السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا يمكنك أن ترى وقائع يوم القيامه من خلال هذه القصه التى أبكتني
هذه القصة اخواني قد قرأتها من خلال كتاب صغير الحجم واسم القصه:مسرور ومقرور والقصه الأتي ذكرها تروي جميع الأحاديث وجميع مايتعلق بيوم القيامة من خلال قصة قصيره اخواني اني والله ثم الله أستحلفكم ان تقرأوها ليعم الفائده لأنها أثلجت صدري وثبتت أيماني بربي وملكتني منها الخوف والرهبه اخواني هذه هي القصه أنقلها لكم ولكنها طويله بعض الشئ فالرجاء ان تتمهلوه في قرأتها لأنها من أجمل القصص التى قرأتها والتى سوف تقرأنها:
القصـــــــــــــــــــه:
مسرور ومقرور
رواية تبداء أحداثها بعد الموت
في قديم الزمان وحاضر العصر والأوان عاش رجلان مختلفان كان أحدهما مسرور والثاني مقرور ومثلما يقع في الحياة أن يكون للناس من أسمائهم نصيب كان لمسرور نصيب ولمقرور نصيب…..
أما مسرور فكان أغنى رجل في المدينة وأقوى رجل في المملكة ولم يكن غناه يشبه غنى قارون كان أقل منه بمقدار مفتاح أو مفتاحين كانت كنوز قارون توضع في صناديق وغرف لها مفاتيح وكانت مفاتيح كنوز قارون لا يستطيع حملها ألا عصبه من الرجال سبعه رجال أو ثمانية….
كانت مفاتيح كنوز مسرور يحملها ستة رجال فقط أما مقرور فكان فقيرا لا يملك مفتاحا لباب كوخه الخشبي الذي ورثه عن جده وكان يكتفي في ليالى الشتاء الباردة بأن يضع قطعه من الحجر وراء الباب لتسنده…
وقد بدأت أحداث القصه :في ذات ليلة شتائية عاصفة…
العشاء الأخير:جلس مسرور أما م مائدة العشاء في قصره.
جدران القصر من حجر الجرانيت الللامع المصقول وأرضه من المرمر الفضي الشاحب وسجاحيد العجم تتناثر على الأرض كيفما أتفق… وبأهمال يكشف عن ذوق مترف…
أما مائدة العشاء فكانت من حجر الجاد الكريم أما أقدام المائدة فقد صنعت من الذهب الخالص…
كانت الأطباق من الذهب أما الكوؤس فمن زجاج نادر أغلى من الذهب وكان مسرور يجلس في صدر المائدة على كرسي ذهب القى عليه فراء ثعلب ضخم…
كان وجه الثعلب طويلا وكان الفراء يبعث بمجرد النظر اليه على الدفئ…
أنحنت الجاريه وصبت لمسرور كأسا من النبيذ كان النبيذ توحي رائحته على حقل كامل من العنب…
ودارت رأس مسرور فالتقط قطعه من لحم الطاووس المشوي وراح يمضغها على مهل..
كان يفكر في لا شئ….
وراحت الرياح تصفر حول قصره ولكن الرخام المصقول كان يتأمل الرياح بنظراته الغير عابئة…
قال مسرور وهو يتأمل ميل الأشجار في حديقة قصرهمن خلال نافذتة الكريستال..
-يبدو أن شياطين الرياح قد أطلقت من عقالها قال كلمته وضحك..
وأهتز المدعوون الى مائدته بالضحك مجاملة له.. وعاد مسرور الى سمومه وابتلع جرعه أخرى من النبيذ في لون الورد فأحس أن رأسه يثقل..
رفع رأسه وسأل الحاضرين:
هل تعرفون كم أنا غني؟
تطلعوا اليه بعيون متلهفه:
لا نعرق قول لنا
قال: ان كل ثانية تمر ومع كل حية رمل تسقط من الساعه الرمليه تزيد ثروتي مائة دينار من الذهب..
شهقوا من الدهشة..
وعاد الباب ينفتح في كوخ مقرور.
مد مسرور يده ووضع كأس النبيذ.
كان يعرف ان الخطيئه التى تملك نثر الذهب وهي تمضي في طريقها تستطيع ان تبلع هدفها أمنة مطمئنة وربما وجدت من يلبسها تاج الشرف.
كان مسرور يعرف كل هذا وبالتالى فلم يكن لديه ما يقلقه على العكس كان يحس بلون من ألوان الكبرياء العميق..
لم يكن منبع كبريائه أنه غني أو أنه يكسب مع كل ثانية تمر مائة جنيه من الذهب وبالتالى تزيد ثروته كل يوم ثمانية ملايين من الدنانير الذهبية لم يكن هذا سر كبريائه..
كان عقله هو سر كبريائه وسر سعادتة وشقائه معا كان يحس أن ثروتة مخبؤة فى مكان ما في عقله ولقد صرح أكثر من مرة في اكثر من مناسبة أنه أوتي بماله بسبب علم خاص يعلمه وكان مؤمنا بنفسه مغتر بذكائة….
وكا يحسب كم يكسب في اليوم وفي الشهر و السنة ولكن من كثرت أموالة لم يكن يعلم اصل ماله أو ثروته..
حوار في مجلس مسرور:
كان يستضيف الوزير الأول وقاضي القضاة وكبير البصاصين ورئيس العسس ولاحظ مسرور أنهم يتحاورون حوارا ساخنا فأنصت لهم..
قال الوزير الأول:هل قال أننا حين نموت ونستحيل الى تراب سنعود فنستيقظ من الموت ونقف أمام الله ونحاسب؟
قال قاضي القضاة: نعم
تدخل مسرور في الحوار وقد اخترق وجدانه خوف غامض سأل مسرور قاضي القضاة: من الذي قال ذلك؟
قال قاضي القضاة: مقرور
سأل مسرور: من هذا؟
قال رئيس العسس : هذا رجل فقير يعيش في كوخ عند أطراف المدينة...
سأل مسرور قال أن هذا كلامه..
رد كبير البصاصين: لا قال انه سمع ذلك من نبي في الشرق.
قال مسرور نبي في الشرق أى نبي هذا؟
قال كبير القضا ة: لم يقل أى نبي.........
ضحك مسرور ساخرا وقال: هذا رجل مجنون أنه يتصور أن أجساد الناس ليست من التراب وأنما من الذهب من الذي يعبأ بأعادة استخراج تراب الناس من باطن الأرض هل هم ذهب؟
ضحك كبير البصاصين ورئيس العسس والوزير الأول وابتسم قاضي القضا ة وقال كالمعتذر:
من يدري ........لعل ما يقوله الرجل صحيح...
قال مسرور:هل تصدق انت اننا أذا كنا عظاما وترابا يتطاير في الهواء هل تصدق أننا سنبعث؟
قال قاضي القضاة: من يدري..
قال مسرور: انت لا تصلح ان تكون قاضيا للقضاة........
توقف حركة الضيوف وساد وجوم موحش كان واضحا أن قاضي القضاة قد عزل من منصبة بهذه الكلمه الغاضبة...
جمدت يد قاضي القضاة باللقمة التى كانت في طريقها لفمه أعاد يده ووضع الطعام في طبقه وظل صامتا يرتعش ثم أستجمع أطراف نفسة وقال:
سيدي مسرور أنا لم اقل انني أصدقه قلت من يدري لم اكمل كلامي بعد كنت أريد أن اقول من يدري لعله كاذب لقد اضاء سؤالك القضيه في عقلي هو رجل مجنون بالقطع من يدري لعله محموم أو مريض........
مؤامرة
هدأت الأعصاب قليلا بعد أن تراجع قاضي القضاة عن موقفه وعاد اليه حرصه وراح الضيوف يتبارون في السخرية من فكرة البعث اساسا.......
وتناول قاضي القضاة كأسه ورفها الى فمه حاول جاهدا ألا ترتعش يده وهي تحمل الكأس ولكنه لم ينجح.
واستمع مسرور الى الحوار الذي كان يسخر أساسا من فكرة القيامه والبعث وأحس مسرور بأحتقار بالغ لما يجري قال:أيها السادة أنتم تتحدثون كالصبيه ماذا فعلتم لدفع الخطر .
سأل الوزير الأول أى خطر؟
تجاهل مسرور سؤال الوزير الأول وتوجه بنظراته الى كبير البصاصين وسأله:ماذا قال الرجل؟ قال كبير البصاصين: قال:اننا سنقوم من الموت ونقف أمام اله واحد ابتسم مسرور وقال:هذا يعني أن الرجل ينكر ألهتنا وهذا يعني أن هناك م}امرة واضحة..
تراجع الجالسون الى الوراء قليلا في مقاعدهم وسقط عليهم قول مسرور كالصاعقة...
الحكم
صمت الحاضرون جميعا حتى انتهى مسرور من كلامه ثم توالت أقتراحات الجالسين لعلاج القضية...
قال الوزير الأول فهمت أن هناك مؤامرة أذن
قال رئيس العسس:الرأي أن نسجن((مقرور)).
قال كبير البصاصين:التهمة واضحه أشعال النار في نظام المملكه واحتقار الألهة..
قال قاضي القضاة:القضية جاهزه للحكم هذه تهم عقوبتها الأعدام حرقا....
ضحك مسرور فسرى الى الجالسين أحساس بمرور الأزمة ولكن مسرور ضرب أحساسهم بالراحة حين عاد يقول:
مازلتم تتحدثون كالصبيه مؤامرة وتهمه وقضية وحكم اننا نلفت الأنظار الى أهمية الرجل ونجعل منه شهيدا دون داع ولا مبرر.
الراي السليم أن يموت هذا الرجل بحادث مؤسف ينام نوما ثقيلا بعد ان بشرب كاس من الماء ثم ينفتح باب كوخه بسبب الرياح فيقع المشعل ويحترق الكوخ ويحترق معه مقرور ويتم هذا بهدوء ودون ضجة وبغير أعلان وسوف يسجل العسس ان الرجل اهمل اغلاق بابه وكان اهماله سببا في موته ....
أحنى الجميع رؤوسهم موافقين واشار مسرور الى الجارية التى تصب النبيذ أن تصب للضيوف كأسا جديدة وشرب الحاضرون نبيذا في لون النار وبدأ سباق هادئ بين الضيوف في نفاق مضيفهم...
قال الوزير ألأول: لولاك لغرقت المملكه
قال كبير البصاصين:ماذا كنا نفعل من دونك انت ملهمنا دائما
قال رئيس العسس:لقد تلقيت الليله درسا في مهنتى لا أظن أن تجارب العمر الطويل فيها قد لقتني مثله...
ووجد قاضي القضاة نفسه وقد جاء دوره فتنحنح قليلا ثم قال بصوت معتذر هذة اسرع قضية يحكم فيها بالعدل.
((صلاة))
نهض مقرور من نومه وهو يرتعش كان الباب الكوخ مفتوحا فاتجه نحوه لأغلاقه فوجئ بكلب أصفر اللون عسلى العينين يربض عند مدخل الكوخ هز الكلب ذيله حين شاهد مقرور قال مقرور في نفسه:
سبحان الله هذا ضيف أرسله الله تعالى الينا فتش بعينيه في زوايا الكوخ عن طعام فلم يجد غير أناء يمتلئ قاعه باللبن وضع الأناء أمام الكلب فنظر الكلب اليه بنظرات شاكره وهو يهز ذيله وبداء في لعق الأناء...
ترك مقرور الكلب يستكمل طعامه ودخل الكوخ غسل وجهه ويديه وقدمية وأنخرط فــي صلاتـــه:
اللهم اغفر لي تقصيري في عبادتك واغفر لى فقري وقلة أحساني للخق وسامحني في حياتي القديمة وأرحمني برحمتك يوم الوقوف بيديك...
شفت روحه وصفت وهو يصلي..
وأنحدرت دمعـــة من عينه فشقت مجراها في أخدود صنعته الدموع في وجهه..
وأستنشق مقرور رائحة غريبه لا عهد له بها رائحة عطر يشبه روح الريحان ولكنه ليس الريحان الذي يعرفه هو في الأرض وخيل لى مقرور انه ليس وحده في الكوخ..
وخيل الية وجودا ما لكائن غريب..
أراد مقرور أن يلتفت ولكنه كان يصلي فخشى أن يفعل وفاض في قلبه بشعور من الرضا المستطاب في الله تذكر أخطاءه لماضيه ايام كان قاطعا للطريق وتذكر توبته لله ةأخلاصه له حين قابل هذا النبي الكريم أثناء رحلته في الشرق..
وقال لنفسه:
من يدري لعل الله لم يقبل توبتي ولعلى من الهالكين زاد بكاؤه وخر ساجدا.
رفع الكلب رأسة من أناء اللبن وراح يهز ذيله ويستمع لبكاء مقرور..
وصل رئيس العسس وكبير البصاصين وشرذمة من الجنود.. وراحوا يتأملون مقرور وهو ساجد يبكي من خلال الباب المفتوح..
((قــبـض))
اشار كبير البصاصين الى مقرور وهمس الى رئيس العسس:ها قد ضبظناه متلبسا بالسجود لغير الهتنا لماذا لم نتقتله ونستريح الم تكن هذة أوامر السيد العظيم في المأدبة الم يحكم عليه بقتل يبدو حادثا مؤسف.
قال رئيس العسس وهو يخافت من صوته : لقد غير السيد العظيم رأية وأستدعاني في الصباح التالى للمأدبة وامرني بأستحضار مقرور للقائه..
قال كبير البصاصين: أتراه لا يثق فينا أيريد ان يقتله هو بنفسه؟
قال رئيس العسس:عقلك دائم الشك لماذا تظن ذلك؟
قال كبير البصاصين:هذه مهنتي ماذا ترى أنت؟
قال رئيس العسس:اظن أن السيد العظيم يريد أن يلهو قليلا به قبل قتله ألم تر قطه وهي تلتهم فار هل تأكله على الفور أم تلعب به ساعات طويله؟
همس كبير البصاصين : يريد ان يلهو به أذن قلبي يحدثني أن وراء الأمر كله شرا مستطيرا ها هو ساجدا لاحول له ولا قوة لو قتلناه لآنتهى الأمر...
قال رئيس العسس بحزم هامس: الأوامر التى لديناهى ضبطه ةأحضاره.. نحن مأمورون في نهاية الأمر هل تقبض عليه أنت أم تترك لى هذه المهمه؟
قال كبير البصاصين: لا القبض مهمتك أنت أنا أستخراج الحقيقه مهمتي أنا لن أتدخل في مهمتك فلا تتدخل في مهمتي
دعه لى أن لدي الوانا من العذاب تجعل الحجر يعترف بكل شئ..
............
كان مسرور يجلس في ايوانه للحكم بين الناس حين دخل الحارس وأعلن عن وصول المتهم.
أمر مسرور بأخلاء الأيوان فخرج الجميع بأستثناء الوزير ألأول وقاضي القضاة والجلاد ....بعد قليل دخل كبير البصاصين ورئيس العسس وهما يمسكان مقرور ويحاولان معاونته على السير في سلاسله الحديديه.
تأمل مسرور((مقرور))....
كان مقرور يرتدي ثوبا قد اهترأ في كثير من مواضعه حتى ظهر لحمه من تحته وكان حافيا قد اغبرت قدماه من تراب الطريق... وكان وجهه شاحبا ومطمئنا في نفس الوقت وكانت عيناه الصافيتان تعكسان في أعماقهما دهشة بالغه...
تأمل مقرور الجدران التي صنعت من خشب الصندل المنقوش بالذهب وزادت دهشته.
تأمل مسرور سجينه وضحيته
وتأمل مقرور الكرسي المذهب الذي يجلس علية مسرور..
وطغى على مسرور أحساس بالكراهية والأزدراء بينما جاشت نفس مقرور بالدهشة من الثراء الذي يراه.
كانت مشكلة مقرور انه يقف أمام السيد الأعظم حافيا وكان يحس أن دخوله عليه حافيا فيه من سوء الأدب كان المفروض أن يخلع نعله على باب السيد حتى لا يلوث السجاجيد الثمينه التى وضعت على الأرض وكان مقرور أسفا لأنه لا يملك نعلا لقد أدركه الفقر بعد توبته فلم يعد يملك نعلا وكان يحس أن السيد العظيم سوف يسأله أين نعله؟ هل يقول أنه لا يملك نعلا أم يصمت؟
صدق حدسه.. تكلم مسرور فقال لمقرور مؤنبا:أين نعلك؟
قال مقرور: تركته عند باب كهف في جبل شرقي مصر ذاب النعل من يومها ومن يومها لم أستطيع أن أحصل على نعل أخر..
قال مسرور:أنت متهم وأظن أنك لا تجهل تهمتك..
فكر مقرور سريعا في التهمه...
كانت حياته في الأعوام العشرة الأخيرة تخلو من أي عمل خارج على القانون أو على الشرف لقد تاب منذ 10سنوات أيكون السيد العظيم يتحدث عن الأيام القديمه الشقية..
أخرجه من أفكاره صوت الوزير ألأول وهو يصرخ عليه......
تكلم أيها الكلب........الأفضل لك أن تعترف اعترافا كاملا...
قال مقرور:تريدون اعترافا كاملا؟
قال مسرور: نعم.
قال مقرور: سأعترف للسيد الأعظم بكل شئ لقد كنت قاطعا للطريق لصا يعيش على الخمر والسرقه وكنت أرفل في الحرير والديباج وكانت النساء يترامين على ثم هجرت ذلك كله أعترف أنني مذنب لكن هذا كان منذ عشر سنوات كامله..
قال مسرور معترضا:لست أسألك عن قصة حياتك.
قال مقرور:عن اي شئ يسأل السيد العظيم؟
قال مسرور:أسألك عن جريمتك الأخرى أن السرقه وأعتراض الطريق لا تهمنا حدثنا عن جريمتك الأخرى..
قكر مقرور طويلا فلم يجد شيئا فقال لمسرور:
هذا كل ماعندي يامولاي.
((أعتــــــــــــراف))
اشار مسرور بعينه الى الجلاد فرفع الجلاد سوطه وهوى به على ظهر مقرور صفر السوط وهو يخترق الهواء ثم هوى على ملابسه فمزقها وترك خيطا رفيعا من الدم على ظهره فوجئ مقرور بنباح الألم في جسده ولكنه تماسك وقال لنفسه:
من يدري لعل الله يكفر بهذا الضرب عن سيئاتي القديمه. مال كبير البصاصين على مسرور وهمس في أذنه شيئا فأشار مسرور الى الجلاد أن يكف التـفت كبير البصاصين الى مقرور وسأله:
السيد العظيم لا يسألك عن حياتك السابقه هذا شأن لا يعنيه أنما يسألك عن جريمتك الأن لا تراوغ أذا أردت أن تنجو ألا تريد أن تنجو..
قال مقرور: أريد أن أنجو أن جرائمي كثيرة فعن أي جريمة تسألون؟
قال مسرور:أهم جرائمك ما هي أهم جرائمك؟
قال تقصيري مع الله لقد عشت عمرا كاملا عبدا هاربا من الله ثم عددت اليه منذ 10سنوات ما يدريني أنه قبل توبتي؟سوف أعرف أذا بعثت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل توبتي؟سوف أعرف أذا بعثـت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل الله توبتي أم لا؟
لكن هذه المعرفه عندئذ لن تجدي أذا كان الحق لم يقبل هذه ياسيدي هي جرائمي ومخاوفي معا...
قال مسرور: انت تعترف أن هناك الها غير ألهتنا ونقول : أننا سنصحو من الموت الم تقول ذلك؟
قال مقرور:نعم
قال مسرور: المتهم لا يخفي خيانته ......أين سمعت هذا الكلام؟
قال مقرور:من نبي في الشرق كنت أضرب الأرض حين قابلته لقد أضاء قلبي بكلماته وأدركتني التوبه من يوم لقائه ..لقد كان هذا النبي ياسيدي.
قاطعه مسرور:أصمت التهمه ثابته عليك بماذا يحكم قاضي القضاة؟
قال قاضي القضاة دون أن يفكر: المتهم برئ ما قاله النبي صحيح.
قال مسرور: لقد جن قاضي القضاة أحرقوهما معا أو انتظروا.
((رؤيــــــــــــا))
سيق مقرور الى السجن أما قاضي القضاة فقد أجبروه على شرب كأس فيه سم قبل أن يغادر الأيوان فغادر المكان محمولا على الأعناق وقيل:أن قاضي القضاة قد أحس بألم ثم سقط ميتا وأرسل السيد الأعظم رسولا خاصا من القصر لتقديم العزاء لآهل القاضي وتم تعيين قاض جديد في المكان الشاغر وأسدل الستار على القضية برمتها...
جلس مقرور في سجنه راضيا كل الرضا.؟
لم يكن يصدق أنهم سيحرقونه سأل حارسه أكثر من مرة.
هل أنت واثق أنني سأحرق...
قال الحارس:ليس لدي أوامر أن أرد عليك أنني حارسك فقط ولست صديقا يجاذبك أطراف الحديث ...
ومكث مقرور في السجن فترة.
كان حائرا تتعا قب عليه لحظات من السعادة والحزن كان يحدث نفسه أنهم أن لو أحرقوا حقا لكان معنى ذلك أن الله قبل توبته وعفا عنه واختاره ليموت في سبيله وهذا يعني ان توبته قد قبلت لكن ماذا يكون ألأمر أنهم كانوا بهددونه فحسب ولن يقتلوه...
أن هذا يعني أن توبته لا زالت في الميزان لم ترجح بها كفة القبول...
لبث مقرور معذبا ثلاثة أيام.
كان يطيل الصلاة وسأل الله أن يريه علامة أو بشارة يطمئن بها لقبوله..
وفي الليله الثالثه شاهد مقرور رؤيا عجيبه..
شاهد نفسه يسير في مكان وفير الخضرة يمتلئ بالأشجار والثمار والجداول والأنهر وكانت أرض المكان من مسك وكانت أقدامه تسوخ في المسك فتتصاعد رائحة عطر مدهش وظل يسير ثم ظهرت له امرأة تشبه زوجته الأولى التي هجرها أيام الشقاوة وتقدمته المرأة حتى وصلا الى سفح ربوة مخضرة..
في قمة الربوة كان هناك قصر عجيب قصر افضل من بيت السيد الأعظم مسرور..
أشارت المرأه اليه الى القصر وقالت: متى تجــئ الينــــــــــــــــــــــــــا..
سألها:من أنت؟
ولكنها قبل أن تجيبه اختفت واستيقظ من الرؤيا حدث حارسه في الصباح عما رأه فقال الحارس:
المؤكد أنك اليوم سوف تموت.
لم يكن مقرور ليهتم كان طعم الرؤيا في فمه يغلب كل مذاق سواه.
((مـــــــوت مســـرور))
فرغ مسرور من عشائه وسخن راسه من فرط الشراب فصحب قارورة الخمر الى الغرفة نومه وأشار اله أحدى الجواري أن تسبقه ففعلت كان يدخل من باب الغرفه حين أحس بالدوار فجأ ة طنت راسه وتراخت أعصابه فسقط زجاجة الخمر من يده الى الأرض وتحطمت وأستند الى الباب ولكنه أحس ألما رهيبا في كتفه وجرى الألم الى يده الى
صدره والتف الوجع حول صدره كحزام من الذهب المحمي في النار سقط على الأرض فصرخت الجاريه وأمتلآت الغرفه بالجواري والحرس وتعاون الجميع على حمله الى فراشه.
ووصل أمهر الأطباء المملكه والتفوا حول فراشه.
كان وجه السيد العظيم محتنقا يميل لونه الى الأخضر الذي توشيه الصفرة وكان يتنفس بشخير عال جدا كأن أحدا يذبحه ببطء .؟
قال كبير اطباء:السيد العظيم غائب الوعي وهذه علامة سيئه...
في الحقيقة لم يكن السيد الأعظم غائب الوعي كل ما هنالك أن وعيه كان في مكان أخر لم يكد يدخل غرفته حتى أحس بوجود زائر غريب فيها زائر بلا ملامح ولكن شيئا في ملامحه كان يحمل ويلا ويلا.
سأل مسرور: من أنت؟
قال الزائر : جئت أسقيك كاسا فدع زجاجة الخمر من يدك.
لم يكن أحد من البشر يستطيع أن يسمع الحوار أنما شاهدوا فحسب زجاجة الخمر تسقط من يده.
قدم الزأئر الغامض كاسا الى مسرور... تسأل المحتضر دون أن يسمعه أحد:
اي شئ يحويه هذا الكاس ؟
قال الزائر: ألم تفهم بعد هذه كأس الكوت لم يعد لك على الأرض غير ثواني قليله هى بمقدار ما تشرب هذه.
قال مسرور منهارا:لا أريد أن أموت ليس الأن أتوسل اليك خذ كل ثروتي مقابل شهر واحد أسبوع واحد يوم واحد...
كشف ملك الموت عن وجهه فدخل مسرور في غمرات الموت كان يشرب كاسا مريرة وأحس أن روحه تنسحب من أقدامه مثلما يسحب المرئ المرء شجرة شوك أنغرست في كومة من الصوف وبدأ ملك الموت يضرب وجه مسرور..
في الضربة الثانية كانت الروح تقاوم أمام أخر الأبواب وهي تتلجلج في فم السيد الأعظم......
((مـــــــوت مقرور))
حين كان مسرور يعاين سكرات الموت كان مقرور يقيد في عمود خشبي أعد في محرقه أشعلت لأعدامه.
في البداية أحس مقرور بالخوف وهو يوشك أن يدخل النار ثم فوجئ بوجود كأئن غريب في قلب النار..
سأل مقرور دون أن يفتح فمه من أنت؟
قال الكائن:جئت أبشرك..
قال مقرور:تبشرني بماذا..؟ أتكون انت ملك الموت.
قال الكائن :نعم
قال مقرور:أذا كنت سأموت حرقا بالنار فهذا يعني أن الله قبل توبتي.
قال الملك: لن تموت حرقا بالنار أن أجلك سوف ينتهي قبل أن تصل اليك النار.
قال مقرور محزونا: كنت أريد أن أموت حرقا في سبيل الله..
قال الملك:لا تبئس مرحبا بك في العالم الأخر..
أنكشفت بصيرة مقرور فجأة وعادت حواسه تستقبل عيق الريحان وأضاء وجه الملك وتهاوى مقرور ميتـــا وراحت روحه تتامل جمال وجه الملك الكريم..
صاح الجلاد وهو يخاطب أمر السجن: لقد مات المحكوم عليه يلسيدي هل نحرقه؟
قال أمر السجن أسكب عليه قليلا من الماء ليفيق من خوفه وأحرقه بعد ذلك ثم أدفنه في مقبرة السجن..
..............
نفس اللحظه التى أنتهى مللك الموت من أنتزاع روح مسرور همدت حركة الجسد وأعولت أحدى الجواري فأمر الوزير الأول بطردها من الغرفه وصرف الجميع الحاضرين واستبقى كبير البصاصين ورئيس العسس فلما خلت الغرفه من غيرهم قال الوزير الأول:
سيقولون أن السيد الأعظم قد مات وهذا كذب الصحيح أنه خرج وسيرجع بعد فترة عليكما الأن بدفن جثته سرا في مقبرة السجن وليبق قبره المرمري خاليا ليعرف الناس أنه لم يمت وفي جوف الليل حمل كبير البصاصين ورئيس العسس جثة السيد الأعظم في سرية تامه ووضعاها في مقبرة السجن حيث وضعت جثة مقرور من ثوان..
وأغلق عليهما القبر معا.
وأعلن الوزير ألأول أن الحكم مستمر بأسم السيد الأعظم.
((حســـــاب مسـرور))
لم يكن مقرور بعد الموت يحس بشئ وكذلك مسرور وضع الموت حدا لأحساسهما بالحياة دخلا عالما أخر مختلفا تماما...........
لم يكد مسرور ومقرور يدخلان قبريهما حتى ارتد اليهما أحساسهما فجأة كان هذا الأحساس الجديد عريبا...
كان أحساسا بالحياة وأحساسا بالموت معا كان كل واحد منهما يدرك أمه مات ويدك أنه يحيا الأن فقط....
كان مسرور مذهولا لما يحدث لقد أختطفه الموت أي ويل وراءه لقد كان يتصور أن الموت فناء للأحساس وها هو يكتشف الأن غير ذلك نه أحساس مزدوج أحساس مضاعف رؤية بغير عين وشعور بغير مشاعر...
لم يكد مسرور يدخل قبره حتى أنطبقت عليه جدران القبر فصرخ صرخه هائلة بلا صوت أخافت الصرخه البهائم في المنطقه فأرتعش لها دمهم...
فوجئ مسرور بوجود أثنين في قبره أجلساه فجلس سقط كفنه من فوق كتفيه وجلس...
سأله أحدهما: من ربك ؟
فوجئ مسرور بالسؤال عاد الملك يساله: ما دينك؟ من نبيك؟ لم يرد مسرور بشئ عقد الخوف لسانه فلم يقل شيئا..
أشار أحد الملائكه الى الأمام وأمره أن ينظر..
نظر مسرور فشاهد بؤرة جحيميه من النار المشتعلة عاد دمه يتجمد من الرعب مرة أخرى..
سأل مسرور: ماهذه..؟
قال الملك: هذه هى الحطمة....
قال مسرور بخوف: لماذا تريها لى؟ ماشاني بها؟
قال الملك: هذا بيتك في النار ألا يعرف السيد الأعظم بيته أنك لم تجب عن أسئلتي بعد...
أحس مسرور أنهما يحققان معه وملآه هذا الأحساس بروع وخوف خفي حاول أن يجيب على الأسئلة ولكنه وجد نفسه لا يعرف جوابا لها...
لقد كان الذهب هو ربه المعبود أما دينه فكان هو الهوى أما الأنبياء فلم يسمع عنهم شيئا ألا بوصفهم ثائرين.
لم يدري أى سئ يقول وخشى أن يقول كلاما يثير غضبهما فلزم الصمت وأرتفع العذاب من جوف القبر وهوى عليه..
((حســــــــاب مقــرور))
أيقظ ملائكة الحساب مقرور وأجلسوه في قبره كان قد تحول الى رماد ولكنه فوجئ بنفسه يجلس في قبره بينهما.
كان أحساسه الغالب هو الخوف والدهشة لقد فقد الوعى حين أدخلوه المحرقة ثم لقى هذا اللطيف في النار فحدثه ألا يخاف ثم أحس لفح النار ثم غاب عن وعيه..
وهاهو يعود الى الوعى ليفاجأ بوجود كائنين جليلين حوله...
سأل مقرور:من أنتما
قال أحد الكائنين: ملائكة الحساب.
ارتعش مقرور وسأل:هل قامت القيامة؟
قال له الملك: لم تقم القيامه بعد أنت في قبرك لقد جئنا نسألك ثلاثة أسئلة..
من ربك؟
قال مقرور:ربي الله خالق كل شئ.
سأله الملك: ما دينك؟
قال:أنا على دين جميع الأنبياء أسلمت وجهي لله مسلم أنا...
سأل الملك:ماذا تقول في النبي الذي قابلته في الشرق تؤمن بدعوته؟
قال مقرور: نعم
سأل الملك: وتصدق أن الله أوحى اليه؟
قال مقرور:نعم
أشار أحد الملكين الى الأمام وقال لمقرور:
أنظر أمامك
نظر مقرور فرأى الحديقة الخضراء والقصر العظيم اللذين رأهما الرؤيا التفت مقرور الى الملك وسأل:
ماهذا أيها الملك الكريم؟
قال الملك:هذا مكانك فى الجنه
سأل مقرور الملكين وهو يحس بفرحه طاغية:
هل قبل الله توبتي؟
لم يجيبه الملك وقال له أحد هما:
عد الأن الى الموت بأمر الله.
وعاد مقرور يتحول الى رماد الذي كان علية قبل أن يسأله الملائكه عاد يفقد وعيه...
انتهى الجزء الأول