تبث إعلانات للتبغ والخمور "بطريقة خفية".
• حظر إعلانات التبغ في جميع الوسائل الإعلامية قرار عالمي.
• المانع تجاهل التلفزيون السعودي رغم ان شركات التبغ تطارده منذ سنين.
استغرب عدد من المسؤولين في القنوات الفضائية الخليجية ما أثارته مجموعة الــ"MBC" من أنها رفضت حملة بقيمة 500 مليون دولار من إعلانات التبغ، حسبما اعلن وزير الصحة السعودي، مشيرين الى ان جميع التلفزيونات الخليجية ترفض بث مثل تلك الإعلانات وردت العديد من العروض، لأسباب بعضها اجتماعية، وأخرى تتعلق بقرارات دولية في هذا الشأن.
وفيما رأى مراقبون ان قنوات "MBC" تروج للسجائر والمشروبات الروحية بطريقة أخرى وهي عرض الممثلين والممثلات وهم يتناولنها ( يعرف تجاريا بالاعلان الخفي) ، أكد المسؤولون أن ما قامت به المحطة من رفض للإعلانات "أمر عادي وواجب وليس فيه أي فضل؛ لأن المجتمع في الأساس يرفض هذه الإعلانات ،كما أن هناك قراراً عالمياً لمحاربة التبغ بأشكاله وعدم عرض إعلاناته في الوسائل الإعلامية أو حتى المناسبات العالمية مثل كأس العالم".
وقالوا : "يبدو أن الــ "MBC" أرادت أن تروج لنفسها وتسحب الثناء لصالحها بمباركة من وزير الصحة السعودي".
وأبدى كثير من المراقبين استنكارهم من تقديم وزير الصحة الموضوع للأعلام بتلك الطريقة دون ان يعطي بقية القنوات حقها، وألمح بعضهم الى أن الوزير " الذي يواجه إخفاقات في وزارته أحب أن يلمع صورته من خلال عمل مشترك مع مجموعة الــ " MBC" لكي يضمن دعمهم الإعلامي".
وقال مصدر في التلفزيون السعودي أن "القنوات السعودية من أكثر القنوات التي حاولت شركات التبغ اختراقها منذ انطلاقتها إلى هذا اليوم من أجل السماح ولو بثوان معدودة لأجل تمرير إعلانات للتبغ، ولكن سياسة الحكومة وسياسة التلفزيون رفضا هذا المبدأ تماماً ، من دون أن يقوم التلفزيون بتلميع صورته أمام المشاهدين، وأن هذا مرفوض تماماً دونما أدنى فضل فالدين يرفض الترويج للسجائر، وكذلك المجتمع والأخلاق والعادات والتقاليد، لذلك لا يحق لأحد المزايدة على صحة الناس".
من جانبه قال الأستاذ عبداللطيف القرقاوي مدير عام قناة دبي أن محطة دبي الفضائية ترفض إعلانات التبغ حتى لو دفعت فيها مليارات الدولارات لأن هذا خيانة للأمانة الملقاة على عاتق أي مسؤول.
واضاف في تصريح خاص: كل القنوات الإماراتية ترفض إعلانات التبغ لعدة أسباب أهمها أن هناك قراراً وزارياً صادراً لجميع الوسائل الإعلامية الإماراتية بعدم عرض أي إعلان للتبغ أو أي إعلان مضر بالصحة لأننا ننظر إلى صحة المجتمع على انها أهم من المقابل المادي لذلك فرفض إعلانات التبغ هي سياسة دولة، كما أننا نرفض في الأساس هذه الإعلانات، والمجتمع يرفضها وكل عاقل لا يقبل بإعلانات التبغ وهذا نابع من ثوابتنا وقيمنا".
من جهة أخرى انتقد الكاتب في صحيفة الرياض محمد الرشيدي "سياسة "MBC" في الترويج لرفضها إعلانات التبغ، بينما تبث مسلسلات ولقاءات مليئة بالممثلين المدخنين والمسكرات".
وألمح إلى أن هناك تناقضاً واضحاً في ما تعرضه المحطة من مشاهد تجيز هذا العمل، ثم تقوم بنشر خبر رفضها لإعلانات التبغ.
وقال الرشيدي: إن رفض إعلانات التبغ خطوة ممتازة ومميزة ولكن لابد أن يتبعها خطوات أخرى مماثلة مثل حذف المشاهد التي تروج للتدخين أو المسكرات.
والمح أحد الإعلاميين إلى أن وزير الصحة السعودي هو الذي دعم هذا الخبر وحاول نشره من خلال المؤتمر الذي أقامه في مكتبه بالوزارة وزاد في مديح القائمين على " MBC".
واضاف : قال المانع ان على الجميع أن يحذو حذو الأستاذ وليد آل إبراهيم في مثل هذا العمل الوطني والإنساني، والذي لا يعلمه الوزير أن قرارات حكومية وعالمية في الأساس تمنع إعلانات التبغ في الوسائل الإعلامية، وهناك مواثيق عالمية في هذا الأساس، كما أن المحطات الخليجية كلها ترفض إعلانات التبغ ولا توجد قناة واحدة تبث إعلاناً للتبغ، لكن على ما يبدو أن الوزير له "اهداف و مقاصد" من نوع آخر.
وعلق إعلامي آخر بقوله: أن المصيبة التي غفلت عنها الـ " MBC" هي انها رفضت إعلانات للتبغ بالرغم من أنها أصبحت تروج للمسكرات والخمر بشكل مبالغ فيه والمتابع للمسلسلات التركية والمصرية والأفلام الأجنبية سيلاحظ أن مثل هذه المشاهد أصبحت جزءاً من يومه.
ومن المعروف تجاريا ان ظهور ماركات السجائر والمشروبات وغيرها من المواد كالسيارات والعطور في الأفلام والمسلسلات لا تكون مصادفة، بل تدفع الشركات اموالا للمنتجين من أجل ظهورها في عملية تعرف تجاريا باسم (Product placement)، وفي بعض الحالات فإنها تدفع للمحطات التي تبثها.
مركز المعلومات :
في بداية الثمانينات بدأت الشركات في تسويق منتجاتها عبر طريقة ذكية و"مخفية" للتغلب على بعض العقبات القانونية والاجتماعية، وعرفت الطريقة لاحقا باسم (Product placement).
وتتمثل الطريقة بشكل مبسط في ظهور المنتج ، وخاصة السجائر والمشروبات الكحولية، في مشاهد من الأفلام او المسلسلات او البرامج الوثائقية ، بعد الاتفاق مع المنتجين، وبالطبع الاتفاق مع القنوات التي سيبث فيها لاحقا.
ويظهر المنتج وكأنه جزء من المشهد بحيث لا يوحي بأنه إعلان، غير ان الطريقة اثبتت فعاليتها في التسويق لعدد كبير من المنتجات، وبالتالي ارتفع سعر الإعلان بهذه الطريقة بشكل كبير.
وتعتبر الطريقة شائعة بشكل كبير اليوم في الأفلام والمسلسلات والعاب الكمبيوتر والمواقع الالكترونية.
وبلغ حجم سوق الإعلانات "الخفية" 3.7 مليار دولار في العام 2006، ويتوقع أن يرتفع الى 5.6 مليار دولار في العام 2010.
وأكدت وثائق كشف عنها مؤخرا في الولايات المتحدة ان شركات التبغ استثمرت بشكل كبير في النوع من الإعلانات وكان لها علاقة طويلة وقديمة مع هوليوود في هذا المجال.
وقالت الوثائق ان الشركات وضعت منتجاتها في العديد من الأفلام بعد اتفاقات سرية مع المنتجين، ودفعت مقابل ذلك مئات الملايين من الدولارات.
ومن الطرق الشائعة التي استخدمتها الشركات احتفال أبطال الأفلام "بسيجارة" بعد انهاء المهمة او التغلب على العدو، مما يدفع المراهقين الى تقليدهم لان السيجارة أصبحت تعبر عن القوة والنصر.
و اكدت دراسة أمريكية حديثة ان عشرات الأفلام التي أنتجت خلال السنين القليلة الماضية ( منها أفلام تبث بشكل مستمر على قنوات MBC ) تحتوي على إعلانات "خفية" لماركات مختلفة من السجائر، مشيرة الى ان عدد منها أفلام للأطفال.
ومن بين تلك الافلام "سوبرمان 2" والذي تظهر فيه ماركة سجائر شهير بشكل متكرر، وكذلك فيلم "بيفرلي هيلز كوب" ( من بطولة إيدي ميرفي).
كما رصدت الدراسة تكرر إعلانات للسجائر في أفلام من إنتاج "والت ديزني" ( وهي شركة مشهورة بإنتاج أفلام الأطفال).
غير متصل
