أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في تصريح لـ "الوطن" أمس أن إجراءات الحماية الأمنية لكبار الشخصيات كافية، مشيرا إلى أن الإرهابي الانتحاري تمكن من تفجير نفسه بالقرب من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بعد أن سمح له بالدخول دون تفتيش بتوجيهات مباشرة من الأمير نفسه الذي نجا من هذه العملية التي استهدفته شخصياً.
وأوضح التركي أن الانتحاري طلب تسليم نفسه شخصيا للأمير وهذا أمر غير مستغرب حيث سبق لعدد من المطلوبين أمنياً تسليم أنفسهم للأمير شخصياً، وقال "بعض المطلوبين يرغبون بتسليم أنفسهم مباشره للأمير محمد والأمير حريص على التجاوب مع هذا حتى في حالات سابقة لأشخاص كانت هناك مواجهات معهم وعندما تمت محاصرتهم امتنعوا عن تسليم أنفسهم إلا للأمير محمد بن نايف".
وعن مدى استمرار هذه الطريقة في الحالات السابقة أوضح التركي أن هذا إجراء خاص بقصر الأمير وبالتأكيد هناك تفتيش لكن الأمير في هذه الحالة وجه بعدم التفتيش وحدث ماحدث".
وعن تعزيز الإجراءات الأمنية لتصبح أكثر صرامة مستقبلا لعدم تكرار مثل هذه الحادثة قال التركي إن الإجراءات الأمنية كافية ولكن في هذه الحالة الأمير وجه شخصياً بعدم تفتيش الشخص الذي ادعى رغبته في تسليم نفسه.
وعن تغيير في استراتيجية التعامل مع الفئة الضالة بعد استهدافها لشخصيات الهامة في الدولة قال اللواء التركي إن الحادث وقع البارحة ولم أسمع بأي تغيير، ومسألة استهداف القاعدة لشخصيات في الدولة سبق وأن أعلنا عنها في حالات سابقة عن مجموعات تم القبض عليها وذكرنا أنه تم كشف مخططات لاستهداف كبار المسؤولين وكبار العلماء ورجال الأمن فمسألة الاستهداف ليست جديدة "، وقال: "نحن سنكمل حملتنا الأمنية ضد الإرهاب بنفس الوتيرة ولن يؤثر هذا الحادث في المستوى الأمني الذي فرضناه حتى الآن والذي حقق نجاحاً كبيراً."
وقال التركي إن الأوضاع الأمنية وإن كانت تحت السيطرة إلا أن الخلايا الإرهابية النائمة ما زالت تشكل تهديداً أمنياً، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب لا تزال قائمة ومن المبكر جداً أن نقول إننا قضينا على الإرهاب في المملكة.
ورفض التركي الربط بين المطلوب الأمني الذي قام بتفجير نفسه وبين الخلايا الإرهابية النائمة في الوقت الراهن، كما رفض الكشف عن هويته معللاً ذلك بضرورة التكتم عليها من أجل مصلحة التحقيقات، وأكد أنه من الممكن الكشف عن هوية المطلوب الأمني مستقبلاً إذا لم يكن هناك ضرر من ذكرها.
يذكر أن الأمير محمد بن نايف معروف بتسامحه الشديد مع المتراجعين عن اعتناق الفكر الضال وترحبيه بلقاء كل من يسلم نفسه إلى الدولة من الإرهابيين والمطلوبين أمنياً.
وكان علي بن عبدالرحمن الفقعسي أول مطلوب أمني يسلم نفسه شخصيا للأمير محمد بن نايف بعد أن أتاحت وزارة الداخلية لهم الفرصة لتسليم أنفسهم، وحل سعد ظافر الشهري ثانياً بعد الفقعسي ولعب الشيخ سفر الحوالي دورا كبيرا في تسهيل مهمة تسليمهما لأنفسهما بعد اتصاله شخصيا بالأمير محمد بن نايف.