في زمن الشيمه كان هناك رجل كريم من قبيلة ( بلى )
هو / رشيد بن مقلقل العرادي وهو معروف بالكرم وحشمته للقهوه
واكرامه للضيف وكان حريص جدا على شراء القهوه وعدم نفاذها
من بيته وعندما تقدم به السن اصبح ( يكوده ) مشوار شراء القهوه
ومستلزماتها فكان ابنائه يقومون بهذه المهمه وفي احدى المرات
ذهب اصغر ابنائه لشرائها ولكن لم تكن بالكميه الكبيره فسأله ابوه
الشيخ المسن قائلاً : ليه ماكثرت القهوه والهيل ؟
وربما لم يسمع الولد ماقال الشايب فسأل امه : مذا يقول الوالد ؟
فردت الام بسخريه : لا عليك شايب " قلبه مريحاني "
بمعنى لا تهتم شايب مرتاح
فأستاء رشيد من عبارة زوجته وتذكر شبابه وقوته عندما يأتي بحاجته
بنفسه .. لاحظ الابن الاستياء على ابوه وعرف انه تأثر ولم ينم ليلته بل
ظل يراقب والده متظاهرا بالنوم وفعلا انشد ( الشايب ) هذه القصيده
التي منها البيت بعدما ظن ان الجميع قد ناموا يقول فيها :
ياللي بقولـك شايـب مريحانـي
.............الله مـا بالقلـب عقـدات ولـو
ياذيب وان خليت عليـك المكانـي
..........ولجلج عليك الجوع ياذيب قم عو
ولايعـوي الا بـارد الزنـدوانـي
.........او من عياله عن هوى باله انحو
هاتوا لنـا بـن وباقـي المعانـي
.........يعبا لأهل شيب الغوارب اذا جو
حتى يجي لونـه اذا صـب قانـي
.........برنوق والا ريق طير ترى هـو
صبه وبد ابهـا طـوال اليمانـي
..........حتى تشوف ان المضاريم يحيـو
واقصر عن اللي مايعرف المعانـي
................حتيش لو راحوا وحتيش لو جو
ولما فرغ الشايب من القصيده نهض الابن وركب ذلوله وسرى
ليشتري مايريده والده من القهوه والهيل واكثر منها لاجله ..
ما اجمله من زمن يسري الابن فيه ليرضي والده ولا زال هناك امثال هذا الولد
فهناك ابناء لم يشرب والدهم القهوه من يد خادم قط بل يتناوبون على صنعها
له وبأيديهم وفي عصرنا هذا ورغم مشاغلهم الا انها لم تنهييهم عن هذا
الصنع الجميل في والدهم .. لهم احترامي الشديد
غير متصل
