اولا اخوي البارع اسعد الله اوقاتك بكل خير
اما بالنسبه للعلاقه بين الاصدقاء فهي علاقة جد حساسه تفوق في حساسيتها
وخطورتها العلاقه بينك وبين الاعداء.
وكما قيل يجب عليك الحذر من العدو مره واحده اما الصديق فأحذر منه الف مره
اما الصديق فهو عمله نادره ومن يملك في هذا الوقت صديق او اثنين فهو المحظوظ.
ولتعلم ان للعلاقات الاجتماعيه ثلاث دوائر او حلاقات وكل واحده تتسم بخصوصيه
ولايمكن للذين في احداهن الانتقال للاخرى.
الدائره الاولى كبيره جدا وفيها من هب ودب وهي علاقة الزملاء , في العمل والشركه
والمجالات الاخرى , وغالبا ماتكون هذه العلاقه مؤقته ويربطها العمل فقط, وانا اشبه
من في هذه الدائره بركاب الطائره , فهم مجتمعون ومستأنسون ببعضهم الى ان تصل
الطائره وجهتتها , ومن ثم كل يأخذ طريقه.
الدائره الثانيه وفيها تبدأ الخصوصيه : فهي علاقة الاصدقاء , ولاأود هنا ان اذكر
التعريف الصحيح لكلمة الصديق لاعتقادي ان الجميع يدركون المعنى الفعلي لكلمة
الصديق.
الدائره الثالثه وهي قمة الخصوصيه: دائرة الاسره من الزوجين والابوين والاخوه
وهكذا.
اما بالنسبه اذا حصل من صديقك سوء تفاهم فيجب ان تكون دائما من الممتصين
للصدمات , وكما تفضلت حفظك الله فالمكاشفه هي الدواء الناجع وفيها ايضا انك
تقطع الطريق على الشيطان وتحول دون الشكوك القاتله
سبق وان كتبت عن الحدود التي يجب ان لايتخطاها الصديق مع صديقه حتى يكون
هناك حاله من الاستقرار في صداقتهم
وانا هنا انسخ لك الموضوع السابق وهو تحت عنوان" هذه الحدود ننساها كثيرا"
فاأعانك الله على قراءته من جديد وشكرا لك
هذه الحدود ننساها كثيرا
[COLOR=red] فجأه تجد نفسك في شجار مع صديق لك!
يظهر أنه من الضروري أن يكون للانسان صديق: أخ أو صديق أو أخ كصديق أو صديق كأخ.
وفي هذه العلاقه يجد الانسان راحه أو يكون على راحته: يقول ويشكو ويطلب الرأي أو النصيحه
وكل انسان محتاج الى رأي أخر, أو الى وجهات نظر أخرى.
ويستريح الانسان الى هذه العلاقه وتصبح هذه العلاقه نوعا من الارتباط أو الرباط,
ولذلك تجد نفسك تبحث عن صديقك أو أصدقائك دون أن تكون هناك ضروره واضحه لذلك.
أي دون أن تكون عندك قضيه أو شكوى..وانما انت اعتدت على أن تكون (مع) أحد تستريح
اليه أو أحد تفك قيودك أمامه..فلا تتحفظ في كلام أو أفكار أو تصرفات..فما أكثر التحفظات
والقيود في حياة كل انسان...في بيته وفي الشارع وفي مكان عمله.........
ومن هنا كانت الصداقه أو الاخوه حالة انعدام وزن...يتشقلب فيها الانسان..ويكون على
النحو الذي يعجبه دون أن يخلف على شئ. واذا اعتاد الانسان ذلك, مع أحد أو أمام أحد
من الناس, فأنه بعد ذلك يصبح أسيرا لهذه العاده وهذه العلاقه وهذا الشخص.. ومن هنا
كانت الصداقه مريحه وكانت ضروريه.
ولكن يحدث أن تدخل في مناقشه مع صديق أو مع أخ أو مع قريب وفجأه يتحول هذا الصديق
الى انسان غريب, الى عدو , اذا به يطلق عليك العبارات ويذكر لك أحداثا ويحاسبك على أشياء
ويعيرك ويشمت فيك ويدعو عليك.
كيف حدث ذلك؟ وأين كان كل ذلك؟ ولماذا؟
لماذا: لانك نسيت حدودك, لأن هناك حدودا بينك وبينه , ولأن الصداقه قد أخفت أشياء كثيره.
وأن هناك حدودا لاحتمال الانسان للانسان, واحتمال الصديق للصديق , وأنك تجاوزت الحدود.
وأنك وصلت الى أماكن الألم , وأن هناك أسلاكا مكهربه على حدود العلاقه التي بينك وبينه.
وأنك يجب أن تفهم أن الصداقه والقرابه والحب لاتجعل من اثنين شخصا واحدا. وانما تجعل
منهما شخصين متقاربين, لكنهما دائما شخصان وكل واحد له رغباته ونزواته وتطلعاته.
وأن هناك حدودا يجب ألا يتخطاها الانسان في علاقته بأحد.
ان هذا الموقف مؤلم لانه يذكرنا بأن هناك حدودا. وكنا قد نسيناها , وأن الانسان مهما كان
صديقا لأحد أو قريبا لأحد أو حبيبا لأحد...فهو انسان غريب...هو انسان أخر, من الممكن أن
يكون عدوا كما كان صديقا أيضا.
انها حقيقه ...وهي لذاك مؤلمه.
وما أجمل حديث المصطفى (ص) :" أحبب حبيبك هونا ما , فعسى أن يكون بغيضك يوما ما ,
وأبغض بغيضك هونا ما , فعسى أن يكون حبيبك يوما ما "
ودمتم على خير
اخو شما
غير متصل
