مناحي القريشي ـ رنية
أكد ملاك الإبل في محافظة رنية أن تباطؤ لجان حرق وطمر جثث الإبل النافقة حول المحافظة إلى منطقة وبائية بسبب انتشار الذباب وتطاير البعوض الذي ازداد مع ارتفاع عدد الجثث وقالوا أن المناطق القريبة من هذه الجثث أصبح الوضع فيها صعب ولا يستطيع المار السير بالقرب منها لشدة روائح تعفن جثث النافقة وعدم مباشرتها لدفنها لأسباب قد تكون لكثرة النافقة وتزايد عدد الجثث مع بطئ عمليات الحرق والطمر وأشاروا إلى أن هناك عوائل وأسر تسكن بجانب هذه الجثث مما أدى إلى أصابتهم بالأذى والأمراض المتمثلة في حساسية الجلد والصداع الملازم واحمرار الأعين إضافة إلى هروب الأغنام والإبل والماشية الأخرى بأنواعها أثناء مرورها بهذه الجيف التي غطت سماء المحافظة بالروائح المتعفنة مطالبين بلدية رنية والتي أوكلت بمهمة عمليات الحرق والطمر بعدم التراخي في إحراق جثث النافقة حتى لا تزداد الكارثة البيئة في المحافظة تأزما والتي شهدت خطرا متزايدا منذ ظهور المرض قبل 19 يوما
وقال عبد الله عقاب السبيعي أحد ملاك الإبل في المحافظة أن المنطقة التي حوله تحولت إلى منطقة وبائية تنتشر بها الروائح العفنة لتزايد نفوق الإبل في المنطقة التي يقطنها بالقرب من جبل سلي الشهير وأضاف هناك عوائل وأسر تقطن المنطقة التي بها وأطفالهم يحومون حول هذه الجثث المتعفنة وقد أدى خجلهم من أصحابها إلى عدم الإبلاغ عن الإبل النافقة لدفنها وقال اشتريت عددا كبير من أكياس علف النخالة من أحد الموزعين واقتسمت أنا وأبن عمي كمية النخالة لإطعام أبلي وأبله وبعد مرور بعض الوقت من أطعام أبلي من النخالة نفقت في فترات متفاوتة ووصل عدد النافق لدي 10 رؤوس والمصاب ناقتين وفي أمرا غريب لم تصب أبل عمي الذي أطعم أبله بالنخالة بالتسمم وعند علمه بإصابة أبلي أوقف علف النخالة عن أطعامه لأبله والحمد لله أولا وأخيرا على ما أصابنا من مكروه فأبلي تعد من أفضل الإبل المشهورة بها قبيلتي فقد كانت تمثل لي المكسب في هذه الحياة بعد الله لكن التسمم المفاجئ من علف النخالة قضى على أمالي وأصبحت انتظر الفرج من الله أن تشفى الناقتين الباقيتين من أبلي التي بحثت لها عن علاج لدى فرع الزراعة ولم أجد وبعد مرور أيام أحضروا علاج من فرع الزراعة في محافظة وادي الدواسر لكن لم يفعل شي ولم يأتي بنتيجة وأضاف قائلا تقدمت ببلاغ لجنة الحصر عن ما نفق عندي من أبل وحضرت لجنة الحصر وسجلت النافقة والمصابة ثم غادرت ومع مغادرتها الموقع الذي أنزل فيه اشتدت الروائح المنبعثة من جثث الإبل بعد تعفنها حتى غطت المنطقة التي من حولي ووصلت إلى الجيران الذين أقدر صبرهم لكن هناك أوامر وتوجيهات لا استطيع تجاوزها فلجنة الحصر طلبت مني عدم إتلاف جثث الإبل النافقة حتى مباشرة لجنة الحرق والطمر رغم أنني لو حاولت لما استطعت وذلك لشدة الروائح المنبعثة من الجثث ولعدم قدرتي في تجميع بعض جثث أبلي المتحللة وتقدمت يوم السبت الماضي لفرع الزراعة في محافظة رنية بعد توجيه سمو أمير منطقة مكة المكرمة بدفن جثث الإبل النافقة وطلبوا مني المسؤولين في الفرع مراجعة البلدية لأنها المسؤولة عن التخلص من جثث الإبل النافقة وعند مراجعتي البلدية طلبوا مني مراجعة الزراعة ثم اتجهت إلى المحافظة وطلبوا مني مرة أخرى مراجعة البلدية وأصبحت بين هذه الدوائر مثل الكرة التي يتقاذفها ألاعبين بينهم وأخيرا طلبت من البلدية بعد إلحاح تحديد يوما للحرق ووعدوني المسؤولين بمباشرة اللجنة المكلفة بالحرق والطمر يوم الأربعاء المقبل ولازلت انتظر وعد البلدية لحرق هذه الجثث التي لوثت البيئة في المحافظة وشكلت خطرا على حياة السكان وتعجب السبيعي من حديث وزير الزراعة لوسائل الأعلام بعد زيارته مصنع الغلال ومطاحن الدقيق في مدينة الخميس الذي تابعه الكثير بقوله أن مربي الإبل وملاكها زادوا جرعة أطعام أبلهم من علف النخالة مما أدى إلى نفوقها وقال أنا أطعم أبلي بعلف النخالة منذ معرفتي بالإبل ولم يحدث مثل هذا المرض وفي الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الشعير وعلف النخالة بشكل لم تشهده من قبل مما جعلني اطعم أبلي كمية قليلة حتى لا يكلفني طعامها ماليا ومع ذلك أصيبت ابلي ونفقت ونحن نعرف الإبل ومشهورين بتربيتها فالناقة أو الجمل الذي يصاب بالتخمة يصاب بإسهال أو كما يسميه مربي الإبل (ذراق) لكن لا يصاب بما أصاب الإبل في محافظتي رنية ووادي الدواسر والتي تضررت من هذا العلف المسموم مشيرا إلى أن التخمة تحدث عند صاحب أبل واحد أو اثنين أما جميع الإبل في المنطقة فهذه كارثة
بطئ عمليات التخلص
وأكد فهيد عفتان أن جثث الإبل ضايقت السكان وألحقت الضرر بهم لبطئ عمليات التخلص من النافقة ولشدة روائحها والتي لوثت أجواء المحافظة وأصبحت المنطقة في خطر وأضاف كلما اتجهت إلى أي مكان في المحافظة تجد هذه الجثث التي انتشرت بكثرة في المنطقة وقال أنه يملك أبل يبلغ عددها 64 رأسا من أفضل الإبل وأدى مرض التسمم بعد أطعامها بعلف النخالة المصاب إلى نفوق 42 رأسا وإصابة 6 رؤوس وقد يحدث نوفق جديد لإبله أو إصابات أخرى وأشار إلى أنه يقطن بأبله على طريق وادي الدواسر رنية بعد وادي بيشة المار به الطريق وأدى نفوقها إلى خسارته فقد كانت تسام بأسعار مرتفعة لحسن أوصافها وجمالها فالجمل عليه عرض بـ450 ألف ريال وأحدى النياق كانت تسام بمليون ريال كما أن الكثير حاول شراء بعض أبلي ووصل سعر بعضها إلى 50 ألف ريال ولم أبيعها لحبي لهذه الإبل التي لا تقارن بالأسعار الزهيدة والتي فقدتها في لحظة وتمنى أن تكون التعويضات تعادل ما خسره على أبله التي دخل بسببها المستشفى
الروائح وصلت داخل المنازل
وأشار محمد فهيد عفتان أن جثث إصابة السكان بالأمراض وألحقت الضرر بهم وأصبح الجميع يتضايق منها فهناك مجموعة من الإبل النافقة بالقرب من قرية الدار البيضاء أصبحت تهدد السكان في بيوتهم ووصلت الروائح إلى داخل المنازل وزاد ذلك من كثرة الذباب والبعوض الناقل للأمراض وأكد نفوق مجموعة من أبل والده أدت إلى دخوله المستشفى وتنويمه لمدة يومين بعد أن فقد ما ورثه عن الإباء والأجداد وما يملكه في هذه الحياة فنحن من المهتمين بتربية الإبل ونرى أنها لا تقدر بالأثمان الزهيدة فقد كان الكثير من ملاك الإبل في المحافظة يحاول الشراء من أبلنا لجمالها وحسن أوصافها وتميزها عن غيرها من الإبل لكن التسمم المفاجئ أوقع الكارثة وفقدنا حلالنا الذي هو رأس مالنا في هذه الدنيا وأشار إلى أنه لن يرضى بالتعويضات الزهيدة في أبله مهما كانت الأسباب مطالبا أن تكون التعويضات تتجاوز الخمسين ألف ريال لرد ما خسره والده حاثا وزارة الزراعة على الكشف عن المتورط في تسمم أعلاف النخالة ومعاقبته
نفوق الطيور البرية
وقال الحميدي سويد عدول أن انتشار جثث الإبل وكثرتها أدى إلى تزايد الروائح التي أزكمت أنوفنا وأدى كثرة الجثث المتعفنة إلى نفوق عددا كبير من الطيور البرية التي اقتاتت من هذه الحيوانات بعد نفوقها وطالب لجنة الطمر والحرق بسرعة التخلص من هذه الجثث المتعفنة التي ضايقت سكان المحافظة وأضاف أن تسمم علف النخالة أدى إلى نفوق 27 رأسا من أبله وإصابة 11 رأسا مما نتج عنه فقدان الإبل التي ورثها عن أبائيه وأجداده وإلحاق الخسائر به وتوقع أن يصل النافق من أبله إلى 38 رأسا لتأزم حالة الإبل المصابة مطالبا بتعويضات مالية تساوي ما خسره بسبب هذا التسمم الخطير
وذكر سعد فهيد معيض إن المحافظة إصابتها كارثة بيئية لعدم الإسراع في حرق وطمر الإبل النافقة والتي تجاور بعضها منازل السكان في القرى الشرقية من المحافظة فلجنة الحرق والطمر عملها بطي ولا تعمل على سرعة التخلص من هذه الجثث المتعفنة وأضاف أعتقد أن الإبل النافقة والمصابة أدت إلى انتشار العدوى بالمرض بين الإبل وملاكها وقال أن مواطنا دخل المستشفى عندما خرج هواء من فم ناقة مصابة وأصاب وجهه القريب من وجه الناقة في وقتها مما أدى إلى تأثره وتحدث عن هذا التسمم فقال نفقت 22 رأسا من ابلي التي أملكها وأصيب 8 رؤوس بسبب علف النخالة المسموم والذي فقدت بسببه أغلى ما أملك فهناك ناقة في أبلي كانت تسام بـــ90 ألف ريال قبل التسمم لكن المرض أدى إلى نفوقها ولو بعتها قبل إصابتها لا استفدت من قيمتها التي تسد حاجتي وتؤمن لي الحياة المعيشية في هذا الزمن الذي أصبح المال فيه هو عصب الحياة
من جانبه أكد مدير لجان الحصر والحرق والطمر محمد عمر السبيعي إلى أن الطمر مسؤولية بلدية محافظة رنية فقد حددنا المواقع التي بها جثث الإبل النافقة بحضور مندوب من البلدية وألزمنا البلدية بحرق الجثث وطمرها ووعدونا بإحراقها على فترات حتى القضاء على النافقة والتخلص منها مشيرا أن عمليات الحرق والطمر تتطلب وقتا لكثرة الجثث النافقة وتباعدها واتساع المنطقة وكثرة ملاك الإبل الذي تضرروا من هذا التسمم المفاجئ.
غير متصل
