منقول :: والناقل لوجه الله له حسنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
رسالة أوجهها لمن حملوا الوسيلة الإعلامية الأولى للعرب الأولين لمن يحمل سلاح الشعر القادر على قلب الحق باطلاً والباطل حقا ..
اقرأوا الشعراء القدامى وادرسوا نهجهم الذي اختطوه في الحياة وخذوا العبر وخطّوا لأنفسكم منهجاً تسيرون عليه يحملكم إلى العلياء فالشعر سلاحاً ذو حدين من شأنه رفعكم إلى الأعلى وإسقاطكم إلى أسفل السافلين , نبينا يقول وهل يكب الناس على وجوههم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم .
تأمل المعري وتأمل معه الناس
نهض المتنبي بالأخلاق العربية الكريمة فعشقه الناس
تخبط أبو نواس إلى أن أكرمه الله بالتوبة في نهاية الأمر
وقف حسان بن ثابت مدافعاً عن الإسلام بشعره
تخلّف كعب بن زهير عن الإسلام إلى أن أكرمه الله بالتوبة
اعتزل لبيد الشعر وختم شعره بالبيت المعروف ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل .
خذوا العبر من الماضين أيها الإخوة وحددوا أهدافكم ولا تضيعوا أعماركم باللهو فما للهو خلقنا , (( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ))
أحرى بكم أيها الشعراء أن تدرسوا أخلاق النبي من سيرته وتتعلموا القرآن فتروّجوا بالشعر آداب القرآن والأخلاق الكريمة واعتبروا من الشعراء الماضين فلا زال من عاش كريماً وعزيزاً من الشعراء يمدحه الناس حتى وإن غيّبه التراب بينما من كتب من الشعر ما يخالف ضميره فقد سجل لنفسه صفحات سوداء مخزية في حياته .
الشعر يأتي بما في النفوس والعقول صحيح وليس بيد الشاعر أن يتصنع
قصيدة , ولكن بيد الشاعر أن يغير نفسه ويصلحها (( لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) والإناء ينضح بما فيه , صحيح أنني مهتم بالثقافة الدينية ولكن لا أقول كما يقول البعض إن الشعر للهو والترفيه , بل أقول تقربوا إلى الله بشعركم , أصلحوا مجتمعاتكم أيها الشعراء , لم يصلح المجتمعات إلا أفراد آمنوا بمبادئهم وأهدافهم وجاهدوا في سبيل تحقيق ذلك , لا يكون غاندي محرر الهند أكثر اهتماماً منكم بسيرة النبي , وهو القائل
أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".
حددوا أهدافكم في الحياة أيها الإخوة وحاولوا الارتباط بأهداف النبي فالإسلام بالعمل وليس بالقول والآية الكريمة تنبهنا (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم .. ))
لقد انفتحت أبواب وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أمام الشعر والشعراء فاستغلوا الفرصة , وتذكروا أن الإنسان كل ما ازداد إصلاحاً لنفسه ازدادت قدرته على إصلاح الآخرين وتذكروا أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس كما أعلن ذلك النبي الكريم وتذكروا أيضاً حديثه (( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساء فلا تظلموا )) وتذكروا قوله (( لا تستوحشوا لطريق الحق وإن قل سالكيه )) وتذكروا تعبير القرآن (( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يكن من المشركين )) يعبر القرآن عن إبراهيم بالأمة وفعلاً يستحق الأفراد من الرجال الحقيقيين الذين يقودون مجتمعاتهم بالفكر والإيمان للكرامة هذه التسمية ولا ينخدع البعض بكل رجل يسمي نفسه رجل دين وما هو من الدين في شيء فالله سبحانه لم يتركنا بلا مقياس نرجع إليه , هذا القرآن وأدبه ومنطقه مقياس لنا فنعرف الخبيث من الطيب , وهذه سيرة النبي وأخلاقه والذي كان يحسن حتى لأعدائه , فإياكم إياكم من مكائد الشيطان فتتركوا أخلاق القرآن , لم تعد الحكومات قادرة على إستعمار العقول طويلا بقلبها الحق باطلاً والباطل حقا فوسائل الإعلام منتشرة في كل مكان إنها فرصة من الله لعباده الذي كلفهم بخلافته على الأرض (( إني جاعل في الأرض خليفة )) وقال الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قبل أن يعرفهم الله حكمة خلق الإنسان في الأرض حيث دار البلاء , ألا وهى حمل الأمانة برفع لواء لا إله إلا الله والإصلاح ومحاربة الشيطان وجنوده (( إن الشيطان لكم عدو مبين )) وكل إنسان أمامه مسؤولية ألا وهى محاربة الفساد والإنضمام إلى حزب الله وجنده الغالبون المفلحون وليس رجال الدين فقط هم المكلّفون بحمل الأمانة بل كل إنسان يصلح في الأرض متبعاً شرائع الأنبياء الصحيحة هو من جند الله وحزبه واذكروا أن لله الحجة البالغة فالدين هو دين الحق , قل آتوا برهانكم إن كنتم صادقين , وعقولنا أول الحجج علينا ومسؤوليتها الإهتداء إلى النور في هذه الدنيا (( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )) ولكن علينا أن نعمل عقولنا ولا نهملها (( أفلا يتدبرون )) ((لعلهم يتفكرون )) (( أفلا تعقلون )) صدق الله العلي العظيم .
وأحرى بكم أيها الشعراء أن تتمثلوا بقول الشاعر العربي :
قالوا بأنّ الشعر لهو مرفَّه ***** وسبيل مرتزق به يتذرّع
وإذا تسامينا به فهو الصدى ***** للنفس يلبس ما تريد ويخلع
أن تطرب الأرواح فهو غناؤها ***** وإذا شجاها الحزن فهو الأدمع
فذروه حيث يعيش غريداً على ***** فَنَن وملتاعاً يئنّ فيوجع
* * *
لا تطلبوا منه فما هو بالذي ***** يبني ويهدم أو يضرُّ وينفع
أكبرت دور الشعر عمّا صوّروا ***** وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا
فالشعر أجّج الف نار وانبرى ***** يلوي اُنوف الظالمين ويجدع
لو شاء صاغ النجم عقداً ناصعاً ***** يزهو به عنق أرقّ وأنصع
* * *
أو شاءَ ردَّ الرَّمل من نفحاته ***** خضلاً بأنفاس الشذى يتضوّع
أو شاء ردَّ الليل في أسماره ***** واحات نور تستشفّ وتلمع
أو شاء قاد من الشعوب كتائباً ***** يعنو لها من كلّ اُفق مطلع
أنا لا اُريد الشعر إن جدَّت بنا ***** نوبٌ يخلّى ما عناه ويقبع
كما ولا أن أنسى أن أذكركم بقول النبي : من جعل القرآن خلفه ساقه إلى النار ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة , إننا مقرون بأن القرآن معجزة أعجزت الأدباء والفصحاء ولكن ترون كما نرى الإهمال الكبير للقرآن الكريم , أمة تنسى أفضل دساتيرها وتتبع أهواءها لا يمكن أن تنتصر ,
وأذكركم بالقول المشهور : لا تنظر في من يقول وانظر في ما يقال .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
منقول :: والناقل لوجه الله له حسنة .
غير متصل
