المنتدى الإسلاميفتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها
ب- الصورة الثانية: بصفته فرداً في مجموعة صالحة تدعو إلى الله تعالى {وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر} (آل عمران:104)، فاستشعار المسلم لفريضة الدعوة يبعث في النفس الهمة للعمل والحث على التنفيذ، ذلك يعني أنه لا يتراخى في الفريضة ولا ينكص عن الواجب.
الوقفة الثانية: وهي أن الدين لا يقوم ولا ينتشر إلا بالجهد البشري، وبالطاقة التي يبذلها أصحابها يقول صاحب الظلال -رحمه الله- "إن هذا الدين منهج إلهي للحياة البشرية يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم وفي حدود طاقاتهم البشرية وفي حدود الواقع المادي للحياة الإنسانية".
الوقفة الثالثة: أن للذاتية عدة جوانب منها الإيمانية والأخلاقية والثقافية والخيرية، وسوف أهتمّ بالجانب الدعوي منها، المتعلّق بالتأثير في الأفراد والمجتمعات دون الجوانب الأخرى؛ لقلة اهتمام شباب الصحوة بهذا الجانب الذي هو وظيفة الأنبياء والرسل وثمرة الإيمان والعلم.
الوقفة الرابعة: أن العمل الدعوي المنظم والمخطط له مسبقاً أجدى في تحقيق النجاح وأسرع في قطف الثمار.
الوقفة الخامسة: أن من يهديه الله على يديك -أيها الداعية- الذاتي إنما هو كلبِنة فُكَّتْ من بناء الجاهلية ووُضِعَت في بناء الإسلام، وهو خسارة للشيطان وأعوانه، وكسب للرحمن وأنصاره.
الوقفة السادسة: أن أيّة كلمة يقولها الداعية للمدعو لا تذهب هباءً منثوراً؛ إنما تدخل في مكوّنات المدعو ويختزنها عقله، وقد يظهر أثر كلمة قيلت قبل سنوات بفعل موقف محرّك، أدى إلى استرجاع تلك الكلمة وتلك النصيحة.
الوقفة السابعة: أن الأجر والثواب يقع بمجرد الدعوة والتبليغ ولا يتوقف على الاستجابة، ولذلك فقد وجّه الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى عندما أمره بالدعوة والتبليغ، ولم يطالبه بالنتيجة فقال تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ} [الشورى:48].
ولا يعني هذا أن الداعية غير مطالب ببذل قصارى جهده واستخدام أحسن ما يستطيع من الأساليب والوسائل.