 غير متصل
|
رقم المشاركة : ( 22 )
|
|
رقم العضوية : 12388 |
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : نجد العذية |
عدد المشاركات : 20,738 [+] |
آخر تواجد : [+] |
عدد النقاط : 49 |
قوة الترشيح :  |
|
|
رد: رد : من زهديات الشعراء
كُتب : [ 18 - 06 - 2009 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
من زهديات الشاعر الكبير / محمود سامي البارودي
كل حى سيــموت
= ليس فى الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى
= ثم يتلوهــــــا خفوت
وكلام ليــــس يحلو
= بعـــده الا الســــكوت
أيها السادر قل لي
= أيـن ذاك الجبـــــروت
كنت مطبوعا على النطق
= فما هذا الصموت ؟
ليت شعـــرى ، أهمـــودٌ
= ما أراه ، أم قنوت ؟
أين أملاك لهــــم فــــي
= كل أفــــق ملكــوت
زالت التيجـــــــان عنهم
= وخلت تلك التخـوت
أصبحت أوطانهــــم من
= بعدهم وهي خبوت
لا سميــع يفـقه القـــول
= ولا حـي يصـــــوت
عمــــــــرت منهم قبور
= وخلـــت منهم بيوت
لم تذد عنهم نحوس الدهر
= إذا حانــت بخـــوت
خمدت تلك المساعـي
= وانقضت تلك النعوت
إنما الدنيــا خيـــــــــال
= باطل ســـوف يفوت
ليس للانسان فيهــــــا
= غير تقوى الله قوت
وإليكم هذه الأبيات التي أعجبتني للفتى القرشي الّذي تتلمذ على يد معلمه وكيع فقال :-
العلم مغرس كل فخر فافتخر
= واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلم ليس يناله
= من همه في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يعنى به
= في حالتيه عارياً أو مكتس
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً
= واهجر له طيب الرقاد وعبس
فلعل يوماً ان حضرت بمجلس
= كنت الرئيس فخر ذاك المجلس
ومن روائع الشاعر الحكيم / أبـي العـتاهية
إذا ماخلـوتَ الدهـر يوماً فلا تقل
= خلـوتُ ولكـن قـل علي رقيبُ
ولا تحسـبن الله يغـفل مامضـى
= ولا أن مايخـفى علـيه يغـيبُ
لهـونا لعمـر الله حتـى تتابعـت
= ذنـوب على أثـارهـن ذنـوبُ
فـيا ليت أن الله يغـفر مامضـى
= ويـأذن فـي تـوباتـنا فنـتوبُ
إذا مامضى القرن الذي كنت فيهم
= وخلفـت فـي قـرن فأنت غريبُ
وإن أمرأ قـد سار خمسـين حجة
= إلـى منهـل مـن ورده لقـريبُ
نسيـبك مـن ناجاك بالـود قلـبه
= وليـس لمن تحـت التراب نسيبُ
فأحسن جـزاء ما اجتهـدت فإنما
= بقرضك تجزى والقروض ضروبُ
قال الشاعر / أبو حسن التهامي :
حكم المنية فـي البريـة جـارِ
= مـا هـذه الدنيـا بـدار قـرار
بينا يُرى الإنسان فيهـا مخبـرا
= حتى يُرى خبـرا مـن الأخبـار
طُبعت على كدرٍ وأنـت تريدهـا
= صفـوا مـن الأقـذاء والأكـدار
ومكلـف الأيـام ضـد طباعهـا
= متطلب في المـاء جـذوة نـار
وإذا رجـوت المستحيـل فإنمـا
= تبني الرجاء على شفيـر هـار
فالعيـش نـوم والمنيـة يقظـة
= والمـرء بينهمـا خيـال سـار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما
= أعماركم سفرٌ من الأسفار
جاورت أعدائـي وجـاور ربـه
= شتان بيـن جـواره وجـواري
ثوب الرياء يشف عمـا تحتـه
= فإذا التحفـت بـه فإنـك عـار
شيئـان ينقشعـان أول وهلـةٍ
= شرخ الشباب وخُلـة الأشـرار
نزداد هما كلمـا ازددنـا غنـىً
= والفقر كل الفقـر فـي الإكثـار
ما زاد فوق الزاد خلَّـف ضائعـا
= فـي حـادث أو وارث أو عـار
ومن الرجـال معالـم ومجاهـل
= ومن النجوم غوامـض ودراري
والناس مشتبهون فـي إيرادهـم
= وتباين الأقـوام فـي الإصـدار
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصـروا
= وعمى البصائر من عمى الأبصار
ولربما اعتضد الحليـم بجاهـل
= لا خير في يمنـى بغيـر يسـار
قال الشاعر الحكيم / أبو العتاهية رحمه الله هذه القصيدة العصماء ( لعَمْرُكَ ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ) :
لعَمْرُكَ ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ؛
= كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا ، أُخيَّ ، فإنّما
= يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌبمرارة ٍ
= ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌبِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
= فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً ؛
= وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة ٌ
= وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
= ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
= ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ ؛
= وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
= يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ
= وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
= فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
= بَهاءً ، وكانوا ، قَبلُ ، أهل بهاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ،
= وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ
= ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌبنمائِهَا
= وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
= حَبَوْهُ ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ ، يا نَوْمانُ ، دارُ سَعادَة ٍ
= يَدومُ البَقَا فيها ، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ ، فلا تنمْ
= وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
= ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ
ودخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا , وللإخوان مفارقا , ولسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , وعلى الله واردا , ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
ولما قسـا قلبي وضاقـت مذاهبي
= جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
= بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
= تجـود وتعـفـو منــة و تكـرمـا
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
قال الشاعر الحكيم / أبو تمام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً = فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ
رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي = وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ
وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي = لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ
لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى = أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى = بَدا لهم مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعيشُ المَرءُ ما استَحيا بِخَيرٍ = وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللهِ ما في العَيشِ خَيرٌ = وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَّيالي = وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ = لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ
|
|
|
|
|
 |