غير متصل
|
رقم المشاركة : ( 23 )
|
|
رقم العضوية : 12388 |
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : نجد العذية |
عدد المشاركات : 20,738 [+] |
آخر تواجد : [+] |
عدد النقاط : 49 |
قوة الترشيح : |
|
|
رد: تأثير تضاريس الأرض وموقعها وأجوائها على ساكنيها
كُتب : [ 30 - 09 - 2009 ]
سم الله الرحمن الرحيم
الجو والمناخ هو سبب تغير الألوان :-
على هذا الرأي ذهب / ابن خلدون في مقدمته الشهيرة, وهو رأي قوي وجيه, وهو أن المكان الجغرافي ومناخه الذي يسكن فيه الناس هو الذي يؤثر على ألوانهم, وذلك تفسير منطقي خاصة وأن الشمس والحر يؤثر كثيرا في ألوان الجلد, لذا كان غالب العرب لونهم يميل إلى السمرة وقد يكون الشخص منهم أبيضاً, لكن تعرضه للشمس والحر يؤثر في لونه بعد فترة من الزمن, قال / ابن خلدون في مقدمته :-
( وقد توهم بعض النسابين ممن لا علم لديه بطبائع الكائنات أن السودان هم ولد حام بن نوح اختصوا بلون السواد لدعوة كانت عليه من أبيه ظهر أثرها في لونه وفيما جعل الله من الرق في عقبه، وينقلون في ذلك حكاية من خرافات القصاص ودعاء نوح على ابنه حام قد وقع في التوراة وليس فيه ذكر السواد وإنما دعا عليه بأن يكون ولده عبيداً لولد إخوته لا غير وفي القول بنسبة السواد إلى حام غفلة من طبيعة الحر والبرد وأثرهما في الهواء وفيما يتكون فيه من الحيوانات وذلك أن هذا اللون شمل أهل الإقليم الأول والثاني من مزاج هوائهم للحرارة المتضاعفة بالجنوب، فإن الشمس تسامت رؤوسهم مرتين في كل سنة، قريبة إحداهما من الأخرى، فتطول المسامتة عامة الفصول، فيكثر الضوء لأجلها ويلح القيظ الشديد عليهم وتسود جلودهم لإفراط الحر ونظير هذين الإقليمين مما يقابلهما من الشمال الإقليم السابع والسادس شمل سكانهما أيضاً البياض من مزاج هوائهم للبرد المفرط بالشمال، إذ الشمس لا تزال بأفقهم في دائرة مرئي العين أو ما قرب منها ولا ترتفع إلى المسامتة ولا ما قرب منها، فيضعف الحر فيها، ويشتد البرد عامة الفصول، فتبيض ألوان أهلها وتنتهي إلى الزعورة ويتبع ذلك ما يقتضيه مزاج البرد المفرط من زرقة العيون وبرش الجلود وصهوبة الشعور وتوسطت بينهما الأقاليم الثلاثة : الخامس والرابع والثالث، فكان لها في الاعتدال الذي هو مزاج المتوسط حظ وافر والرابع أبلغها في الاعتدال غاية لنهايته في التوسط كما قدمناه فكان لأهله من الاعتدال في خلقهم وخلقهم ما اقتضاه مزاج أهويتهم )
ويقول عن السود : ( ويسمى سكان الجنوب من الإقليمين الأول والثاني باسم الحبشة والزنج والسودان، أسماء مترادفة على الأمم المتغيرة بالسواد وإن كان اسم الحبشة مختصاً منهم بمن تجاه مكة واليمن، والزنج بمن تجاه بحر الهند وليست هذه الأسماء لهم من أجل انتسابهم إلى آدمي أسود لا حام ولا غيره, وقد نجد من السودان أهل الجنوب من يسكن الرابع المعتدل أو السابع المنحرف إلى البياض، فتبيض ألوان أعقابهم على التدريج مع الأيام وبالعكس فيمن يسكن من أهل الشمال أو الرابع بالجنوب، تسود ألوان أعقابهم وفي ذلك دليل على أن اللون تابع لمزاج الهواء قال / ابن سينا في أرجوزته في الطب :-
بالزنج حر غير الأجسادا
= حتى كسا جلودها سوادا
والصقلب اكتسبت البياضا
= حتى غدت جلودها بضاضا
وأما أهل الشمال فلم يسموا باعتبار ألوانهم لأن البياض كان لوناً لأهل تلك اللغة الواضعة للأسماء فلم يكن فيه غرابة تحمل على اعتباره في التسمية لموافقته واعتياده ووجدنا سكانه من الترك والصقالبة والطغرغر والخزر واللان، والكثير من الإفرنجة ويأجوج ومأجوج )
ثم يقول عن الأمم التي تسكن في الوسط :-
( وأما أهل الأقاليم الثلاثة المتوسطة، أهل الاعتدال في خلقهم وخلقهم وسيرهم .... وأهل هذه الأقاليم التي وقفنا على أخبارهم، مثل العرب والروم وفارس وبني إسرائيل واليونان وأهل السند والهند والصين ولما رأى النسابون اختلاف هذه الأمم بسماتها وشعارها حسبوا ذلك لأجل الأنساب : فجعلوا أهل الجنوب كلهم السودان من ولد حام وارتابوا في ألوانهم، فتكلفوا في تلك الحكاية الواهية، وجعلوا أهل الشمال كلهم أو أكثرهم من ولد يافث وأكثر الأمم المعتدلة وأهل الوسط المنتحلين للعلوم والصنائع والملل والشرائع والسياسة والملك من ولد سام وهذا الزعم وإن صادف الحق في انتساب هؤلاء فليس ذلك بقياس مطرد، إنما هو إخبار عن الواقع )
وهذا هو بيت القصيد, فابن خلدون يرى أن النسابين أخطؤوا في الأنساب بناءا على الألوان, لكن وافقوا الحق من جهة الألوان وهو إخبار عن الواقع لكنه ليس شرطا ولا قياسا مطردا لذا وجدنا أن أهل الجزيرة العربية معروفة ألوانهم بالسمرة الحنطية تتفتح أحيانا وتسود أحيانا, في حين أن أهل السودان فلونهم أسود شديد السواد, وحتى لو تقارب اللونان لوجدنا اختلافا يجعلك تفرق بين هذين القطرين . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
|
|
|
|
|