 غير متصل
|
رقم المشاركة : ( 13 )
|
|
رقم العضوية : 7672 |
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006 |
الدولة : |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : نجد العذيه |
عدد المشاركات : 1,824 [+] |
آخر تواجد : [+] |
عدد النقاط : 10 |
قوة الترشيح :  |
|
|
رد : أهل السنة والجماعة
كُتب : [ 25 - 07 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخايل الغربي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هم أهل السنة والجماعة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد من هم اهل السنة والجماعة والتعريف بهم وباعلامهم ومعتقادتهم .
تعريفهم :
لقب أهل السنة والجماعة يتركب من مفردين الأول السنة ، والثاني الجماعة ، ولتعريف المركب لا بد من تعريف مفرديه ، فالسنة في اللغة الطريقة وهي هنا الأخذ بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً ، في القول ، والعمل ، والاعتقاد .
والجماعة في اللغة عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه ، واختلف العلماء في تحديد معناها اصطلاحا على أقوال : فقيل هم الصحابة ، وقيل : أهل العلم ، قال الإمام الترمذي : " وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث "، وقيل : الجماعة ما وافق الحق ولو قل المتمسكون به ، كما قال ابن مسعود : " الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك " وقال نعيم بن حماد : " إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة "، وقيل الجماعة : هي السواد الأعظم المجتمعون على إمام يحكم بالشرع ويجانب الهوى والبدعة .
ولعل القول الراجح في تعريف مصطلح الجماعة هو ما يشمل جميع هذه الأقوال ، فهم الصحابة رضوان الله عليهم بما تمثلوه من منهج الإسلام الحق ، وهم العلماء والفقهاء كونهم حجة الله على الخلق ، والناس تبع لهم في أمر الدين ، وهي جماعة المسلمين المنضوية تحت راية إمام يحكم بشرع الله ويقيم حدوده ، وقد لخص الإمام ابن حزم هذه الأقوال وجمعها في قوله : " وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق ، ومَن عداهم فأهل البدعة ؛ فإنهم الصحابة رضي الله عنهم ، وكلُّ مَن سَلَكَ نهجهم من خيار التابعين رحمهم الله تعالى ، ثم أصحاب الحديث ، ومَن اتَّبعهم من الفقهاء ، جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا ، ومَن اقتدى بهم من العوامِّ في شرق الأرض وغربها " . ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ) (2/271).
ألقاب أهل السنة والجماعة :
عرف أهل السنة والجماعة بألقاب هي علامات على صفاتهم ، وهي في مجملها مأخوذة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن تلك الألقاب :
1- الفرقة الناجية : وهذا الوصف مأخوذ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل بالنعل ، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية ؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع ذلك ، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة ، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة ؛ كلهم في النار ؛ إلا ملة واحدة . قالوا : ومَن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي ) رواه الترمذي وحسنه الألباني . ووجه الدلالة أنه وصف الفرق كلها بالهلاك إلا واحدة حازت صفة النجاة واستبدت بها ، وهي الجماعة التي اتصفت باتباع منهج السلف في الأقوال والأعمال والاعتقادات .
2- الطائفة المنصورة : وهذا الاسم مأخوذ من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) وفي رواية : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمون بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) رواه مسلم في صحيحه ، ووجه الدلالة أن هذه الطائفة وإن مرت بها مراحل استضعاف إلا أن مآلها إلى النصر والتمكين إن شاء الله ، وهي تمتاز بثبات عجيب في وجه المخالفين والمخذلين قائمة بأمر الله لا تأخذها في الله لومة لائم .
3- السلف الصالح : وسموا بذلك لاتباعهم نهج الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها في الجملة على سائر الأمة ، فقال عليه الصلاة والتسليم : ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة :
امتازت عقيدة أهل السنة والجماعة عن عقائد غيرهم من الفرق بخصائص منها :
1- وحدة المصدر : فلا مصدر يعتمدون عليه في تقرير عقائدهم ، سوى الكتاب والسنة وإجماع السلف ، ولا يعارضون ما ثبت من ذلك بقياس أو رأي أو هوى .
2- موافقتها للأدلة الصحيحة فطرة وعقلا ونقلا : فلا شيء أريح للنفس وأطمن للقلب من عقائد السلف ، فهي تتفق تمام الاتفاق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة ، ولن تجد بحمد لله معارضة أي منها لمقررات العقول أو صحيح المنقول ، فلا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح صريح البتة .
3- الوضوح والسهولة : فلا تعقيد في فهمها ولا صعوبة في شرحها ، بل يفهما الخاص والعام من الناس على اختلاف مستوياتهم ، وتفاوت درجاتهم دون أدنى صعوبة ، وهي ليست بحاجة في فهمها سوى إلى سماع آياتها وأحاديثها ، قال الإمام أبو مظفر السمعاني فيما نقله عنه الحافظ في الفتح 12/507 في بيان سهولة انقياد العامة لاعتقاد السلف واعراضهم وإضرابهم عن عقائد أهل الكلام : " العوام جميعا .. لا يعرفون إلا الاتباع المجرد ، ولو عرض عليهم هذا الطريق - طريق المتكلمين - ما فهمه أكثرهم ، فضلا عن أن يصير منهم صاحب نظر ، وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعض عليها بالنواجذ ، والمواظبة على وظائف العبادات ، وملازمة الأذكار بقلوب سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك ، فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قطعوا إرباً إرباً ، فهنيئا لهم هذا اليقين وطوبى لهم هذه السلامة "
4- الثبات والاستمرار : فلا يزيدها طعن الطاعنين إلا بريقا ، ولا تشكيك المشككين إلا قوة وثباتا .
عقائد أهل السنة والجماعة :
أهل السنة والجماعة هم الامتداد الصحيح لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في العلم والعمل والسلوك والاعتقاد ، وما نذكره من اعتقادات هنا هو بعض ما كتبه العلامة الطحاوي في عقيدته الشهيرة " العقيدة الطحاوية "، والتي تلقاها العلماء بالقبول ، مع زيادات يسيرة اقتضاها المقام :
1- الإعتقاد الجازم بأن الله واحد لا شريك له ، ولا مثيل له ولا يعجزه شيء ، ولا إله غيره .
2- الاعتقاد الجازم بأن لله الأسماء الحسنى والصفات العلا .
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
4- الاعتقاد الجازم بأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبدالله ورسوله ، وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين . وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى . وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء .
5- الإيمان بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين .
6- الاعتقاد الجازم بالقدر خيره وشره من الله تعالى وأن الله خلق الخلق بعلم ، وقدر لهم أقدارا وضرب لهم آجالا ، ولم يخْفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم ، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته ، وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته . ومشيئته تنفذ ، فما شاء كان ومالم يشألم يكن .
7- الاعتقاد الجازم بأن القرآن كلام الله ، أنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا .
8- الإيمان بالملائكة الكرام الكاتبين ، وأن الله قد جعلهم لعباده حافظين . والإيمان بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين . وبعذاب القبر لمن كان أهلا له . وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه ، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم . والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .
9- الإيمان باليوم الآخر وبالبعث بعد الموت ، وجزاء الأعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان .
10- الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن لا تفنيان أبدا ولا تبيدان ، وأن الله خلق الجنة والنار قبل الخلق ، وخلق لهما أهلا . فمن آمن وعمل الصالحات أدخله الله الجنة بفضله ، ومن كفر منهم أدخله إلى النار بعدله . والحوض الذي أكرم الله تعالى به نبيه . والشفاعة التي ادخرها له حق ، كما ثبت في الأخبار .
11- الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة كما نطق بذلك الكتاب والسنة ، قال تعالى { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم ) رواه البخاري ومسلم .
12- الاعتقاد بأنه لا تجوز الشهادة لأحد من أهل القبلة بجنة ولا بنار إلا من شهد له النص بعينه ، مع رجاء الثواب للمحسنين ورجاء العفو عن المسيئين .
13- الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالجوارح والأركان .
14- الإيمان بأن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون ، وإن لم يكونوا تائبين ، وهم في مشيئة الله وحكمه ، إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله ، كما ذكر عز وجل في كتابه { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وإن شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ثم يدخلهم إلى جنته .
15- ولا يرون الخروج على ولاة أمور المسلمين ما أقاموا الكتاب والسنة ، ولا ينزعون يدا من طاعة ، ويرون طاعتهم من طاعة الله عز وجل ما لم يأمروا بمعصية .
16- حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان من غير إفراط ولا تفريط .
17- الإيمان بأن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة ، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون .
18- الإيمان بأن نبياً واحداً أفضل من جميع الأولياء ، مع الإيمان بكرامات الأولياء وفضلهم .
19- الإيمان بأشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ، وطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض من موضعها . ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة .
20- الإيمان بأن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب اتباعه ، وأن اتباع غيره من الأديان والمذاهب باطل وضلال ، قال تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران : 19 ) وقال { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } (آل عمران : 85).
أعلام أهل السنة :
لا شك أن الناشر الأول لعقيدة أهل السنة والجماعة ، هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، الذي أوضح العقيدة وأبانها خير بيان ، ويأتي في المرتبة بعده صحابته رضوان الله عليهم الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره ونشروا سنته ، وسار على خطا الصحابة رضوان الله عليهم التابعون ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، من أئمة الدين وعلماء المسلمين ، منهم :
1- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ت : ( 150هـ )، كان أحد أئمة الإسلام وجهابذته العظام ، وكانت له جهوده العظيمة في نشر العقيدة الصحيحة والذود عنها ، وكتابه " الفقه الأكبر " أشهر من نار على علم في هذا الباب ، من أقواله - رحمه الله - في بيان مذهب السلف في صفات الله تعالى قوله : " لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال : غضبه عقوبته ورضاه ثوابه , ونَصِفُه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه " وكان - رحمه الله - ينهى عن الكلام ، ويذم أهله ، فمن ذلك قوله : " لعن الله عمرو بن عبيد - زعيم المعتزلة - فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم فيه الكلام " .
2- الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس ، ت : ( 179هـ) كان إماما عظيما من أئمة السلف ، وهو وإن كان ممن يُعمل رأيه في الفقه ، إلا أنه كان في مجال العقيدة وقافا عند النصوص لا يتعداها ، ملتزما بمذهب السلف الصالح لا يحيد عنه قيد أنملة ، وكان - رحمه الله - منكرا للكلام ذاما لأهله ، ومما يروى عنه في ذلك ، ما رواه ابن عبد البر من قوله : " الكلام في الدين أكرهه ، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا نحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عزوجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل " وروى أبو نعيم عنه : " لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ، ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع .. دخل الجنة " .
3- الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، ت : ( 204هـ) أحد أعلام الإسلام المتبوعين ، كان على اعتقاد السلف الصالح ، وكان شديدا على أهل الكلام ذاما لهم ، محذرا منهم ، من كلامه الذي يبين معتقده ما أورد العلامة ابن قيم الجوزية في اجتماع الجيوش الإسلامية ، قوله : " القول في السُّنة التي أنا عليها ، ورأيت أصحابنا عليها - أهل الحديث - الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه ، يَقرُب من خلقه كيف شاء ، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء" ومن كلامه أيضا قوله : " الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب , ألا ترى قول الله عز وجل : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } يعني صلاتكم إلى بيت المقـدس فسمى الصـلاة إيماناً وهي قول وعمـل وعقد "، وأما موقفه من الكلام فيوضحه ما أخرجه ابن بطة عن أبي ثور قال : قال لي الشافعي : " ما رأيت أحداً ارتدى شيئاً من الكلام فأفلح " وأخرج الهروي عن يونس المصري قال : قال الشافعي : " لأن يبتلي الله المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام ".
4- الإمام المبجل أحمد بن محمد بن حنبل ، ت : (241هـ) سيد السنة وناصرها ، وإمام الطائفة وقائدها ، ابتلي فصبر ، وجاهد في تبليغ مذهب السلف فنصره الله ، وأضحى ذكره ثناء عطرا في ألسن الصالحين .
من أقواله رحمه الله في بيان عقيدة السلف : " القرآن كلام الله وليس بمخلوق " وقال أيضاً : " من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله " وقال أيضاً : " الإيمان يزيد وينقص كما جاء في الخبر : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) " .
وأما موقفه من الكلام فقد كان رحمه الله شديدا النقد له ، شديد الذم لأهله ، ومن أقواله في ذلك : " من تعاطى الكلام لم يفلح ، ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم " وكتب أحمد بن حنبل إلى عبيد الله بن يحيي بن خاقان : " لست بصاحب كلام ، ولا أرى الكلام في شيء من هذا , إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محدود ".
5- شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية : علم الأمة وعالمها ، كان بحرا لا تكدره الدلاء ، مجاهدا بالقلم والسنان ، أوضح عقيدة السلف خير إيضاح وأبانها خير بيان ، وردَّ ونقض عقائد المبتدعة والملحدين ، فثاروا عليه ووشوا به للسلطان فحبسه ، وابتلي ابتلاء عظيما فصبر ، وخلف تراثا ضخما من الكتب والمراجع ، التي أضحت مرجعاً للباحثين .
تلك نبذة موجزة عن أهل السنة والجماعة تعريفهم عقائدهم ، أعلامهم ، خصائهم ، والتي يجدر بالمسلم مع غلبة الفرق المخالفة وكثرتها أن يتعرف عليها ، وأن يتحقق بصفاتها ، وألا يكون انتسابه إليها إنتساب نسب ومتابعة أصل ، فهم أهل الحق والهدى . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفات المميزة لأهل السنة والجماعة
الـحـمـد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبيه محمد ، وعلى آله و صحبه أجمعين ، أما بعد : فحديث الإفــتـراق من الأحاديث المشهورة ، أخرجه كثير من أصحاب الحديث في كتبهم ، وهو كما قال عنه الحاكم : هذا حديث كثر في الأصول ومن أجمع ألـفـاظــه ، ما رواه عوف بن مالك الأشجعي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « افـتـرقـــت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة وسبعين في النار ، وافترقت الـنـصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعين في النار ، وواحدة في الجنة ، والذي نفسي بـيـده لـتـفـتـرقـن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، واثنتان وسبعون في النار . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : الجماعة ».
وأولى من يؤخذ منه تفسير كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم صحابته الكرام - رضي الله عنهم أجمعين -.
وتفسير الجماعة المرادة في هذا الحديث فسره العالم الرباني والصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
فعن عمرو بن ميمون قال : قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع حبه في قلبي ، فلزمته حتى واريته في التراب بالشام . ثم لزمت أفقه الناس بعده عبد الله بن مسعود ، فذكر يوماً عنده تأخير الصلاة عن وقتها فقال : صلوها في بيوتكم ، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة . قال عمرو بن ميمون : فقيل لعبد الله بن مسعود : وكيف لنا بالجماعة ؟ فقال لي : يا عمرو بن ميمون إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة ، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك .
وعن الحسن البصري قال : الــسـنـة ، والذي لا إله إلا هو ، بين الغالي والجافي ، فاصبروا عليها رحمكم الله ؛ فإن أهل الــســنــة كانوا أقل الناس فيما مضى ، وهم أقل الناس فيما بقي ؛ الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم ، فكذلك إن شاء الله فكونوا .
وعلى ضــوء مــا سبق ذكره ، فإن تعريف أهل السنة والجماعة يمكن أن يقال بأنهم : من وافق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً على منهاج الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين -.
ومن خلال النظر في منهج أهل السنة ، وفي حال أهل البدع نجد أن لأهل السنة خصائص ومميزات تميزهم عن غيرهم ، وهذه الخصائص والمميزات نتيجة للمنهج العقدي الذي يتميزون به عن غيرهم .
ولذلك فإننا نذكر هنا أهم مميزات وخصائص عقيدة أهل السنة والجماعة :
أولاً : الاهتمام بكتاب الله – عز وجل – حفظا وتفسيرا وتلاوة ، والاهتمام بالحديث معرفة وفهماً وتمييزاً لصحيحه من سقيمه ، لأنهما مصدر التلقي .
ثانياً : العمل إنما يكون بالعلم ، فالعلم ، فالعلم ليس غاية ، وإنما هو وسيلة للعمل به .
قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [ فاطر : 28 ]
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنما العلم الخشية ، فمن أوتي شيئاً من العلم ولم يؤت مثله من الخشوع فهو مخدوع .
ثالثاً : الدخول في الدين كله ، والإيمان بالكتاب بكله ، فيؤمنون بنصوص الوعد ونصوص الوعيد ، وبنصوص الإثبات ونصوص التنزيه ، ويجمعون بين الإيمان بقدر الله ، وإثبات إرادة العبد ومشيئته وفعله ، كما يجمعون بين العلم والعبادة ، وبين القوة والرحمة ، وبين الأخذ بالأسباب ، وبين صدق التوكل على الله .
رابعاً : الاتباع ، وترك الابتداع ، ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين .
خامساً : الاقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة ، وهم الصحابة ومن سار على نهجهم ، ومجانبة من خالف سبيلهم .
سادساً : الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق ، وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع ، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم .
ومن هنا ؛ لا يمَيَّزون على الأمة في أصول الدين والاعتقاد باسم سوى : (( السنة والجماعة ))، ولا يوالون ولا يعادون على رابطة سوى الإسلام والسنة .
سابعاً : التوسط
فهم في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط ، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المفرِّطين ، والمفْرطين .
ثامناً : الدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر ، والجهاد بمفهومه الواسع الشامل وضوابطه الشرعية ، وإحياء السنة بنشر العلم ، وإيجاد القدوة والدعوة إلى ذلك ، والعمل لتجديد الدين ، وإقامة شرع الله وحُكمه في كل صغيرة وكبيرة .
تاسعاً : الإنصاف والعدل :
فهم يراعون حق الله تعالى لا حق النفس أو الطائفة ، ولهذا لا يغالون في مُوَال ، ولا يَجورون على مُعاد ، ولا يَغمِطون ذا فضل فضله أيَّا كان .
عاشراً : التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأقطار والأعصار ، وهذا من ثمرات وِحدة المصدر والتلقي .
حادي عشر : الإحسان ، والرحمة ، وحسن الخلق مع الخلق كافة .
ثاني عشر : النصيحة لله ، ولكتابه ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولأئمة المسلمين وعامتهم .
ثالث عشر : الاهتمام بأمور المسلمين ، ونصرتهم ، وموالاتهم ، وأداء حقوقهم ، وكفُّ الأذى عنهم ، مع دوام الدعاء لهم .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم اهدنا صراطك المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين
آمين ، وصلى الله على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين .
|
أخوي / نبيطي الحريق شكرا لمرورك الكريم والله يحييك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
|
أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ] |
التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 25 - 07 - 2008 الساعة 13:51
|
|
|
|
 |