المنتدى الإسلاميفتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها
نور السنة والتوحيد عند أهل الحديث وظلمات البدع والأهواء تخيم على غيرهم !
كُتب : [ 03 - 10 - 2009 ]
نور السنة والتوحيد عند أهل الحديث وظلمات البدع والأهواء تخيم على غيرهم !
فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي : إن البقاع المضيئة بالكتاب والسنة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل الحديث السلفيين . وإن البقاع المظلمة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل البدع والضلال المخالفين المحاربين لأهل الحديث . وإن الأحزاب السياسية المعاصرة بما فيهم " الأخوان المسلمون " وفصائلهم ، والفرق الضالة بما فيهم " جماعة التبليغ " يريدون أن يبقى هذا الظلام مخيمًا في العالم الإسلامي مطبقًا عليه ؛ لا يحركون ساكنَا ضده ، وليس لهم إرادة في تبديده ، وليس لهم نهج يدفعهم إلى إزاحته وإحلال التوحيد ونور الكتاب والسنة بديلاً عنه ، فهم يحافظون على هذا الظلام ولا سيما ظلام الرفض والتصوف بحجة أنهم يحاربون أعداء الإسلام وهم ليسوا كذلك ، وبحجة : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه " ، وبحجة تجميع المسلمين بما فيهم الروافض ومن غلاة الصوفية لمواجهة أعداء الإسلام .
ثم هم يحاربون أهل الحديث ، ويضعون في وجوههم شتى العقبات والسدود التي تصد الناس عن الاستضاءة بما عند أهل الحديث من نور التوحيد ، ونور الكتاب والسنة ، ومنهج السلف الصالح .
فإلى متى تستمر حماية الظلام المطبق على الأمة ومتى يرى المسلمون هذا النور !؟
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - ناقلاً كلام السمعاني - رحمه الله - : ( فزعم كل فريق منهم - أي المبتدعة - : أنه هو المتمسك بشريعة الإسلام ، وأن الحق الذي قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يعتقده وينتحله ؛ غير أن الله - تعالى - أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفًا عن سلف ، وقرنًا عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين ، وأخذه التابعون عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذه الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث .
ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها قديمها وحديثها ، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد ؛ يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها ، قلوبهم في ذلك على قلب واحد ، ونقلهم لا ترى فيه اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلَّ ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم ؛ وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟
قال تعالى : ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ﴾ . وقال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ .
وكان السبب في اتفاق أهل الحديث : أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف ، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثوا التفرق والاختلاف ؛ فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف ، وإن اختلفت في لفظة أو كلمة ؛ فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه ، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلما تتفق .
ورأينا أصحاب الحديث قديمًا وحديثًا هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها ، فأخذوا عن معادنها وحفظوها ، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها ، وعابوا من خالفهم ، وكثرت عندهم وفي أيديهم ، حتى اشتهروا بها كما يشتهر أصحاب الحرف والصناعات بصناعاتهم وحرفهم ، ثم رأينا قومًا انسلخوا من حفظها ومعرفتها ، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها ، وغنوا عن صحبة أهلها ، وطعنوا فيها وفيهم ، وزهدوا الناس في حقها ، وضربوا لها ولأهلها أسوء الأمثال ، ولقبوهم أقبح الألقاب ، فسموهم نواصب ، أو مشبهة وحشوية ، أو مجسمة ، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق ) . " مختصر الصواعق " : ( ص : 423 - 429 ) .
وخصوم أهل الحديث الجدد يرددون الطعون التي يطعن بها الشيوعيون ، والعلمانيون ، والبعثيون في خصومهم من المسلمين وغيرهم وهي : جواسيس ، عملاء أمريكا ، وعلماء البلاط ، وعلماء الصحون .
نسأل الله للجميع الهداية إلى الحق ، والرجوع عن الباطل والخروج من ظلام البدع .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
عن الشيخ محمد أمان الجامي: {معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب}.