أئمة مساجد رنية : رمضان للعبادة وليس للإسراف والتباهي

[راعي الجوفا]

الأربعاء, 9 سبتمبر 2009
مناحي القريشي - رنية


حذّر عدد من أئمة وخطباء المساجد والجوامع في محافظة رنية من الإسراف والتبذير في الموائد الرمضانية ومشاريع إفطار صائم وقالوا: للأسف ما أن يهلّ شهر الخير حتى ترى الإفراط في الموائد الرمضانية ومشاريع إفطار الصائمين بشكل كبير وزائد عن حاجة الصائمين والتي تكون نهايتها براميل النفايات وعدم الاستفادة منها مرة أخرى في تباهٍ سيئ يؤدي إلى غضب الخالق سبحانه غير معتبرين بزوال هذه النعم التي تُرمى ولا يستفاد منها وأكدوا أنه لابد من الأخذ بالعبرة والابتعاد عن هذه الظاهرة التي لازالت منتشرة بشكل كبير مشيرين إلى خطر هذا السلوك السيئ الذي لا يحدث إلّا مع شهر رمضان الكريم من كل عام حتى أصبح شهرا للإسراف والتبذير وليس للصوم والعبادة.
- يقول الشيخ عبيد محمد الهويمل أمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مركز الأملح في محافظة رنية أن هناك مبالغات كبيرة جدا في صرف المبالغ التي تقدم لإفطار الصائمين في مشاريع الإفطار وعلى الموائد في المنازل والتي لا يحتاج منها الصائم إلا القليل ، وأضاف: لو فكّر كل فرد منّا بأن شهر رمضان لزيادة الطاعات والعبادات وشهر مخصص للعبادة لا للمباهاة بالسّفرة ومتابعة الفضائيات لوجد نفسه إنسانا طبيعيا بالتعامل مع حاجات رمضان ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفطر على تمر أو ماء ولم يكن عنده عادة الإسراف والمباهاة بالأطباق الرمضانية وأوضح أنه وللأسف أصبحنا نرى مشاهد تغضب الإنسان المسلم من خلال الفائض من مشاريع إفطار الصائمين والموائد الرمضانية في المنازل حتى امتلأت حاويات النفايات بالوجبات الرمضانية الزائدة نتيجة الإسراف والبذخ والتباهي فو الله أننا محاسبون على ذلك لِمَ لا نخاف من غضب الله ومن زوال هذه النعم ؟ وأن نتجنب هذه العادات السيئة التي نهت عنها الشريعة الإسلامية وحثت على الاقتصاد في المأكل والمشرب والابتعاد عن التبذير والمباهاة داعين المسؤولين في مشاريع الإفطار والمواطنين في منازلهم بالاقتصاد في الموائد الرمضانية والابتعاد عن هذا الإسراف والبذخ الذي يتقطع منه قلب المسلم حين يشاهد فائض الطعام يُرمى في براميل النفايات دون الأخذ بالاعتبار من هم في أمسّ الحاجة الى مثل هذا الفائض .
- وتعجب الشيخ بادي مهنا المطلق إمام مسجد الفاروق في حي المخطط الشمالي في محافظة رنية من الاهتمام بالموائد حتى بات الشهر الفضيل لا يغدو كونه مناسبة لملء البطون بما لذ وطاب من أصناف الطعام والشراب وإذا كان هذا مشروعا إلّا أن أحدًا لم يكن يتصوّر أن يفوق اهتمامنا بإعداد الموائد الرمضانية على حساب الجوانب الروحانية لهذا الشهر المبارك وقال : إن النبي عليه الصلاة والسلام وجهنا بالإفطار على تمر وماء ثم يأكل ما يكفيه ولا يسرف في الأكل مثل ما يفعل الكثير من الناس هداهم الله من الكثرة والتنويع في الأكل على السفرة الرمضانية وعدم الإحسان بها بل رميها في القمامة مؤكدا أن شهر رمضان أصبح يتميّز بظاهرتين لا تخطئهما العين الظاهرة الأولى هي متابعة سباق وتنافس الفضائيات والثانية الإسراف في الأطباق والمأكولات الرمضانية وكلتا الظاهرتين بعيدتان كل البعد عما ينبغي في هذا الشهر من ذكر وعبادة وصلاة وقيام محذرا من هذه الظاهرة ومطالبا بالحد من الإسراف والتبذير في الموائد الرمضانية واستغلال هذا الشهر في العبادة وقراءة القرآن الكريم وقيام الليل والابتعاد عن ما يغضب الله.
- وبيّن الشيخ وسام بن علي الوسام أمام وخطيب جامع محمد بن خميس في محافظة رنية أن شهر رمضان الكريم برئ من هذه الظواهر فهذا الشهر وجد للصيام والعبادة والقيام وليس للإسراف والتباهي والبذخ فما نشاهده من أطعمة وأطباق ومأكولات تمتلئ بها السفر الرمضانية في مشاريع الإفطار والموائد الرمضانية مخالف للدين الإسلامي ولروحانية هذا الشهر الكريم والمصيبة كثرة الفائض الذي يرمى ولا يستفاد منه فالنبي عليه الصلاة والسلام نصح عن هذه الظواهر والتي عادة لا تحدث إلّا في شهر رمضان قال تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) فالملاحظ الاهتمام بجلب الكثير من الأطعمة الزائدة عن الحاجة التي تذهب لبراميل النفايات بينما هناك محتاجون وفقراء بعيدا عن المدن والمحافظات ومشاريعها الخيرية في أمسّ الحاجة لهذه الأطعمة ولا يجدونها فلنقتصد في مأكلنا ومشربنا ونبتعد عن التبذير قدر الإمكان حتى نحافظ على هذه النعمة من الزوال مؤكدا أن رمضان شرع حتى يحسّ الأغنياء بحاجة الفقراء ولتعويد النفس على الصبر والتحمل وليس الإسراف والتبذير مطالبا الجميع بإتباع ما جاء في الكتاب والسنة والابتعاد عن هذه الظواهر التي ليست من عادات المسلم المتّبع للنهج الصحيح الذي أوصى به رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
- وطالب الشيخ عبد الرحمن بن محمد جماش إمام وخطيب جامع العثمانية في محافظة رنية بلجان لضبط مشاريع الإفطار التي تقام حول الجوامع تشرف عليها وتراقب ما فيها من أنشطة وبرامج وإسراف وتبذير وما قد يحدث بها وقال للأسف : إن الكثير اعتاد على التبذير والإسراف في شهر رمضان الكريم فكما هو المعتاد أن وجبة الإفطار في شهر رمضان الكريم تتداول بين الجيران في كل يوم من أيامه عند شخص وفي اليوم التالي عن شخص آخر ويحدث هناك تباهٍ وإسراف في المعجنات والعصائر والأكلات المختلفة وكل يمدح سفرته ويوفر بها ما لذّ وطاب بكميات لا تعقل وفي مخالفة للدين الإسلامي وما جاء في الكتاب والسنة وأشار إلى انه لابد من وضع حدّ لهذا الإسراف في الموائد الرمضانية ومشاريع الإفطار تجنبا لغضب الله سبحانه وتعالى والذي قال في كتابه (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
- من جانبه قال الشيخ خالد بن مشعي آل كله إمام وخطيب جامع السوق القديم في محافظة رنية من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين الإسراف في رمضان في موائد الإفطار فيوضع من الطعام ما يكفي الكثير من البشر ثم لا يؤكل منه إلا القليل فكل ما زاد عن حاجة الإنسان واستهلاكه فهو إسراف مذموم ولا يرضى به رب الصائمين ويندرج تحت قوله تعالى (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا). وأضاف: إن الإسراف في الأكل والشرب خلال شهر رمضان قد لا يستطيع معه الإنسان تأدية العبادة وتمكنه من صلاة التراويح والقيام والتهجد لإمتلاء بطنه بالأكل وعدم استطاعة المعدة هضمه مؤكدا بأنه لابد من تجنب الإسراف في الموائد الرمضانية ومشاريع الإفطار وإتباع ما جاء في السنة المحمدية.

[خيَّال الغلباء]

أخي الكريم الفاضل / راعي الجوفا بعد السلام شكرا جزيلا لك ولأئمة جوامع رنية والله يبيض وجهك وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

[حزم الجلاميد]

مشكور وما قصرت ولا هنت