الخلفاء وقيمة الشعر
كُتب : [ 23 - 05 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد روي أن الخليفة / عبدالملك بن مروان رحمه الله جمع بنيه الوليد وسليمان ومسلمة بين يديه فاستقرأهم القراّن فأجادوا القراءة ثم استنشدهم الشعر فأجادوا ثم قال لهم : لينشدني كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب فقال الوليد :-
ما مركب وركوب الخيل يعجبني
= كمركب بين دلموج وخلخال
والدلموج : حلي يلبس بالمعصم فقال عبدالملك : وهل يكون الشعر أرق من هذا ؟ هات يا سليمان, فقال :-
حبذا رجعها يديها إليها
= في يدي درعها تحل الإزارا
فقال : لم تصب هات يا مسلمة, فأنشده :-
وما ذرفت عيناك الا لتضربي
= بسهميك في أعشار قلب مقتَل
فقال : لم تصب لأنه إذا ذرفت عيناها بالوجد فما بقي إلا اللقاء ومن ثم أعطاهم أبوهم فرصة ثلاثة أيام ومن أتى ببيت الشعر له ما يطلب فنهضوا من عنده فبينما سليمان فى موكبه إذا هو بأعرابي يسوق إبله وهو يقول :-
لو ضربوا بالسيف رأسي في مودتها
= لمال يهوي سريعا نحوها رأسي
فأنشد البيت أباه فأعجبه جدا وقال له : هكذا يكون الشعر وسأله من أين لك هذا فحدثه عن الأعرابى فقال له أبيه سل حاجتك فقال : يا أمير المؤمنين إنك عهدت بالأمر من بعدك للوليد, وإني أحب أن أكون ولي العهد من بعده, فأجابه إلى ذلك وأعطاه مائة ألف درهم وجعله أمير الحج فى ذلك العام وهي سنة 99هجرية فأخذ سليمان النقود وأعطاها للأعرابي جزاء ذلك البيت من الشعر . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|