الحلم سيد الأخلاق

[خيَّال الغلباء]

منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

[وطبان]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

وطبان جزاك الله خيراً ولا هنت

[مسلط 22]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

مسلط جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

[خيّال العرفا]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم



إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الحلم لا يأتي إلا مع العقل وقد سُئل حليم العرب / الأحنف بن قيس بن عاصم المنقري التميمي رضي الله عنه وأرضاه عن العقل ؟ فقال : رأس الأشياء؛ فيه قوامها، وبه تمامها؛ لأنه سراج ما بطن، وملاك ما علن، وسائس الجسد، وزينة كل أحد، لا تستقيم الحياة إلا به، ولا تدور الأمور إلا عليه والحلم هو / ضبط الفكر والنفس عند ثورة الغضب حال وجود ما يدعو إليه خوفا من حدوث مالا تحمد عقباه فكم جرَ الغضب من الأضرار على أناس ما لو أنهم ملكوا أنفسهم وكبحوا جماحها لسلموا من تبعات ومضاعفات الغضب وما يجره عليهم من ويلات ومصائب ولذلك فإن العرب كانت تقول : ( من أطاع غضبه, أضاع أدبه وليس يعد حكيما, من لم يكن لنفسه خصيما ) ومن هذا المنطلق فإن الحليم يترك ما يحب, ليستغني عن العلاج بما يكره فالحليم إذا رضي لم يقل غير الصدق, وإذا سخط لم يتجاوز جانب الحق وإن مما يدعو إلى الأسف الشديد ما نراه عند شبابنا اليوم من سرعة الغضب وعدم تحكمهم بأنفسهم لأتفه الأسباب ولو أنهم أدركوا معنى الحلم وكيف أنه يكمل صاحبه بجميل الخصال, ويحببه إلى الله تعالى, ويرفع قدره عند الناس لما عرفوا للغضب سبيلا, ولا سلكوا له طريقا، قال تعالى : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) وروي أن رجلا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أوصني، قال : ( لا تغضب فرددها مرارا قال : لا تغضب ) وشتم رجل / الشعبي وهو أحد رجال الحديث فقال : إن كنت كما قلت فغفر الله لي وإن لم أكن كما قلت فغفر الله لك وقال بعض / الحكماء : احتمال السفيه خير من التحلي بصورته, والإغضاء عن الجاهل خير من مشاكلته وقال غيره : من غرس شجرة الحلم, اجتنى ثمرة السلم وقال / الجعدي :-

ولا خير في حلم إذا لم يكن له
= بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له
= حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

والحلم / هو ثباتك أمام من ينهرك, وثقتك بنفسك قِبَلَ من يستصغرك, وسلاحك لمن أرد أن يقتلك والحلم هو / كظمك الغيظ, وعفوك عن المخطئ, وصبرك على الإساءة والحلم سيّد الأخلاق, وعلامة للصابرين المحتسبين, وصفةٌ محبوبةٌ لرب العالمين عن / ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأشج عبدالقيس : ( أن فيك خصلتين يحبهما الله - الحلم والأناة - ) رواه / مسلم والحلم هو أساس الرفق, قال صلى الله عليه وسلّم : ( إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلاّ زانه, ولا يُنزع من شيءٍ إلاّ شانه ) رواه / مسلم والحلم أصل الرفعة والأنفة قال / الشافعي رحمه الله :-

ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةٌ
= لمكّنتها من كل نذلٍ تحاربه

والحلم عنوان الصفح والعفو قال الله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } سورة الأعراف اّية : (119) وقال / علي رضي الله عنه : ( أولى الناس بالعفو أقدرهم على العفويّة ) وكان / المأمون يحب العفو ويؤثره وقال / الحسين بن مطير :-

وأصفح عن سباب الناس حلماً
= وشرُّ الناس من يهوى السبابا

والحلم طبع الكرماء, وعادة الأجواد, وترجمان الأوفياء وقد قيل : ( من عادة الكريم إذا قَدِرَ غفر, وإذا رأى زلةً ستر ) والحلم تجاوزك عن أخيك, والتماسك له العذر, ودعائك له بالهداية والصلاح, وتفتيشك عن معايبك, وسؤالك نفسك عن خطأها, وردها عن تكبّرها :-

إذا مرضتم أتيناكم نعودكم
= وتذنبون فنأتيكم ونعتذرُ

والحليم هو الذي لا يعشق الانتقام, ولا يحمل في قلبه الحقد والضغينة, ولا يأبه بهفوات الساقطين من الناس وأكثر ما يكون سديداً في رأيه, بطيئاً في غضبه, وجيهاً في كلمته ومشورته وقد قيل : ليس من عادة الكرماء الغضب والانتقام وقيل : ( الحليم عليم, والسفيه كليم ) وقال / ابن عجلان : ( ما شيء أشد على الشيطان من عالم معه حلم إن تكلّم تكلّم بعلم, وإن سكت سكت بحلم يقول الشيطان : سكوته أشد عليَّ من كلامه ) وقال / الشافعي رحمه الله :-

يخاطبني السفيه بكل قبحٍ
= فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهةً فأزيد حلماً
= كعودٍ زاده الإحراق طيبا

قال الله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } سورة آل عمران اّية : (134) وقال / ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب ) وقد قيل : أربعة ترفع المرء وإن قل علمه : الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق وقد قال بعض الحكماء : الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام باتر، فاستر خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك قال / الشاعر :-

ألا إن حلم المرء أكرم نسبـة
= تسامى بها عند الفخـار حليـم

فيا ربِّ هب لي منك حلما فإنني
- أرى الحلم لم يندم عليه كريـم

وياللأسف فإن كثير من الأمور انقلبت وتبدلت نتيجة الانفعال والتسرع وكم من مشكلة وقعت نتيجة الاستعجال فما أحوجنا إلى الصبر في كثير من أمور حياتنا .

الحليم :-

الحليم : الحلم لغويا : الأناة والتعقل، والحليم هو الذى لا يسارع بالعقوبة، بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم، وقد يتجاوز عنهم، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) وقال تعالى عن سيدنا / إبراهيم : ( إن ابراهيم لحليم آواه منيب ) وعن / إسماعيل ( فبشرناه بغلام حليم ) وروى أن / إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال : ( اللهم أهلكه ) فهلك، ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله إليه : قف يا / إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إلا القليل، ولكن إذا عصى أمهلناه، فإن تاب قبلناه، وإن أصر أخرنا العقاب عنه، لعلمنا أنه لا يخرج عن ملكنا قال تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) سورة فاطر اّية ( 10 ) فاطر . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

[مخايل الغربي]

بيض الله وجهك وجزاك الله خيرا

[خيَّال الغلباء]

مخايل الغربي جزاك الله خيراً ولا هنت