بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أخو شما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
الحمد لا يشترى إلا له ثمنُُ=مما يضن به الأقوام معلوم
يجب على كل منصف أن يثني عليك خيرا
ويجب على كل ثوري أن يقول لك بيض الله وجهك
لانك فعلا نقلت لنا صورة حية لقرون فنت
وهذا لم يأتي إلا بتفاني في الجهد وجد في البحث وبذل في المال والوقت وأمل في بلوغ الهدف
لقد صغت لنا قصص واقعية موثّقة بالنقل من كابر إلى كابر وبالبيان الساحر
حيث تغنو الثقات بأبيات ذالك البيان وأمتثلو بآدابه
وإن من أجمل صفات العرب
أن الفعل يسبق القول
وأهدت إلينا غير قاصدةٍ به"="كريم السجايا يسبق القول بالفعل
وإن المتأمل يرى أن أفعالهم حصلت ثم وثقت بأشعارهم التي ضلت تزين مجالسهم
وأي مجالس هذه .؟ بل أي مدارس هذه ! ؟
التي كانو يعلمون أحفادهم فيها على ما كانت تطمح إليه نفوس آباءهم وتتخيله فيهم من معالي الأمور
(( وأين هي من مجالسنا اليوم ))
ألا : يا ليت شعري
تلك المجالس التي أثمرت معطياتها لتخرج لنا جيل الأجداد والآباء ( بل الأدباء )
حيث ترى أحدهم جليل في شكله وجميل في لبسه وهيئته بليغ في قوله واردُ في حجته حافظاً لأمانته
كلامهم عقود وأفعالهم شهود
.يحبون ذو الخلة الحسنة ويدنونه ويبغضون ذو النقيصة ويبعدونه
ويقول شاعرهم
الرجل بالواجب عقاله لسانه =إن قال قولٍ تم لو حال به حال
إن قال قولٍ هو كماله ضمانه =ما عاد ينقص منه لو ربع مثقال
ومما يحسن ذكره في هذه المناسبة أن النمام عند أهل الشيم مبغض ومنبوذ
ولا يترك العنان فيفسد الود والمحبة بين الناس ويفرق الجماعات لأن ضرره كبير وشره مستطير
كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (يفسد النمام في ساعة ما يفسده الساحر في سنة )
ومن هذا المبدأ أورد ما تناقلته الرواة الثقات وأسلموه لنا
حيث يروى أن الشيخ / خشمان بن شارع إبن هليمة الثوري السبيعي لا يحب النمام ولا يسمع منه
وكان إذا أتاه أحد بوشاية أو قول قيل فيه , قال إلزم المجلس وصار يلاهيه ويسوق عليه القهوة
وبسّرية تامة أمر أقرب من عنده من العبيد أوالمقربين بأن يركب الفرس ويأتي بمن أسند إليه القول في الحال
فيفاجىء به الواشي ثم يقول: يا فلان أ أنت قلت كذا وكذا ؟ كما ينقل عنك فلان هذا الجالس !
ويواجه بينهما من مبدأ بغضه لنقل الكلام وما يسببه من شحناء وتباعد
ومن مبدأ التأديب لجلسائه وزرع الثقة وصفاء النفوس في ما بينهم لتبقى محبتهم ويستمر تآلفهم
فعرفت عنه هذه الخصله من جملة خصاله الكريمة ولا يكاد يذكر في مجلسه نمة
وكأني أخال الشاعر الجاهلي ربيعة بن مقروم وهو يصف هذا النموذج من الجداد إذ يقول
وإن تسألني فإني امرؤُ=أُهين اللئيم وأُحب الكريما
وأبني المعالي بالمكرمات=وأُرضي الخليل وأُروي النديما
ويحمد بذلي له مُعتفٍ= إذا ذم من يعتفيه اللئيما
وإبن عجل الذي شدني اليه أخو شما عندما إستهل به حلقته عن قبيلة الصول من بني ثور سبيع ونعم الإستهلال
تلك القبيلة التي لها صولات وجولات في تاريخ بني ثور خاصة وسبيع عامة لأن الفرع من ذالك الأصل
والمثل يقول (( طولة التميمي طولة لي ))
وإبن عجل مصدر توثيق يعتد به ورمزا من رموز تاريخ سبيع
فله البيضاء منشورة ( والفعل مسكت )
وبيض الله وجهك يا أخو شما
غير متصل
يا أخو شما ( مع التحية )
