أن تشعر بأنك تحب من كل قلبك..
وتخلص من أعمق أعماقك لمنتحب..
لكن أسوأ ما في الكون..
أن تشعر بأنك
ورغم كل ذلك الحب النظيفوالإخلاص الصادق.. فإنكتواجه بالبرود.. وبالجحود.. وبالنكران..
والأسوأ من كل هذا..
أن تحسبأنكرقم زائد في حياةالآخرينوأن وجودك في حياتهم هامشي.. وغير ذي بال..
والأسوأ منالأسوأ..
أن يهب من تحبّ نفسه لمن يمتهنه.. أو لا يُقيم له وزناً.. أولا يحتفظ به إلا لأنه قريب منك.. أثير
عندك.. مهم بالنسبة لك..
هذهالمفارقة العجيبة..
ليست قاسية علىالنفس فحسب ولكنها مدمرة. وعندما تبلغالأمورهذا الحد فإنها تصبح)ظالمة (
.. ومؤلمة.. وجارحة.. وغير محتملة..
هذا الوضع المحزن..
يشكل صورة من صورالحياة اليوميةللعلاقاتالإنسانية المختلة.. في زمن طغيان الرغبات.. وفساد
القيم.. وانهزام المبادئ..
وإلا فماالذي يجعلالنفوس تعاني منالتردي والابتذال.. والبعد عن الصواب..
إن الإخلاص.. الذي يجر علىصاحبه المصائب.. قد يتحول إلى نقمة شديدة.. نتيجة تعاظم الجروح..
وتزايدحالات النزفداخلمشاعرنا.. وبالمقابل فإنالصدمات المتعاقبة وإن نظفت أعماقنا.. وطهرتها
من كل وجود غيرمستحق.. إلا أنها لن تبارحها.. وستظل محفورة في نفوسناألماً.. ومرارة.. وقسوة..
وقد تسلمنا لحالة منالشعور بالحاجة إلى
الانتقام لمشاعرنا..لكرامتنا.. لآدميتنا..
غير أن الذين يحبونلا يعرفونكيف ينتقمون.. ولا كيف يثأرون لأنفسهمممن أتعبوهم وتلك هي
المشكلة..
مؤلم وجارح أن تشعربأنك تُعطي وتُعطي ولا تأخذإلا الهواء