذي عرفت به القبيلة منذ عهدها الجاهلي – ويبدو أن في بني عامر هؤلاء فروع كلابية وأخرى هلالية وإن مازجها بعض بقايا أخوتها من فروع القبيلة الأولى .. ومن دراستنا لهذا الفرع وجدنا بعض المصادر تشير إلى ذكر مسميات وألقاب قديمة ولا تزال كقولهم ( فلان بن ركَّاض الكلابي ) قال الحربي في تحديد حمى ( الرَّبذة ) .. حدثني عبد الله بن عمرو قال : حدثني ركَّاض(23 ) بن عبد الله بن قيس الكلابي – قال : سميت الرَّبذة بربذة جبل أحمر – صخرة حمراء على ميل من الرَّبدة مما يلي المغرب .. ألخ . ومن تلك المسميات والألقاب ( العضب ) وكل من ( ركَّاض والعضب( 24) ) وهي مسميات قديمة في القبيلة الأولى ولا نجدها تتكرر في قبيلة سبيع الآن سوى في بني عامر هؤلاء ومن بني عامر – بنو حميد بن عامر بن ابي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة .
حادي عشر : الذواودة(25 )
هم أولاد ذوَّاد من أقوى قبائل رياح – وهم أشهر بطون بني مرداس بن رياح الهلالي على الإطلاق وأكثرهم أثناء الزحف الكبير وهم قوم مؤنس بن يحيى صاحب المعز بن باديس وصهره وله ذكر كثير وشهرة عظيمة في عصره وبطون الذواودة وفروعها كثيرة بالمغرب الأوسط ذكرهم ابن خلدون كقبيلة من بني رياح من بني هلال من بني عامر في الجزائر وذكرهم المدني مؤرخ الجزائر – قبيلة من بني رياح الهلالية تحل الجزائر منهم عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن مسعود بن سلطان بن زمام بن رديفي بن ذواد بن عباس بن رياح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر .
وإذا كان المتأخرين أخذوا كلمة القوواودة من كلمة ( الذواودة فإن الفرع المعروف الآن من فروع بني عامر من سبيع في عهدنا الحاضر فإنه كما سلف فرع هلالي عامري ضمن فروع عامر
ثاني عشر :بنو ثور(26 )–
هؤلاء أيضاً لا يزالون يحملون مسماهم القديم وهم : فرع من عامر بن ربيعه بن عامر بن صعصعة وهم بنو ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ولا يزالون يحلون موطن أسلافهم من وادي تربه وما حوله ويساكنون بني عمر الهلاليين منذو القديم بالوادي إلى جانب بني زهير من الضباب من بني كلاب وغيرهم من الفروع العامرية الهوازنية . ولا تزال بني ثور وأخوتها القريشات يتواجدون بكثرة بوادي الخرمة ( تربه ) إلى الشرق حتى عروق سبيع رملة بني كلاب قديماً .ويبدو أن في بني ثور وأخوتهم القريشات من ينتمي إلى بني هلال جيرانهم سكان الوادي منذ العهد الجاهلي وحتى عهدنا الحاضر .. لأننا نجد ابن خلدون يذكر في كتابه أن ذياب بن غانم من بني ثور(27 )
وبنو ثور اليوم وأخوتهم القريشات كل هؤلاء ومثلهم الفروع العامرية الأخرى المنضوية تحت مسمى سبيع العامرية نسبة لجدهم الأعلى ( عامر بن صعصعة ) .
بنو ثور( 28) (في المغرب العربي ): منهم في واحات توقرت ورقله بشرق الجزائر – وهم بنو ثور بطن من بني عامر ابن ربيعة بن عامر ابن صعصعة ذكرهم ابن خلدون في تاريخ العبر - بنو ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة واضاف : أن منهم مع عربان هلال ابن عامر – ونسب ذياب بن غانم الزغبي منهم أي من بني ثور قال الطيب: لعل بني ثور اندمجوا هناك تحت اسم بني زغبة – أي قوم ذياب من هلال ابن عامر ...
قلت ولطول الجوار في البلاد الأولى وادي تربة لابد أن يذوب بعض العشائر في بعض ولعل مناقشة بني ثور اليوم هم مناقشة بني هلال في البلاد الأفريقية التي تذكرها مصادرهم كما تذكر قراش بن حصين من بني زغبة فرع كبير من قوم ذياب ولعله ما يعني اليوم في وادي تربة باسم [ القريشات ] اخوة بني ثور في الموطن والمكان وفي كل من القريشات وبني ثور الصبحة والمصابحة ومسميات غيرها موجودة فيما اشرنا إليه من الفروع الهلالية أ.هـ
ثالث عشر : الرويبي ( رويبة هلال )
وجاء في قسم الأنساب ( ج4 – ص1763 ) في رسم الرويبي من هلال بن عامر من هوازن .
قال الهجري وأنشدني : الحسن بن عارم الرويبي – رويبة هلال بن عامر لابن الدُمينة وكان من البداة. وأورد له قصيدة لامية نقلا عن ( ص 118 المخطوطة الهندية ) وفي موضع آخر قال وأنشدني الحسن بن عارم الرويبي الهلالي وأبو محمد البيشي ، والشهراني وغيرهم لإبن الدمينة وهو عبدالله بن عبيد الله ... من عامر تيم ، خثعمي .وتكرر اسم الرويبي من شيوخ الهجري – وقد ورد مُصَحف الرويني (38 المخطوطة الهندية ) والرّوـي بدون نقط وقال حمد الجاسر والصواب ( الرويبي ) بالباء نسبة إلى رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة .
ومن رويبة هؤلاء :- ميمونة بنت الحارث – زوج النبي صلى الله عليه وسلم – والحارث هو بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبدالله بن هلال . وأبناء رويبة – هم – ( الهزم ، وعمرو ، وهو المقعار ، والبرك ، وعريب ، وطول ، وأنسان ، ورقد ، وشيطان ، وبجير – وأخت الحارث ابن حزن – صفية بنت حزن أم أبي سفيان ، وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم – لبابة الكبرى امرأة العباس بن عبد المطلب( 29) – وأُمّ أبنائه – ولبابة الصغرى وهي العصماء – أم خالد بن الوليد ( سيف الله المسلول )- ومنهم – عبدالله بن يزيد بن عبدالله الأصرم بن شعيثة ابن الهزم الذي يقول:
لو كنت صهراً لابن مروان قربت =ركابي في روح وفي منزل رحب
ولكنني صهر النبي محمد =وخال بني العباس والخال كالأب
ومن رويبة هلال بن عامر – نجد أبرز راو روى عنه الهجري في كتابه "التعليقات والنوادر " هو الحسن بن عارم الرويبي الهلالي وروى عن آخرين غيره من بني هلال في بضع مواضع – أ.هـ .
وذكر ابن الكلبي : آخرين من المشاهير ومن قصيدة السلمى في رويبة أصهار النبي محمد قال :
وإن يدع أصهار النبي فإنهم=مساعير حرب نصرهم غير عاتم
رويبة تمدد ناصريها بعارضٍ=من الموت عرّاض المخيلة واشم
ألى قوله:
جودوا للنبي الطالبي صهوره=وهم خولة العباس من آل هاشم
وأخوال سيف الله فازوا بأسهم=من المجد لم يتركنا سهما لساهم
وفي القرن السابع الهجري كانت قبائل رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة منتشرة في الحجاز بادية وحاضرة (30 )
وتعتبر قبيلة مليح الحالية من الروبة فهي فرع من فروعهم بالطبع
رابع عشر : الزكور
الزكور من بني زكري( 31) ذكرتها المصادر الإفريقية انها قبيلة هلالية في وادي ريغ وتوقرت والزيبان وذكر بوعزيز(32 ) بطونهم هناك وكان المؤرخ الجزائري أحمد توفيق المدني(33 ) قد فصل الكثير من الفروع الهلالية في بلاده فقال وأما العمور ففيهم بطون كثيرة وقد ذكرها ومنها بنو زكري هؤلاء
وقال [ الشريفي ]( 34) : الزكور من بني زكري من بني عبد الله( 35) من العمور من أثبج من بني هلال بن عامر بن صعصعة وقال المدني : ومن أولاد زكري : فخذ يعرف بأولاد زكري من عبد الله من عمور من أثبج من بني هلال بن عامر كانوا يقيمون بأفريقيا الشمالية وأضاف الشريفي ومن الزكور الجهوم والروبة من ذرية رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة .. والسودة والشماسات من ذرية شماس بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة .. والفراعنة والقريشات والمجامعة وآل محمد والمراغين والملوح والوزران وغيرهم قال : وهم من سبيع بن بكر بن أشجع الغطفانية أ. هـ
قلت : الزكوراليوم تجمع قبلي كبير من سبيع يضم الكثير من القبائل والفروع العامرية منها ما هو هلالي وعقيلي وكلابي ومن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وغيرهم أما مسألة أن سبيع من بكر بن أشجع الغطفانية فهذا شئ لم يسمع به من قبل ولم نجده في أي مصدر منذ عرفنا القراءة و البحث والتنقيب في شتى المصادر .
ـ شماس : قال ابن الكلبي : " جمهرة النسب ، ص 367 " : شماس بن الهزم بن عبدالله بن رويبه بن هلال بن عامر بن صعصعة .
قال أحدهم : [ ما ظل إلا ظل غار من صفا ولا شيخ إلا خترش أبن شماس ]
ومما نسب إلى خترش ـ قال " الشريفي ، الموسوعة الذهبية ، ج 3 ص 1297 و ج 4 ص 1584 " : الخترش من الشماسات ـ وأحدهم شماس من الزكور ـ من قبيلة سبيع في الحريق والخرج والأحساء وفي العمائر في رنيه ـ وهم من ذرية شمَاس بن الهزم بن رويبه بن هلال .
قال : ومنهم آل معدي ، والبعاضا في العمائر من الشماسات من ذرية خترش الشماسي ، ومنهم ـ آل سحمي والقواشين ـ منهم آل بزاع . أ هـ .
قلت : ومن الشماسات النعسة وفيهم مشيخة القبيلة ، وآل معدل الجربان من الظهران من السهول ، والجريبات من البرازات من السهول ، وآل جريبه في حريملاء والحريق ، وكلها معروفة الصلة ببعضها وعلى ضفة وادي رنيه الجنوبية ، شرقي المدينة موضع يعرف بأسم ( قاع أبن الأجرب ) ولا أدري ماذا تعني هذه التسمية .