كتب (سلطان الزايدي)-
أمضيت وقت طويل أبحث عن مدخل أو مقدمة تُجسد معاناتي وشعوري بأن ما حدث لي في الأيام الماضية يحتاج لمقدمة رنانة تلفت الانتباه أنجاز التعبير لكن ومع الآسف قد فشلت في البحث عن تلك المقدمة وقد قررت أن أجعل من معاناتي في الفترة الماضية هي المقدمة ولب الموضوع وخاتمته
قضيتي بدأت في فجر يوم السبت الموافق 25/10/1429هـ عندما أودعت جميع رواتب موظفي الدولة في حساباتهم فأنا كأي موظف ينتظر راتبه بفارق الصبر لقضاء احتياجاتي واحتياجات أسرتي تفاجأة أن راتبي قد سُرق من حسابي عن طريق الانترنت حيث قام احدهم باختراق حسابي وتنفيذ عمليات مالية منها تحويل مبالغ مالية إلى حسابات أخرى في بنوك أخرى وتسديد فواتير موبايلي ( أكثر من فاتورة ) كما أفادني موظف البنك في سامبا حيث أن راتبي ينزل في هذا البنك عندها طلب منى موظف سامبا الموافقة على توقيف حسابي وإلغاء بطاقة الصراف فلم أمانع بذلك وقال أنتظر منا اتصال خلال 48 ساعة .
مرت المدة المحددة من قبل موظف البنك ولم يتصل بي أحد بعدها ذهب كأي مواطن يتعرض لسرقة إلى مركز شرطة الصحافة حيث سكني هناك وقمت بعرض مشكلتي على رئيس التحقيقات في المركز وقدمت له كشف حساب صادر من البنك بالمبالغ المختلسة من حسابي، قام بتحويلي إلى احد أفراد المركز لكتابة شكواي وتم تحويل ملف القضية إلى احد ضباط المركز لكن مع الآسف هذا الضابط لم أجده !
ذهب له أكثر من مرة وقمت بالاتصال عليه أكثر من مرة لكن دون جدوى لأنه الضابط المخول بمتابعة قضيتي مع البنك.
مضى أسبوع كاملاً وأنا أتردد على مركز شرطة الصحافة وفي نهاية المطاف يخرج رئيس التحقيقات عن صمته ويقول الضابط الذي لديه موضوعك منقول لمركز أخر وملف قضيتك في مكتبه ومكتبه مقفل ويجب كسر غرفة المكتب حتى نستطيع أن نخرج قضايا الناس من أدراج مكتبه .
في هذه اللحظة شعرت بظلم كبير وسألت نفسي أل هذه الدرجة بلغ الاستهتار بحقوقنا ومشاكلنا !؟
لم ينتهي الأمر هنا فقد قال لي مساعد مدير المركز حرفياً ( يأ أبني تابع موضوعك هذا حقك ) فلم أتمالك نفسي فكان ردي وهل هناك متابعة أكثر مما أفعل !؟
عدت لرئيس التحقيقات وهو برتبة رائد فقال لي تعال في اليوم التالي وستجد ملف قضيتك أمامي نحن اليوم في تام الساعة الثانية إن لم يحضر الضابط صاحب الغرفة المغلقة سنكسر بابه ونخرج كل القضايا . وافقت على الأمر لأني في وضع لا أملك أن أقول غير هذا .
رجعت في اليوم التالي بعد أن قدمت عذري لمديري الذي بدأ يتضايق من كثرت استئذاني ففي أسبوع واحد قد أستئذنت خمس مرات .
المهم دخلت على رئيس التحقيقات وقال الآن سنخاطب مؤسسة النقد فموضوعك ليس من اختصاصنا هذا هو النظام !
ولكم أن تتخيلوا بعد أسبوع كامل يتضح أن موضوعي ليس من اختصاص الشرطة علماً أني قد ذكرت له بأن من اخترق حسابي وسرقني هو صاحب هذا الرقم وقد أحضرت رقم جواله من البنك ، لكن لم يتجاوب مع ما ذكرت وسلمني ملف القضية وطلب منى أن اذهب بها إلى مؤسسة النقد بنفسي حتى لا يضيع الوقت علي فقمت بالتوقيع على استلام الملف .
خرجت من مركز الشرطة مسرعاً متجهاً لمؤسسة النقد قبل أن ينتهي دوام لمؤسسة وقد نجحت في ذلك وسلمت ملف القضية كاملاً لوارد المؤسسة وقد أخذت عليه رقم حتى استطيع مراجعة المعاملة بهذا الرقم وقام الموظف بإعطائي رقم تحويلة الموظف المسؤول عن انجاز معاملتي حتى استطيع أن اتصل لمتابعة قضيتي .
انتظرت أربعة أيام ثم اتصلت على رقم المؤسسة لكن دون أن أجد إجابة من احد أمضيت ثلاثة أيام وأنا اتصل لكن دون جدوى عندها قررت الذهاب مرة أخرى للمؤسسة لمتابعة معاملتي .
وصلت عند الموظف وعرضت عليه رقم المعاملة وقام بإرسالي للموظف الذي توجد معاملتي لديه بحثت عن مكتبه حتى وصلت إليه وعرضت عليه رقم المعاملة وقال لي المعاملة باسم من ؟
قلت له باسمي وذكرت له اسمي كاملاً
فقال اسمك ليس بغريب علي أنت قضيتك مع بنك سامبا
قلت له نعم فانقلب حال الرجل وكأنني قلت ما يوجب غضبه
وقال لن تحصل من البنك على شيء فموقف البنك سليم
قلت له وكيف عرفت أن موقف البنك سليم!؟
هل وصلكم رد من البنك يفيد بذلك ؟
قال لا
قلت إذاً كيف عرفت بأن موقف البنك سليم ؟
قال أنا أقول لك ذلك حتى لا تتعب نفسك
قلت له غاضباً حقي ومالي من المسؤول عن سرقته!!؟
قال لي وهل تعتقد أن البنك قد سرق مالك؟
قلت له لم أقصد ذلك لكن البنك مسؤول عن حماية أموال الناس
فقال لن يكون البنك مسؤولاً إذا العميل كان مهملاً في حفظ بيانات الخاصة
قلت له وكيف عرفت أني مهمل في حفظ بياناتي الخاصة !؟
قال لي ساخراً وهو ينظر إلى زملائه في المكتب لا يمكن أن تستطيع أن تقف وأنت فرد أمام بنك كبير كسامبا وتتطلب من الآخرين أن يصدقوك
قلت له أنا صاحب حق .. راتبي فقدته في بنك سامبا وهم مسؤولين عن فقدانه وأنت لا تملك أن تحرمني من متابعة حقي .
بعدها قام من على مكتبه وتوجه إلى جهاز الكمبيوتر ونظر إلى أين وصلت معاملتي وقال لقد خرجت من المؤسسة إلى بنك سامبا عد ألينا بعد أسبوعين وعلى فكرة موضوعك سيأخذ وقت طويل لا تعتقد أنه سينتهي في وقت قصير .
خرجت من أمامه وكأن الأرض تدور شعرت بالظلم والقهر وصعوبة في التنفس فقهر الرجال أمر عظيم كما قال رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
من 25/10/1429هـ إلى هذا اليوم وحقي ضائع بين البنك ومركز الشرطة ومؤسسة النقد ولا اعلم من منهم المسؤول عن أعادت حقي كل ما عرفته واتضح لي هو الاستهتار وعدم المبالاة بحقوق المواطن ومن سرقني يتجول بيننا بلا عقاب .
بعد كل هذه الأحداث أيقنت أن الأمر صعب ويحتاج إلى وقت ومجهود وأنا لا املك هذا الوقت لأنني موظف ولي دوام لا استطيع التخلي عنه أو تركه من اجل متابعة قضيتي.
ولن أجد بعد الله من يقف معي في استرداد حقي فقررت التوقف عن المتابعة وقد ذكرت ذلك لأصدقائي فغضبوا من غضباً شديداً وقال لي أحدهم أنت بهذا ستصبح شريكاً لهذا السارق فالساكت عن الحق شيطان أخرس إن لم يأخذ هذا السارق جزاءه ففي الشهر القادم سيكون له ضحية أخرى.
حذاري أن تسكت واجتهد في الموضوع وعند الله لن يضيع أي شيء .
وها أنا الآن في أخر مرحلة من مراحل البحث عن حقي من خلال الإعلام الذي حُمل أمانة عظيمه وهي البحث عن الحقيقة حتى وأن سرق مالي وأصبح من الصعب الحصول عليه يبقي دور الإعلام في التحذير وبأن ما حصل قد يحصل لشخص أخر فيجب الحذر.
لهذا أنا أوصلت الحقيقة وقد برأت نفسي واجتهد في البحث عن حقي بالطرق النظامية فأنا الآن مسؤول أمام الله ثم أمام الناس عن كل كلمة كتبتها بل أكثر من ذلك أنا مستعد للحساب والعقاب أن صدر مني غير الحقيقة
عاجل
غير متصل
