اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشهور
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...........
أعلم أنه قد يكون الموضوع محرجا نوعا ما وان كل انسان يحب أن، يظهر الجانب الحسن من شخصيته ولكن هذا الموضوع أصبح يشغل بالي في الفترة الأخيرة . قبل فترة تقارب الاسبوعين قرأت كتيب قيم عن الصدق والصادقين وفضلهم وبصراحة الكتيب أثر فيني كثيرا وأخذت عهدا على نفسي أن لا أكذب مهما كانت الظروف ولكي لا أخلف هذا العهد أقسمت لتأكيد هذا القرار . ولكن .. وللأسف الشديد .. وجدت أن تنفيذ هذا القرار صعب التنفيذ ومن جهة أخرى من المستحيل أن احنث بقسمي .. فنحن نمارس الكذب بصورة يومية حتى ان كنا لا نقصد أن نكذب .. فان أردنا أن نلفت انتباه طفل عنيد فاننا نقول له اننا نمتلك لعبة او حتى حلوى ليقترب منا .. مع أننا في أغلب الأحوال لا نملك هذه اللعبة او الحلوى .. وان اتصل بنا شخص غير مرغوب فيه فاننا لا نرد على الهاتف وان عاتبنا على عدم الرد فاننا نتعلل باسباب واهية وكلها كاذبة .. أما ان اتصل بنا على هاتف المنزل فاننا نطلب من أحد أفراد الاسرة ان يرد عليه ويخبره اننا غير موجودين او نائمين .. وان لم نشأ الذهاب الى العمل او المدرسة او الجامعة وذلك لحالة الملل التي نصاب بها أحيانا من الروتين القاتل فاننا نحتج بالف حجة وكلها اقرب الى الكذب منه الى الصدق !!! وحتى ان أردنا المزاح والمرح فاننا في اغلب الاحوال نروي الطرائف والتي هي كذب في كذب .. أرأيتم ان الكذب تصرف روتيني لا نلقي له بالا ؟؟!! وان التزمنا بالصدق فانه (( استغفر الله العظيم )) قد نقع في توتر أعصاب واحراجات نحن في غنى عنها . لا أدري لماذا يضطرنا البعض للكذب ؟؟!! هل من المعقول أن تصل درجة انعدام الاحساس عند البعض لدرجة انه لا يشعر بأن مكالماته طويلة ومملة ويضيع وقت الطرف الآخر مما يضطره بالكذب للتهرب منه ؟؟!! وما هي أنسب طريقة نتمكن بها من الموازنة بين التزامنا بالصدق وعدم جرح مشاعر الطرف الآخر ؟؟ وهل الكذب له ألوان فهناك كذب ابيض وكذب اسود وآخر موضة كذب رمادي ؟؟
|
شكرا أخي مشهور على طرح هذا الموضوع القيم . الكذب له أنواع عديدة وأغراض عديدة . مثلا :-
1- الكذب من اجل أن تكسب رضاء صديق أو قريب من غير اكتراث الذنب أو جرح شعور الآخرين أو اخذ مستحقاتهم
2- الكذب في البيع والشراء والنصب من اجل إلحاق الضرر بالآخرين ( الغش ) وغير هذه أنواع كثيرة
ولكن في وقتنا الحاضر أتحدى أن تجد شخص لا يكذب أو تنطبق علية كلمة صادق بالمعنى الإيماني ولكن نطلق على بعضهم بالدبلوماسي أو ( المجامل ) وهذا الأمر كلنا مضطرين إلية وإلا لم نستطيع التعايش مع المجتمع في هذه الحياة وقد لاحظت في المجتمعات والمجالس أن المتحدثين بنسبة اكثر هم الذين ينسب إليهم القدر الأكبر من ؟؟؟؟؟؟ فيعتبرون أنفسهم قادة المجالس أو المحبوبين بين المجتمع عكس ما ينظر إليهم المجلس ولكن يضلون رغبة المجالس والمجتمعات لقضاء أمتع الأوقات ونعوذ بالله من الكذب والكاذبين ونسأل الله أن لا يعاملنا بأقوالنا وأفعالنا انه على كل شي قدير اكرر شكري أخي مشهور .
إخواني الكرام بعد السلام إذا علمنا أن الكذب من الأسباب الموجبة للنار علمنا فضل الإبتعاد عنه وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما زال الرجل يصق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . متفق عليه . وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا . رواه البيهقي بسند حسن . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قلنا يا نبي الله من خير الناس ؟ قال : ذو القلب المختوم واللسان الصادق، قلنا فما القلب المختوم قال : التقي النقي لا اثم فيه، ولا بغى ولا حسد . رواه ابن ماجة باسناد صحيح قاله المنذري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اّية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان . متفق عليه وزاد مسلم في رواية، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم : شيخ زان وملك كذاب، وعائل مستكبر . رواه مسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له . رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي . وعن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يرى عينيه في المنام ما لم ترى، أو يقل عليّ ما لم أقل . رواه البخاري . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كذب في حلمه كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعرتين، وليس بعاقد بينهما أبدا . رواه البخاري . قال تعالى : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) ومما قاله ابن قيم الجوزية رحمه الله أربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته : الكذب والوقاحة وكثرة السؤال عن غير علم وكثرة الفجور وقال صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة ) [ الترمذي ] والأشياء بأضدادها تعرف فبالمقابل أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى : { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } [ البقرة : 177 ] وقال تعالى : { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم } [ المائدة : 119 ] والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم : ( تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة ) [ ابن أبي الدنيا ] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا ) [ متفق عليه ] فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر :-
عليك بالصـدق ولــو أنـــه
= أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد
وابْغِ رضـا المـولي فأَشْقَـي الوري
= من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر :-
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به
= إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ
والكذب : أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال : ( نعم ) قيل : أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال : ( نعم ) قيل : أيكون المؤمن كذابًا ؟ قال : ( لا ) [ مالك ] والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي : ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه . وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد قالت أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه : لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة ) [ أحمد ] وعن عبدالله بن عامر - رضي الله عنه - قال : دعتني أمي يومًا - ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا - فقالت : تعالَ أعطِك، فقال لها : ( ما أردتِ أن تعطيه ؟ ) قالت : أردتُ أن أعطيه تمرًا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة ) [ أبو داود] وهناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك، وهذه الحالات هي : الصلح بين المتخاصمين : فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول : إن فلانًا يحبك ويصفك بالخير . وتقول للثاني نفس الكلام . وهكذا حتى يعود المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة . زالكذب على الأعداء : فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده . وفي الحياة الزوجية : فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته : إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها - ولو كان كذبًا -، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين . والمسلم لا يكذب في المدح أو المزاح : وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ) [ مسلم ] وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : ( ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له ) [ الترمذي ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة ( أطرافها ) لمن ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه ) [ أبوداود ] وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - إذا سمع من يمدحه يقول : اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلما وسلما والسلام .