Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 247 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 235 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 433 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 305 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 612 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 705 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 887 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1053 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1000 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


هنا يمكن ان ترى الجنه؟؟؟

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
راعي الأوله
عضو نشط
رقم العضوية : 90
تاريخ التسجيل : 22 - 04 - 2003
الدولة :
العمر : 46
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الأوله is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Unhappy هنا يمكن ان ترى الجنه؟؟؟

كُتب : [ 27 - 04 - 2003 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا يمكنك أن ترى وقائع يوم القيامه من خلال هذه القصه التى أبكتني

هذه القصة اخواني قد قرأتها من خلال كتاب صغير الحجم واسم القصه:مسرور ومقرور والقصه الأتي ذكرها تروي جميع الأحاديث وجميع مايتعلق بيوم القيامة من خلال قصة قصيره اخواني اني والله ثم الله أستحلفكم ان تقرأوها ليعم الفائده لأنها أثلجت صدري وثبتت أيماني بربي وملكتني منها الخوف والرهبه اخواني هذه هي القصه أنقلها لكم ولكنها طويله بعض الشئ فالرجاء ان تتمهلوه في قرأتها لأنها من أجمل القصص التى قرأتها والتى سوف تقرأنها:

القصـــــــــــــــــــه:




مسرور ومقرور
رواية تبداء أحداثها بعد الموت
في قديم الزمان وحاضر العصر والأوان عاش رجلان مختلفان كان أحدهما مسرور والثاني مقرور ومثلما يقع في الحياة أن يكون للناس من أسمائهم نصيب كان لمسرور نصيب ولمقرور نصيب…..
أما مسرور فكان أغنى رجل في المدينة وأقوى رجل في المملكة ولم يكن غناه يشبه غنى قارون كان أقل منه بمقدار مفتاح أو مفتاحين كانت كنوز قارون توضع في صناديق وغرف لها مفاتيح وكانت مفاتيح كنوز قارون لا يستطيع حملها ألا عصبه من الرجال سبعه رجال أو ثمانية….
كانت مفاتيح كنوز مسرور يحملها ستة رجال فقط أما مقرور فكان فقيرا لا يملك مفتاحا لباب كوخه الخشبي الذي ورثه عن جده وكان يكتفي في ليالى الشتاء الباردة بأن يضع قطعه من الحجر وراء الباب لتسنده…
وقد بدأت أحداث القصه :في ذات ليلة شتائية عاصفة…
العشاء الأخير:جلس مسرور أما م مائدة العشاء في قصره.
جدران القصر من حجر الجرانيت الللامع المصقول وأرضه من المرمر الفضي الشاحب وسجاحيد العجم تتناثر على الأرض كيفما أتفق… وبأهمال يكشف عن ذوق مترف…
أما مائدة العشاء فكانت من حجر الجاد الكريم أما أقدام المائدة فقد صنعت من الذهب الخالص…
كانت الأطباق من الذهب أما الكوؤس فمن زجاج نادر أغلى من الذهب وكان مسرور يجلس في صدر المائدة على كرسي ذهب القى عليه فراء ثعلب ضخم…
كان وجه الثعلب طويلا وكان الفراء يبعث بمجرد النظر اليه على الدفئ…
أنحنت الجاريه وصبت لمسرور كأسا من النبيذ كان النبيذ توحي رائحته على حقل كامل من العنب…
ودارت رأس مسرور فالتقط قطعه من لحم الطاووس المشوي وراح يمضغها على مهل..
كان يفكر في لا شئ….
وراحت الرياح تصفر حول قصره ولكن الرخام المصقول كان يتأمل الرياح بنظراته الغير عابئة…
قال مسرور وهو يتأمل ميل الأشجار في حديقة قصرهمن خلال نافذتة الكريستال..
-يبدو أن شياطين الرياح قد أطلقت من عقالها قال كلمته وضحك..
وأهتز المدعوون الى مائدته بالضحك مجاملة له.. وعاد مسرور الى سمومه وابتلع جرعه أخرى من النبيذ في لون الورد فأحس أن رأسه يثقل..
رفع رأسه وسأل الحاضرين:
هل تعرفون كم أنا غني؟
تطلعوا اليه بعيون متلهفه:
لا نعرق قول لنا
قال: ان كل ثانية تمر ومع كل حية رمل تسقط من الساعه الرمليه تزيد ثروتي مائة دينار من الذهب..
شهقوا من الدهشة..
وعاد الباب ينفتح في كوخ مقرور.
مد مسرور يده ووضع كأس النبيذ.
كان يعرف ان الخطيئه التى تملك نثر الذهب وهي تمضي في طريقها تستطيع ان تبلع هدفها أمنة مطمئنة وربما وجدت من يلبسها تاج الشرف.
كان مسرور يعرف كل هذا وبالتالى فلم يكن لديه ما يقلقه على العكس كان يحس بلون من ألوان الكبرياء العميق..
لم يكن منبع كبريائه أنه غني أو أنه يكسب مع كل ثانية تمر مائة جنيه من الذهب وبالتالى تزيد ثروته كل يوم ثمانية ملايين من الدنانير الذهبية لم يكن هذا سر كبريائه..
كان عقله هو سر كبريائه وسر سعادتة وشقائه معا كان يحس أن ثروتة مخبؤة فى مكان ما في عقله ولقد صرح أكثر من مرة في اكثر من مناسبة أنه أوتي بماله بسبب علم خاص يعلمه وكان مؤمنا بنفسه مغتر بذكائة….
وكا يحسب كم يكسب في اليوم وفي الشهر و السنة ولكن من كثرت أموالة لم يكن يعلم اصل ماله أو ثروته..
حوار في مجلس مسرور:
كان يستضيف الوزير الأول وقاضي القضاة وكبير البصاصين ورئيس العسس ولاحظ مسرور أنهم يتحاورون حوارا ساخنا فأنصت لهم..
قال الوزير الأول:هل قال أننا حين نموت ونستحيل الى تراب سنعود فنستيقظ من الموت ونقف أمام الله ونحاسب؟
قال قاضي القضاة: نعم
تدخل مسرور في الحوار وقد اخترق وجدانه خوف غامض سأل مسرور قاضي القضاة: من الذي قال ذلك؟
قال قاضي القضاة: مقرور
سأل مسرور: من هذا؟
قال رئيس العسس : هذا رجل فقير يعيش في كوخ عند أطراف المدينة...
سأل مسرور قال أن هذا كلامه..
رد كبير البصاصين: لا قال انه سمع ذلك من نبي في الشرق.
قال مسرور نبي في الشرق أى نبي هذا؟
قال كبير القضا ة: لم يقل أى نبي.........
ضحك مسرور ساخرا وقال: هذا رجل مجنون أنه يتصور أن أجساد الناس ليست من التراب وأنما من الذهب من الذي يعبأ بأعادة استخراج تراب الناس من باطن الأرض هل هم ذهب؟


ضحك كبير البصاصين ورئيس العسس والوزير الأول وابتسم قاضي القضا ة وقال كالمعتذر:
من يدري ........لعل ما يقوله الرجل صحيح...
قال مسرور:هل تصدق انت اننا أذا كنا عظاما وترابا يتطاير في الهواء هل تصدق أننا سنبعث؟
قال قاضي القضاة: من يدري..
قال مسرور: انت لا تصلح ان تكون قاضيا للقضاة........
توقف حركة الضيوف وساد وجوم موحش كان واضحا أن قاضي القضاة قد عزل من منصبة بهذه الكلمه الغاضبة...
جمدت يد قاضي القضاة باللقمة التى كانت في طريقها لفمه أعاد يده ووضع الطعام في طبقه وظل صامتا يرتعش ثم أستجمع أطراف نفسة وقال:
سيدي مسرور أنا لم اقل انني أصدقه قلت من يدري لم اكمل كلامي بعد كنت أريد أن اقول من يدري لعله كاذب لقد اضاء سؤالك القضيه في عقلي هو رجل مجنون بالقطع من يدري لعله محموم أو مريض........
مؤامرة
هدأت الأعصاب قليلا بعد أن تراجع قاضي القضاة عن موقفه وعاد اليه حرصه وراح الضيوف يتبارون في السخرية من فكرة البعث اساسا.......
وتناول قاضي القضاة كأسه ورفها الى فمه حاول جاهدا ألا ترتعش يده وهي تحمل الكأس ولكنه لم ينجح.
واستمع مسرور الى الحوار الذي كان يسخر أساسا من فكرة القيامه والبعث وأحس مسرور بأحتقار بالغ لما يجري قال:أيها السادة أنتم تتحدثون كالصبيه ماذا فعلتم لدفع الخطر .
سأل الوزير الأول أى خطر؟
تجاهل مسرور سؤال الوزير الأول وتوجه بنظراته الى كبير البصاصين وسأله:ماذا قال الرجل؟ قال كبير البصاصين: قال:اننا سنقوم من الموت ونقف أمام اله واحد ابتسم مسرور وقال:هذا يعني أن الرجل ينكر ألهتنا وهذا يعني أن هناك م}امرة واضحة..
تراجع الجالسون الى الوراء قليلا في مقاعدهم وسقط عليهم قول مسرور كالصاعقة...


الحكم
صمت الحاضرون جميعا حتى انتهى مسرور من كلامه ثم توالت أقتراحات الجالسين لعلاج القضية...
قال الوزير الأول فهمت أن هناك مؤامرة أذن
قال رئيس العسس:الرأي أن نسجن((مقرور)).
قال كبير البصاصين:التهمة واضحه أشعال النار في نظام المملكه واحتقار الألهة..
قال قاضي القضاة:القضية جاهزه للحكم هذه تهم عقوبتها الأعدام حرقا....
ضحك مسرور فسرى الى الجالسين أحساس بمرور الأزمة ولكن مسرور ضرب أحساسهم بالراحة حين عاد يقول:
مازلتم تتحدثون كالصبيه مؤامرة وتهمه وقضية وحكم اننا نلفت الأنظار الى أهمية الرجل ونجعل منه شهيدا دون داع ولا مبرر.
الراي السليم أن يموت هذا الرجل بحادث مؤسف ينام نوما ثقيلا بعد ان بشرب كاس من الماء ثم ينفتح باب كوخه بسبب الرياح فيقع المشعل ويحترق الكوخ ويحترق معه مقرور ويتم هذا بهدوء ودون ضجة وبغير أعلان وسوف يسجل العسس ان الرجل اهمل اغلاق بابه وكان اهماله سببا في موته ....
أحنى الجميع رؤوسهم موافقين واشار مسرور الى الجارية التى تصب النبيذ أن تصب للضيوف كأسا جديدة وشرب الحاضرون نبيذا في لون النار وبدأ سباق هادئ بين الضيوف في نفاق مضيفهم...
قال الوزير ألأول: لولاك لغرقت المملكه
قال كبير البصاصين:ماذا كنا نفعل من دونك انت ملهمنا دائما
قال رئيس العسس:لقد تلقيت الليله درسا في مهنتى لا أظن أن تجارب العمر الطويل فيها قد لقتني مثله...
ووجد قاضي القضاة نفسه وقد جاء دوره فتنحنح قليلا ثم قال بصوت معتذر هذة اسرع قضية يحكم فيها بالعدل.

((صلاة))

نهض مقرور من نومه وهو يرتعش كان الباب الكوخ مفتوحا فاتجه نحوه لأغلاقه فوجئ بكلب أصفر اللون عسلى العينين يربض عند مدخل الكوخ هز الكلب ذيله حين شاهد مقرور قال مقرور في نفسه:
سبحان الله هذا ضيف أرسله الله تعالى الينا فتش بعينيه في زوايا الكوخ عن طعام فلم يجد غير أناء يمتلئ قاعه باللبن وضع الأناء أمام الكلب فنظر الكلب اليه بنظرات شاكره وهو يهز ذيله وبداء في لعق الأناء...
ترك مقرور الكلب يستكمل طعامه ودخل الكوخ غسل وجهه ويديه وقدمية وأنخرط فــي صلاتـــه:
اللهم اغفر لي تقصيري في عبادتك واغفر لى فقري وقلة أحساني للخق وسامحني في حياتي القديمة وأرحمني برحمتك يوم الوقوف بيديك...
شفت روحه وصفت وهو يصلي..
وأنحدرت دمعـــة من عينه فشقت مجراها في أخدود صنعته الدموع في وجهه..
وأستنشق مقرور رائحة غريبه لا عهد له بها رائحة عطر يشبه روح الريحان ولكنه ليس الريحان الذي يعرفه هو في الأرض وخيل لى مقرور انه ليس وحده في الكوخ..
وخيل الية وجودا ما لكائن غريب..


أراد مقرور أن يلتفت ولكنه كان يصلي فخشى أن يفعل وفاض في قلبه بشعور من الرضا المستطاب في الله تذكر أخطاءه لماضيه ايام كان قاطعا للطريق وتذكر توبته لله ةأخلاصه له حين قابل هذا النبي الكريم أثناء رحلته في الشرق..
وقال لنفسه:
من يدري لعل الله لم يقبل توبتي ولعلى من الهالكين زاد بكاؤه وخر ساجدا.
رفع الكلب رأسة من أناء اللبن وراح يهز ذيله ويستمع لبكاء مقرور..
وصل رئيس العسس وكبير البصاصين وشرذمة من الجنود.. وراحوا يتأملون مقرور وهو ساجد يبكي من خلال الباب المفتوح..
((قــبـض))
اشار كبير البصاصين الى مقرور وهمس الى رئيس العسس:ها قد ضبظناه متلبسا بالسجود لغير الهتنا لماذا لم نتقتله ونستريح الم تكن هذة أوامر السيد العظيم في المأدبة الم يحكم عليه بقتل يبدو حادثا مؤسف.
قال رئيس العسس وهو يخافت من صوته : لقد غير السيد العظيم رأية وأستدعاني في الصباح التالى للمأدبة وامرني بأستحضار مقرور للقائه..
قال كبير البصاصين: أتراه لا يثق فينا أيريد ان يقتله هو بنفسه؟
قال رئيس العسس:عقلك دائم الشك لماذا تظن ذلك؟
قال كبير البصاصين:هذه مهنتي ماذا ترى أنت؟
قال رئيس العسس:اظن أن السيد العظيم يريد أن يلهو قليلا به قبل قتله ألم تر قطه وهي تلتهم فار هل تأكله على الفور أم تلعب به ساعات طويله؟
همس كبير البصاصين : يريد ان يلهو به أذن قلبي يحدثني أن وراء الأمر كله شرا مستطيرا ها هو ساجدا لاحول له ولا قوة لو قتلناه لآنتهى الأمر...
قال رئيس العسس بحزم هامس: الأوامر التى لديناهى ضبطه ةأحضاره.. نحن مأمورون في نهاية الأمر هل تقبض عليه أنت أم تترك لى هذه المهمه؟
قال كبير البصاصين: لا القبض مهمتك أنت أنا أستخراج الحقيقه مهمتي أنا لن أتدخل في مهمتك فلا تتدخل في مهمتي
دعه لى أن لدي الوانا من العذاب تجعل الحجر يعترف بكل شئ..
............
كان مسرور يجلس في ايوانه للحكم بين الناس حين دخل الحارس وأعلن عن وصول المتهم.
أمر مسرور بأخلاء الأيوان فخرج الجميع بأستثناء الوزير ألأول وقاضي القضاة والجلاد ....بعد قليل دخل كبير البصاصين ورئيس العسس وهما يمسكان مقرور ويحاولان معاونته على السير في سلاسله الحديديه.
تأمل مسرور((مقرور))....
كان مقرور يرتدي ثوبا قد اهترأ في كثير من مواضعه حتى ظهر لحمه من تحته وكان حافيا قد اغبرت قدماه من تراب الطريق... وكان وجهه شاحبا ومطمئنا في نفس الوقت وكانت عيناه الصافيتان تعكسان في أعماقهما دهشة بالغه...
تأمل مقرور الجدران التي صنعت من خشب الصندل المنقوش بالذهب وزادت دهشته.
تأمل مسرور سجينه وضحيته
وتأمل مقرور الكرسي المذهب الذي يجلس علية مسرور..
وطغى على مسرور أحساس بالكراهية والأزدراء بينما جاشت نفس مقرور بالدهشة من الثراء الذي يراه.
كانت مشكلة مقرور انه يقف أمام السيد الأعظم حافيا وكان يحس أن دخوله عليه حافيا فيه من سوء الأدب كان المفروض أن يخلع نعله على باب السيد حتى لا يلوث السجاجيد الثمينه التى وضعت على الأرض وكان مقرور أسفا لأنه لا يملك نعلا لقد أدركه الفقر بعد توبته فلم يعد يملك نعلا وكان يحس أن السيد العظيم سوف يسأله أين نعله؟ هل يقول أنه لا يملك نعلا أم يصمت؟
صدق حدسه.. تكلم مسرور فقال لمقرور مؤنبا:أين نعلك؟
قال مقرور: تركته عند باب كهف في جبل شرقي مصر ذاب النعل من يومها ومن يومها لم أستطيع أن أحصل على نعل أخر..
قال مسرور:أنت متهم وأظن أنك لا تجهل تهمتك..
فكر مقرور سريعا في التهمه...
كانت حياته في الأعوام العشرة الأخيرة تخلو من أي عمل خارج على القانون أو على الشرف لقد تاب منذ 10سنوات أيكون السيد العظيم يتحدث عن الأيام القديمه الشقية..
أخرجه من أفكاره صوت الوزير ألأول وهو يصرخ عليه......
تكلم أيها الكلب........الأفضل لك أن تعترف اعترافا كاملا...
قال مقرور:تريدون اعترافا كاملا؟
قال مسرور: نعم.
قال مقرور: سأعترف للسيد الأعظم بكل شئ لقد كنت قاطعا للطريق لصا يعيش على الخمر والسرقه وكنت أرفل في الحرير والديباج وكانت النساء يترامين على ثم هجرت ذلك كله أعترف أنني مذنب لكن هذا كان منذ عشر سنوات كامله..
قال مسرور معترضا:لست أسألك عن قصة حياتك.
قال مقرور:عن اي شئ يسأل السيد العظيم؟
قال مسرور:أسألك عن جريمتك الأخرى أن السرقه وأعتراض الطريق لا تهمنا حدثنا عن جريمتك الأخرى..
قكر مقرور طويلا فلم يجد شيئا فقال لمسرور:

هذا كل ماعندي يامولاي.

((أعتــــــــــــراف))

اشار مسرور بعينه الى الجلاد فرفع الجلاد سوطه وهوى به على ظهر مقرور صفر السوط وهو يخترق الهواء ثم هوى على ملابسه فمزقها وترك خيطا رفيعا من الدم على ظهره فوجئ مقرور بنباح الألم في جسده ولكنه تماسك وقال لنفسه:
من يدري لعل الله يكفر بهذا الضرب عن سيئاتي القديمه. مال كبير البصاصين على مسرور وهمس في أذنه شيئا فأشار مسرور الى الجلاد أن يكف التـفت كبير البصاصين الى مقرور وسأله:
السيد العظيم لا يسألك عن حياتك السابقه هذا شأن لا يعنيه أنما يسألك عن جريمتك الأن لا تراوغ أذا أردت أن تنجو ألا تريد أن تنجو..
قال مقرور: أريد أن أنجو أن جرائمي كثيرة فعن أي جريمة تسألون؟
قال مسرور:أهم جرائمك ما هي أهم جرائمك؟
قال تقصيري مع الله لقد عشت عمرا كاملا عبدا هاربا من الله ثم عددت اليه منذ 10سنوات ما يدريني أنه قبل توبتي؟سوف أعرف أذا بعثت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل توبتي؟سوف أعرف أذا بعثـت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل الله توبتي أم لا؟
لكن هذه المعرفه عندئذ لن تجدي أذا كان الحق لم يقبل هذه ياسيدي هي جرائمي ومخاوفي معا...
قال مسرور: انت تعترف أن هناك الها غير ألهتنا ونقول : أننا سنصحو من الموت الم تقول ذلك؟
قال مقرور:نعم
قال مسرور: المتهم لا يخفي خيانته ......أين سمعت هذا الكلام؟
قال مقرور:من نبي في الشرق كنت أضرب الأرض حين قابلته لقد أضاء قلبي بكلماته وأدركتني التوبه من يوم لقائه ..لقد كان هذا النبي ياسيدي.
قاطعه مسرور:أصمت التهمه ثابته عليك بماذا يحكم قاضي القضاة؟
قال قاضي القضاة دون أن يفكر: المتهم برئ ما قاله النبي صحيح.
قال مسرور: لقد جن قاضي القضاة أحرقوهما معا أو انتظروا.

((رؤيــــــــــــا))

سيق مقرور الى السجن أما قاضي القضاة فقد أجبروه على شرب كأس فيه سم قبل أن يغادر الأيوان فغادر المكان محمولا على الأعناق وقيل:أن قاضي القضاة قد أحس بألم ثم سقط ميتا وأرسل السيد الأعظم رسولا خاصا من القصر لتقديم العزاء لآهل القاضي وتم تعيين قاض جديد في المكان الشاغر وأسدل الستار على القضية برمتها...
جلس مقرور في سجنه راضيا كل الرضا.؟
لم يكن يصدق أنهم سيحرقونه سأل حارسه أكثر من مرة.
هل أنت واثق أنني سأحرق...
قال الحارس:ليس لدي أوامر أن أرد عليك أنني حارسك فقط ولست صديقا يجاذبك أطراف الحديث ...
ومكث مقرور في السجن فترة.
كان حائرا تتعا قب عليه لحظات من السعادة والحزن كان يحدث نفسه أنهم أن لو أحرقوا حقا لكان معنى ذلك أن الله قبل توبته وعفا عنه واختاره ليموت في سبيله وهذا يعني ان توبته قد قبلت لكن ماذا يكون ألأمر أنهم كانوا بهددونه فحسب ولن يقتلوه...
أن هذا يعني أن توبته لا زالت في الميزان لم ترجح بها كفة القبول...
لبث مقرور معذبا ثلاثة أيام.
كان يطيل الصلاة وسأل الله أن يريه علامة أو بشارة يطمئن بها لقبوله..
وفي الليله الثالثه شاهد مقرور رؤيا عجيبه..
شاهد نفسه يسير في مكان وفير الخضرة يمتلئ بالأشجار والثمار والجداول والأنهر وكانت أرض المكان من مسك وكانت أقدامه تسوخ في المسك فتتصاعد رائحة عطر مدهش وظل يسير ثم ظهرت له امرأة تشبه زوجته الأولى التي هجرها أيام الشقاوة وتقدمته المرأة حتى وصلا الى سفح ربوة مخضرة..
في قمة الربوة كان هناك قصر عجيب قصر افضل من بيت السيد الأعظم مسرور..
أشارت المرأه اليه الى القصر وقالت: متى تجــئ الينــــــــــــــــــــــــــا..
سألها:من أنت؟
ولكنها قبل أن تجيبه اختفت واستيقظ من الرؤيا حدث حارسه في الصباح عما رأه فقال الحارس:
المؤكد أنك اليوم سوف تموت.
لم يكن مقرور ليهتم كان طعم الرؤيا في فمه يغلب كل مذاق سواه.

((مـــــــوت مســـرور))
فرغ مسرور من عشائه وسخن راسه من فرط الشراب فصحب قارورة الخمر الى الغرفة نومه وأشار اله أحدى الجواري أن تسبقه ففعلت كان يدخل من باب الغرفه حين أحس بالدوار فجأ ة طنت راسه وتراخت أعصابه فسقط زجاجة الخمر من يده الى الأرض وتحطمت وأستند الى الباب ولكنه أحس ألما رهيبا في كتفه وجرى الألم الى يده الى

صدره والتف الوجع حول صدره كحزام من الذهب المحمي في النار سقط على الأرض فصرخت الجاريه وأمتلآت الغرفه بالجواري والحرس وتعاون الجميع على حمله الى فراشه.
ووصل أمهر الأطباء المملكه والتفوا حول فراشه.
كان وجه السيد العظيم محتنقا يميل لونه الى الأخضر الذي توشيه الصفرة وكان يتنفس بشخير عال جدا كأن أحدا يذبحه ببطء .؟
قال كبير اطباء:السيد العظيم غائب الوعي وهذه علامة سيئه...
في الحقيقة لم يكن السيد الأعظم غائب الوعي كل ما هنالك أن وعيه كان في مكان أخر لم يكد يدخل غرفته حتى أحس بوجود زائر غريب فيها زائر بلا ملامح ولكن شيئا في ملامحه كان يحمل ويلا ويلا.
سأل مسرور: من أنت؟
قال الزائر : جئت أسقيك كاسا فدع زجاجة الخمر من يدك.
لم يكن أحد من البشر يستطيع أن يسمع الحوار أنما شاهدوا فحسب زجاجة الخمر تسقط من يده.
قدم الزأئر الغامض كاسا الى مسرور... تسأل المحتضر دون أن يسمعه أحد:
اي شئ يحويه هذا الكاس ؟
قال الزائر: ألم تفهم بعد هذه كأس الكوت لم يعد لك على الأرض غير ثواني قليله هى بمقدار ما تشرب هذه.
قال مسرور منهارا:لا أريد أن أموت ليس الأن أتوسل اليك خذ كل ثروتي مقابل شهر واحد أسبوع واحد يوم واحد...
كشف ملك الموت عن وجهه فدخل مسرور في غمرات الموت كان يشرب كاسا مريرة وأحس أن روحه تنسحب من أقدامه مثلما يسحب المرئ المرء شجرة شوك أنغرست في كومة من الصوف وبدأ ملك الموت يضرب وجه مسرور..
في الضربة الثانية كانت الروح تقاوم أمام أخر الأبواب وهي تتلجلج في فم السيد الأعظم......

((مـــــــوت مقرور))

حين كان مسرور يعاين سكرات الموت كان مقرور يقيد في عمود خشبي أعد في محرقه أشعلت لأعدامه.
في البداية أحس مقرور بالخوف وهو يوشك أن يدخل النار ثم فوجئ بوجود كأئن غريب في قلب النار..
سأل مقرور دون أن يفتح فمه من أنت؟
قال الكائن:جئت أبشرك..
قال مقرور:تبشرني بماذا..؟ أتكون انت ملك الموت.
قال الكائن :نعم
قال مقرور:أذا كنت سأموت حرقا بالنار فهذا يعني أن الله قبل توبتي.
قال الملك: لن تموت حرقا بالنار أن أجلك سوف ينتهي قبل أن تصل اليك النار.
قال مقرور محزونا: كنت أريد أن أموت حرقا في سبيل الله..
قال الملك:لا تبئس مرحبا بك في العالم الأخر..
أنكشفت بصيرة مقرور فجأة وعادت حواسه تستقبل عيق الريحان وأضاء وجه الملك وتهاوى مقرور ميتـــا وراحت روحه تتامل جمال وجه الملك الكريم..
صاح الجلاد وهو يخاطب أمر السجن: لقد مات المحكوم عليه يلسيدي هل نحرقه؟
قال أمر السجن أسكب عليه قليلا من الماء ليفيق من خوفه وأحرقه بعد ذلك ثم أدفنه في مقبرة السجن..
..............
نفس اللحظه التى أنتهى مللك الموت من أنتزاع روح مسرور همدت حركة الجسد وأعولت أحدى الجواري فأمر الوزير الأول بطردها من الغرفه وصرف الجميع الحاضرين واستبقى كبير البصاصين ورئيس العسس فلما خلت الغرفه من غيرهم قال الوزير الأول:
سيقولون أن السيد الأعظم قد مات وهذا كذب الصحيح أنه خرج وسيرجع بعد فترة عليكما الأن بدفن جثته سرا في مقبرة السجن وليبق قبره المرمري خاليا ليعرف الناس أنه لم يمت وفي جوف الليل حمل كبير البصاصين ورئيس العسس جثة السيد الأعظم في سرية تامه ووضعاها في مقبرة السجن حيث وضعت جثة مقرور من ثوان..
وأغلق عليهما القبر معا.
وأعلن الوزير ألأول أن الحكم مستمر بأسم السيد الأعظم.

((حســـــاب مسـرور))

لم يكن مقرور بعد الموت يحس بشئ وكذلك مسرور وضع الموت حدا لأحساسهما بالحياة دخلا عالما أخر مختلفا تماما...........
لم يكد مسرور ومقرور يدخلان قبريهما حتى ارتد اليهما أحساسهما فجأة كان هذا الأحساس الجديد عريبا...
كان أحساسا بالحياة وأحساسا بالموت معا كان كل واحد منهما يدرك أمه مات ويدك أنه يحيا الأن فقط....
كان مسرور مذهولا لما يحدث لقد أختطفه الموت أي ويل وراءه لقد كان يتصور أن الموت فناء للأحساس وها هو يكتشف الأن غير ذلك نه أحساس مزدوج أحساس مضاعف رؤية بغير عين وشعور بغير مشاعر...
لم يكد مسرور يدخل قبره حتى أنطبقت عليه جدران القبر فصرخ صرخه هائلة بلا صوت أخافت الصرخه البهائم في المنطقه فأرتعش لها دمهم...
فوجئ مسرور بوجود أثنين في قبره أجلساه فجلس سقط كفنه من فوق كتفيه وجلس...
سأله أحدهما: من ربك ؟
فوجئ مسرور بالسؤال عاد الملك يساله: ما دينك؟ من نبيك؟ لم يرد مسرور بشئ عقد الخوف لسانه فلم يقل شيئا..
أشار أحد الملائكه الى الأمام وأمره أن ينظر..
نظر مسرور فشاهد بؤرة جحيميه من النار المشتعلة عاد دمه يتجمد من الرعب مرة أخرى..
سأل مسرور: ماهذه..؟
قال الملك: هذه هى الحطمة....
قال مسرور بخوف: لماذا تريها لى؟ ماشاني بها؟
قال الملك: هذا بيتك في النار ألا يعرف السيد الأعظم بيته أنك لم تجب عن أسئلتي بعد...
أحس مسرور أنهما يحققان معه وملآه هذا الأحساس بروع وخوف خفي حاول أن يجيب على الأسئلة ولكنه وجد نفسه لا يعرف جوابا لها...
لقد كان الذهب هو ربه المعبود أما دينه فكان هو الهوى أما الأنبياء فلم يسمع عنهم شيئا ألا بوصفهم ثائرين.
لم يدري أى سئ يقول وخشى أن يقول كلاما يثير غضبهما فلزم الصمت وأرتفع العذاب من جوف القبر وهوى عليه..

((حســــــــاب مقــرور))

أيقظ ملائكة الحساب مقرور وأجلسوه في قبره كان قد تحول الى رماد ولكنه فوجئ بنفسه يجلس في قبره بينهما.
كان أحساسه الغالب هو الخوف والدهشة لقد فقد الوعى حين أدخلوه المحرقة ثم لقى هذا اللطيف في النار فحدثه ألا يخاف ثم أحس لفح النار ثم غاب عن وعيه..
وهاهو يعود الى الوعى ليفاجأ بوجود كائنين جليلين حوله...
سأل مقرور:من أنتما
قال أحد الكائنين: ملائكة الحساب.
ارتعش مقرور وسأل:هل قامت القيامة؟
قال له الملك: لم تقم القيامه بعد أنت في قبرك لقد جئنا نسألك ثلاثة أسئلة..
من ربك؟
قال مقرور:ربي الله خالق كل شئ.
سأله الملك: ما دينك؟
قال:أنا على دين جميع الأنبياء أسلمت وجهي لله مسلم أنا...
سأل الملك:ماذا تقول في النبي الذي قابلته في الشرق تؤمن بدعوته؟
قال مقرور: نعم
سأل الملك: وتصدق أن الله أوحى اليه؟
قال مقرور:نعم
أشار أحد الملكين الى الأمام وقال لمقرور:
أنظر أمامك
نظر مقرور فرأى الحديقة الخضراء والقصر العظيم اللذين رأهما الرؤيا التفت مقرور الى الملك وسأل:
ماهذا أيها الملك الكريم؟
قال الملك:هذا مكانك فى الجنه
سأل مقرور الملكين وهو يحس بفرحه طاغية:
هل قبل الله توبتي؟
لم يجيبه الملك وقال له أحد هما:
عد الأن الى الموت بأمر الله.
وعاد مقرور يتحول الى رماد الذي كان علية قبل أن يسأله الملائكه عاد يفقد وعيه...




انتهى الجزء الأول


...............راعي الأوله................
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
راعي الأوله
عضو نشط
رقم العضوية : 90
تاريخ التسجيل : 22 - 04 - 2003
الدولة :
العمر : 46
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الأوله is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كُتب : [ 27 - 04 - 2003 ]

بداية الجزء الثاني

((فــنــــــــاء و..........)))

مر عام ومائة عام والف عام والف ألف عام بليت الأجساد في قبورها وتحولت الى تراب وامتدت المدينة الى المقابر القديمه فصارت القبور مساكن ثم بليت المساكن ثم بليت المساكن وعادت قبورا تعاقبت دورة الحياة حتى نفخ فى الصور فصعق من في السماوات والأرض ألا من شاء الله.......
فنى الأحياء جميعا وتكاملت عدة الموتى....
خلت من سكانها الأرض والسماوات فصاروا خامدين بعد حركتهم فلا حس يسمع ولاصوت يهمس ولاشخص يرى ولا كائن يدب على الأرض أو يعبر السماء...
صفرت الرياح فى الأرض التى خلت الأن من جنس البشر...
مات الخلآئق وبقى رب الخلائق منفردا بجلاله مستعليا بأنواره قائما بنفسه مستغنيا بذاته عمن سواه...
قهر الموت كل حي وبقى الجبار الأعلى على عرشه سبحانه مرت أزمنه وأزمنه..
ثم شاء الله تبارك وتعالى أن ينفخ أسرافيل في بوقه النفخه الثانية فأمره أن يفعل..
التقم اسرافيل البوق ونفخ فيه وهو يتمتم..
(وما قدرا الله حق قدره..والأرض جميعا قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه ةتعالى عما يشركون)
كانت هذه النفخه أمرا من الله تعالى أن يبدأ يوم القيامة أطول يوم فى تاريخ الكون لقد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان اليوم تموت السموات والأرض والجبال ويستيقظ الأنسان من موته ليسأل عن أمانته.
كان مشهد موت الكون رائعا ورهيبا معا...
بدأ اليوم بتحطيم القوانين الحاكمه للكون..وأنفرط عقد النظام المحكم الذى سير المجرات أحقابا وأزمنه حين بدأ الكون يموت صدر الأمر الى الموتى المكلفين أن يقوموا من الموت.
لم يكد الأمر يصدر لهم حتى أطاعوا جميعا ونهضوا من الموت كانت عظامهم قد تحللت وفنيت وصارت ترابا من تراب الأرض ودخلت أجسادهم ملايين التحولات والتبدلات فمن لحم ودم وعظام الى سيقان وردة الى أبريق خزفي الى فحم فى باطن الأرض الى ماسه مشتعلة الى تراب...
كان كل شئ ينتهي الى تراب رغم هذا كله لم يكد الأمر الألهي يصدر الى الموتى بالقيام من الموت حتى قاموا عادوا من العدم الى الوجود كما قلبوا قبل ذلك من العدم ونهض مسرور ومقرور.

(( قيـــا مـــة المـو تــى))

تشققت الأرض عن قبور موتاها وبدأوا ينهضون زوجت الأرواح للأجساد زواجا مؤبدا هذه المرة وأعيد وصل تيار الوعى الذي أنقطع كانوا جميعا عرايا مغبرين بالتراب حفاة...
نهض مسرور داخل قبره فوجد مقرور يقف جواره..
سأل مسرور بصلف:من أنت...وماذا تفعل هنا؟
قال مقرور محدثا نفسه:ياألهي ألم نكن موتى؟
دفعت كلمة مقرور في نفس مسرور خوف مفاجئ ارتعش دم مسرور في عروقه وعاد يسأل: ليس وجهك غريب على ألست الرجل الذي حكمنا عليه تهمة الخيانه..؟
قال مقرور: نعم أيها السيد الأعظم ألست السيد الأعظم ..لقد حوكمت بتهمة الخيانه كما تقول كنت أومن بيوم القيامه وها نحن نقوم من الموت....
قال مسرور مكابرا: كنا نحلم أيها الأحمق كان هذا حلما مخيفا أين قائد الحرس؟ أين كبير البصاصين..؟؟

فى قاع روحه تأرجح أحتمال واحد أن يكون مقرور صادقا لعله مات حقا ولم يكن ما رأه حلما مخيفا كما يظن أن مشهد الزائر الغامض الذي سقاه كأس الموت لم يكن حلما كما أن مشهد العذاب في قبره كان أقسى من أن يكون حلما يبدو أنه مات وقام من الموت أخافته هذه الفكرة أكثر مما أخافه اى شئ أخر...

وتأمل مسرور ملامح مقرور وأحس بالندم فجأة هذا رجل مسكين لا يبدو عليه التأمر فكيف حاكمه بهذه التهمه وأمر بأعدامه لقد تسرع في الحكم عليه لقد تسرع قليلا لكن كيف كان أن يصدقه وكل التقارير التى تأتيه من وزرائه وقادة جنده كانت تؤكد العكس تماما....
لاحظ مسرور أنه يسير كان هناك ألاف الموتى الذين بعثوا من نفس القبر وازدحموا في أتجاه الفتحه التى توصل الى الأرض..
تسأل مسرور بينه وبين نفسه : الى أين أسير مسرعا هكذا من الذي أمرني أن أقوم اين ملابسي وقصري اين خدمي وجنودي من الذى أمرني أن أنهض ومن الذي يحرك أقدامي أين سلطاني...؟

خرجا من الشق وسارا على الأرض كانت الشمس تختلف عن الشمس القديمه كانت تقرب من الأرض وتحتضر فى نفس الوقت دهم مسرور خوف غامض ولاحظ هناك أثنين يعرفهما يسيران أمامه وخلفه كان الذى يسير أمامه يقود الطريق دون أن يتكلم أو يقول شيئا وبدا أنه يسوقه سوقا أما الذى كان يسير خلفه فكان يبدو أنه ملتصق به مثل التصاق الشاهد بالجاني...
أدرك مسرور أنه ليس حرا في السير كما يحب أدرك أنه مقبوض عليه.

(( أنفجــــــــار البحر))

توقف مسرور فسأله السائق: لماذا توقفت؟
رد مسرور حانقا: أين تذهبان بي؟
لم يجبه السائق ودفعه الشهيد في ظهره وقال: ألا ترى اننا جميعا مأمورون؟ تحرك أنك تعطل الطريق...

وعاد مسرور يسير...

كان مقرور يسير بجواره كانت حركة مقرور أبطئ قليلا من حركة مسرور ولم يكن مقرور يزيد على قوله : ياألهي ياألهي كان يطمئن نفسه بالتشبث بذكرى خالقه كان مقرور هو الأخر قد أدرك أنه موضع حراسه جيدة من كائن يسوقه وكائن يمشي خلفه كظله والتفت مقرور لأحدهما وسأله هامسا: ماذا يحدث؟
قال له الكائن بود شديد: هذه بداية القيامة...
قال مقرور: أذا كان هذا الهول هو بدايتها فكيف تكون النهايه.
قال له الكائن: اسرع قليلا في سيرك..
وعادوا يسيرون..
كانت الأرض تمتلئ بالخارجين من القبور فوجا بعد فوج وأمه بعد أمة وشعبا بعد شعب وأختلط خروج الموتى بنهاية العالم الذى عرفوه...
اشار أحد المبعوثين من موتهم وصرخ: أنظروا الى البحر..
أتجهت الأنظار الى البحر كان البحر يحتضر بطريقته الخاصه أن هوائه العليل وموجه البارد يتحولان الأن الى دخان وأنفجارات كانت تمزق صدر الهواء بصوت راعد مزلزل...
وبدأ البحر ينفجر أن كل ذره من ذرات المياه وكل نواة من نويات ذراته كانت تنفجر...وها هو الهواء البحري العليل يتحول الى صهد ناري أزرق وها هو الموج المائي يتحول الى نار...

ووقف مسرور ومقرور وسط الحشد يتأملون مايحدث كان هؤلاء يعرفون أن الماء يطفئ النار عرفوا هذه البدايهيه من حياتهم يعرفون أن الماء يطفئ النار وهاهو الأمر البديهى يسفر عن وجهة الأن أن الماء لا يطفئ النار الأن أنما يتحول الى نار وأندفع الحشد البشري مبتعدا عن البحر..

وتزايد عدد الخارجين من القبور كثر الخلق وأحتشدو وبدا أن الأرض تتشقق عن الأجيال لا نهائيه من البشر رجال ونساء وأطفال وشيوخ وجوه مختلفه والوان مختلفه وألسنه مختلفه وتعبيرات من الروع مختلفه حشد هائل راح يتسع ويمتد ويستطيل ويكبر....
كانت هناك سلسلة من الجبال عند نهاية المشهد وكانت الجبال تعترض امتداد البشر وتزايدهم وصار مقرور ومسرور الأن نقطتين وسط هذا الحشد البشري الهائل...

((نســـف الجبــال))

أقترب الحشد البشري من الجبال...
كان مسرور مذهولا تماما من مشهد انفجار البحر وتحول أمواجه الى نار ودخان أما مقرور فقد تأكد الأن أنه كان ميتا ثم بعث من الموت لقد صدق مقرور أذن...
كيف استطاع رجل واحد أن يعرف حقيقة خفيت عن نظام بأكمله واقترب مسرور من مقرور وقد بات يحس الأن بلون من الطمأنينه جواره...
سأل مسرور: ما معنى ما يحدث؟
قال مقرور: أنها القيامه
قال مسرور معتذرا: لقد كنت على حق ارجو ألا تكون غاضبا بسبب أعدامك.
لم يرد مقرور بشئ كان شعوره بالعجب أكبر من شعوره بالهول أما مسرور فلقد أعتبر صمت مقرور عداء مضمرا فتحرك بعيدا عنه فى قاع روحه كان مسرور يوقن أن خطرا داهما يحدق به ولقد حاول الأفلات أكثر من مرة من حارسيه وكان يميل فجأة جهة اليمين أو جهة اليسار ثم يندس فى الحشد البشري ويسرع السير ثم يجري ثم يعاود السير فيكتشف أن أحد حارسيه أمامه والثاني خلفه.
كانا يلتصقان به بشكل خفى وأدركه اليأس وفكر أنه يجب أن يستعين بأحد لو كان قائد جيشه وكبير البصاصين أو رئيس العسس معه الأن لتغير الموقف على الأقل كان يحس ببعض الأمن والأمان وراح يتلفت بوجهه بحثا عنهما لكنه أدرك عقم المحاوله لقد كان يبحث كمن يبحث عن أبرة في وسط البحر..
وتكامل أحساس مسرور أنه سجين يقاد وسط حشد هائل يقادون مثله الى أين لا أحد يدري.
أقترب الحشد البشري من الجبال فوقع أمر مدهش.
أقتلعت اليد القدرة الخفيه الجبال من مكانها ورفعتها أمام هذا الحشد الهائل وأخلت بذلك الطريق أمامه ليتسع.
وارتفعت رؤوس البشر تنظر الى الجبال راحت الجبال تمر مر السحاب ثم بدات تنفجر أنفجارات متتاليه كل نواة صخريه كانت تنفجر كنواة وتؤدي ألى أنفجارات نوويه لغيرها..
وتحولت الجبال الى شئ يشبه الصوف المنقوش الذى تحول الى دخان لم يلبث أن تبدد صارت الأرض قاعا صفصفا لاترى فيها عوجا ولاأمتا استوت الأرض حين نسفت الجبال فلم يعد فيها أنخفاض ولا بروز ولاميل ولا تعرج ثمة امتداد واحد مستوي مخيف..
وأنساحت كتله من البشر في المكان الذى خلا بموت الجبال.

((حشر الوحـــوش))

مادت الأرض حين اقتلعت أوتادها الجبلية مثلما تميد خيمة في الصحراء قد نزعت أوتادها وتركت وحيدة منفردة أمام رياح الصحراء الشتائيه العاتية وتضارب البشر وتخبطوا ومالوا مع ميل الأرض كان واضحا أن الجبال قد نسفت بشكل اباد مادتها من الوجود وكان واضحا أن ما يحدث هو بداية لشئ هائل لم يحدث بعد وبدأ الحشد البشري يرتعش بنغم واحد هو الهول..
قال مقرور لنفسه: رحمتك يارب لطفك يارب...
أما مسرور فكان يحس بهول الموت يأتيه من كل جانب ولا موت هناك ولا راحه...

من شقوق الأرض كان البشر يخرجون ومن ارجاء الكون كان الجن يحشرون ومن فجاج الأرض كانت الوحوش تخرج.
كان مشهد الجن الجن وهو يتقدم عن يمين البشر مخيفا لقد ظهر هولهم بظهور صورهم الحقيقيه ولكن هولهم لم يؤثر فى البشر فقد كان هول ما يجري هو العنصر الحاكم للموقف وبدأ الجن في ذهول مما يجري حولهم في الكون الذى طالما تسابقوا بين كواكبه ولعبوا فى خلائه......
وأقبلت كتله الوحوش عن يسار البشر كان عدد الوحوش يزيد كل لحظه وهم يخرجون من الآرض ويسيرون وقد نكسوا
رؤوسهم من الهول حشرت جميع الوحوش أسود ونمور وصقور ووعول وكلاب وخراف وجميع أشكال الحيونات وأقبلت مجموعه من الأسود نحو مسرور توقف مسرور عن سيره وأدركه رعب غامض لقد اصطاد في حياته مجموعه من الأسود لعل من بين هؤلاء أحدهم وقد جاء ينتفم منه...
عبرت الأسود مسرور وتجاوزت مكانه وانطلقت تجري مندفعه لاحظ بين هذه الأسود خروف صغير كان يجري هو الأخر لاحظ أن الأسود لم تلتفت الى الخروف الصغير كما أن الأسود لم تخيف هذا الخروف...كان واضحا أن الهول النازل على الأرض قد حبس الوحوش عن صفاتها الوحشية أو أنساها صفاتها الغريزيه..
وها هو الأسد يجري جوار الأسد يجري جوار الوعل فلا يشتهى افتراسه ولا يفكر فيه ولا يراه من فرط ما يحسه من هول..
وتصاعد الهول بحشر الجن والوحوش..
كان مسرور ومقرور الأن قد التصق بعضهما ببعض وبدأ مسرور يحس بلون من الخوف لم يعرفه قبل ذلك...
التفت الى مقرور وسأله كم لبثنا موتى أقصد كم لبثنا أحياء قبل الموت أقصد كم لبثنا أحياء وموتى..
قال مقرور: الله أعلم أن أحساسي أننا لبثنا اياما وربما ساعات.

((اللحظات الأخـــــــــــيرة))

كان ما يجري أكبر من أحتمال الجن والبشر والوحوش وكانت الأرض لم تزل تخرج كل من دب عليها منذ هبوط سيدنا أدم اليها....
وأدرك الحشد يوم الحشر أنهم يشهدون نهاية عالمهم الذى عاشوا فيه حين كانوا أحياء وعرفوه حين كانوا يدبون فوقه.
أن عالما بأكمله يتهاوى محطما أمامهم..
البحار تنفجر والجبال تنسف والقمر يتحطم والنجوم تهوى باردة والشمس تقترب من الأرض وقد هوت فى الفراغ بعد ان تحررت من القوانين التى كانت تمسك بها...
وأدرك الحشد المحشور الذى نهض من الموت أنه يشاهد اللحظات الأخيرة فى الكون الذى عرفوه...
وقعقع صوت حطام الكون كله وهو يهوى ساجدا لله الواحد القهار..
فهم الحشد أن الكون يسجد لخالقه..
فهموا هذا جميعا بلا أستثناء وأضيف الى الهول الخارجي هول نفسي وهم يقتربون من اللحظه الفاصلة.
واقتربت الشمس من الأرض..
وأقترب مسرور من مقرور مروعا وقال: ما الذي يحدث للشمس..؟
كان مقرور يتأمل الشمس وهى تندفع بجرمها فى الفضاء قادمه نحو الآرض وهى تكبر كلما اقتربت ومنعه الهول أن يجيب..
وأشتدت الحرارة حين اقتربت الشمس من الأرض وبدأ الخلائق جميعا يعرقون كان العرق ينحدر من أجسادهم جميعا الى الارض وأختلط العرق بالتراب بصهد الأنفجارات الكونية حتى أحس مسرور أنه يسير فى ماء يغلي..
ثـقلت حركة اقدامه فنظر تحته فاذا بالماء يرتفع من الأرض حتى ركبتيه ونظر الى مقرور فوجده يعرق لكن عرقه لم يكن بهذه الوفره فملآته الدهشة..
واقتربت الشمس من الأرض أكثر وثقلت حركة مسرور أكثر ونظر تحت قدميه فأذا الماء يبلغ صدره ونظر الى مقرور فاذا الماء عند كعبيه وبدأ مسرور يحس أنه سيغرق بدا يحس أنه يموت وملآه هذا الأحساس بسراب واهن من الأمل أن الموت راحه كبرى أذا قيس بما يحسه الأن ولكنه كان يدرك أن الموت اصبح أمنية مستحيله..
وارتفع الماء الى رقبته ورغم ذلك ظل يسير كانت فكرة أنه يمكن أن يغرق فى عرقه تبدو له اقسى من قدرته على فهمها..
وأقتربت الشمس أكثر فأكثر...
وقدح الحول زمام الخلق فاندفعوا يفرون...

((فـــرار))

أقتربت الشمس أكثر وأكثر ومادت الأرض أكثر وأكثر وبدأ الخلق يفرون بعضهم يفر من بعض من هول ما يحدث فقد مسرور اثر مقرور واندفع يجري في تجاة اليسار أختلط ألأنس والجن بالوحوش والطير...

أن اصوات الأنفجار وانقلاب الأوضاع وانهيار عناصر الكون واهتزاز الأرض واضطرابها كان يدفع الجميع الى الفرار...
جرى مسرور مذعورا يريد النجاة بنفسه...
أنتهى الأمر ومات الأمر داخله الأمل فى النجاة أدرك هذا وهو يجري قاصدا لاشئ كان يجري يائسا مدركا أن الجري والوقوف سواء.........
فجأة شاهد قائد جنده وكبير البصاصين جواره اندلع داخله فرح مؤقت وصرخ يناديهما...
التقت اليه قائد الجند فكان وجه منقلبا من الفزع ولم يبد عليه أن تعرف عليه صرخ ينادي كبير البصاصين أن ينقذه ولكن كبير البصاصين صرخ فيه وهو يعدوا مبتعدا..
-نفسي نفسي
عاد يصرخ عليه ولكنه اختفى وهو يلعن مسرور ويسبه..وأنطفأ الفرح داخل مسرور وملآة الفزع أدرك أن سلطانه قد هلك كما أدرك انه مثل فأر يتخبط داخل مصيدة هائلة من الأنفجارات الكونية...
وأنشأ مسرور يجري على غير هدى مرة فى أتجاه اليمين ومرة فى أتجاه الشمال ولكنه دائما كان يجري الى الأمام مر جواره مقرور ففر منه مر بجوار أمه وأبيه فلم يتوقف عندهما مر جوار رئيس العسس ووزيره الأول فلم يرهما ألا صورتين من الرعب كان يفر من أبيه وأمه وأخيه وصاحبته وبنيه وأدرك مسرور أن أحدا لن ينقذه كما أدرك أنه لن ينقذ أحدا انغرس الأحساس الأول في قلبه مثل نصل بارد مسموم ولم يعبأ بالأحساس الثاني كثيرا كما أنه لم يعد يجري الأن بهدف...

لم يعد يفر الأن بهدف أنما هو يفر من فراره ذاته وقد حولته مرعبات القيامه الى شئ يختلج بالخوف ويدور حول نفسه يائسا كان مقرور هو الأخر يفر من هول ما يقع وأن كان يدعو فى قرارة قلبه أن يكشف الطيف هذا الهول بلطفه..

لم يعد الجن جنا هم الأخرون أن كل قدراتهم الخارقه تنكسر أمام هول القيامه فاذا هم يفرون مع من يفر دون ان يعرفوا الى أين..أما الوحوش فكانت تلتصق بالناس والجن علها تجد عندهم الأمن ولكنها كانت تفزع أكثر كلما شهدت فزع الناس وفرارهم..
ومادت الأرض أكثر فأكثر وكبر الفزع وصار الفرار اليائس المذعور هو نبض الكائنات جميعا..

((ظهور الملائكة))

ظلت الأرض تخرج موتاها وتسلمهم الى ظهرها حتى لم يعد فى جوفها أحد وأكتمل بعث أهل الأرض من الأنس والجن والشياطين والوحوش والسباع والأنعام والهوام..

حين تكامل المشهد واستوى الجميع فى موقف الحشر بدأ الكون يدخل مرحلة احتضاره الأخير...
بدأت الأرض تدك دكا دكا وتناثرت نجوم المجرات من فوقها وطمست الشمس وبدأت تبرد تحول لون من الصفر الوهاج الى اللون الأحمر ثم دلف اللون الأحمر الى اللون الأزرق ثم ذابت الزرقه فى لون رصاصى سرعان ماتحول الى السواد...

وراحت الشمس تصدر أصواتا ممزقه وهى تنفجر محتضرة فى سماء يوم الحشر وبرق بصر الخلق ثم ساد الكون كله ظلام دامس..
انطفأت نجوم المجرات وهلكت الشمس وطمس القمر وساد الظلام..
وتوقف أهل الحشر فى أماكنهم من الهول..
لم يعد هناك من يجرى...
أن مسرور يرتعش الأن من البرد بعد أن كان يتفصد عرقا من الحر أن جليد أسود موحشا يزحف عليه من جميع الجهات نظر فى أتجاه مقرور فلم يره ولم يستطيع أن يميز أحدا وهبطت السماء الدنيا الى الأرض وبدأت تتشقق هى الأخرى ثم صدر الأمر الألهي الى قوانينها الحاكمة أن تنحل فانحلت وانفطرت السماء وهى تهوى ممزقة محتضرة وقد كشطتها يد القدرة القادرة...
كان المشهد موت السماوات والمجرات مهولا...
ذابت السماء حتى صارت كالمهل تحولت الى لون الفضة التى تخالطها صفرة الفزع ثم تغير لونها حتى صارت وردة كالدهان مثل لون الفرس الأحمر الذى يعدو هناك ثم انسكبت حمرتها فى الفضاء وانشقت السماء عن ابواب مفتوحة من وراء أبواب السماء التى أنفتحت ظهر الملائكة وهم يقدسون الله ويسبحونه وقد ملك الخوف نفوسهم رهية من الموقف..
تأمل مسرور ما يجري وقلبه يدق بعنف مثل طبل أجوف قادم من بعيد وهو يحمل أخطار عذاب بائس....
لم يعرف مسرور كم من الوقت مضى عليهم فى هذا الهول لم يعرف كم من الوقت مر منذ أن قام من الموت ختى تشققت السماء وكان أكثر ما يدهشه أنه لم يزل حيا رغم كل ماشاهده ولمع فى أعماقه شعورا بأنه لن يموت بعد الأن وأفزعه هذا الشعور أكثر مما أفزعه هول القيامه أما مقرور فكان يسبح باسم اللطيف وهو يرتعد............

((نسى فنسي))

كم من الوقت مر على يوم القيامه؟

هل مرت عشرة ألاف سنة هل مرت خمسون الف سنه عل مر يوم حقا أسئلة ترددت فى صدر مسرور رغم أدراكه أنها كلها أسئلة بلا معنى أن تعاقب الليل والنهار وظهور الشمس والقمر كانا بمثابة ساعة كونية تدل على الوقت ويعرف منها البشر حساب الأيام والسنين وها هى الشمس تموت وها هىالساعة تهوى محطمه..
أنتهى الأمر وخرج الوقت على حدود الوقت وتوقف الأدراك عن الأدراك حين وقع هذا أنحدار الملائكة من أبواب السماء المفتوحة بعظيم أجسادهم ووهج أجنحتهم وهم يرتعشون فى أنوارهم خوفا من الجبار الأعلى وبدا وا ضحا من خشية الملائكة ورهبتهم أن الله تبارك وتعالى قد غضب ووسط الظلام الكوني السائد لم يكن يضئ المشهد غير أنوار الملائكة وهم ينزلون عن السماوات صفوفا صفوفا كانوا جميعا يرتعشون رهبة وخشوع وأدرك أهل الحشر جميعا هذه الحقيقة أدركوا أن الله سبحانه وتعالى قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثلة وأفسح الهول الكوني مكانه لهول نفسي بدت جواره أهوال حقبة القيامة باهتة شاحبة عديمة الأثر تسربل الملائكة بأجنحتهم ونكسوا رءوسهم ووقفوا صفوفا حول أهل المحشر وتأمل الناس الملائكة وأحسوا بالضأله والخشوع والرهبة وخشعت الأصوات للرحمن فلاتسمع ألا همسا وراح الضجيج الصادر من بلايين الأنس والجن والوحوش ينحسر حتى ذاب فى صوت تنفس الخلائق الثقيل وكشطت السماء أكثر وأكثر حتى تلاشت تماما كما تلاشت الأرض القديمة اختفت مادة السماء وذابت مادة الأرض ووقف المبعوثون من موتهم على أرض الحشر ثمت أرض بلون الفضه الشاحبة لم يرتكب أحد فوقها خطيئة.
(وأشرقت الأرض بنور ربها)

بعد أن قضت فى الظلام وقتا خرج عن الحدود الوقت أضئ المشهد بنور جديد ليس ضوء الشمس ولانور القمر ثمة نور لاعهد للخلق به نور ألهي لم يكد المشهد يضئ بهذا النور المقدس حتى فقد مسرور بصره أعمى نور الله تعالى بصره كما أعمى أبصار الكافرين وأراد مسرور أن يصرخ من الفزع ولكن شيئا داخلة دفن صرخته فى صدره فترددت مثل عواء مذبوح فى أعماق روحه أيقن بالهلاك وتمتم لنفسه – ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا.
قال: كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى..
((وأشــرقــت الأرض))

((وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لايظلمون))
.............
استقبل مقرور نور الله تعالى مثلما يستقبل الغريق نسائم النجاة والخلاص وأحس أن قلبه يهدأ فى هذا النور الهادي الجديد وأتسعت المسافات بين أهل الحشر فجأة ووقف كل مخلوق أمام ملائكة الحساب وحمل الملائكة المقربون كتابا عظيما وضع أمام الجميع وزاد خشوع الأصوات للرحمن وظهر جبريل فسد الأفاق بهيبته وأجنحته ونادى جبريل عليه السلام وسط صمت الحاكم: لمن الملك اليوم؟

وبلغت القلوب حناجر الخلق ورد أهل الحشر: بانكسار النفوس ورهبة القلوب:لله الواحد القهار...
قال جبريل عليه السلام بصوت سمعه الموقوفون جميعا: لقد كانت أنسابكم فى الدنيا تقدمكم وتؤخركم وكان الثراء يقدكم ويؤخر وكان الملوك والأمراء يقدمون ويؤخرون اليوم يضع الله تبارك وتعالى أنسابكم ويرفع نسبه لا أنساب اليوم سوى التقوى وسلامة القلوب وهذا معيار الفضل الوحيد اليوم..
أحس مقرور أن فزعه يسكن راح يتأمل عظمة جبريل وبهاءه ويسأل نفسه: أن كان جبريل بكل عظمته وجلاله عبدا لله فكيف تكون عظمة الرب المعبود..

نصبت الموازين للخلق وجئ بالنبيين والشهداء فتصدروا قومهم وبدا الحساب أدرك مقرور أنه يواجه محاكمه كان قلقا لايعرف هل قبل الله توبته أم ردها فى وجهه وكان يتمتم باسم اللطيف فى قلبه ليسكن روعه وأحس مقرور أن الأمل الوحيد الباقي لديه أن يلطف به اللطيف الرحيم...
أما مسرور فكان قلبه هواء...
أن رعب الذى يصفر يجعل عويل الرياح الشتائية وسط الغابات شديد الأيناس اذا قيس الى عويل الخوف فى نفسه أدرك مسرور أنه يقف موقف محاكمه بين يدي الله وأنه سيحاسب بعد قليل عن جرائمه لقد عاش ومات وبعث وهاهو يقف للحساب لم تكن هذة الحقيقه تعرض له فى حياته لم يكن يتوقف عندها كان مشغولا بالسلطه والحكم والذهب والهوى ولم يكن يصدق ما يحدث له الأن يمكن أن يحدث وبدأ الملائكة يسلمون أهل الحشر من الأنس والجن كتـب أعمالهم ومد مسرور يده وراء ظهره فوضع فيها ملائكة الحساب كتابا غريبا كتابا يعرض بالصوت والصورة كل دقائق حياة المرء من يوم ولادته الى ساعة موته..

نهاية الجزء الثاني

...............راعي الأوله................
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
راعي الأوله
عضو نشط
رقم العضوية : 90
تاريخ التسجيل : 22 - 04 - 2003
الدولة :
العمر : 46
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الأوله is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كُتب : [ 27 - 04 - 2003 ]

بداية الجزء الثالث((أقرأ كتـــــابــك))

قالت الملائكه لمسرور وهم يعطونه كتابه: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.
وقالوا لمقرور نفس الكلمات وقيلت الكلمات لكل أهل الحشر وأحس مسرور بالأطمئنان وأحس مقرور بالخوف نبع أطمئنان مسرور من الفكرة التالية مادام هو الذى سيحاسب نفسة فسوف يجد لها مخرجا لن يحكم عليها بشئ سيبرئها وسيشحذ ذهنه للدفاع عنها وتبرئتها أما مقرور فقد أدرك جسامة المسئولية التى القيت على كاهله وخيل اليه أن وراء العبارة تهديدا غامضا مستترا مثل قول القاضي للمتهم بماذا تحكم على نفسك..
أن المتهم يعلم أن القاضي هو الذى سيحكم فى النهاية انشغل مقرور بكتابه وخشى أن يفتحه ثم جازف وفتحه فى النهاية راح يبحث عن سيئاته فلم ير الا حسنة واحده كبيرة كانت تتكرر فى صفحات الكتاب كله وأدرك مقرور أن خطأ ماقد حدث وأنه أعطى كتابا غير كتابه مال على الملائكة الذين أعطوه كتابه وقال لرئيسهم هامسا:
-لقد أعطيتني كتاب أنسان أخر ليس هذا كتابي....
قال له الملك بود: عد الى مكانك هذا كتابك نحن لا نخطئ.
قال مقرور وصوته ينخفض أكثر:ليس فى الكتاب سيئات عملتها؟
أين ذهبت السيئات؟؟؟
قال الملك:قل هذا لربك الغفور حين تقف للعرض بين يديه.
سأل مقرور مبهورا وقد داخله فرح هائل:هل أقف بيد يدي الله؟؟
قال الملك: نعم
قال مقرور وهو يلتفت حوله للحشد الهائل:
((هاؤم اقرءوا كتابيه أني ظننت أني ملاق حسابيه))..
تلقى مسرور كتابه خلف ظهره قال لملائكة الحساب:
لقد صرت أعمى ولم أعد أستطيع أن أقرأ.
قال له الملك: ستحاسب أكثر من مرة سيرد لك بصرك لتقرأ وستحكم على نفسك وسيحاسبك الله بنفسه...
ارتعش مسرور وبدأ يتصفح كتابه..
رأى نفسه وهو يهيئ طريقة للسلطة شاهد الجرائم التى ارتكبها جريمه بعد جريمه شاهد نفسه يقتل ويدس السم ويظلم ويزني ويكذب ويكتنز الذهب والفضة والمال رأى نفسه طاغية جبارا وراح يقلب الكتاب كالمجنون بحثا يرتكز اليها أو عمل طيب يتشبث به فلم يجد...
وبدأ يكره نفسه بعد أن شاهد صورتها الحقيقيه أمام عينيه بعد أن عميت عيناه واشتعلت بصيرته.

((محاكمة مســرور))

بدأت محاكمة مسرور...
قيل له: انت متهم بتألية نفسك وأفساد شعبك لقد زورت أرادتهم ومحوتها ولم تكن تسمح لم يعارضك أن يعارضك وهذا كبرياء وعظمة والكبرياء رداء الله والعظمة أزاره من نازعه واحدا منها القاه فى جهنم ماذا تقول دفاعا عن نفسك..
قال مسرور: لست مسئولا وحدي لقد خدعني وزرائي وكبير البصاصين ورئيس العسس أريد استدعائهم للشهادة.
أمر الملائكه بأحضارهم فمثلوه أمامه ووجه مسرور أتهامه للوزير الأول وفوجئ أن وزيره يرد عليه بوقاحه: نحن لم نخدعك أنما خدعتنا بسلطانك فاتبعناك وكنا صدى لصوتك وأداة وضيعه لمشيئتك لقد خربت بيتنا اليوم وضيعتنا كما ضيعت نفسك أستدار مسرور حانقا والتفت الى كبير البصاصين وسأله:
- ألم تخدعني أنت بأكاذيبك عن مؤمرات موهومه تستدعي قتل العشرات قال كبير البصاصين : كانت هذه الأكاذيب هى أفكارك أنت وكنت تحب أن تسمعها من أفواهنا نحن وكان هذا معيار الولاء عندك.
- أستدار مسرور وقد بلغ به الجزع منتهاه وأنشأ يلطم وجهه وهو يقول:
- لماذا لم يقاومني أحد؟لماذا لم يثر علي أحد؟لقد كانت أستكانة الناس هى دليل عندي على رضائهم لقد ضيعني هؤلاء الكلاب الذين أسلمتهم مقاليد الأمور كما ضيعني الناس حين صبروا على ظلمنا لماذا صبروا على ظلمنا لهم لو لم يصبروا عليه لكان حالنا وحالهم أفضل.
- ظل مسرور يردد كلماته وهو يحس بحقد طاغ تجاه وزيره ومسئولى دولته وشعبه وحتى تجاه نفسه وانخرط مسرور فى حوار محموم مع شهوده وانتهى الحوار بأن أمسك كل واحد منهم رقبة الأخر وحاول أن يخنقه..
- وصدر الأمر أليهم من الملائكه أن يلزموا حدود الأدب فانطفأ جدلهم ووقفوا ساكنين وميزان مسرور يميل نحو أدانته.
- عادت الملائكه تقول لمسرور: لقد خلق الله تعالى الناس أحرارا ولكنك سجنتهم فى الأكاذيب والأباطيل والأوهام والقهر لقد أعليت قيمة النفاق خلال حكمك على قيمة الصدق والشجاعة فسممت جو الحياة وخنقت ضمائر الناس ماذا تقول دفاعا عن نفسك...؟
- أستمر التحقيق مع مسرور زمنا بدا له من فرط طوله أطول من أهوال القيامه سألوه عن عبادته لنفسه فأنكر عن ذهب والفضه فأنكر عن تسميمه لجو الحياة فأنكر عن جرائم القتل التى ارتكبها نظامه فأنكر واستمرت المحاكمه حتى وصل ملائكة الحساب الى جنايته مع مقرور.

(( أخيــــرا))

أوقف الملائكة مقرور أمام مسرور وسألوه الجاني وهم يشيرون الى الضحية:
هذا الرجل كان ذنبه عندك أنه يؤمن بالله واليوم الأخر لماذا قتلته ولآي سبب أمرت بأحراقه لقد عذبت رجلا بالنار ولا يعذب بالنار سوى رب الجنه والنار...
قال مسرور: هذا هو العمل الوحيد الذى أعترف أنني تسرعت فيه لقد تسرعت بالحكم عليه هذه هى الحقيقه يبدو عليه أنه رجل طيب فعلا لكنني لستمسئولا عن قتله لقد قتله النظام الحاكم الذى كنت أحكم به وكان فى الحقيقه يحكمني لقد قتله النظام وقتلني معه...
كان مسرور يجادل نفسه وكان مقرور يحس بالشفقه نحوه انكشف كل شئ الأن ولم يعد فى حاجه أن يكره أحدا أو يحس بالضغينه نحو أحد نزع الله تعالى ما فى صدره من غل أنساني حين أدرك أنه موضع رضا الرحمن أما مسرور فكانت كراهيته وغله يزيدان كل لحظه وكلما حاصره الملائكه بالأسئله زادت كراهيته لنفسه وكلما تبرأ منه أتباعه ووزرائه وجنده أتسعت كراهيته ثم انقدح فى ذهنه خاطر أحس أنه فرصة لآنقاذه.
قال لملائكه الحساب: أن الشيطان هو الذى دفعني لكل ما فعلت أنا لم أفعل شيئا فى الحقيقة...
وجاء الشيطان كشاهد قال له مسرور: ألست أنت السبب فى كل ماحدث:قال الشيطان ساخرا: هل رأيتني أركبك مثل دواب الركوب وأسوقك نحو الخطيئه كل مافعلته أنني دعوتك الى الشر فلبيت الدعوة ماكان لى عليك سلطان أكثر من ذلك أني برئ منك أنى أخاف الله رب العالمين لاتلمني ووجه اللوم لنفسك.
كان مسرور مصرا على الأنكار منهمكا في الجدال عن نفسه فلما رأى ملائكة الحساب أصراره أحالوا قضيته برمتها الى الله تعالى..
لم يكد مسرور يسمع كلمة الله تعالى حتى أنهار تزلزل واقعا وهو يبكي ويصرخ أنه لايريد أن يعرض على الله تعالى توسل اليهم أن يفعلوا به مايشاءون فليمزقوه قطعا صغيرة وليلقوه الى الأسود الجائعه التى تقف هناك ليفعلوا به أي شئ الآ أن يعرضوه على الله..
كان لفظ الجلاله يلقي فى قلب مسرور رعبا مطلقا غير محدود رعبا بلا شكل ولاطول ولانهاية ولا بداية رعبا لا نهائيا..
وحمله الملائكه حتى انتهوا به الى عرش الرحمن فأقفوه فى حجاب الخوف حاكم الله تعالى مسرور دون أن يكلمه أو ينظر الية..
قال له: ألم أخلقك؟ ألم أحسن اليك؟ ألم أعهد اليك؟ كيف بارزتني بالمعاصي وتجرأت علي؟
وخرس لسان مسرور وتكلمت جوارحه فوجئ أن عقله يتكلم وأن قلبه يعترف وأن جلده يشهد عليه وطالت وقفة مسرور أمام الله عز وجل ....

((قــــل يا عبد))

أوقف الملائكه مقرور تحت ظل العرش فى حجاب الرحمانية قال الله تعالى له: قل ياعبد حتى أسمع...
قال مقرور: سبحانك ربنا تباركت وتعاليت أنا عبدك الذليل فلا يعلم قدر ذلى ألا أنت وأنا عبدك الفقير فلا يعلم مدى فقري الا أنت وأنا عبدك الضعيف فلا يعلم مدى ضعفي الا أنت لقد عدت على ذلى بعزك فأعززتني بمعرفتك وتوحيدك وعدت على فقري بغناك فأغنيتني بذكرك وعدت على ضعفي بقوتك فقويتني بهدايتك وأمسكتني في هدايتك بالأسلام...
أنا الذليل بي وأنا العزيز بك
أنا الفقير بي وأنا الغني بك
أنا الضعيف بي وأنا القوي بك
ها أنا يامولاي قد جئتك بذنوبي وخطاياي ولكني لاأجدها فى كتابي قال الحق: ياعبدي أنا سترتها عليك فى الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم قد قبلنا توبتك حين تبنا عليك لتتوب وغفرنا كبير جرمك وكثير سيئاتك وتقبلنا منك يسير أحسانك ولقد بدلنا برحمتنا ذنوبك السابقه الى حسنات حين حسنت توبتك..
خر مقرور ساجدا وهو يبكي حياء من الله وحبا فيه.

نادى الحق أنه تعالى على الشرك وأنه أغنى الأغنياء عنه فمن أشرك به أحدا أو شيئا فليأخذ أجره ممن أشرك به أما الله تعالى فليس عنده لهؤلاء سوى الجحيم.
كان مشهد الحساب رهيبا...
أن كتـب الخلق تتحدث بالصوت والصورة عن كل شئ حتى النوايا هى الأخرى مسجله ومكتوبه ومحفوظه ولم يكن الكتاب يغادر صغيرة ولاكبيرة ألا أحصاها وقف الأنبياء يتصدرون قومهم ووقف الملائكه يحاسبون أتباع الأنبياء وفق رسالات أنبيائهم.
حوسب كل أنسان حسب عقله وعلمه وظروفه ولجأ الناس والجن الى الأنبياء يطلبون الشفاعة توجهوا الى الملائكة يطلبون الشفاعه وكشف الحق عن سيقان أهل الحشر جميعا وأمرهم بالسجود سجد المؤمنون ووقف الكافرون حيارى لا يدرون ماذا يفعلون لم يستطيعوا السجود وعرفت النار لمن كانت تحمى وتسعر ونصبت الملائكة الصراط..
كان الصراط جسرا ينتهى بالجنة وكان منصوبا فوق النار وكان هذا الجسر يبدو للمؤمنين جسرا يمكن عبوره برحمة الله أما الكافرون فكان هذا الجسر شعرة ممدودة.

(( الصراط))

وقع أمر مدهش قبل أن يصدر الأمر الى الخلائق أن يعبروا الصراط نادى المنادى أن أحضروا الموت...
حضر حيوان أسود يشبه الكبش ومل هو بالكبش أمر الصوت الجليل أن أذبحوا الموت..
هوى الملائكة بأجنحه مثل السيوف البرق وذبحوا الموت سقط الموت على جنبه وبدأ يموت اختلج وهو يموت ثم لم يلبث أن تلاشى تماما..
قال المنادى:هذا أخر عهدكم بالموت لم يعد هناك بعد الأن موت لقد مات الموت وأنشأنكم خلقا أخر جديدا لاتعلمونه ولكنه خلق لايعرف الموت
ليعبر الخلق الصراط الأن..
لم يكد الأمر يصدور بعبور الصراط حتى أندفع المؤمنون نحو الجسر وتراجع الكافرون الى الخلف..
تراجع مسرور فيمن تراجع كان يرتدي ثوب من قطران لايعرف كيف وصلت اليه هذه الثياب وكيف أرتداها كل ما يعرفه أن الكلمات الأخيرة عن الموت كانت تدور داخل نفسه كرياح جحيميه مرعبة مامعنى هذا...
مامعنى موت الموت؟ أن رجاءه الأخير صار ينحصر فى أمنية واحدة أن يموت لقد انتظر أن يموت حين بدأ يوم القيامة وأنتظر أن يموت طوال الحقبه الهائلة التى استغرقتها أحداث يوم القيامة ولكنه لم يمت وتمنى أن يموت والملائكة يحاسبونه وتمنى أن يموت حين وقف أمام الله محجوبا عنه فلم يكلمه الله ولم ينظر اليه ولقد أحس مسرور فى موقفه الأخير أن الموت صار أمنية مشتهاة مامعنى ما يحدث الأن؟ لقد كان الموت هو الأمل الأخير الباقى لديه وبموت الموت مات الأمل...
نظر الى الصراط فشاهد ألسنة الجحيم تتصاعد من تحته مثل هوة جائعة تفتح فمها النارى بحثا عن طعام طال أنتظارها له.
كانت نيران الجحيم تكاد تميز من الغيظ الأن وكانت ألسنتها الجحيميه ترتعش خوفا من الجبار أن يعذبها أذا لم تعذب أهلها وأنتقل خوف النار الى قلب مسرور..
حدث نفسه: أذا كانت النار ترتعش خوفا من عذاب الله أذا لم تعذبنا فكيف يكون عذاب الله لنا أن سقطنا فيها.
تأمل مسرور الصراط كان طويلا لاتبدو له نهاية وكان عرضه مثل عرض الشعرة ودفعه الملائكه فى الدفعه الأولى التى ستعبر الصراط.
قال له أحد الملائكة: أنت فى فوج متميز جدا معك فرعون موسى ومعك قارون وهامان ألست السيد الأعظم ألم يكن هذا أسمك فى الدنيا عليكم اللعنه جميعا كيف جرؤتم على تحدى الله سبحانه وتعالى؟؟

(( العــــبور))

بدأ الفوج الخاص يتجه نحو الصراط..
كان الفوج يضم كل جبابرة الأرض وسادتها الظالمين المتألهين وكانوا يرتدون ملابس من قطران يسوقهم ملائكة غلاظ شداد أن مسرور يسير الأن فى موكب يشبه من باب السخرية مواكبه في الدنيا .
أن وزيرة الأول يسير عن يمينه وكبير الحرس عن يساره أما كبير البصاصين فكان يمشي خلفهم والجميع يرتدون ملابس من القطران لكي تتصل بها النار حين يقذفون فيها.

مال كبير البصاصين عليه وهمس:نما الى علمي أن عدد الملائكة الجحيم تسعة عشر ملاكا عرفت أيضا أن أسمهم الزبانية يبدو أن هولا مهولا ينتظرنا بعد قليل.
كان الموكب عارا مجسدا يمشي على التراب وكان كل واحد فى الفوج الجحيمي يتأمل التراب وهو يحسده...
نظر مسرور الى التراب الأرض وأحس أن حال التراب أفضل من حاله قال لنفسه وهو يعض على يديه:ياليتني ترابا.
كانت الأمنية مستحيله هى الأخرى فهو يسير على التراب ولكنه ليس ترابا لم يكن هذا التفكير مسرور وحده أنما كان هو تفكير الفوج الخاص كله أن سادة الأرض الظالمين الكافرين كانوا جميعا يتأملون التراب الذى يسيرون فوقه ويتمنون لو أنعكس الأمر وكانوا هم التراب وكان التراب هو الذى يسير فوقهم متجها نحو الصراط.
علا صوت النار وسمعوا لها شهيقا وزفيرا وحشرجه غاضبة وتقدم فرعون موسى يعبر الصراط...
سار على الشعرة حتى وصل الى ثلثها الأول وأرتفع من الجحيم لسان ناري يجري بسرعه تفوق سرعة الضوء والتقم هذا اللسان فرعون وهوى به الى الجحيم.
وسقط قلب مسرور من صدره الى أقدامه..
صار قلبه هواء
صرخ يقول:رب أرجعني أعمل صالحا فيما تركت أمنت بالله أنني أعتذر لقد كفرت ولكنني أكفر بكفري التوبة أنني أتوب..
قال له أحد الملائكة جوارهك ليس هذا المكان دار ابتلاء أنت فى دار الجزاء.
أعبر الصراط وأنظر أمامك ولاتنظر تحت قدميك أذا أردت أن تعبر..
سار مسرور على الصراط ونظر تحت قدميه وأرتفع لسان النار من أعماق الجحيم وهو يزأر بأسمه الثلاثي الكامل.

((فــــى النار))

سار مقرور يعبر الصراط جواره رجل لم تكن ملامح وجهه غريبه عليه..
وكان الرجل يمسك كتابه بيمينه ويبدوا على وجهه فرح لانهائي.
وكان يسيران على الجسر ويتأملان فوران الجحيم تحتهما كان مشهد النار وهى تتلوى مثل الاف الأفاعي السامة الرهيبة يبدو مفزعا وصرف الرجلان نظرهما عن النار فالتفت نظراتهما فقال مقرور لقد رأيتك من قبل لكنني لا أذكر متى؟ وأين؟
قال الرجل: أنا قاضي القضاة.
قال مقرور: لقد وقفت تؤيدني فقتلوك.
قال قاضي القضاة:مرحبا بمن أنقذني من النار لولاك لكنت هناك الأن لاتتصور أفاق الكرم الألهى معى لقد حمد الله لى كلمة حق قلتها أمام طاغية فقتلني بها واعتبرني الله تعالى من عباده لقد كلمنى الله تعالى بذلك لم أكن أصدق تصور حياة كاملة من الزور والتزييف تنقذها كلمة حق عند سلطان جائر تصور قوة الكلمة..
كان قاضي القضاة منفعلا واحتضن مقرور وهو يتكلم ثم عادا يعبران الصراط ويتوقفان لتأمل الرعب الجحيمي الذى كان يفور ويمور تحت الجسر الممتد...
ولمحا مسرور وهو يتأرجح وسط أتون النار المجدوله مثل قرد أشتعلت النار فى جسمه...
كان مسرور يموت ولايموت ولايعيش رغم وجود حياة أن الجحيم مكان لايموت فيه المرء ولايحيا هذه الصورة الرهيبة لنظام اللاحياة واللاموت كانت أكبر من أن توصف.
كانت النار تشتعل فى ملابسه القطرانية وتشتعل فى جلده وتحرق دمه وأعصلبه فيصرخ ثم تمتد الى عظامه فيئن ويزداد صراخه ثم تأتي النار على كل شئ فيحس نه يموت قبل أن يموت يفاجأ أن جلده يعود من جديد وأن لحمه وعظامه وأعصابه تعود للحياة من جديد ليبدأ العذاب دورته مرة أخرىبأحساس جديد وترويع جديد كان الذهب الذى كنزه فى الحياة الدنيا قد تحول هنا الى سلاسل هائلة تحمى من النار ثم يقيد بها وتنصهر فتكوى جنبه وظهره وصدره كان يموت من العطش ولاماء هنا ولاموت.
وتذكر مشهد الموت وهو يموت وهرع من النار الى الجحيم ليشرب أخذ الأناء من يد الخازن الموكل بعذابه وشربه دفعه واحدة أحترقت يده من حرارة الأناء وشوى وجهه صهد ناره فلما تجرعه سلخ حلقه قلما وصل الى جوفه قطع أمعائه...
وعاد يصرخ أنه نادم تائب وأنه يريد فرصة أخرى...

((فى الجنة))

سمع مسرور صوت أبواب النار وهي تغلق..
وأدرك أنه لن يخرج منها أبدا تقطع قلبه يأسا وانقطع الرجاء منه وعلم أن لافرج ولامخرج له منها ولامحيص له من عذابها..
خلود ولاموت وعذاب بلازوال ودوام للحريق فلاروح ولاراحه أحزان لاتنقضي وهموم لاتنفد وسقم لايبرأ وأوجاع لاتشفى وقيود لاتحل وأغلال لاتفك وعطش لايروون بعده وكرب لا يستريحون منه وجوع لايشبعون منه ولاشئ هنا سوى شجرة الزقوم وهو طعام يأكل الحلق بدل أن يأكله الأنسان ويستغيث بالشراب فيسقى من حميم يشوي جلده ويمزق أمعاءه..
كان هذا جزءا من عذاب مسرور فى الجحيم..
جزء أخر من عذابه أن ذهبه الذى كان يكنزه قد تحول هنا الى حراب ساخنه تكوى بها جبهته وظهره وجنبه..
جزء أخر من عذابه استكشافه للجحيم ورحلته فى طبقاته المختلفه أخطر جزء من العذاب الكلى كان أحساسه بغضب الله عليه لقد حجبه الله تعالى عنه فلم ينظر اليه ولم يكلمه...
ولقد بدت حسرات هذه الحقيقه الأخيرة أعظم من عذابات النار وأهوالها وكان هذا الحجاب الأخير هو عين العذاب الأبدي.
وصل مقرور الى باب الجنه مع وفد المتقين.
فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين لم يكد مقرور يدخل حتى أعطي كأسا من الشراب..
كان يحس بعطش
لم يكد يشرب الكأس حتى أحس أنه تغير..
تغير داخله شئ
ارتوى فجأة بحياة من لون جديد وأحس أنه يولد من جديد وأنه ينشأ نشأة أخرى...
أن حواسه القديمه تبدو له شاحبه ومضببه وغائمه كان يرى الدنيا ولكن رؤيته اليوم تختلف.
وكان يحس فى الدنيا ويتذوق ولكن أحساسه وذوقه اليوم يقمعان ويعلوان ويتسعان..
راح يتأمل تراب الجنة..
كانت أرضها من الفضه الخالصه أو هكذا خيل اليه ثم لاحظ أن ترابها مسك أذفر وزعفران...
تنفس مقرور بعمق..
ماأعجب هواء الجنه وماأعجب نورها مثل ربيع حب لايعرف سوى الفرح كان هواؤها أما نورها فلم يكن هو ضوء الشمس ولانور القمر..
لم يكن الجو حارا ولازمهريرا...
تسأل مقرور بينه وبين نفسه عن مصدر النور فى الجنه عن سر هذا الربيع الدائم المدهش.
ظهر أمامه ثلاثة ولدان مخلدون كان جمالهم من لون لم يسبق له أن عاينه خلال حياته فى الأرض كانوا أجمل من اللؤلؤ..
أنحنو أمامه وقدموا أليه أكوابا وأباريق وكأسا من معين شرب مقرور وهو يقول فى نفسه:
سبحان الله العظيم.
ثم حمد الله تعالى وراح يتأمل الجنة وهو يمضي فى طريق الى قصره..
كان كل مايراه يدهشه
قال لنفسه: ياألهي هذا ما رعين رأت ولاأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
وأتسعت دهشته وهو يقترب من قصره.........
.............
............
كتب مسرور ومقرور أوراقهما فى النار والجنة أخر ورقه من أوراق مسرور كانت تحرق بحجاب البعد..
أما أخر ورقه من أوراق مقرور فكانت تقول..
(ثم أن الحق تعالى يوم القيامه يرفع الحجاب ويتجلى لعباده فيخروا سجدا فيقول لهم: أرفعوا رءوسكم فليس هذا موطن سجود ياعبادي مادعوتكم ألا لتنعموا بمشاهدتي فيقول لهم: هل بقى لكم شئ بعد هذا فايقولون:
ياربنا واى شئ بقى وقد نجيتنا من النار وأدخلتنا دار رضوانك وأنزلتنا بجوارك وخلعت علينا ملابس كرمك وأريتنا وجهك الركيم.
يقول الحق: بلى لكم شئ.
يقولون: ياربنا وماذاك الذى بقى لنا؟


يقول الحق: دوام رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبــــــــــــــــــــــــدا

أنتهت القصه.............

أدعو لي دعوة في صفحات الغيب اخواني لي ولكاتب هذه القصه

...............راعي الأوله................
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي
وسام التميز
رقم العضوية : 127
تاريخ التسجيل : 30 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,689 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 12
قوة الترشيح : فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هنا يمكن ان ترى الجنه؟؟؟

كُتب : [ 12 - 08 - 2008 ]

.

بارك الله فيك وجزاك الله الف خير


ودمت برعاية الله تعالي ،،


.

faheadaa@hotmail.com
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
ابن جعوان
وسام التميز
رقم العضوية : 6963
تاريخ التسجيل : 17 - 04 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9,236 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن جعوان is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هنا يمكن ان ترى الجنه؟؟؟

كُتب : [ 14 - 08 - 2008 ]






:أخي: راعي الاوله : بارك الله فيك :

وبيض الله وجهك ماقصرت طال عمرك
اصفقلك على نقل الموضوع الراااائع
والله يجعلها في ميزان حسناتك


تستاهل
تقبل مروري لاهنت

أخـوك

أبن جعوان














رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا تعرف عن الجنه ؟؟ راعيها المنتدى الإسلامي 4 14 - 08 - 2008 18:47
أسماء الجنه .. العويد المنتدى الإسلامي 11 03 - 07 - 2008 17:38
طفل يحضر تراب الجنه أبوعبدالله المنتدى المـفـتـوح 2 07 - 08 - 2006 11:08
صور من حال اهل الجنه دسمان بن مشلهب المنتدى الإسلامي 0 11 - 10 - 2005 01:41
iهل تريد ان ترى الجنه الكوكب السيار المنتدى الإسلامي 15 05 - 06 - 2003 02:36


الساعة الآن 11:00.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها