تأهل الشاعر السعودي ناصر الفراعنة إلى المرحلة التالية من المسابقة الشعرية الجماهيرية «شاعر المليون» التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في موسمها الثاني، وجاء تأهل «الفراعنة» بعد حصوله على أكبر نسبة درجات من لجنة التحكيم في الحلقة الثالثة من البرنامج التي بُثت مساء أمس الأول من على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.
وانضم إلى «الفراعنة» في تزكية لجنة التحكيم الشاعر فليح الصخري كأول شاعر أردني ينتقل إلى المرحلة الثانية من المسابقة. شهدت الحلقة سطوة كبيرة وحضوراً جماهيرياً لافتاً للشاعر السعودي الفراعنة، الذي «استعرض» في مسابقة «شاعر المليون»وحاز إعجاب آلاف ممن حضروا إلى شاطئ الراحة، مبرهناً على صدق التوقعات التي أدلى بها محبوه والألقاب التي منحوه إياها باعتباره «شاعر الثقلين» و«شاعر الجزيرة العربية» في هذا العصر. كما شهدت أمسية الثلاثاء الشعرية الظبيانية تنافساً كبيراً بين باقي شعراء الأمسية الذين تخلف عنهم السعودي خالد المطيري بعد إقصائه من قبل لجنة التحكيم لمخالفته أحد شروط المسابقة
التي لم يعلن عنه، أما الأسماء المشاركة في الحلقة فكانت بالإضافة للفراعنة، فالح الهاجري من الكويت، فليح الصخري من الأردن، سعد الأحبابي من الإمارات، عقاب الشمري من السعودية، عيضة السفياني من السعودية، كما تم الإعلان عن نتائج تصويت الحلقة الماضية بترشح السعوديين، خالد العتيبي وراشد البلوي بعد حصولهما على أعلى نسبة تصويت من الجمهور. كما أعلن في الحلقة عن أسماء الشعراء المشاركين في الحلقة المقبلة وهم: عايض بن غيضة القحطاني من قطر، سعود مناور العتيبي، بدر الصبيحي الخالدي، سعود فرحان الشمري ومهدي آل حيدر من السعودية، عوض بوفقايا العجمي من الكويت، محمد بن حماد الكعبي من الإمارات، محمد غازي أبوالنعاج من فلسطين، وقدم ضيف الحلقة الفنان الإماراتي حمد العامري مجموعة من الأغاني الوطنية والغزلية.
استهلت الحلقة الثالثة من المسابقة بقصيدة للشاعر ثنيان سرور صالح الرشيدي من السعودية المعروف بشهرته في ساحة المحاورات الشعرية، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى جمال النص واحتوائه على عدة موضوعات، منها حوار داخلي مع ذات الشاعر، وتضمنت القصيدة أبياتا عدة متوهجة، فيما يذكر أن الشاعر «الرشيدي» كان قد فقد 17 فرداً من عائلته في سنة واحدة كما ذكر عضو اللجنة الكويتي بدر الصفوق، إلا أن القصيدة ـ والحديث للصفوق ـ تشير إلى قوة الشاعر الإنسانية والنفسية لتحمل المصاعب والأحزان، وأن اليأس لا يتمكن إلا من قبل ضعيف الإيمان.
وتلا الرشيدي المتسابق سعد مرزوق الأحبابي من الإمارات، الذي ألقى قصيدة قال عنها حمد السعيد: إن صاحبها يعشق الصعاب، ونصها جميل ويحتوي على الكثير من النصح والوصايا والتحدي، بينما وصف عضو اللجنة غسان الحسن الشاعر الأحبابي بشاعر العقلانية.
أما ثالث متسابقي الحلقة عقاب الربع الشمري من السعودية فألقى قصيدة بعنوان «غياب أحباب»، قال عنها عضو اللجنة سلطان العميمي: نص شعري جميل يمزج بين الحزن والإحساس بالضياع الداخلي، وأضاف بدر صفوق أن النص يحمل الكثير من الرومانسية، ثم قرأ المتسابق عيضة السفياني من السعودية، قصيدة بعنوان «أزمة شاعر» تفاعل معها جمهور المسرح،
وأشار بدر صفوق إلى شاعرية البيئة التي خرج منها المتسابق، ، وشدد سلطان العميمي على شاعرية القصيدة والصور المبتكرة وما فيها من الرمزية التي لا تتعالى على المجتمع، أما المتسابق فالح بن قشعم الهاجري من الكويت فألقى قصيدة وطنية أثارت إعجاب تركي المريخي الذي قال: إنها رسمت صورة مشرقة للمواطَنة كثيراً،
ثم ألقى المتسابق الأردني الوحيد بالمسابقة فليح الجبور ـ الذي أهلته اللجنة للمرحلة المقبلة- قصيدة بعنوان «عادات الأجواد» والتي تناولت أمجاد الوطن وعادات البدو وصفات العرب.
شاعر الثقلين
كان ختامها مسك بقصيدة شاعر الثقلين السعودي ناصر الفراعنة السبيعي ـ الذي وقف جمهور المسرح إجلالاً له ـ فألقى ملحمة شعرية تجمع بين الرموز الأسطورية التي تدل على ثقافة الشاعر ومدى اطلاعه على الثقافة العربية وثقافات العالم،
وبين الإسقاط على الواقع السياسي والاجتماعي الذي تمر به المنطقة العربية تنتهي بمفاضلة يرى فيها الشاعر أفضلية الحكم الملكي على الحكم الجمهوري بإثباتات لا تحتاج إلى براهين وهي معاشة في الواقع العربي المرير،
وتميز «الفراعنة» بجمالية إلقاء وكأنه ينهل من نبع شعري لم يعكر صفو زلاله قبله أحد من شعراء الماضي أو الحاضر، فاستحق «فرعون سبيع» تأهله للمرحلة المقبلة بجدارة كما توقعنا في المتابعة الماضية لمسابقة شاعر المليون.
أبوظبي ـ محمد الأنصاري
http://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail