المنتدى الإسلاميفتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها
يا أهل التوحيد في خضم هذه الأخبار والآراء والتحليلات والقنوات والمواقع فإن المؤمن العاقل له شأن وللناس شأن ، أكثر الناس أتباع كل ناعق.
وهذا الذي يُنشر الآن ويملأ السهل والجبل إنما هي ظنون وأوهام وأكثرها خداع ومكر ، والمؤمن العاقل لايقين عنده إلا ماجاء من طريقين ، الطريق الأول ماجاء في الوحي من عند الله عز وجل ، إما في كتابه وإما ماصح عن نبيه صلى الله عليه وسلم وإما ما أخبر به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مما لامجال للإجتهاد فيه ، فإنهم رضي الله عنهم كثيراً مايحدّثون بالوحي ولا يرفعونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تورُّعاً وخوفا ، لأنهم يفهمون هذا الحديث (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) أنه في الكذب المتعمد وفي كذب الخطأ كلّه يسمى كذباً في لغة قريش ، فلذلك لايرفعون الأحاديث وهي من الوحي ، فما كان لامجال للإجتهاد فيه مما صحّ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يقين ، هذا الطريق الأول.
الطريق الثاني ماثبت بالحواس الخمس من سنن الله عز وجل الكونية وغيرها فهذا يقين ، وما سوى ذلك ظن.
كان مالك رحمه الله إذا اجتهد في مسألة لاوَحْيَ فيها قال : إنْ نظنّ إلا ظنّا وما نحن بمستيقنين ، فإذا كان هذا في الإجتهاد من العلماء الربانيين فما بالكم بما يبث اليوم من مكر كُبّار يُنشر ويبتلعه الناس ويقضون فيه الأعمار ، عباد الله إن الأمر لايزداد إلا شدّة والدِّين لايزداد إلا إدبارا وتبقى طائفة منذ أزمانٍ طويلة ، مابقي على الحق إلا طائفة يقلّون ويكثرون لايضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يبلغ الأمر في هذه الأمة كما بلغ في الأمة التي قبلنا ، تتبّعهم سلمان رجلاً تِلْوَ رجل كل واحدٍ يقول لا أعلم أحداً بقي على أمر عيسى الأول إلا فلان ثم يقول الآخر إلا فلان حتى انقرضوا ، وأما هذه الأمة فستبقى هذه الطائفة ثم يكون في آخر الزمان أحداث ، وإنّ من ثَبات الدين نَعْش الآثار ، فيها ثبات الدين والدنيا ، عباد الله كافحوا مايُنشر اليوم بنشر الأخبار الصحيحة والآثار الموثّقة عماّ يحدث في آخر الزمان ، فإن هذا والله من الجهاد ومن تثبيت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن البصيرة في دين الله ، تعلّموا هذه الآثار ثم انعشوها في كل مكان.
_______________________________________________
منقول من خطبة للشيخ عبدالرحمن الحِجّي بعنوان : حروبنا مع الروم.