عاد الحكم القبلي المعروف بـ الجلاء ليكون نتيجة قاسية لصلح قبلي شهدته نجران أمس، حيث أنهت قبائل يام وهمدان خلافا بين قبيلتي آل حسن وآل جريب المنتميتين لقبائل وايلة أبرز قبائل الحدود السعودية اليمنية نتيجة وفاة امرأة من قبيلة آل جريب والاشتباه في مسؤولية زوجها عن الوفاة.
وتعود تفاصيل القضية إلى الخامس من شهر شوال العام الماضي عندما سقطت المتوفية (ق- س- ج) على طاولة في منزل زوجها (ع – س – ج) ومن ثم بلعت لسانها مما أدى إلى وفاتها واتهام ذوي المرأة المتوفية زوجها بعلاقته فيما تعرضت له زوجته في الوقت الذي لا تزال القضية تحت نظر المحكمة العامة في منطقة نجران.
وفي الثامنة والنصف من صباح أمس حضرت أعداد كبيرة من قبائل يام وهمدان إلى موقع الصلح في حي المراطة بمركز أبالسعود وأقبلوا مصطفين لتستقبلهم بالترحيب قبيلة آل جريب وتقدم مشايخ القبائل حسين بن مهدي آل حيدر وبدأ الكلام بحمد الله تعالى على نعمة الأمن والأمان في بلد الحرمين الشريفين مؤكدا أن جميع القبائل حضرت لقبول آل جريب من آل سويدان حكما شاملا حاملين معهم من الأنعام 20 خروفا ورأسين من الإبل وواضعين عدداً من السيارات في طلب عفو وصفح آل جريب، ليرد من الطرف الثاني حسين بن صالح بن لتاج آل سويدان ويرحب بجموع القبائل الغفيرة التي حضرت طالبا التزام قبيلة آل حسن وايلة بمراسم وشروط الصلح القبلي، كما طلب شقيق المتوفية حسن آل جريب كتابة وثيقة تعرف عند أهالي نجران بـ الربخة) تتضمن وجود كفلاء وغرماء ولحلها استجابت قبائل يام وهمدان للشرط ووضعت الحكم تحت كفالة ووجه كل من مسعود بن ناصر آل حيدر وهادي بن شداد آل هديش ومسعود بن مهدي آل حيدر وعبدالله بن علي الكعبي وحسين بن سالم آل كرعل ومسعود بن محمد آل دايل بن فارس وحسين بن هادي نمره ومنصر بن منصور آل عباس وأحمد بن صالح آل باسان.
وشهدت مراسم الصلح طلب قبيلة آل جريب من آل سويدان الاجتماع، فيما بينها للتشاور لإصدار الحكم على قبيلة آل حسن وايلة الذي تضمن أداء 22 حالفا لأيمان مغلظة بأنهم لم يتآمروا لتعديل مسار القضية ولم يتوسطوا لتمييل الحجة من القصاص إلى السجن إضافة إلى مبلغ مالي عبارة جزاء دية وإهمال قدره 200 ألف ريال وإجلاء السجين على ذمة القضية ليسكن خارج منطقة نجران حيث قبل الشيخ حسين بن مهدي آل حيدر ومن معه من قبائل يام وهمدان الحكم ونزل الحاضرون ضيوفا عن قبيلة آل جريب من آل سويدان ليعود بعدها أهل الدم ويعلنوا تنازلهم عن جميع الأحكام السابقة ما عدا الجلاء من منطقة نجران لوجه الله ثم لوجه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز.
وبعدها قامت قبيلة آل جريب من آل سويدان برد الأنعام من أغنام وإبل وترفض أي مبلغ مالي سواء كان دية النفس أو إهمال أو هدية، في حين اصطفت قبائل يام وهمدان صفا واحدا يرددون زامل شكر وعرفان للقبيلة التي عفت وأصلحت جاء فيه:
رفرفي يا بيض في كل وادي
وارفعي بالصوت لأهل القضية
ربعنا اللي يعرفون المبادي
سامحوا في الصايبة والخطية
لينتهي الصلح بالسلام والعناق بين أفراد القبيلتين وتغادر قبائل يام وهمدان رافعة الراية البيضاء حسب الأعراف القبلية للتعبير عن السعادة والشكر والتقدير لمن عفا وأصلح.
من جهة أخرى شهد مركز الأمواه بقرية العمق أمس إنهاء جموع من القبائل الخلاف الذي كان قد نشب بين قبيلتي آل صليع "يام" وآل حثيث "قحطان" حيث تعود تفاصيل القضية قبل عام عندما نشب خلاف بين اثنين من القبيلتين يعملان في أحد مراكز أمن الطرق تطور إلى تبادل إطلاق النار بينهما بعد مطاردة بالسيارات وأصيبا بإصابات جراء ذلك.
وبدأت مراسم الصلح بعد وساطة قبيلة آل شايب قحطان حيث أقبل وفد من قبائل يام وهمدان إلى مقر قبيلة آل حثيث في الحكم والرضا وفي بداية الأمر حكم آل حثيث قحطان بـ 5 ملايين وسيارتين من نوع صالون وبعد المشاورات بينهم وبين القبائل الحاضرة لمراسم الصلح أقبل الحضور الذين يتقدمهم الشيخ علي بن محمد بن هضبان والشيخ علي بن سعيد بن دكام بمبلغ 500 ألف ريال وتم توقيع أوراق الصلح بين القبيلتين
غير متصل
يام وهمدان تنهي خلافا بين آل حسن وآل جريب بسبب امرأة توفيت ببلع لسانها
