تبكيك ركبة بغثها وكلاخها =والحنو من حضن إلى قران
تبكيك سبيع بل مطير بعدها =والغامدي يبكيك والعدواني
تبكيك طي ثم زعب بعدها =تبكي بنولام بدمع قان
قال الأحيوي – وأظن أن هذه القصيدة في كتاب الأشعار بما أنشدت من الأشعار – لعمر بن محمد بن فهد المكي و*** كذا – في الأصل – ولعلها زعب – قلت – و*** فرع كبير من بني هلال بن عامر بن صعصعة " ابن خلدون"
وفي سنة 944هـ
قال : جار الله بن العز بن النجم بن فهد المكي – شهر ذي القعدة الحرام إستهل كاملا بالأثنثن من سنة 944هـ :- وفي صباحها سافر صاحب مكة السيد أبو نمي محمد بن بركات الحسني إلى جهة الشرق على نية محاربة عرب سبيع وشيخهم الرويبي وأخفى طلبه لذلك فأنذر خصمه به ففر منه ولم يلحقه فقد أنه وقع على الشريف في ليلة ثالث الشهر مطر قوي بثلج كبار ففر بعض خيله من ذلك حتى وجدهم مفرقين واستعمل من الثلج أخوه الشريف أبو القاسم ابن السيد بركات فمرض بالحمى وكتم باطنه نحو جمعة ثم قضى نحبه في عصر يوم الخميس حادي عشر الشهر فجهزه شقيقه على راحلة له وأرسل معه ولده السيد أحمد والشريف عرار بن عجل وغيره من الأشراف وال**** فجدوا به في السير مسافة خمسة أيام في يوم وليلة وصلوا به إلى مكة في عشاء ليلة السبت ثالث عشر الشهر ودخلوا به على منزله وجهز فيه وصلى عليه عند باب الكمعبة في صبح تاريخه .أ.هـ
قلت وبلاد سبيع كما هو معلوم هي في الشرق من مكة المكرمة على البعد المذكور والرويبي – منسوب إلى قبيلته الروية من سبيع لايزال هذا اسمها وسبيع شبه متحضرة مستقرة باستقرارها في بلادها المعروفة بها ( وديان سبيع) وفي يوم رنية وبنو عامر ( سبيع )
( غزو الشريف لسبيع)
فسل بني عامر عن يوم رنية=إذ وافوه بالعاديين الخيل والرجل
ذكر : عبدالجليل بن ياسين البصري المولود عام 1190هـ في الحديث عن والده وملاطفة الشريف له ،قال ولما وصل الشريف إلى الطائف ، ولم يزل يتعاهد الوالد بالمكاتبة اللطيفة والمراسلة الشريفة وبشره بسلامة أخيه عبدالمحسن من بعد وقعة سبيع ، ولما قدمنا إلى الطائف عامله بتلك المعاملة وزيادة إلى أن غزا سبيعا وهو على أجمل حال معه ولما ظفر بالقوم وجاء البشر منه وهو محسن بن علي المضايفي تتواجه مع الوالد واخبره بصورة الوقعة وكذلك أخبر أعيان مكة ،فأحب الوالد أن يكافئ الشريف على حسن سيرته معه وكمال وقاره وحشمته له فنظم هذه القصيدة الفريدة مهنئا له ومادحا ..ثم أورد القصيدة وهي قصيدة طويلة نجتزئ منها هذه الأبيات :
العبدلي ذلت لصولته أحياء معد=وقد أوفوا على القللِ
فسل بني عامر في يوم رنية =إذ وافوه بالعَاديين الخيل والرجل
وفي الحصون أسود الغاب كافية =حول الشبول ودون الأعين النجل
أبدالهم حلمه فضلا ومرحمة =فصيروا ذاك عن عجز وعن كسل
حاد الغرور بهم عن كل صالحةٍ=فأظهروا البغي والعدوان في السبل
أسال واديهم بالخيل تحسبها =سيلا تحدر فيه من ذُرى جبل
يايوم صبحهم والجو معتكر=ولمع البيض كالشعل
فأورد الخيل والأبطال واجمة =وقد غدت ( الميران ؟ ) كالفتل
إن ابن عبدالمعين الشهم ذو خلق=بالبر والعدل والإحسان محتفل
- كذا نسبهم لأحياء معد – لأنهم عدنانيين وكذا نسبهم لواديهم ( وادي رنية ).
وفي أثناء الصراع القبلي في نجد ذلك الصراع الذي قام على مقربة من الحدود الشرقية لبلاد سبيع فبعد زوال سيطرة القبائل العامرية على نجد لقرون عديدة – أصبح بعدها نجد لمن طالت قناته فتداول سكنى نجد عدد من القبائل الكبرى كل واحد تزيح التي قبلها ففي القرن العاشر ظهرت قبيلة بني لام في نجد وفي القرن الحادي عشر ظهرت قبيلة عنزة فأزاحتها وفي القرن الثاني عشر كانت قبيلة مطير صاحبة السيادة على نجد وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري زاحمتها قحطان ورئيسها هادي بن قرملة وامتد نفوذه في نجد لا ينازع وفي منتصف القرن الثالث عشر الهجري ظهرت قبيلة عتيبة الحالية وهكذا ومع أن هذه القبائل الكبرى ذات الشوكة والقوة تتصارع على نجد ويخرج بعضها بعضا ومع هذا لا نرى أي منها تقدم على بلاد سبيع في الوديان فاحتلها وأخرجهم منها كما يحدث في نجد وذلك لقوتهم ومنعة بلادهم.
وهنا نعود للقبيلتين الأخيرتين قبيلة قحطان وشيخها محمد بن هادي و قبيلة برقا من عتيبة وشيخها تركي بن حميد – وذلك في منتصف القرن الثالث عشر(17 ) الهجري – وعندما نزل الشيخ تركي بقومه في جانب من بلاد سبيع – بطرف عرق سبيع في الشرق من مدينة رنية ونخاهم(18 ) بقصيدة وجهها لهم في الوديان وهي مشهورة ومتداولة بين كبار السن بالمنطقة حتى عهدنا الحاضر – بدأها بقوله:
يالله يايلِّي ماش شيء يكوده =يمصرف الدنيا على كل تصريف
أفرج لمن هو أخلتبه جنوده=أحد سند واحد حدر يمة السيف
إلى قوله:
بين القهب لشعل(19 ) وطية نفوده =وأصيح للغلبا بروس المشاريف
أهل ديار موثقين حدوده = وأهل إمهار يلعبن العجاريف(20 )
من حدة البرقا لشرقي نفوده =حامينها الغلبا بحد المراهيف
إلى قوله:
إنشد سعد من صاحبه ويش زوده=اللي يوصف له من الحكي توصيف
ما جاب طهطام حصان يقوده=ولا مهرة تبرى لجيش المناكيف
إن خاف قرب جدهم من جدوده= وقال حنا على عامر عصاة مواليف
ويوم الحوياء ما أمنت من عهوده= أمسى وسراله جموع مراديف
...إلخ
ومن هذه القصيدة يتضح الآتي:
1- اتفاقهما ( الشيخ تركي والشيخ محمد ) في موقف الجد على عامرية سبيع أي أن أصولهم إلى عامر بن صعصعة .
2- ذكر تركي لقب القبيلة سبيع الغلبا ثم ذكر أن حدود بلادهم موثقة ومحصنة وعرف تلك الحدود وسماها وأنهم حامينها بحد السلاح وأنهم أهل الخيل – أي قوة – ومن يملك الخيل آنذاك يملك القوة .
3- عتب الشيخ تركي على الشيخ سعد بن قطنان السبيعي شيخ قبيلة المراغين في رنية – ثم سؤاله لسعد عما جناه أو استفاده من صاحبه – وهو يعني محمد هادي ( خال سعد بن قطنان ) ثم أوضح جانبا من معاملة الشيخ محمد بن هادي لسبيع بحيث أنه يقول من ناحية أنه وسبيع في عامر( 21) ، ومن ناحية أخرى يقوم بغزوهم في بلادهم ثم ذكَّر تركي سبيع بيوم الحوياء وهو يوم تعرفه سبيع وتركي يؤكده لأنه من مساوئ الخصم عند سبيع