يشرفني أن انشر هذه الكلمات بمنتداكم الكريم وهذا من اجل إفادة الطالب العربي والإسلامي بإذن الله تعالى.
وان تجد عيبا فسد الخللا ++++ فجل من لا عيب له وسما
وللإشارة هذه الكلمات عبارة عن جلسات منزلية ناقشناها مع إخوة لنا في الله. ونصها كالتالي:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بســــــم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " }
نتناول اليوم في هذه الكلمة قوله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} البقرة. لكن للوصول إلى فهم بعض ما جاء فيها من معاني ودلالات فإنه علينا الرجوع إلى بعض الآيات الأخرى حتى يتسنى لنا الإلمام بعض الشيء بها استئناسا منا فالقرآن ثابت وفهمنا متغير وذلك من قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}العلق. فقوله تعالى:{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} باسم أي اتخاذ مصدر التشريع الكتاب والسنة ولفظ ربك متعلق بالتفكر والتدبر في خلق الله تعالى أي البحث العلمي المؤسس على أساس قيمي أخلاقي صالح من منطلق عقيدة التوحيد، وكذلك من قوله تعالى:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)}الإسراء.
ففعل القراءة تأمل وفهم وإدراك وعمل. أن نتأمل حتى يتم الاعتقاد القلبي، ومنه الوصول إلى الفهم الذي يكون منه الإدراك العقلي، ثم على هذا التكوين و البناء يتشكل التصور، الذي بدوره يحقق الإرادة العملية، ولا يكون هذا إلاّ باكتساب أدوات ومشارط القراءة والتي هي حاصل التعلم، أي أن التأمل حاصل من مراجعة الترسبات المعرفية والعلمية. ثم إن هذا التأمل متغير بتغير الأدوات والمشارط، وعليه كان قول الله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)}الإسراء.
وهذا الجزء من الآية في قوله تعالى:{ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } له من بين ما فيه من الدلالات ما يوحي إلى التغير وفق الحادث من التعامل والتفاعل مع ما جدّ من العلم والمعرفة. وعليه فلن يكون الوصول إلى الحق إلاّ بالاستعانة به تعالى. فطبيعة الخلق البحث في حقيقة الخلق من تعامل مع القوانين الخلقية التي بعثها الله تعالى في خلقه و التي منها يكون التسخير ، وكل خلق الله مسخر لخدمة الإنسان. ومن هذا ننطلق إلى جزئية من قوله تعالى: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} وهي أن الله تعالى ببعثته لمحمد صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن خاتما بهما الأنبياء والرسل والكتب والرسالات، أنهى التعامل مع المعجزات باستثناء معجزتي القرآن والسنة، وجعل نواميسه الكونية هي الفاعل في حركة الكون، بمعنى أن عمل كل الخلق بدون استثناء لا يخرج عن عمل القوانين التي جعلها الله في الخلق. مع أنها { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}تشير إلى أن الإنسان هو دائم دائب في تحصيل العلم والمعرفة، أي في زيادة دائمة من تحصيله العلم والمعرفة إلى يوم القيامة.
ثم إن التحصيل المستمر في العلم والمعرفة متعلق بفهم القوانين ومدى التعامل والتفاعل معها ونستنبط ذلك من لفظ "جعل " في القرآن الكريم واللفظ جعل في القرآن الكريم متعلق ومرتبط بحقيقة عظيمة وهي مجموع القوانين العلمية كانت أو المعرفية وللتدليل قوله تعالى من سورة الفرقان: { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)} و نجد تعلق وارتباك اللفظ جعل بالقوانين العلمية والمعرفية في غيرها من الآيات الكريمات كذلك.
كقوله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) }وهنا اللفظ جعل متعلق بالنعمة، ثم قوله:{ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا}متعلق بشروط الملك وفق قوانين قيام الملك . .../... يتبع