الرياض: حنان الزير
كشف استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور بسام بن عباس أن عدد الذين أجريت لهم عمليات تصحيح جنس خلال 5 سنوات في المملكة بلغ 600 شاب وفتاة. وقال الدكتور بسام إن المستشفى أجرى العديد من هذه العمليات، وصلت نسبتها 1 من كل 5000 حالة ولادة طفل مصاب باعتلال في الغدة الكظرية، مشيرا إلى أن الكثير ممن تضطرهم ظروفهم الصحية لتحويل جنسهم يعانون من مشاكل كبيرة في تقبل وضعهم الجديد، حتى لأقرب الناس إليهم.
وأوضح الدكتور أن الذين أجريت لهم عمليات التصحيح يعانون من مشاكل التحول الجنسي، إذ يعانون الازدواجية بسبب عدم وجود العضو الذكري للمحولة إلى رجل، وعدم قدرة المحول إلى أنثى على الإنجاب ومعايشة الحمل، على الرغم من تأكيد الأطباء على وجود رحم لديهم، ويعاني الرجال الذين تحولوا إلى نساء من الانضمام إلى قائمة العانسات، بسبب عدم تقبل الأسر الزواج منهن.
--------------------------------------------------------------------------------
كشف استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور بسام بن عباس عن وجود توجه طبي لإنشاء جمعية خيرية تعنى بمعالجة مشاكل المحولين جنسيا من ذكر إلى أنثى والعكس من المصححين أو المحولين جنسيا في المملكة.
وأفاد أن الجمعية ستتكون من عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسين والأطباء وستستهدف حصر جميع حالات التحويل الجنسي، ودراسة المشاكل التي تواجهها هذه الفئة، ومن ثم البحث عن الحلول المناسبة بهدف مساعدتهم.
وأوضح الدكتور ابن عباس أن العمليات الجراحية التحولية لهؤلاء الأشخاص تجرى عادة في المراحل العمرية الأولى من سن الطفل خاصة من لديهم مشاكل في الغدة الكظرية، وأن من الأفضل أن تجرى عملية التصحيح الجنسي مبكرا، حتى لا تؤثر نفسيا أو سلبيا على المريض، مشيرا إلى أنه يتم إجراء عدة فحوص هرمونية وإشعاعية يتأكد من خلالها الطبيب إذا كان المريض هذا ذكرا أم أنثى لكي يقوم بإجراء العمليات التصحيحية.
إحصائيات غير واضحة
وعن وجود إحصائيات حول هذا الأمر قال "هناك إحصائية حول مسببات اختلال العيوب الخلقية التناسيلة، حيث إن هناك 1-5000 طفل يولد عنده مشكله الغدة الكظرية، ولو جمعنا كل هذه الأسباب لتكونت لدينا حالات كثيرة أخرى، لكنه بسبب الخجل الاجتماعي تكون الإحصائيات غير واضحة".
وأشار إلى أنه في حالة كانت هذه المشكلة وراثية ومتكررة في الحمل، وكانت لديها بنات وعندهن أعضاء تناسيلة مشوهة، يعطى للأم علاج هرموني للحد من حدة التذكير، وهناك عدة أدوية تؤثر على الأعضاء التناسيلة بالنسبة للجنين، خاصة أدوية تثبيت الحمل، لأنها تعبر من خلال المشيمة للجنين.
600 عملية لتصحيح الجنس
وأوضح الدكتور ابن عباس أن أكثر من 600 شخص أجريت لهم عمليات تصحيح جنسي في السعودية خلال خمس سنوات يعانون من مشاكل التحول الجنسي، إذ يعانون الازدواجية بسبب عدم وجود العضو الذكري للمحولة إلى رجل، وعدم قدرة المحول إلى أنثى على الإنجاب ومعايشة الحمل، على الرغم من تأكيد الأطباء على وجود رحم لديهم، ويعاني الرجال الذين تحولوا إلى نساء من الانضمام إلى قائمه العانسات، بسبب عدم تقبل الأسر بالزواج منهن.
وذكر الدكتور ابن عباس أن مستشفى الملك فيصل التخصصي أجرى خلال السنوات الخمس الماضية العديد من هذه العمليات، وصلت نسبتها إلى 1 من كل 5000 حالة ولادة طفل مصاب باعتلال في الغدة الكظرية، مشيرا إلى أن الكثير ممن تضطرهم ظروفهم الصحية لتحويل جنسهم في السعودية يعانون من مشاكل كبيرة في تقبل وضعهم الجديد، حتى لأقرب الناس إليهم.
تشخيص خاطئ
وعلى الصعيد ذاته يقول ناجي (30 عاما) والذي يعمل معلما أنه أجرى عملية تحويل من أنثى إلى ذكر منذ ما يقارب 15 عاما، بسبب التشخيص الطبي الخاطئ لولادته، حيث صاحبته آلام نفسية رافقته طيلة حياته، فهو لم يشعر يوما أنه ينتمي إلى جنس الإناث، رغم معالم الذكورة الواضحة عليه، مما دعا ذويه إلى مراجعة الأطباء للوقوف على أسباب تأخر الدورة الشهرية، فما كان من الطبيب المعالج وبعد عدة كشوفات طبية إلا أن فجر مفاجأة أذهلت عائلته هي أن الفتاة "نجوى" ما هي إلا فتى، وعليه إجراء عملية لتعديل وتصحيح الجنس، ووافقت عائلته على إجراء عملية التصحيح خارج البلاد، حتى تبتعد عن الحرج الاجتماعي المصاحب لإجراء عمليات التحويل.
وأشار ناجي إلى أنه بعد إجرائه العملية وعودته لأرض الوطن لم يستطع الاندماج في المجتمع بسبب النظرة الدونية له، وعدم معرفه حقيقة معاناته، مما أدى بعائلته إلى الانتقال إلى مدينه أخرى، لكنه بعد فترة من عمله معلما أعلم أحد المعلمين معه في المدرسة بحقيقة إجرائه العملية عن طريق عائلته في منطقة الشاب، وسرعان ما أصبح سخرية في المدرسة، مما جعله بين اختيارين كلاهما مر. إما البقاء بدون عمل، أو العمل مع نبذ المجتمع له، فما كان منه إلا اعتزال المدرسة والمجتمع، ليصبح أحد مرضى الصحة النفسية في الرياض.
نبذ العائلة
أما سامية (26عاما) والتي حولت إلى أنثى بعد أن كانت ذكرا يدعى "سالم" فقد تزوجت ثلاث مرات خلال 5 أعوام، وتم طلاقها مؤخرا من زوجها الثالث بسبب غيرته الشديدة عليها، واتهمته بأنه تسبب في إجهاضها، وأنها ستقدم شكوى في المحكمة بسبب ذلك.
وأشارت سامية إلى أن طلاقها وقع بسبب سماع صديق زوجها لضحكتها أثناء محادثته لزوجها، فما كان من زوجها إلا أن ضربها وطلقها، مبينة أن تصحيح جنسها كان وراء طلاقها من زوجيها السابقين، لأنهما لم يستطيعا إدراك أن ما حدث لها كان خطأ في التشخيص الطبي، مشيرة إلى نبذ عائلتها لها بعد إجراء العملية، وأن والدتها فقط الوحيدة التي وقفت معها.
عزلة المجتمع
أما فيصل (22عاما) والذي كان "هدى" قبل أن يخضع لعملية تحويل قبل 5 أعوام، فقال إن معاناته تكمن في عزلته عن المجتمع والمحيطين به، وتسببت هذه العزلة في تركه الدراسة وسجنه داخل جدران منزله بسبب عدم قدرته على مواجهة أقاربه، مشيرا إلى أنه تقدم للالتحاق بعدد من الوظائف، لكن لم يستطع أن يلتحق بإحدى هذه الوظائف.
أما خالد والمحول جنسيا من أنثى وكان اسمه قبل التحول "نوف" فيعمل حاليا موظفا في إحدى القطاعات، ويبلغ من العمر 22عاما، وقد تم إجراء العملية له منذ خمسة أعوام، قال خالد إن معاناته تكمن في فشله في الحصول على زوجة، خاصة وأنه تقدم لخطبة العديد من الفتيات، ورفض بسبب عملية تحوله إلى رجل، مشيرا إلى أنه يفكر حاليا في الزواج من خارج البلاد.
ولكن خالد لا تكمن مشكلته فقط في الحصول على زوجة، وإنما في تسديد دينه، والذي تجاوز 200 ألف ريال بسبب عملية التحويل، بالإضافة إلى تأمين سكن دائم لأسرته، خاصة أن والده مسن، ويعمل سائق أجرة.
وحول إجراء العملية قال خالد إنه دائما كان يشعر أنه رجل، ولكن أسرته كانت تصر دوما على أنه أنثى، واصفا شعوره بالغريزي عند رؤيته للبنات في المدرسة التي كان يدرس بها.
والطريف في حالة خالد أن زملاءه الآن يخشون من إثارة غضبه، حتى لا يفشي أسرار أخواتهم البنات اللاتي كان مندمجا معهن يوم كان أنثى.
أما "ورد" التي كانت رجلا اسمه "علي" وتحول إلى امرأة، تقول "عندما وصل عمري إلى العاشرة بدأت تظهر علي علامات أنثوية. كنت أحاول إخفاءها حتى بلغت 14 عاما، وجاءتني الدورة الشهرية، فتفاجأ أهلي جراء ذلك، وذهبوا بي لأكثر من طبيب، وأشارت إلى أن الأطباء أشاروا عليهم بضرورة إجراء عملية تحويله إلى أنثى، وكان أهله معارضين للعملية.
وقال "هذا ليس خطئي. بل خطأ الطبيب من البداية، وخطا أهلي أيضا لأنهم صمتوا، وزواجي الأول من ابن عمي لم يستمر لأنه لم يستطع أن يعاملني كأنثى بسبب أنه طوال عمره كان يعاملني كذكر، وزواجي الثاني سوف ينهار، بسبب غيرة زوجي، لأن أنثويتي أصبحت مفرطة بعد أن أجريت عمليات تجميل كثيرة حتى يتقبلني المجتمع".
الوطن
غير متصل
/راعي الجوفا... اشكرك على الخبر وبيض الله وجهك:sparkles: والى الأمام 
