حرص الإسلام حرصاً شديداً على أن تكون هذه الأمة أمة واحدة في قلبها وقالبها يسود بين أفرادها المحبة والإخاء والتناصح البناء الذي يكون فيه إصلاح الخطأ مع صفاء القلوب وتآلفها دون الوقوع في أغلال الغل ومصائد الشيطان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " وسلامة الصدر أمر من لوازم التقوى قال تعالى : ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس عد من الصفات التي تؤهل العبد لأن يكون أفضل الناس ومنها : سلامة الصدر بل إن الله عز وجل جعل درجة صلاح ذات البين أفضل من درجة نوافل الصيام والصلاة والصدقة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا بلى قال : إصلاح ذات البين " وسلامة الصدر نعمه من نعم الله التي يهبها لأهل الجنة حين يدخلونها قال تعالى : " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين " ففي سلامة الصدر لصاحبها راحه في الدنيا وغنيمة في الاّخرة أسألكم بالله هل سألتم أنفسكم وأجبتموها بكل صدق وتجرد ومراقبة لله عز وجل :-
أي شيء أغلى عندك يا عبدالله من دينك وطاعة ربك الذي يأمرك بكل خير ومن ذلك سلامة الصدر وحب المؤمنين وينهاك عن كل إثم ومن ذلك القطيعة والغل والحسد ؟
- أهي دنيا فانية جعلها الشيطان سبباً في شتات القلوب وخروجها عن طاعة ربها ؟ أم هو كبر فيه بطر الحق وغمط الناس فلا والله لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .
ما الذي يجعل العبد يأبى أن يصلح ما بينه وبين أخيه فيكون سليم القلب عفيف اللسان ؟ إنه بلا شك قلة الإيمان والغفلة عن العاقبة وأذكر إخواني أيضا بقول رسولنا الكريم : ( والله لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه الإمام / النووي في الأربعين النووية وكلها صحيح وإفشاء السلام هنا لا يعني إلقاء السلام وإنما نشر حياة السلام والمودة في الثلاثة دوائر التي تحيط بالمرء الدائرة العائلية مع اهله وزوجه وولده والدائرة الجغرافية مع جيرانه والدائرة الوظيفية مع زملائه في العمل والأخوة الإسلامية التي أمرنا الله عز وجل بها أدناها هي سلامة الصدر وأعلاها الإيثار فأحرص أخي على سلامة صدرك واحذر من ضعف إيمانك فما هي والله إلا أيام وليال ثم ننتقل إلى قبورنا لنجد أمامنا ما سطر في صفحاتنا أسأل الله أن يصلح قلوبنا وأحوالنا وأن يرزقنا سلامة الصدر على إخواننا والله ولي التوفيق وغل الصدر بيت الداء وسلامته نافع الدواء . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
غير متصل
رد: ماهي كيفية التخلص من الأحقاد ؟
