اسمحوا لي أن أكمل كلامي كما وعدتكم في هذا الموضوع كما آمل من الأخ العزيز أبو عمر تثبيته في المنتدى ولندخل في الموضوع .
وكان حديثنا هو التعصب و هو( التفاخر بالأحساب والطعن بالأنساب ) فلو تكلمنا عن مسألة الأنساب والعرق والتفاخر بها لوجدنا الكثير من التوضيح من الله والرسول بالنص الشرعي الذي من السهل الوصول إليه في القرآن ، كذلك الأحاديث النبوية الشريفة لكن بعض الأحاديث النبوية التي تطرقت لهذا الموضوع لم تترجم الترجمة الكاملة ولم يتم تداولها بين الكثير من الناس ولم تفهم الفهم الصحيح ، فلا شيئ غير الإسلام وانه هو تاريخ كل مؤمن وتراث كل مؤمن ومن يترك سيرة النبي الكريم و صحبه و يبحث عن تراث سواه يفخر به من تراث االجاهليات البائده فهو جاهلي لا شك في ذلك مهما قال و مهما تلون ومهما ابرز من الأعذار وان قال بأن دفاعه عن عرقه هو دفاع هوية فنقول و هل لك هوية غير الإسلام ؟؟
وبعض الأخوة في المنتدى أو بعض المنتديات المجاورة و كما هم عليه الآن من صراع لإثبات الذات والبحث عن بطولات الآباء و الأجداد لا للمعرفة والعلم فقط بل للتعالي على الآخرين فضلاً عن البحث عن زلات وهفوات الآخرين والتي قد كتبها الله عز وجل عليهم والسقوط عليها كما تسقط الذبابة أكرمكم الله على القاذورات مزيناً له الشيطان سوء ما هو عليه ، لأنه في الحقيقة عندما يتعالى الإنسان بنسبة متكبراً ويطعن في حسب الأخر يكون عند الله أهون من الجعل الذي يدهده الخراء أكرمكم الله بأنفه كما جاء في الحديث ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكونون أهون على الله من الجهل الذي يدهده الخراء بأنفه ) وهناك إختلافات عن هذا الجعل هل هو الجعل الذي نعرفه أم أنه جعل آخر مثل الصراصير -المتكبرين- صراصير ينبشون الخراء بأنفهم, هكذا قال الرسول ص عنهم, أي أنه الجعل أو الصرصور الذي جلده ليس صلبا , طريا - يعني أقل من صرصور, صرصور تعبان -الذي يدهده- يدفع -الخراء بأنفه- , وقال -دعوها فإنها منتنة, العصبية والقبلية التفاخر , فجاء صراصير الجاهلية في آخر الزمان ينبشون مزبلة التفاخر والعصبية, فبدأت الروائح الكريهة من مزبلة الجاهلية تفوح بفعل هذه الصراصير ، فحفظ النسب هو أمر مطلوب ومندوب كما أشار الأخ الفاضل ( أبو عمر ) أيضاً وفي نفس الوقت لم يكن أمراً واجباً من الواجبات أو فرضاً من الفروض ويكون هو أكبر همنا ومبلغ علمنا وكما يقول أحد أساتذة علم النفس ابراهام ماسلو أن هناك حاجات ماسه للإنسان يجب أن يتجاوزها ليصل إلى مرحلة الإنتاج الفعلي و أن حاجات الفرد بالتفصيل يمكن ترتيبها هرمياً، حيث يجب إشباع الحاجات الدنيا مباشرة قبل البدء في الحاجات الأعلى في الترتيب الهرمي، وذلك تبعاً لإلحاح الحاجة أو ضرورة إشباعها وإليكم هذه الحاجيات :
1- الحاجة إلى تقدير الذات.
2- الحاجة إلى التقدير.
3- الحاجات الاجتماعية.
4- الحاجة للأمان والانتماء.
5- الحاجات الفسيولوجية الأولية (المأكل، الملبس، المسكن).
ولو تأملنا أين نحن من هذه الدرجات لوجدنا أننا ما زلنا في المرحلة الأولى و الثانية وصراع ( إلا من رحم ربي طبعاً ) في الثالثة فبعد أن من الله علينا بالأولى والثانية إلا ما ندر ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حفظها الله وأدام عزها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولكن آبائنا هم من عانوا منها وذاقوا قسوة الحياة في الماضي ، فقتل من قتل لأجلها ورحل من رحل لأجلها وجميعهم أفضوا إلى ما قدموا رحمهم الله تعالى وجاءت الأجيال بعدهم جيلاً بعد جيل إلى جيلنا هذا وعصرنا هذا ونحن في صراع لا نعلم متى سينتهي ومتى يفوز كل فرد وتفوز كل قبيلة وتصبح هي الرائدة لتتخطى هذه النقاط ولتدخل في نطاق الإنتاجية ، فبرغم أن مقومات وخيرات هذا البلد العظيم وما نحن فيه من نعمه تأهلنا لتخطي هذه المراحل بسلام ومن ثم وفي إطار إسلامي نسمو عالياً لمحاكات ثم مجارات ثم مسابقة ثم التفوق على الدول الكبرى التي إجتازة كل هذه المراحل في جميع مجالاتها سوءاً العلمية والأدبية والصناعية وجميع المجالات الأخرى .
وأنا اسأل سؤال أوجهه إلى نفسي أولا ثم إلى جميع الأخوة القراء ثانياً إلى متى سنبقى ندور في هذه الحلقة المفرغة والتي لن ولم يصل منا أحد ولن يفوز بها أحد إلى هنا وللحديث بقية كما آمل من الأخوان
نصحي إذا أخطأت
واستغفر الله العظيم لكل ما أخطأت فيه وزل فيه لساني
أو قلته متعمدا أو جاهلا أو ناسيا في السر والإعلان
فالقصد معروف ولكن ربما خفا الصواب على بني الإنسان