Untitled 1
 
  افضل فني كهرباء منازل في تبوك (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 726 )           »          نظام معلومات الموارد البشرية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2041 )           »          خدمات إدارة الأملاك (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2297 )           »          مميزات التداول مع شركة Trade 360 (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6143 )           »          من هو فواز الحكير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6222 )           »          التوقعات المستقبلية لسهم باعظيم (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6151 )           »          شركة عزل: الحماية التي تدوم (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6443 )           »          حكم الاستثمار في تداول سيرا (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7259 )           »          اختيار افضل شركة وساطة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8348 )           »          حكم تجارة البيتكوين في العراق (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8692 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


الجاميه ادعياء السلفيه

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
فهد المهاجر
عضو فعال
رقم العضوية : 40228
تاريخ التسجيل : 25 - 12 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 159 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد المهاجر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية

--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة الطبعة الثانية :

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأِشهد أن محمد عبده ورسوله .
** يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }.
** يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }.
** يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }.

وبعد. . .

فهذه هي الطبعة الثانية من الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية ، جمعنا فيها مجموعة أخرى من أصول هذه المجموعة التي ظهرت على المسلمين بالتبديع والتفسيق والتجريم ، والتكفير ، واستعملت كل ألفاظ التنفير والتحقير مع دعاة الإسلام خاصة ، كوصفهم بالزندقة ، والإلحاد ، والخروج ... الخ .
وقصرت عملها الدعوي على حرب الدعاة إلى الله وتصنيفهم .

ومن نظر في أصولهم التي ابتدعوها أدرك يقينا أن هؤلاء هم الشرع والحكم ، فكما وجد في الفرق الإسلامية معطلة الصفات وهم الجهمية ، ومن نحا نحوهم ممن اخترعوا أصولا باطلة أدت بهم إلى تعطيل صفات الرب عز وجل ، فقد جاءت هذه الطائفة الجديدة وباسم السلفية لتضع أصولا باطلة تفضي إلى تعطيل الحاكمية التي اختص الله بها ** ولا يشرك في حكمه أحدا } فزعموا أن توحيد الحاكمية ليس من التوحيد ، بل وليس هو من أصول الدين والإيمان ، بل هو من الفروع ، وتعطيل الشرع كله ما هو إلا كفر دون كفر ، وكل من اعتنى بهذا الأصل فهو عندهم مبتدع يحمل فكر الخوارج ، ولقبوه بكل وصف قبيح لمجرد مطالبته الأمة بالعودة إلى حكم الله ورسوله ، وقد تفرع عن هذا الأصل الباطل عندهم وجوب ترك الحكام وشأنهم ، وعدم التعرض لهم وإن صدر منهم ما صدر من الكفر البواح ، وتمكين أعداء الإسلام ووجوب ترك الاشتغال بفقه الواقع وترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر - كما صرح به أحد كبارهم - و هذه هي العلمانية بعينها ، ومن ثم شنعوا على كل مجاهد في سبيل الله ، وقدموا حربه على حرب أعداء الله فكانوا بذلك من دعاة التعطيل ، وهم المعطلة للحاكمية والشرع كما كان الجهمية معطلة للصفات والأسماء ..

وقام مذهبهم على التعطيل : تعطيل الجهاد ، وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بإذن الإمام - حسب زعمهم - وتعطيل الدعوة إلى الله ، وتعطيل النظر في حال الأمة ، وإشغالها بحرب الصالحين ، وتتبع عوراتهم وزلاتهم ، وتنفير الناس عنهم .

وقد نفدت الطبعة الأولى للكتاب في أسابيع قليلة ، وصورت بأعداد هائلة ..

وللإلحاح في طلب نسخ الكتاب فإننا نقدم الطبعة الثانية مزيدة بأصول جديدة .. و الله نسأل عملنا هذا لوجهه خالصا ، وأن يكون ردعا وقضاء على فتنة هذه الطائفة ، وإزاحة لها عن وجه السلفية الحقة المهتدية بهدي القرآن الكريم ، وسنة سيد المرسلين ، وسيرة سلفنا الصالح الطيبين الطاهرين ، والسائرة في ركب علماء الأمة العالمين المجاهدين ..


[د. عبدالرزاق بن خليفة الشايجي]



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة الطبعة الاولى :

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ..

أما بعد :

فهذه الخطوط العريضة لفكر جديد منتسب إلى السنة متلفع بمرط السلفية ظلما ، ويتدثر برداء أهل السنة والجماعة زورا ، يترتب عليه هدم كل عمل دعوي قائم ، وإبطال فريضة الجهاد في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وزيادة تمزيق وحدة الأمة الإسلامية .

وقد أردنا دراسة هذا الفكر وجمع أصوله ، وقواعده دون الاهتمام بقائليه ومروجيه ، فإن ما يهمنا هو التحذير من هذا الفكر القائم على السب والتشهير والتجريح بغير جرح حقيقي ، والتبديع بغير مبدع ، والتكفير دون ضوابط ، والانشغال بالدعاة إلى الله سباً وتجريحا ً ، وتكفيراً ، وتبديعاً دون غيرهم من سائر الخلق ، وتقديم حربهم على حرب الكفار والمنافقين والعلمانيين واليساريين .

ونستطيع أن نسمي أصحاب هذا الفكر بالجراحين .. فهذا شغلهم الشاغل ، وهذا عملهم الدعوي الأساس الذي اتخذوه دينا يدينون الله به ، ويفضلونه إلا بالرحمن .. فمتى كان السب والشتم دينا ؟!

إن الواجب العمل على كشف عوار هذا الفكر ولتجنيب شباب الأمة الإسلامية عامة وشباب السلفية خاصة من الانزلاق والانحدار إليه ، والله المستعان وعليه التكلان ، وعلى الله قصد السبيل .

[د. عبدالرزاق بن خليفة الشايجي]


--------------------------------------------------------------------------------

أولا : الأصل الأم الجامع لكل أصولهم :

الأصل الأول : خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام ، رافضة مع الجماعات ، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار ...

هذه المجموعة التي اتخذت التجريح دينا ، وجمع مثالب الصالحين منهجا ... جمعوا شر ما عند الفرق .

فهم مع الدعاة إلى الله خوارج يكفرونهم بالخطأ ويخرجونهم من الإسلام بالمعصية ، ويستحلون دمهم ويوجبون قتلهم وقتالهم .

وأما مع الحكام فهم مرجئة يكتفون منهم بإسلام اللسان ولا يلزمونهم بالعمل ، فالعمل عندهم بالنسبة للحاكم خارج عن مسمى الإيمان .

وأما مع الجماعات فقد انتهجوا معهم نهج الرافضة مع الصحابة وأهل السنة ، فإن الرافضة جمعوا ما ظنوه أخطاء وقع فيها الصحابة الكرام ورموهم جميعا بها ، وجمعوا زلات علماء أهل السنة وسقطاتهم واتهموا الجميع بها .

وهم مع الكفار من اليهود والنصارى قدرية جبرية يرون أنه لا مفر من تسلطهم ولا حيلة للمسلمين في دفعهم ، وأن كل حركة وجهاد لدفع الكفار عن صدر أمة الإسلام فمصيره الإخفاق ، ولذلك فلا جهاد حتى يخرج الإمام !!

فوا عجبا كيف جمع هؤلاء بدع هذه الفرق ؟!! كيف استطاعوا أن يكيلوا في كل قضية بكيلين ، فالكيل الذي يكيلون به للحكام غير الكيل الذي يكيلون به لعلماء الإسلام !! فلا حول ولا قوة إلا بالله !!!



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني : أصولهم في التكفير والتبديع :

الأصل الثاني : كل من وقع في الكفر فهو كافر ، وكل من وقع في البدع فهو مبتدع .

هذا أصلهم الثاني ، تكفير المسلم إذا وقع في قول المكفر أو ما يظنونه مكفر دون نظرا في أن يكون قد قال هذا الكفر أو وقع منه خطأ أو تأولا أو جهلا أو إكراها .

وكل مسلم وقع في بدعة أو ما يتوهمونه بدعة ، فهو مبتدع دون اعتبار أن يكون قائل البدعة أو فاعلها متأولا أو مجتهدا أو جاهلا .

وهم أحق الناس بوصف المبتدع باختراعهم هذا الأصل الذي هو من أصول أهل البدع وليس من اصول أهل السنة والجماعة .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث : من لم يبدع مبتدع فهو مبتدع :

هذا الأصل الثالث من أصولهم الفاسدة ، فإذا حكموا على رجل أنه مبتدع أو على جماعة دعوية أنها جماعة بدعة ، ولم تأخذ برأيهم وحكمهم الفاسد فأنت : مبتدع ، لأنك لم تبدع مبتدع .

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وهو أصل وقائي فإما أن تكون معنا أو تكون منهم .

وهم على شاكلة من قبلهم في التكفير الذين قالوا " من لم يكفر الكافر - عندهم - فهو كافر " .

فإذا حكموا على رجل مسلم أنه كافر ولم توافقهم على ذلك فأنت كافر أيضا لأنك لم ترض باجتهادهم ، فما أشبه هذا القول بقول الخوارج .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الرابع :

استدلالهم بمنهجهم الفاسد في التبديع والتفسيق والهجر والتحذير من المبتدعة بقولهم أن الله سبحانه ذكر أخطاء الأنبياء .

وهذا من عظائمهم ومصائبهم الكبيرة إذ ظن هؤلاء أن الله عندما يرشد نبينا إلى شيء خالف فيه الأولى توجيها له إلى الأمثل والأفضل ، كقوله تعالى لنوح عليه السلامة : ** إنه ليس من اهلك } [هود46] ، وقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : ** عفا الله عنك لما أذنت لهم } [التوبة43] ، وقوله سبحانه وتعالى أيضا : ** ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } [الإسراء48] ، ونحو هذا في القرآن .

ظن هؤلاء الجهال أن هذا جار على أصلهم الفاسد الذي اخترعوه وابتدعوه وهو ذكر مثالب من سقطات الدعاة إلى الله من أجل التنفير وتحذير الناس منهم .

فأين القياس في هذا يا أهل العقول ؟!! هل أصبح الأنبياء هم المبتدعة ؟!! الذين يجب التحذير منهم !!! مع العلم أن هذا الأصل لا يجوز تطبيقه عليهم من خلال إظهار مثالب دعاتهم وشيوخهم فيجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم ومن انتقدهم فقد انتقد السلف بأكملهم .

فهل أصبحوا في مقام الرب الذي يرشد الأنبياء ؟!! وهل أراد الله سبحانه وتعالى بإرشاد أنبيائه- إلى بعض ما خالفوا فيه الأولى - تحذير الناس منهم كما يفعلون هم بالدعاة المهتدين ؟!!.

وهل أراد الله من ذكر أخطاء الأنبياء - حسب قولهم - تنقيصهم ، وتحقيرهم كما يفعلون هم بالدعاة إلى الله ؟!! تعالى الله ما يقولون علوا كبيرا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

إن الله جلت حكمته ما ذكر الذي أرشد فيه أنبياءه إلا بيانا لعلو منزلتهم ، و أنهم بشر قد يجتهدون فيسدد الله اجتهادهم ، ويخاطبهم الله سبحانه وتعالى وهو الرب العظيم بلطفه واحسانه ورحمته وحكمته وعلمه ..

وانظروا إلى قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ** عفا الله عنك لم أذنت لهم } [التوبة43] ، فقبل أن يعاتب قدم العفو ... و كل مواطن العتاب للرسل كان فيها من بليغ الكلام ، و من الاحسان شيء يفوق الوصف ..

ليتكم تعلمتم شيئا من الخطاب الإلهي الكريم لرسله الكرام ... و عرفتم كيف يكون الأدب مع علماء الإسلام ، و أهل الاجتهاد الذين يجتهدون فيخطئون ويصيبون ، و قد كان الواجب عليكم لو كان عندكم علم أو أدب أن تنصحوا لهم وتقيلوا عثرتهم ، و تغفروا زلتهم وتسددوا مسيرتهم .. و لكن كيف وقد أصلتم أصولا تهدم الدين ، وتنسف الدعاة إلى الله رب العالمين فلا يكاد يقع أحدهم في أدنى خطأ حتى تجعلوا منه وسيلة إلى هدمه و إفنائه والطعن فيه وتجريحه !! فإلى الله المشتكى ممن يدعي نصرة الدين وعمله لهدم الإسلام والمسلمين !!



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخامس :

لا يحمل مطلق على مقيد ، ولا مجمل على مفسر ، ولا مشتبه على حكم إلا في كلام الله ..

هذا أصلهم الخامس ، وقد اتخذوا هذا الأصل حتى يحكموا بالكفر والبدعة على من شاءوا من الدعاة فبمجرد أن يجدوا في كلامه كلمة موهمة ، أو عبارة غامضة ، أو قول مجمل يمكن أن يحمل على معنى فاسد فإنهم يسارعون بحمل هذا القول على المعنى الفاسد الذي يريدون ، ولا يشفع عندهم أن يكون قائل هذا القول المجمل قد فسره في مكان آخر تفسيرا صحيحا ، أو قال بخلاف المعنى الفاسد المتوهم في مواضيع أخرى .

وهذا تصيد وترقب للخطأ من المسلم ، وتحميل لكلام المسلم مالا يحتمله ، وتفسير له بما يخالف نيته وقصده ، مع استثنائهم لمشايخهم وأتباعهم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السادس : خطأ الإنسان في أصول الدين غير مغتفر :

ومن فروع التكفير المشين لهؤلاء اعتبارهم أن الإنسان - أي إنسان عالما كان أم جاهلا بأمور الأحكام ومسائل الشريعة - لا يغتفر له جهله أو خطؤه في أصول الدين .

وقد جاء أصلهم هذا بناء على فهمهم السقيم لما ذكر العلماء من أن الاجتهاد لا يقبل في العقيدة .. ففهموا بفهمهم الباطل الخارجي أن من وقع في الخطأ في مسائل العقيدة فإنه غير مغفور له .. وبذلك أخرجوا علماء الأمة من الملة من حيث يشعرون أو لا يشعرون ..



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السابع : إطلاق لفظ الزنديق على المسلم بلا دليل سوى الهوى :

والزنديق لا يطلق في لغة أهل العلم- في الأغلب - إلا على الكافر المظهر للإسلام ، وبالخصوص على الثنوية والقائلين بإلهين ، ومدعي النبوة والرسالة ، والفرق الباطنية الذين يحملون معاني القرآن على عقائدهم الوثنية ..

وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أن الزنديق يقتل دون استتابة ، بمجرد إظهار كفره لأنه منافق كذاب .

وقد تساهل أصحاب هذا الكفر الجديد بإطلاق لفظ الزنديق على المسلم المتبع للقرآن والسنة بخطأ أخطأ فيه !! فلا حول ولا قوة إلا بالله . و إنا لله و إنا إليه راجعون !! ولعل العذر لهم في ذلك هو تزاحم هذه الألفاظ في قاموسهم الذي لا يوجد فيه إلا زنديق .. وخارجي .. وكافر .. ومبتدع ..



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثامن : إقامة الحجة لا تكون إلا في بلاد بعيدة عن الإسلام :

ومن دواهي القوم قول بعضهم أن إقامة الحجة من وقع في الكفر لا تكون إلا في البلاد النائية والبعيدة عن الإسلام أما بلاد المسلمين فلا حاجة لمن وجد فيها إلى أن تقام الحجة عليه ، وعلى هذا الأصل الخارجي يكون كل من وقع في الكفر أو الشرك وهو في بلاد التوحيد فهو مشرك كافر ، ولا حاجة عند ذلك إلى إقامة الحجة عليه ، وهذا الأصل من فروع الأصل المتقدم " ومن وقع في الكفر فقد كفر " .

باستثناء الحكام فهم عندهم بحاجة لإقامة الحجة لينطبق عليهم الكفر من عدمه ، أما العامة فلا حاجة عندهم لإقامة الحجة عليهم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل التاسع : العمل الجماعي أم الفتن :

حطت هذه الطائفة رحالها على عروة وثقى من عرى هذا الدين ألا وهي العمل الجماعي بغية حلها فقالوا عنه أم الفتن .. وللتدليل على حرمة العمل الجماعي قالوا أن العمل الجماعي لم يرد في الشرع بدليل أنه لو كان أمرا واجبا لوجوب أن يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما قاطعا للعذر لا ان يجعله نهبة للآراء وعرضة للأهواء وموطنا للنزاع والخلاف و مستودعا للفرقة والخلاف .. وقالوا عن ادلة مشروعية العمل الجماعي أنها لا تهدي إلى الصواب الحق أو حق الصواب ، وفيها التكلف الوعر الذي لا يعرفونه إلا في منطق الفلاسفة ، وأما ما تفرضه الظروف في بعض البلدان على الدعاة إلى الله من الإسرار بدعوتهم فاعتبروه باب ضلالة والعياذ بالله تعالى حيث أن دينهم جلي ظاهر لا خفاء فيه ولا دس ولا كتمان ولا أسرار .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل العاشر : الحزبية المذمومة والعمل الجماعي المشروع وجهان لعملة واحدة :

اعتبر هؤلاء أن الحزبية لازمة للعمل الجماعي غير منفكة عنه وبالتالي اسقطوا سلبيات الحزبية على العمل الجماعي فقالوا : إن الحزبية تصبح دينا إذا سميناها عملا جماعيا أو قلنا جماعة !! أو جمعية !! أو لجنة !! أو حركة !! وعليه فقس !!!

وذلك أنهم يرون أن هذه الأسماء والمصطلحات العائمة البعيدة عن الوضوح قد جنت عن الإسلام والمسلمين ، وهكذا هذه الحزبيات المعاصرة والتجمعات الحاضرة كانت بداياتها نيات خير ... ثم أصبحت تكتلات تراد بذاتها .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الحادي عشر : تحريمهم العمل الجماعي والتنظيم الدعوي على الجماعات الإسلامية وإباحته لأنفسهم وأشياعهم :

مع أن هؤلاء قد افتوا بحرمة العمل الجماعي والتنظيم الدعوي بحجة أنه يدعو إلى الحزبية لكن أعمالهم جاءت مخالفة لفتواهم ، فلديهم عمل منظم كالأسابيع الثقافية والمخيمات الربيعية وطبع الكتب والتواصل الفكري والتنظيمي بينهم في بقاع مختلفة ، وبين قيادتهم "المدينة" المعروفة إلى غير ذلك مما لا سبيل إلى إنكاره .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني عشر : جمع مثالب الجماعات الدولية والتغاضي عن محاسنها من أجل هدمها :

اهتم هؤلاء الذين اتخذوا التجريح دينا بجمع الأخطاء والمثالب التي وقع فيها بعض أفراد الجماعات الدولية لا لغرض تنبيه أفرادها وتبصيرها للنصح لهم ، لكن من أجل هدمها والتنفير عنها وتبديعها بل تكفير المنتسبين إليها ، وقد عمدوا في سبيل ذلك إلى ضرب الجميع بأخطاء البعض ، فإذا كان في جماعة التبليغ أفراد من الصوفية أصبح كل تبليغي صوفي ، وإذا كان في أفراد الاخوان من يوالي الروافض فكل الأخوان المسلمين كذلك وهكذا ..

وهم يعلمون أنه ليس كل من ينتسب إلى جماعة التبليغ يدخل في الصوفية ضرورة ، وهل إذا أساء بعض أهل بلد كان كل أهل البلد جميعهم مسيئين بسببه .

أن الإنسان لا يتحمل وزر غيره إلا إذا رضي به وتابعه وقد دخل كثير من العلماء وطلبة العلم في الجماعات الدعوية من اجل تصحيح مسارها ، ونشر العقيدة الصحيحة بين أفرادها ، ووجد هؤلاء أن الجماعة الدعوية تجمع نافع للدعوة وتعاون مفيد على البر والتقوى .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث عشر : الجماعات الإسلامية فرق ضالة :

الأصل الثالث عشر لأصول أتباع السلفية الجديدة هو قولهم أن الجماعات الإسلامية ماهي إلا امتداد للفرق الضالة من معتزلة وأشاعرة وخوارج وقدرية وجهمية ، تنتهج منهج الخلف في العقيدة ، فأصبح بدل أن يقال هؤلاء أشاعرة وهؤلاء معتزلة صار يقال هؤلاء أخوان ، وهؤلاء تبليغ ..

لقد بين الشاطبي رحمه الله في الاعتصام ضابط الحكم على تجمع معين أنه من الفرق الضالة بقوله : ( وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين ، وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات ، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشئ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا ، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية ) ... إلى قوله : ( ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة ) [الاعتصام 2/200].



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الرابع عشر : الجماعات الدعوية جماعات ردة وتسعى إلى هدم التوحيد :

لما قرر هؤلاء أن الجماعات الدعوية أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى وانه يجب تقديم حربهم على حرب اليهود والنصارى وجمع مثالبها من أجل هدمها ، حتى زعم بعضهم أن هذه الجماعات هي جماعات ردة ، وزعموا أن جميعها انحرفت عن المنهج الحق وأخذت بمنهج الخلف وعقيدتهم ودخلت إلى الساحة باسم جماعات الدعوة وجماعات خير وهي تسعى في الحقيقة إلى الإطاحة بدعوة التوحيد ومحاربته ، فهي خارجة عن حظيرة الإسلام باسطة أذرعها هدما وفتكا بالإسلام وأهله وتخريبا وإفسادا لبنيانه وأرضه ، فشرها يسري سريان سم الأفعى في جسد الملدوغ من غير ضجيج ولا صخب ولا ظهور إلى أن تفاقم هذا الشر واتسع الخرق على الراقع كما هو الحال والواقع !!



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخامس عشر : النظر في أحوال الأمة ومعرفة أعدائها وفكرهم محرما شرعا كالنظر في التوراة المحرفة :

جعل هؤلاء النظر في أحوال أمة الإسلام ومعرفة مخططات أعدائها وفضح أساليب مكرهم بها أمرا محرما في الدين إلا من خلال الإعلام المرضي عنه والخاضع للحكومات الغربية ، وقاسوا ذلك على النظر في التوراة المحرفة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد غضب على عمر بن الخطاب لما رآه ينظر في ورقة من التوراة ، والحال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد غضب على عمر وانه رآه قد استحسن ما في التوراة فقال له : (( لقد جأتكم بها بيضاء نقية والله لو كان موسى حيا لما وسعه إلا أن يتبعني )) [الدارمي 441].

وأما النظر في التوراة للرد على محرفيها والعلم بكيد الكفار وتدبيرهم فهذا فرض على المسلمين وهو من فروض الكفايات التي لا بد أن يقوم بعضهم به وإلا أثموا جميعا .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السادس عشر : فقه الواقع وخصوصيته لولاة الأمور :

لما قرر هؤلاء أن فقه الواقع يفرق شباب الأمة ويغرس الأحقاد والأخلاق الفاسدة في أنصاره من بهت الأبرياء والتكذيب بالصدق وخذلانه وخذلان أهله والتصديق بالكذب والترهات وإشاعة ذلك والإرجاف به في صورة موجات عاتية تتحول إلى طوفان من الفتن التي ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إلا ودخلته .

قالوا أن فقه الواقع من واجبات ولاة المسلمين ولا يجوز أن يجند له أهل العلم وطلابه كي لا يزاحموا ولاة الأمور ويركضوا في ميادين لا يعرفون أبعادها وأغوارها لما يترتب على هذه المزاحمة و المنافسة من الأضرار بأنفسهم وأمتهم ما لا يعلم مداه إلا الله فإذا اشتغل طلبت العلم بفقه الواقع قالوا :( إن هذا من إسناد الأمر إلى غير أهله ).



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السابع عشر : فقه الواقع مضيعة للوقت مذهبة للجهد ، مأكلة للفائدة :

لما قرر أدعياء السلفية أن فقه الواقع من خصائص ولاة الأمور صاروا إلى تقليل شأنه وتسفيه المشتغلين به ، بل اعتبروه أقرب إلى أن يكون من الترف المعرفي الذي شغف به طوائف من مثقفي العصر وعدوه تحريضا خفيا ذكيا على الفكر الإسلامي يكسرون أبوابه كسرا مروعا حتى لكأنما يثأرون لأنفسهم من أصوله وقواعده ووسائله وفروعه ، وأن الدعوة إلى فقه الواقع مقولة جائرة زائفة ، وان السبيل الأحمد لفقه الواقع أن تدع فقه الواقع ليستحكم عندك فقه الواقع فتكون من أعلم الناس وأفقههم بفقه الواقع أو بعبارة أخرى " لنترك فقه الواقع لنفقه الواقع " وما هذا الستار إلا لإخفاء جهلهم في ما يدور من حولهم وتثبيطا لجهاد المسلمين .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثامن عشر : لا قتال إلا بوجود إمام عام :

أراد هؤلاء أن يبطلوا فريضة الجهاد الماضية إلى يوم القيامة فوضعوا شروطا لها لا تتوفر إلا في آخر الزمان ، منها :

أن الجهاد لا يفتح بابه ، ولا ترفع رايته ، ولا يدعو إليه إلا إمام واحد - الخليفة - ، وذلك كسائر الحدود والعقوبات .

ولما كان هذا في نظرهم غير موجود أصبح الجهاد اليوم عندهم باطلا وانتحارا ، والشهيد اليوم في أرض الإسلام منتحر ( ساع إلى سهم من غضب الله يجأ به في بطنه ) هكذا قالوا !!

وهذا القول كبيرة من الكبائر مخالف لإجماع أهل الإسلام والقرآن والسنة فالجهاد فريضة ماضية إلى يوم القيامة سواء وجد العام أم لم يوجد ... ولم يقل بهذا القول إلا الرافضة قديما والقاديانية حديثا ...



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل التاسع عشر : الجهاد تكليف ما لا يطاق في هذا الزمان ولا إثم في تركه :

وبناء على الأصل السابق في تحريم القتال إلا بوجود إمام عام اسقطوا فريضة الجهاد باعتباره من التكايف غير المقدور عليها ، ولا تؤثم الأمة بتركه ، وليس عليها إلا أن تجعل الجهاد حاظرا في نفوس أبنائها ترقب اليوم الذي يهيء الله لها فيه أسبابه فتستجيب لندائه ، فشابهوا بذلك من ينتظر صاحب السرداب ليخلص الأمة ويقيم الجمعة والجماعة والجهاد بزعمهم ..



--------------------------------------------------------------------------------
الأصل العشرون : أفضل الجهاد اليوم ترك الجهاد ، وأفضل الإعداد ترك الإعداد : انتقل أصحاب هذا الفكر من تأصيل أن الجهاد تكليف ما لا يطاق إلى القول باستحباب تركه وأفضلية تعطيله ، إذ أن سياق الآيات التي جاءت في الجهاد - حسب نظرهم - تفيد أن أفضل الجهاد اليوم هو الإمساك عن الجهاد ، وهذا عندهم من الإعداد الذي توفر فيه الجهود إلى ما هو ممكن ، ومقدور عليه يفتحونها متى يشاءون ويغلقونها متى يشاءون .
وليت الأمر وقف بهم عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى تعطيل الإعداد للجهاد ، فقالوا بوجوب الإمساك عن الجهاد حتى يكون الإعداد على تمامه ، وقد يكون من الأعداد ترك الإعداد ، وهذا متفرع من الأصل المتقدم أن الجهاد تكليف ما لا يطاق .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الحادي والعشرون : العمل السياسي تكليف ما لا يطاق :

والأصل الحادي والعشرون من أصول هذا الفكر اعتبارهم العمل السياسي أمرا لا يقدر عليه المسلم ولا يطيقه .. وبالتالي لا يشرع عليه العمل فيه ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يكلف العباد في دينهم الذي شرعه لهم ليؤثمهم بالعجز عما يطيقون من فعل المأمورات ، وترك المنهيات ، ولهذا كان من مفاخر السلفية عندهم عدم اشتغالهم بالعمل السياسي ...

وما ذلك إلا لجهلهم أن من سبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوض العمل السياسي لئلا تبقى ساحته مسرحا لأفكار العلمانيين والإباحيين ، واللادينيين ..



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني والعشرون : وجوب مقاطعة واعتزال العمل السياسي :

لما أراد هؤلاء عزل الأمة عن واقعها أفتوا بحرمة دخول المسلم الملتزم العمل السياسي أو الاقتراب منه لأنه مصيدة نصبت ليسقط فيها كل من يدنو منها أو يمسها ولو بكلمة ، ولا يدخلها إلا من يضع رداء الغربة على منكبيه لا يلبث أن يخرج مسرعا وإلا ذاق مرارة الهوان .

فنادوا بوجوب اعتزال الدعاة إلى الله العمل السياسي بحجة أنه من العبث ، ولا يحسنه إلا من هيئ له وصنع خصيصا من أجله ، واعتبروا أن الاقتراب من السلوك السياسي أو الحوم حوله هو كعمل الفراشة يستهويها الدوران حول النار حتى إذا كلت مالت إلى النار فاحترقت ، وعدوا طريق السلامة اعتزاله ، من ذلك قول أحدهم " ليس من الكيس أن يدع الإنسان الحيس بليس ، بل الكيس أن يأخذ الحيس بالكيس وان يدع ليس ، ومن الكيس أن يعرف أين هو من الحيس ؟ أبعيد منه أم قريب " ... إلى آخر ذلك مما في " كيسهم " من الألغاز والطلاسم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث والعشرون : العمل السياسي من المحظورات الشرعية وعلى العلماء والدعاة التحذير منه :

ومن أجل أصلهم السابق جعلوا مخالطة السلوك السياسي على ما هو عليه الآن محظورا ، ولا وجه فيه من الإباحة لزحزحته عن دائرة المحظورات الشرعية ، فمن خالطه فإنما يخالطه بوزر ، ومن تاب منه تاب الله عليه ، فيفرض على العلماء والدعاة والتحذير منه ، فإن تركه للقائمين عليه أولى من أن ينافسهم فيه غيرهم ، لأنه بمجموعه مصادم لأصول العقيدة وفروع الشريعة ، وإن كان لابد من العمل السياسي للمسلم فإنه ينبغي أن لا يجاوز التصور النظري المحض فإن تجاوزه فإنما يجاوزه إلى التعبير عنه بالكلمة الواعية ، وكل ذلك لأن الجماعات الإسلامية قد أعطت الجانب السياسي الأهمية البالغة فحولت اندفاع الناس من طلب العلم الشرعي إلى العمل السياسي والتهريج ...

والحقيقة أن ذلك دعوة خطيرة للعلمنة وفصل الدين عن الدولة فما لله لله وما لقيصر لقيصر بمعنى اتركوا البلاد للحكام ، ولعلماء الدين والمساجد .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الرابع والعشرون : أساليب الدعوة ووسائلها توقيفية :

لما أراد هؤلاء أن يبطلوا جماعات الدعوة إلى الله فإنهم وضعوا أصلا فاسدا يقول :" إن أساليب الدعوة ووسائلها توقيفية " وذلك لإبطال ما لا يرون من الأساليب والوسائل وتحليل ما يرون منها .. وما يملي عليهم أشياخهم .

والحال أن الوسائل والأساليب ليست توقيفية لأنها ليست من أمور الغيب وفرائض الدين ، فلم يتعبدنا الله بأسلوب معين للدعوة ، ولا بوسيلة خاصة ، وقد تعارف المسلمون في عصورهم المختلفة على أساليب ووسائل غير منحصرة كالدروس المنظمة ، والإجازات الشرعية ، والمدارس والجامعات ، وطبع الكتب والمجلات ، وكذلك استخدموا الإذاعة والشريط و التلفاز ، وكذلك الجماعة الدعوية ، وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحسبة ، وبعض ذلك لم تنص عليه نصوص خاصة في الكتاب والسنة .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخامس والعشرون : لا عمل لنصر الإسلام :

الدعوة التي خصص هؤلاء أنفسهم لها وفرغوا أعمالهم من أجلها هي أن يهدموا الدعاة إلى الله ويشينوهم ويسبوهم ويجرحوهم ... هذا هو جهادهم وعملهم لنصر الدين وإعلاء كلمته في العالمين !!

ولا أخالي مخطأ إن قلت أن الحسد الدفين هو دافعهم لذلك كله ، إن لم يكن بريق الدينار والدرهم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السادس والعشرون : النميمة للسلطان أصل من أصولهم :

فتراهم يستعينون بسوط السلطان لإسكات مخالفيهم بدلا من الحجة والبرهان ..

لا يتورع القوم عن تأليب السلطان على مخالفيهم في القضايا الاجتهادية ، وذلك من خلال تصوير هؤلاء المخالفين بأنهم خطر على الدولة وبالتالي يجب اقتلاعهم ، ومن هؤلاء من كتب مؤلبا في صفحات الجرائد العامة.

ومنهج السلف مع السلاطين معروف ، فهم يتجنبون أبواب السلطان ، وإن كان عادلا مقسطا إتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أتى أبواب السلطان افتتن )) ، فكيف إذا كان يعمل بالنميمة ويرسل التقارير والأشرطة المسجلة ، ليصطاد عبارة موهمة ، أو يتجسس على شيخ ليتقرب بدمه عند السلطان ..

وقال الثوري : ( إذا رأيت العالم يكثر الدخول على الأمراء فاعلم أنه لص ! ) .

وهؤلاء لا سلف لهم في أسلوبهم التحريضي إلا المعتزلة أيام المأمون والمعتصم حين استعانوا بسوط السلطان على أهل السنة ، وحكايتهم مع الإمام أحمد مشهورة معلومة .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السابع والعشرون : تقديم هدم دعاة السنة على أهل الفرق :

الأصل السابع والعشرون للطائفة التي اتخذت سب الدعاة إلى الله دينا : أن أهل البدع الكبرى كالرفض والتجهم والإرجاء واللادينيين ... يقولون عنهم : هؤلاء معروف أمرهم ، ظاهر فعلهم ولذلك فلا يجوز أن ننشغل بهم بل يجب أن ننشغل بالدعاة إلى الله لنبين أخطاءهم لأنها تخفى على الناس ...

فنعوذ بالله من الخذلان ع طريق الحق ، نسأله جل وعلا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا .

فانظر كيف عمى هؤلاء عن حرب المحاربين للإسلام وانشغلوا بحرب أولياء الرحمن والدعاة إلى الله !! ونهش لحومهم وتفضيل جهادهم بدلا من مؤازرتهم والنصح لهم ، وتسديد أخطائهم .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثامن والعشرون : إطلاق وصف الضال المضل على دعاة هدى :

استسهل هؤلاء إطلاق الألفاظ الكبيرة العظيمة ومن ألفاظهم التي تسهل على ألسنتهم إطلاق وصف " الضال المضل " و " الخبيث " على دعاة الهدى والخير من أهل السنة والجماعة .

وإطلاق هذا الوصف على من لا يستحقه كبيرة من الكبائر ، ولا شك أن مثله يعود على قائله نعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل التاسع والعشرون : سب الدعاة قربة إلى الله وعمل صالح أفضل من الصلاة والصوم :

الأصل التاسع والعشرون من أصول هذا الفكر هو التعبد لله بسب الصالحين وشتمهم ولعنهم . فالمسلم الداعية الذي يمكن أن يكون قد أخطأ تأولا أو جهلا يصبح وقوعه في هذا الخطأ الاجتهادي سببا في استحلال عرضه بل دمه !

وقائمة السباب عند هؤلاء الجراحين طويلة فـ " الخبيث " ، و " الخنيث " ، و " الزنديق " ، و " المبتدع " وأوصاف سهلة على ألسن هؤلاء الجراحين يقولونها في كل مناسبة ، ويطلقونها على الصالحين من عباد الله دون أي تأثم أو مراجعة للنفس ، بل بصدر منشرح ، ويظنون أن هذا أرجى أعمالهم عند أعمالهم عند الله : ** إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } [النور\15] .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثلاثون : إنزالهم الآيات النازلة في الكفار على المسلمين :

هذه الفئة التي اتخذت سب المسلمين دينا أرادت أن تستدل لمنهجها في تجريح أهل الإسلام وتبديعهم وتفسيقهم واستباحة أعراضهم ، ووجوب مفارقة الصالحين منهم وهجرهم ، وتعطيل دعوتهم ، أرادت أن تستدل لهذا المنهج الفاسد من القرآن ... فاستدلت بالآيات النازلة في الكفار ، وأن الرسل جاءوا للتفريق بين الأب وأبيه والزوج وزوجته ، والأخ وأخيه ، ويستدل بعضهم في دروسه بأن محمدا صلى الله عليه وسلم قد جاء فرقا بين الناس أو قد فرق بين الناس ، ويجعلون هذا الحديث دليلا على وجوب التفريق بين المسلمين ، فالسلفي غير الأحواني غير التبليغي ... ويعقدون الولاء والبراء بين السلفيين وهؤلاء ، كما هو الولاء والبراء مع الكفار ..!! فلا حول ولا قوة إلا بالله .

والحديث في التفريق بين المؤمن والكافر يحملونه على وجوب التفريق بين مسلم وآخر ، ويستدل بعضهم بقوله تعالى : ** ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون } [النمل \ 45] أن صالحا جاء ليفرق بين قومه .

ويرى هذا المستدل بهذه الآية أنه عندما يفرق بين مسلم و مسلم !! فهو تابع لصالح عليه السلام في تفريقه بين المؤمنين والكافرين . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...




--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الحادي والثلاثون : الهم الأول جمع مثالب الدعاة من أجل التنفير عندهم :

جعل هؤلاء الجراحون همهم الأول في الدعوة إلى الله هو الوقوف على أخطاء الدعاة ، وجمع مثالبهم ، وحفظ سقطاتهم برقم الصفحة ، ونص كلامهم ... والاهتمام بنشر هذه المثالب والسقطات بقصد تنفير الناس منهم لا بقصد تحذير الناس من الوقوع فيها ، أو النصح لمن وقعوا فيها ، وإنما بقصد أن ينفروا الناس عن الداعي إلى الله ويبطلوا جميع جهاده وكل حسناته ، ويهدموا كل ما بناه ، ويحرموا المسلمين من جميع مؤلفاته وعلمه ولو كان نافعا صالحا .

وهذا تخريب عظيم وسعي للإفساد في الأرض ، فلو أن ساعيا سعى في جميع مثالب الأئمة والفقهاء لوجد الكثير ، ولو أن جامعا جمع سقطات الفقهاء لجمع شيئا لا يحصى ، وقد قال سليمان التيمي :( لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ) ، قال ابن عبدالبر معقبا : ( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا ) [جامع بيان العلم وفضله 2\91-92] .

ولا يوجد عالم لم يتكلم فيه ، ولو تذكر له جرحة أو سقطة إلا من رحم الله !!

وهؤلاء الجراحون أنفسهم لو جمع جامع بعض سقطاتهم وزلاتهم من شريط أو شريطين أو كتاب أو كتابين أو محاضرة أو محاضرتين لكفت في إسقاط عدالتهم ، وتبديعهم وتكفيرهم على حسب أصولهم الفاسدة في التبديع والتفسيق والتجهيل والتكفير .

وهم يدعون أن الخطر الذي يتهدد الوجود الإسلامي في الأرض اليوم على أيدي هذه الفرق والطوائف الضالة أشد بكثير جدا من الخطر الذي يتهدده على أيدي الأعداء الصرحاء من اهل الشرك والمذاهب المادية ، إذ أن هذه الفرق والطوائف تدعي الإسلام ، ويحسبها غير المسلمين على الإسلام وهي في حقيقتها سوس مكين يسري في جذوع الإسلام وفروعه ، في الوقت الذي يتغافلون فيه عن أهل الكفر والبدع الظاهرة لعجزهم عن مواجهتهم ..



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني والثلاثون : اعتبار الدعاة أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى واللادينيين :

هذا وهو الوصف الذي يطلقه أصحاب هذا الفكر على الدعاة إلى الله ، وجماعات الدعوة والقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذين يأمرون بالقسط من الناس ...

فهؤلاء المصلحون المجتهدون في إصلاح أحوال هذه الأمة يصفهم هؤلاء بأن دعوتهم وأمرهم بالمعروف وقيامهم بالحق أخطر على أمة الإسلام من اليهود والنصارى ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث والثلاثون : يجب تقديم حرب الدعاة إلى الله على حرب اليهود :

لما كان هؤلاء يرددون ويعتقدون أن الدعاة إلى الله هم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى فإنهم من أجل ذلك قدموا حربهم على حرب اليهود والنصارى وقالوا إن الواجب كشف عوار هذه الفرق - الجماعات - وبيان ضلالها والتحذير من آثامها وخطرها ، وتعرية دعاتها و رؤوسها ، وصرف قلوب الناس وعقولهم عنها ، بل رأوا أن التصدي لجماعات الدعوة مقدم على التصدي للكفار والمنافقين والعلمانيين واليساريين ، بجميع أشكالهم .

وهذه هي علة الخوارج قديما وحديثا كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )) [البخاري 3344] .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الرابع والثلاثون : اتهام النيات بلا دليل :

الأصل الرابع والثلاثون عند هؤلاء أنهم لا يكتفون بالحكم على الظاهر ، فلقد أحرجهم الذين ظاهرهم الصلاح والدعوة إلى السنة والخير ، ولما اجتهدوا فلم يجدوا جرحة كبيرة يهدمون بها من يريدون هدمه فإنهم اتهموا نياتهم وقالوا " ما دعوا إلى السنة إلا لهدمها " و " ما التزموا بالسلفية إلا لحربها " .

ومن أجل ذلك كان أخذ الناس بالظنة ، واتهامهم بلا بينة راجحة سمة من سمات منهجهم الكاسد .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخامس والثلاثون : جعلهم الخطأ في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة اعظم منه في المسائل العملية مطلقا :

لقد جعل هؤلاء الجراحون الخطأ في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة أعظم من الخطأ في المسائل العلمية مطلقا .

ولهذا فإنهم لا يعدون جرائم الحكام الطغاة في الشعوب الإسلامية ، وما يقترفونه من فساد وإفساد وصد عن سبيل الله ... لا يعدون ذلك شيئا لظنهم أنه لا يعدو أن يكون فسقا عمليا ، بينما يعظمون الشنعة على داعية وقع في خطأ في مسألة علمية و يملئون الدنيا عويلا وتشهيرا .

وربما استدلوا بقول بعض أهل العلم ( البدعة شر من المعصية ) وهو ليس على إطلاقه ، فإن الخطأ قد يكون نسبيا بحسب اختلاف الاجتهاد ، وقد يكون فاعله مثابا وإن كان مجتهدا وإن ظنه غيره بدعة ، وقد يكون متأولا .

فلا يكون الداعي إلى إفساد المسلمين ونشر الربا والزنا وغيرها من كبائر الفواحش والعظائم بينهم بالدعوة إلى ذلك بالوسائل المرئية والمسموعة فضلا عن السماح بنشر بدع الإلحاد والضلال والمذاهب الهدامة عبر الصحافة وغيرها ، أهون ذنبا من داعية صالح وقع متأولا فيما يعد بدعة عند غيره .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السادس والثلاثون : إنزالهم أنفسهم منزلة أئمة أهل السنة الكبار في تبديع مخالفيهم :

ومن ذلك استدلالهم بكلام الثوري و الأوزاعي في تبديع أحد الأئمة المشهورين على جواز ما يفعلونه من تبديع وتضليل لمخالفيهم ، وهو بلا ريب قياس مع الفارق فإنما ساغ ذلك للثوري وغيره من أئمة السلف بسبب ما أوتوه من علم وعمل وقبول بين الناس ، وشتان ما بين أحوال أولئك الأئمة وأحوال هؤلاء الطائشين المتعجلين .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السابع والثلاثون : لا يذكر للدعاة والمفلحين إلا سيئاتهم :

الأصل السابع والثلاثون من أصول البدعة عند هؤلاء هو أنهم لا يذكرون للدعاة والمصلحين ومن يريدون هدمهم من أهل الخير إلا سيئاتهم فقط ، وذلك بهدف التنفير منهم وإبعاد الناس عنهم وتحذير طلبة العلم منهم والملتزمين والعوام من الاستماع إليهم ، ويسمون منهجهم هذا منهج أهل السنة في النقد .

وهذا على الحقيقة هو منهج المبتدعة والرافضة الذين لا يذكرون إلا ما يضنونه من أخطاء الصحابة أو مثالبهم ويتعامون عن حسناتهم وبلائهم وجهادهم ، ولا يذكرون لأهل السنة والجماعة إلا أخطائهم لقصد تنفير الناس عنهم ، وهؤلاء أخذوا منهج الروافض وشرعوا يحذرون الناس من الدعاة إلى الله والمصلحين وأهل الخير لتلمس أخطائهم والبحث عن هفواتهم وتصيد زلاتهم ، ومن ثم تحذير الناس منهم بدلا من النصح لهم والدعاء لهم بالخير وتنبيههم إلى ما أخطأوا فيه ليحذروه ويبتعدوا عنه و تأيدهم فيما قاموا به من نصرة الحق وعزة الدين ونشر الإسلام .

بل هؤلاء الجراحون يبطلون جميع حسنات الدعاة حتى وإن كانت جهادا في سبيل الله ويرون أن صلاتهم وصيامهم وحجهم وعبادتهم لا تنفعهم عند الله لوقوعهم في هذه الأخطاء القليلة التي لا تخرج من الإسلام ولا تدخل في بدعة فإنا لله وإنا إليه راجعون .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثامن والثلاثون : استعمالهم الألفاظ المجملة :

استعمالهم الألفاظ المجملة في الذم ليتوهم السامع الساذج معنى مذموما ويسلم لهم مرادهم مثل استعمالهم كلمات " التهييج " و " التلميع " و " التمييع " .. الخ .

وذلك كشأن أهل البدع في استعمال لفظ " الجهة " ، أو " الجسم " ، و " التركيب " ، وهم يريدون معاني خاصة بهم ، كذلك طائفة الجراحين يريدون :

بالتهييج : إنكار المنكر .
بالتلميع : الثناء على من وقع في بدعة فيما أحسن فيه ، كما كان يفعل علماء الإسلام من عصر الصحابة إلى أن خرجت هذه الطائفة العجيبة ..
بالتمييع : إحسان الظن فيمن أخطأ والتماس العذر العذر له .

وهذا كله حق كما ترى لكنهم يلبسونه ألفاظا مجملة مطلقة للإفساد و التخبيط .

وقد قال ابن القيم :

فعليك بالتفصيل والتمييز فالإ طلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الأ ذهان والآراء كل زمان
ومن هذا أيضا استعمالهم كلمة " المنهج " بلا إضافة تعين المراد ، وذلك لأن كلمة المنهج هكذا بإطلاق تخوف السامع الساذج ، فيرتاع من مخالفة ما يقولون ، وهذه خدعة يحسنها أهل البدع والتلبيس ، فإن " المنهج " كلمة تعرف بالإضافة ..

فإن كان المقصود " منهج العقيدة " ، فهو الأصول التي أجمع عليها السلف والقواعد الكلية التي بها فهموا الكتاب والسنة ، وفارقوا الفرق الضالة ، وهي قضايا علمية وأصول كلية ثابتة معلومة ، ومخالفتها خطرا عظيم وبدعة شنيعة .

وإن كان المقصود " منهج الاستدلال " في أصول الفقه و فروعه ففي بعض ذلك خلاف معروف مثل الخلاف في الإجماع الذي يحتجوا فيه ، والقياس ، وشرع من قبلنا ، وغير ذلك من القضايا المذهبية التي اختلف فيها السلف ولا تخرج المخالف المخطأ من أهل السنة . وإذا كان هناك ثوابت في منهج الاستدلال مخالفتهما بدعة شنيعة .

مثل ذلك بعض الخلاف في الاستدلال بالحديث مثل اشتراط اللقيا و الاحتجاج بالمرسل و مجهول الحال وتسامح بعض السلف في رواية الضعيف في الترغيب والترهيب ، ونحو ذلك من الأمور المذهبية التي جرى فيها خلاف بين أهل السنة ولا يخرج المخطأ فيها من أهل السنة .

وإن كان المقصود " منهج الدعوة " ، فالأمر أكثر سهولة ويسرا لأن منهج الدعوة منه ما هو ثابت كالانطلاقة من الأصول التي أجمع عليها السلف وتقديم العقيدة والعناية بالسنة ونبذ البدعة ومنه ما هو يتغير بتغير الزمان والمكان والمدعوين كدخول المجالس النيابية والعمل الجماعي المنظم ونحو ذلك مما قد يصلح أن يكون منهجا للدعوة في بلد دون بلد وزمن دون زمن .

والمقصود أنه لابد من التفصيل والتبيين والحكم على المسائل بعلم .. أما إطلاق كلمة " هذا المنهج " ، " يخالفنا في المنهج " ، " منحرف عن المنهج " ، " ليس على المنهج السلفي " فهو سبيل أهل البدع .. والله المستعان .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل التاسع والثلاثون : اختراعهم قول " ليس على منهج السلف " أو " ليس على منهج أهل السنة والجماعة " وكأنهم ورثوا عرش السلفية دون غيرهم :

اخترع هؤلاء الجراحون هذه العبارة " ليس من منهج السلف " وهي عبارة مجملة ترقى عنهم إلى التكفير والإخراج من أهل السنة والجماعة ، والفرقة الناجية ...

ويطلقون هذه الكلمة على مجرد مخالفة يسيرة في أمر اجتهادي يسوغ فيه الخلاف ، كالمشاركة في المجالس النيابية ، بقصد الإصلاح ودفع الشر ، وكالقول بأن وسائل الدعوة ليست توقيفية .

وهذه الكلمة كلمة كبيرة ، واصطلاح خطير لأنه أدى بكثير من هؤلاء الجراحين إلى التكفير بغير مكفر ، والتبديع بغير مبدع للمسلمين الذين يؤمنون بالقرآن والسنة ولا يخرجون على إجماع الأمة ويعتقدون عقيدة السلف في الإيمان بالأسماء والصفات وسائر أمور الغيب ولا يقدمون قول أحد على قول الله ورسوله ، ولكنهم قد يخالفون هؤلاء في أمر فرعي اجتهادي يسوغ فيه الخلاف ..

فيطلق عليهم هؤلاء هذه الكلمة الكبيرة " ليس من منهج السلف " و " ليس من أهل السنة والجماعة " وهذه الكلمة لا تطلق إلا على من وضع أصولا تخالف أصول أهل السنة كإنكار السنة أصلا أو الدخول في بدعة عقائدية كالخروج والرفض والإرجاء والتجهم والقدر ، أو تقديم العقل والهوى على النصوص من القرآن والسنة ، أو الفصل بين الدين والسياسة ... ونحو ذلك من البدع العقائدية التي تهدم الدين أو جزءا منه .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الأربعون : استخدامهم سلاح هجر المبتدع ضد المسلمين المصلحين :

هجر المبتدع وسيلة شرعية للإصلاح تخضع للمصالح والمفاسد وهو من أصول أهل السنة والجماعة ، وقد استخدمه أهل السنة لمحاربة البدعة وتقليل ضررها وشرها والتحذير من أهلها ، وقد وضع أهل السنة والجماعة ضوابط لذلك ومنها :

أن الحكم على المبتدع متروك للأمة الأعلام الذين يميزون بين السنة والبدعة فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - أنفسهم يرجعون إلى العلماء منهم قبل الحكم على أمر جديد ، كما رجع أبو موسى الأشعري إلى ابن مسعود لما رأى في المسجد أناسا متحلقين وفي وسط كل حلقة كوم من الحصى ، وعلى رأس كل حلقة رجل يقول لهم سبحوا مائة فيسبحون كبروا مائة فيكبرون ، فلم يتعجل أبو موسى الحكم عليهم حتى سأل ابن مسعود في ذلك . [رواه الدارمي 208] .

وكذلك رجع الناس إلى ابن عمر لما نشأ القدر ، ورجعوا إلى علي بن أبي طالب لما ظهر الخوارج وهكذا ...

ومن أصول أهل السنة أن الهجر للتأدب وأنه يختلف بحسب قوة الهاجر وضعفه وأنه لتحقيق مصالح شرعية وان المصلحة الشرعية إن كانت في المخالطة وجب المصير إليها ...

وبالجملة فالهجر الشرعي لا يكون إلا لتحقيق مصالح شرعية عظيمة .

وهؤلاء الجراحون استخدموا الهجر سلاحا لقتل الإسلام ، وتفريق المسلمين فجعلوا كل صغير لم يصل الحلم جراحا وحاكما على الناس بالبدعة والسنة ، وأمروا بهجر كل الدعاة والجماعات ، وكل من أخطأ خطأ في نظرهم ... فلم يبق أحد من المسلمين من أهل السنة والجماعة - إلا من رحم الله - إلا استحق عندهم الهجر .

ثم كروا على أنفسهم فبدع بعضهم بعضا وهجر بعضهم بعضا وهكذا ارتد سلاحهم عليهم ... وبهذا حول هؤلاء الجراحون سلاح هجر المبتدع الذي استعمله أهل السنة في محاربة البدعة إلى سلاح يحاربون به الإسلام والسنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الحادي والأربعون : حملهم أقوال السلف في التحذير من أهل البدع على الدعاة المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة :

من عظائم هؤلاء أنهم أخذوا نصوص السلف في التحذير من أهل البدع ووضعوها في غير مواضعها ، فقد أطلقوها على أناس صالحين من أهل السنة والجماعة .

وعلى أساس منهجهم الفاسد في أن ( كل من وقع في البدعة فهو مبتدع ) فإنهم أخرجوا أناسا كثيرين من أهل السنة والجماعة لم يكونوا دعاة لبدعة وإن كانوا قد تلبس ببعضهم بها خطأ ، وتأولا كالحافظ ابن حجر والإمام النووي من الأئمة الأعلام رحمهما الله ، وغيرهما ..

ولما رأى بعضهم خطورة ذلك وأنهم ربما يبدعون بذلك عددا كبيرا من علماء الأمة رجعوا عن تبديع هؤلاء الأقدمين ، واستمروا في تبديع الدعاة المعاصرين ، علما أن هؤلاء الدعاة وقعوا في بعض الأخطاء التي لا تخرجهم من عموم أهل السنة والجماعة ، وهي أهون مما وقع فيه الحافظ ابن حجر والإمام النووي رحمهما الله ...

ومنهم من اتخذ التقية ، دينا فكان يبدع هؤلاء الأقدمين سرا أو أمام خاصته ، وينفي عنهم البدعة علنا . فنعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالرحمن .

فهلا اتبع هؤلاء قواعد أهل السنة والجماعة في التبديع بدل من اعتناقهم قواعد تصل بهم أن يبدعوا سلف الأمة جميعا ، بل لو طبقوا هم قواعد التبديع التي اخترعوها على أنفسهم حسب موازينهم لكانوا من شر أهل البدع !!!



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني والأربعون : امتحان الدعاة إلى الله بالموقف من بعض أهل العلم :

لما بدع هؤلاء جماعة من الدعاة وأهل العلم من غير مبدع حقيقي ، اضطروا بعد ذلك إلى امتحان الناس بتحديد الموقف ممن بدعوه ، فمن لم يقل بقولهم أخرجوه من السلفية ، ومن قال بقولهم فهو السلفي الحقيقي عند هؤلاء القوم .

وبذلك أصبح للسلفية مقاييس خاصة عند هذه الطائفة ، مع العلم أن شيخ الإسلام قد حذر في رسالته لأهل البحرين من اتخاذ بعض المسائل - عن رؤية الكفار لربهم يوم القيامة - محنة وشعارا حيث قال في رسالته : ( ومنها أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعارا يفصلون بها بين إخوانهم و أضدادهم فإن مثل هذا مما يكره الله ورسوله ) .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث والأربعون : اتهامهم مخالفيهم من الدعاة بالتكفير :

هذا الأصل يستخدمه أتباع هذه الطائفة سلاحا في محاربة من يحالفهم من الدعاة والمصلحين .

فيتهمون الدعاة بالفئة الضحضاحة التي لا تجد راحة صدورها في إطلاق لقب الجاهلية أو كلمة الكفر على ألسنتها ، تحكم بهذه أو بتلك على مجتمع كل ملايينه مسلمون ...

ويتهمون أتباعهم بالتعطش للحكم على الناس بالتكفير والنفاق ، ووصف المجتمعات الإسلامية بالمجتمعات الجاهلية وبالانسلاخ الكامل من الدين .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الرابع والأربعون : تركهم الحق إذا جاء ممن خالفهم :

ومن أصولهم الفاسدة تركهم الحق ، لأن من يخالفهم يقول به أو يفعله ، ويجعلون ذلك دليلا على معرفة الحق ، ولهذا يحكمون على القول أو الفعل بأنه باطل لأن " الأخوان المسلمون " يفعلونه أو يقولونه أو " جماعة التبليغ " أو غيرهم .

ولهذا يقول قائلهم هذا " منهج الأخوان " أو هذا " منهج التبليغ " إذا أراد أن يستدل على الخطأ في مسألة ما ، وهذا نظير فعل الرافضة مع أهل السنة ، فإنهم يقولون ( إذا لم تعرف دليلا على مسألة ما فخالف أهل السنة تصب الحق فيها ) ، وفعلهم هذا يدل على أن غيرهم لا يكون فيه خير ، والحق لا يكون إلا معهم ، فكأنهم هم فقط الذين جمعت فيهم خصال الخير وعلم الحق كله .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخامس والأربعون : موقفهم المتناقض من فتاوى أئمة أهل السنة والجماعة :

إذا وجد هؤلاء فتوى لأحد من علماء السنة - قديما وحديثا - يشتم منها رائحة الموافقة لبعض آرائهم طاروا بها فرحا ، وألزموا الناس بها من باب توقير أهل العلم والرجوع إلى أقوالهم ، وربما ظهرت فتوى لبعض العلماء تخيء اجتهاد بعض المشايخ في مسألة ما لا تتفق مع مذهبهم ، وفي هذه الحال يلزمون ذلك الشيخ بالنزول عن رأيه والرجوع إلى رأي العلماء دونما نظر لأدلة الطرفين وحججهم وما يجب صنعه في مثل هذه الاختلافات .

أما إذا جاءت الفتوى ناسفة لأصولهم الكاسدة كمشروعية العمل الجماعي ، أو المشاركة بالبرلمانات النيابية ، فإنهم يردونها ولو كانت من نفس العالم الذي طبلوا من قبل لفتاويه الأخرى .

ويظهرون في هذا الموقف بوجه سلفي أثري يدعو إلى نبذ التقليد ، وعدم الجمود على أقوال العلماء ويحدثونك عن منهج الاستدلال عند السلف .. الخ من كلامهم المعهود ، فنعوذ بالله من اتباع الهوى .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السادس والأربعون : تربية الصغار على الثلب والشتم والتجريح :

الأصل السادس والأربعون من أصول الابتداع عند هؤلاء هو تعليم صغار طلاب العلم والمبتدئين سب الناس وتجريحهم قبل أن يعرف الشاب المبتدئ أركان الأيمان ، وأصول الأخلاق ، وأحكام العبادات ... فهم يبدأون مع الشاب الذي بدأ في الالتزام والهداية فيعلمونه أن فلانا أخطأ في كذا ، وابتدع كذا ، وهذا العالم زنديق لأنه قال كذا ، وذاك ضال لأنه فعل كذا .

وهذه أمور تضره في دينه وتقسي قلبه ، وهم مع ذلك يوهمونه أنه بذلك يكون كإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ، والناقد الخبير يحيى بن معين ، وأئمة الجرح والتعديل الذين جلسوا لتمييز الرواة ، وجرح المجروحين ، والذب عن الدين ... فلا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين .

ما أفسد هذا القياس فعلماء الجرح والتعديل كان همهم تصنيف الرواة لمعرفة من يروي عنه ممن لا تجوز الرواية عنه ، أما هؤلاء فهمهم تجريح علماء الإسلام والدعاة لتنفير الناس عنهم .

وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل وغيره من الأعلام لم يجلسوا لتصنيف الرواة إلا بعد أن أصبحوا في مرتبة الأئمة الأعلام الذين يستطيعون وزن الناس وتصنيفهم ، أما حدثاء الأسنان هؤلاء فأغرار صغار لا يعرف كثير منهم الفرق بين سنة وبدعة ، ولا يستطيع ترجيح قول على قول ، ولا يميز بين ركن وواجب ، ولا يدري مصلحة من مفسدة فضلا عن أن يميز بين مفسدتين ، أو يفاضل بين مصلحتين .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل السابع والأربعون : إلغاء توحيد الحكم من التوحيد :

لما كانت حركة الابتداع الجديدة هذه تقوم في بعض جوانبها على مناصرة الحكام أيّا كانوا ، وإبطال فريضة الجهاد وبعض صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتشويه صورة كل داع إلى الحكم بشريعة الله .

فإنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الأرض واعتبروا ما اصطلح على تسميته " بتوحيد الحاكمية " ابتداعا في الدين ، وأنه لا يوجد نوع من التوحيد يسمى " توحيد الحاكمية " ، وأن الأولى أن يدرج في أبواب الفقه .

وجهل هؤلاء أن الصحابة أنفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا إلى ربوبية وألوهية والأسماء والصفات ، وإنما هذا اصطلاح حادث ، وهو حق لأن كفار قريش فرقوا في الإيمان بالله بين كونه سبحانه وتعالى ربا وخالقا ومدبرا للكون ، وبين كونه الإله الذي لا إله غيره سبحانه تعالى والذي لا يستحق سواه أن يعبد...

فاصطلح على تسمية ما أقروه من الإيمان بالله " بالربوبية " ، وما أنكروه من مسائل الإيمان بالله " بالألوهية " ...

ولما جاء من المسلمين من فرق بين صفة لله وصفة أخرى وآمن ببعض أسماء الله وصفاته وكفر ببعضها ، فإن علماء أهل السنة سموا الإيمان بكل أسماء الله وصفاته " توحيد الأسماء والصفات " وذلك ليبينوا أن هذا داخل في مسمى الإيمان بالله سبحانه وتعالى فأصبح الإيمان الحق بالله جل وعلى مشتمل على الإيمان بكل ما وصف به نفسه وكل ما وصفه به رسوله .

والآن لما نشأ في المسلمين من قال نؤمن بالله ربا وإله ، ولا نؤمن به حاكما في شؤوننا الدنيوية ، بل ننظم أمورنا الدنوية كما نشاء ، ونادوا بفصل الدين عن الدولة كما يقولون ، وبفصل الدين عن الشؤون السياسية والاقتصادية ، فإن علماء الإسلام ردوا هذه البدعة الجديدة و التي سميت باللادينية أو العلمانية ، وبينوا أنه لا إسلام إلا لمن آمن بأن الله سبحانه وتعالى حاكما وأن الحكم له سبحانه وتعالى ..

وليس هذا بدعا في الدين أو ابتداعا في الإيمان والتوحيد ، بل إن من أركان التوحيد إفراد الله عز وجل للحاكمية وتقديم حكم الله ورسوله وطاعة الله ورسوله على طاعة وحكم كل أحد ، والإيمان بأن الحكم لله وحده وأن من رضي مختارا بحكم غيره في أي شأن من الشؤون فهو كافر بالله كما قال تعالى : ** ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } [النساء 60] .

وفي آخر هذه الآيات ** فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } [النساء 65] .

ولقد جاء من هؤلاء المبطلين من يزعم أن توحيد الحكم ليس من التوحيد ، وأن الحكم بغير ما أنزل الله إنما هو " كفر دون كفر " هكذا على إطلاقه ! دون تفريق بين من جعل حكم البشر أفضل من حكم الله أو مساويا لحكم الله ، ومن أخطأ أو تأول أو حكم بقضية واحدة بغير ما أنزل الله .

وبإطلاقهم القول أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر ، هونوا على الناس التحاكم إلى غير شريعة الله والرضا بغير حكم الله ، وأعطوا المبدلين لشرع الله صك شرعي في أن ما يفعلونه من حرب شريعة الله إنما هو معصية لا تخرجهم من الإسلام .. فنعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي المنان .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثامن والأربعون : لا كفر إلا بالتكذيب :

وهو قول بعضهم أن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب ، وهو بعينه قول جهم بن صفوان وبشر المريسي وابن الرواندي والصالحي ، وغيرهم من الجهمية ، ولهذا لما طبقوا هذا الأصل على الواقع صار حكم من نبذ الشرعية كلها وحكم بقوانين الكفار بحذافيرها وحارب من يدعو إلى تحكيم الشريعة وبالغ في أذاهم وتشويه دعوتهم أنه لا يكفر لأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب .

وكذلك من فتح الباب للأحزاب العلمانية الكافرة وأنشئ لها هيئات ومؤسسات ومجالس ومؤتمرات وصحف تدعو بها إلى أفكارها وترغب الناس فيها وتسخر من الدين وتستهزأ بشعائره أنه لا يكفر .

واعلم أن هؤلاء المساكين لما أرادوا تهوين جرائم كفرة الحكام وطمعوا أن يرضوهم تعلقوا بمذهب المرجئة الباطل في الإيمان و طبقوه على هؤلاء الحكام .

ومذهب المرجئة هذا مبني على أن جنس الأعمال من كمال الإيمان ، وليس ركنا من أركانه كما تقول أهل السنة ، فأهل السنة جنس العمل عندهم يزول الإيمان بزواله ، ولا يزول بزوال بعض العمل كما تقول الخوارج والمعتزلة .

أما المرجئة فلا يزول الإيمان وإن زال جميع العمل ، لأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب ، لأن الإيمان هو التصديق فيكون ضده هو التكذيب لا غير .

وأهل السنة الإيمان عندهم هو التصديق والعمل والكفر يكون بالتكذيب وبغيره ، كالتولي عن الطاعة وترك العمل بالكلية ، وعند بعضهم ترك الصلاة بمنزلة ترك العمل بالكلية .

قال ابن تيمية : ( وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا ولا صلاة ولا زكاة و لا صياما وغير ذلك من الواجبات ) .
وقال : ( ومن قال بحصول الإيمان الواجب دون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزء منه - فهذا نزاع لفظي - كان مخطأ خطأ بيناً ، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها ، وقالوا فيه المقالات الغليظة ما هو معروف ) [مجموع الفتاوى 7\621] .

وقد قدمنا في أول الكتاب أن القوم مرجئة مع الحكام فإنا لله وإنا إليه راجعون ..



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل التاسع والأربعون : لا سبيل لإعادة الدين إلى الدولة :

لما ألغى هؤلاء اعتبار توحيد الحاكمية من أنواع التوحيد وعدوه بدعا في الدين صاروا إلى رفع شعار اللادينية " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ... واعتبروها كلمة حكيمة تصلح لزماننا ، وذلكم أنهم يعتقدون أن الإنفصام بين الدين والدولة صار أمرا مقضيا لا مرد له ولا طاعن عليه ولا محيد عنه ..

ولعمر الله لا أدري ما أبقوا للعلمانية إذن !!



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الخمسون : وجوب السكوت عن انحراف الحكام :

من الأصول الفاسدة التي يتبعها هؤلاء إبراز أصل أهل السنة والجماعة في وجوب السمع والطاعة للإمام المسلم ما لم يأمر بمعصية والصبر على ظلم الحاكم مادام أنه مجاهد في سبيل الله ، مدافع للأعداء الإسلام ووجوب الصلاة خلفه وعدم الخروج عليه إلا في كفر بواح ، وهذا كله حق .

ولكن الوجه الآخر كذلك هو وجوب النصح لهذا الإمام وقول كلمة الحق له ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه ، وجهاد الكفار ورعاية مصالح الأمة فرض عليه وقبل هذا وذاك ، فالحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى في الكبير والصغير فرض عليه .

إن الحاكم والمحكوم طرفا عقد هو عقد البيعة ، فكما يجب على المحكوم السمع والطاعة للإمام ، فإن العدل ورعاية مصالح المسلمين وجهاد الكفار وتأمين الناس على أموالهم وأنفسهم فرض على الإمام كذلك . فإذا قصر الإمام في واجبه فيجب النصح له وإذا قصرت الرعية في واجبها وجب النصح لها كذلك ..

والدعوة إلى وجوب السمع والطاعة فقط وأن هذا هو أصل أهل السنة والجماعة تزييف لمنهج أهل السنة والجماعة الذي يقوم على النصح للأئمة المسلمين وعامتهم وليس النصح للعامة وترك الأئمة .

والقوم لا يفرقون في ذلك بين من لم يحكم بالشرع في بعض فروعه وبين من نحى الشريعة كلها جانبا وأعلن العلمانية دينا ومنهجا وحارب الإسلام ودعاته وزج بهم في سجون التعذيب ونزع الحجاب عن المسلمات ... بل هذا في نظرهم ممن يجب له السمع والطاعة سواءا بسواء !



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الحادي والخمسون : إنكار منكر الإمام باللسان خروج :

من أصولهم الفاسدة إطلاق لفظ الخارجي على من أنكر منكر الإمام باللسان ، وهذه كبيرة من الكبائر وعظيمة من العظائم ، لأن كلمة الحق عند الإمام الجائر من الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم : (( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) [رواه أحمد في المسند 4\315] .

ولا يسمى خارجيا إلا إذا اعتقد كفر المسلم بالمعصية ، ورأى الخروج على الحاكم المسلم بالسيف فإن لم يخرج فهو من القعدة ، وهذا لا يجوز قتاله كعمران بن حطان وغيره ، وإن خرج بالسيف عليهم فهو خارجي ، وهو الذي يجب قتاله .

وأما الإنكار باللسان فقط دون تكفير المسلمين أو اعتقاد تخليد صاحب الكبيرة في النار أو الخروج عليهم بالسيف ، فلا يسمى مثل هذا خارجيا ، ومن سمى الداعي إلى الله الذي يقوم بالدعوة ويأمر بالقسط بين الناس خارجيا فهو ضال مبتدع مخالف لكلام رب العالمين وسنة سيد المرسلين ، وإجماع أمة المسلمين .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثاني والخمسون : لا أمر بمعروف إلا بإذن الإمام :

ولما أبطل هؤلاء بعض صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فزعموا أنه لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا بإذن الإمام ، بل قالوا إنه لا إنكار حتى بالجنان إلا بإذن السلطان !!

وهذا قول مخالف للقرآن والسنة والإجماع فقد قال تعالى : {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } [البقرة \ 159] .
وقال سبحانه وتعالى : ** وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون } [آل عمران \ 187] .

وقال صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " [رواه داوود \ 3658] .
وكان مما أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم العهد على أصحابه ( وأن نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) [رواه البخاري \ 7200] .



--------------------------------------------------------------------------------

الأصل الثالث والخمسون : آخر الأصول وأعظمها إفسادا :

وأخيرا فإن أعظم أصولهم فسادا هو جعلهم تعلم هذه الأصول الفاسدة أهم وأولى وأعظم من تعلم أصول العلم في سائر الفنون بل أولى من الانشغال بحفظ القرآن ودراسة السنة ..



--------------------------------------------------------------------------------


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
مشعاب
المراقب العام للشبكة
رقم العضوية : 207
تاريخ التسجيل : 25 - 05 - 2003
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4,026 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 45
قوة الترشيح : مشعاب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

تصنيف اهل السنه الى طوائف خطا كبير
كـ جاميه - وهابيه - الخ

الواجب تعزير من يطلق هذه التقسيمات


مشعاب أخو عجراء
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
عمر الموصلي
عضو
رقم العضوية : 46862
تاريخ التسجيل : 10 - 02 - 2011
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 24 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عمر الموصلي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان( شرح النونية):

أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة : يقول بعض الناس أن هناك فرق قد خرجت اسمها الجامية حتى أطلقوها عليك فماأدري من أين أتوا بهذا الاسم ولماذا يطلقونها على بعض الناس ؟

الجواب :


هذا من باب ، يعني من باب الحسد أو البغضاء فيما بين بعض الناس ،

ما فيه فرقة جامية ما فيه فرقة جامية

الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة ،

ويدعوا إلى الله عز وجل ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد ،

ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل إنهم وضعوا أسمه وقالوا فرقة جامية ، مثل ما قالوا الوهابية ،

الشيخ محمد بن عبدالوهاب لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سمو دعوته بالوهابية ، هذه عادة أهل الشر إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير بالألقاب وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ، ما فيها سوء ولله الحمد ، ولا قالوا بدعاً من القول ،

ما هو بس محمد أمان الجامي اللي ناله ما ناله ، نال الدعاة من قبل من هم أكبر منه شأن وأجل منه علم نالوهم بالأذى .

الحاصل إننا ما نعرف على هذا الرجل إلا الخير ، والله ما عرفنا عنه إلا الخير

، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس وكلٌ سيتحمل ما يقول يوم القيامة ،

والرجل أفضى إلى ربه ، والواجب أن الإنسان يمسك لسانه ما يتكلم بالكلام البذيء والكلام في حق الأموات وحق الدعاة إلى الله وحق العلماء ، لأنه سيحاسب عما يقول يوم القيامة ما يحمله الاندفاع والهوى إلى أنه تكلم في الناس يجرح له العلماء إلا بخطأ بين واضح ،

أنا أقول الآن هؤلاء عليهم إنهم يجيبون لنا الأخطاء التي أخطأ فيها هذا الرجل

، إذا جاءوا بها ناقشناها وقبلنا ما فيها من حق ورددنا ما فيها من باطل ، أما مجرد اتهامات وأقول: هذا ماهو من شأن أهل الحق "اهـ
وسئل العلامة الفوزان ايضا
س 27 )

أناطلب العلم وأبين مايجب لولاة الأمور من السمع والطاعة وإني حين اتكلم في الجهاد وأنقل فتاوى هيئة كبار العلماء وفتاوى اعضاء اللجنة الدائمة في ذلك أوصف بأني جامي وأني متخاذل ولاأريد نصرة الإسلام فمانصيحتكم ؟

الجواب :

نصيحتنا ان تستمر على عملك ولاتنظر إلى من يذمك ومن يقدح فيك

لاشك أن الذين لايرضون عنك سيتكلمون فأنت لاتلتف إليهم مادمت على حق

وأنك توزع أشياء مضبوطة وصادرة عن أهل العلم

لايهمك من يذمك ومن يعذلك ولاتلتفت إليه )

( مسائل علمية وفتاوى شرعية للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ص 40)

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
مشعاب
المراقب العام للشبكة
رقم العضوية : 207
تاريخ التسجيل : 25 - 05 - 2003
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4,026 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 45
قوة الترشيح : مشعاب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

جزاك الله خير يا موصلي

الله لايحرمنا من وجودك


مشعاب أخو عجراء
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
فهد المهاجر
عضو فعال
رقم العضوية : 40228
تاريخ التسجيل : 25 - 12 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 159 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد المهاجر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

ياموصلي نقلت ما على الجاميه من الطوام ولم ترد عليها

وردت على تسميتهم بالجاميه ولاحول ولاقوه الا بالله

خذ هذا الاسئله لشيخك الحي ربيع مدخلي واتني بالجوبه

فهذه ثلاثون سؤالاً كتبها ووجهها الاخ ابو محمد المديني إلى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، نرجو أن تقرءوها جيداً، ونتوقع إجابة الشيخ ربيع عليه في القريب العاجل.
وحسب ما عرفت هناك رابط لهذه الاسئلة سأحاول الحصول عليه بإذن الله تعالى.


بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثون سؤالاً للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حول منهجه في النقد (السلخ والإبعاد)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين

فضيلة الشيخ الدكتور / ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ،،،

هذه مجموعة من الأسئلة نوجهها لفضيلتكم، ونستحلفكم بالله العظيم أن تجيبونا عليها لأنه تتوقف على إجابتكم عليها بيان الحق لنا في مسائل كثيرة، وإجابتكم ستكون إن شاء الله هي الفيصل فيما نحن فيه من الخلاف، وخاصة أن هذا الخلاف في أمر الدين، ونسألكم بين يدي الله عز وجل إذا لم تجيبونا، وأنتم تعلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من سُئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).

(1) هل تعتقد حقاً أن أبا الحسن المصري المأربي منافق وأنه صاحب فتنة وضلال متلبس بالسلفية، وأنه من أهل الخيانة والمكر، وأنه يسب أصحاب رسول الله، وأنه لا يجوز الاستماع له، ولا نقل العلم عنه أم أنك قلت هذا الكلام فيه لأنه لم يوافقك في الطعن في محمد بن عبدالرحمن المغراوي ويخرجه من السلفية كما أخرجته؟
(2) هل حقاً قلت في أبى الحسن المصري المأربي أنه (إمام من أئمة الجرح والتعديل في هذا العصر) وإذا كنت قد قلت ذلك فما هو مستندك على هذا الحكم وما السبب في تغيير حكمك فيه من الضد إلى الضد؟
(3) هل حقاً قلت في الشيخ الدكتور / محمد عبدالرحمن المغراوي (هو عندنا إمام ومن تكلم فيه يسقط عندنا)!! ثم قلت فيه بعد ذلك (إنه أكذب أهل الأرض)!! وإنه قطبي سروري تكفيري خارجي. وأنه يطعن في بني أُمية وبني العباس وينتقص العلماء، وأن له طريقة تسمى (المغراوية) فنسألك بالله الذي تقوم بأمره السموات والأرض عن السبب في تناقض حكمك في الشيخ المغراوي على هذا النحو من الضد إلى الضد؟
(4) يدعي الشيخ المغراوي أنك وتلاميذك قد تغير حكمك فيه بسبب أنه أراد أن يصلح بينك وبين الشيخ عدنان عرعور فهل هذا صحيح؟
(5) يدعي الشيخ سليم بن عيد الهلالي أنك قٌلتَ للشيخ علي بن حسن عبدالحميد الحلبي في منزلك (إذا لم تسقط المغراوي أنت وأبو الحسن فسأسقطكما معاً)!!
ويقول الشيخ سليم الهلالي بأنه سمع هذا منك ويُشْهدُ الله على ما يقول، ويجعل لعنة الله على الكاذب، وأنه مستعد أن يباهلك (أنت أو من يشكك في هذا الخبر) على هذا الكلام في الحجر (حجر الكعبة) وأن هذا كان برمضان قبل الفائت.. فنسألك يا شيخ ربيع بالله هل حصل هذا منك؟ ولماذا قلت هذا الكلام إن كنت قلته؟!
(6) هل يجب امتحان الناس الآن في عدنان عرعور، والشيخ المغراوي، والشيخ أبى الحسن المصري المأربي، فمن قال أنهم من أهل السنة أو سلفيون كان مبتدعاً، ومن قال إنهم من أهل البدع وهم أئمة ضلال، وأصحاب فتن كان سلفياً؟.
وما هو مستند هذا الحكم من كلام الله وكلام رسوله وعمل الصحابة وفقه السلف؟
(7) هل حقاً قلت في الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي أنه هو ابن تيمية هذا العصر - ثم حكمت عليه بعد ذلك بأنه خارجي قطبي تكفيري فنسألك بالله ما مستند قولك الأول - إن كنت قلته - وقولك الآخر في الشيخ سفر؟
(8) ذُكر عنك يا فضيلة الشيخ أنك كنت أحد أفراد أو قادة جماعة الأخوان المسلمين بضعة عشر عاماً، وأنت مدرس ورئيس لقسم السنة في الجامعة الإسلامية. فنسألك بالله هل كنت تعتقد عندما كنت عضواً في الإخوان المسلمين أنهم على حق أو على باطل؟ وإذا كنت تعتقد أنهم على باطل كيف جوزت لنفسك البقاء معهم كل هذه السنين؟
(9) فهمنا وقرأنا لكم أنك ترى الآن أن جماعة الأخوان المسلمين من فرق الضلال الاثنين والسبعين التي ذكرها رسول الله، وأنه لا يجوز مناصرتهم، ولا الدخول معهم ولا زيارتهم، كما الشأن في أهل البدع؟ فما الذي غير رأيكم في هذه الجماعة على هذا النحو؟ هل اطلعتم على شيء لم تكونوا تعلمونه ولم تطلعوا عليه عندهم طيلة بضعة عشر عاماً؟ ونسألكم بالله ما الذي غير رأيكم فيهم وغير حكمكم عليهم؟
(10) نقل كثير من المقربين إليك أنك قلت في سيد قطب رحمه الله – أنه لم يأت أحد في هذا العصر أبلى بلاء حسناً في المسلمين مثل سيد قطب؟ وقد كتبت في كتابك منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله أن سيد قطب (قد وفقه الله إلى عين منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله) ثم قرأنا لك بعد ذلك أنك تقول إن سيد قطب زنديق مبتدع اجتمعت فيه بدع الاثنين والسبعين فرقة!! وأنه قْتِل على الزندقة كما قتل الجعد بن درهم وغيره من الزنادقة.. فنسألك بالله ما الذي غير رأيك وحكمك هكذا في سيد قطب رحمه الله من النقيض إلى النقيض؟
(11) سمعنا وقرأنا لك أنك تمتحن الناس بوجه عام والسلفيين بوجه خاص في سيد قطب فمن قال فيه بقولك الأخير أنه زنديق ضال اجتمعت فيه كل أنواع الكفر والضلال كان سلفياً. ومن رأى فيه ما كنت تراه أولاً أو أنه رجل صالح عمل للإسلام وله أخطاء في العمل والاعتقاد شأن كثير من علماء الإسلام كان خارجاً من السلفية؟ فنسألك بالله أن تبين لنا الوجه الشرعي والدليل من القرآن والسنة وعمل السلف على وجوب امتحان الناس فيمن هو مثل سيد قطب؟
(12) يقسم محمود الحداد أنه سمع منك مراراً طعنك في سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، وقال إنه مستعد لأن يباهلك في ذلك فهل حقاً كنت تطعن في ابن باز رحمه الله - وتقول (ما ضر السلفية مثل ابن باز)؟!
(13) يُنقل عنكم القول أن ابن باز لم يكن سلفياً وأن رأيه في جماعة التبليغ والإخوان يخرجه من السلفية، ونقل عنكم أن ابن باز رحمه الله تراجع عن أقواله التي مدح فيها جماعة التبيلغ وأثنى فيها على جهودهم؟ فهل هذه الأقوال صحيحة عنكم، وما هو الحق في موقف الشيخ عبدالعزيز رحمه الله من جماعة التبليغ؟ وما هو موقفنا نحن من موقف الشيخ ابن باز رحمه الله في الجماعات؟ نسألكم بالله أن تجيبونا لنخرج من دائرة الشك إلى اليقين؟
(14) يدعي محمود الحداد في أشرطته ورسائله أنكم وإياه كنتم على القول بأن كل من وقع في بدعة من المتقدمين والمتأخرين عدا الصحابة فهو مبتدع، وأنكم من أجل ذلك كنتم ترون أن الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام النووي وابن عبدالسلام والسيوطي وابن الجوزي وأمثالهم من العلماء مبتدعون لا يجوز أخذ العلم عنهم، وأن الشباب الذين يقلدونكم في الجرح هم الذين حَرقُوا فتح الباري (شرح صحيح البخاري) وشرح مسلم للنووي وأنهم فعلوا ذلك بناءاً على مذهبكم ومنهجكم في الجرح، وأنك يا فضيلة الشيخ اضطررت للرجوع عن هذا القول عندما بلغ الشيخ ابن باز رحمه الله، أن هناك من يبدع ابن حجر والنووي فقال الشيخ بن باز (من بَدع ابن حجر والنووي فهو المبتدع) وأنك تراجعت خوفاً من مقالة الشيخ ابن باز رحمه الله، وبقى الحداد مصراً على مذهبه.. والحداد يقول أنه مستعد لأن يباهلك أنك كنت على هذا القول؟ وأن بعض إخوانك كالشيخ فالح الحربي كان يجيب من سأله عن ابن حجر فيقول للسائل نعم هو مبتدع ولكن بعد أن يستوثق من السائل وأنه من جماعتكم!!.. فنسألك يا فضيلة الشيخ بالله، هل كلام محمود الحداد هذا حق؟.. نرجو أن توضحوا لنا الحق من الباطل في هذا الأمر؟
(15) نُقل عنكم أنكم قلتم في الشيخ عبدالله بن خلف السبت إنه كَذاب مراوغ وأنكم حذرتم منه وأنكم كنتم تمدحونه وتزكونه، فما السبب في تغيير حكمكم من الضد إلى الضد في الشيخ عبدالله بن خلف السبت على هذا النحو؟
(16) ما حكم الانتماء إلى هذه الفرق التي ذكرتموها في كتبكم وردودكم (العرعورية ، نسبة إلى عدنان عرعور) والسليمانية (نسبة إلى أبى الحسن السليماني المأربي) والمغرواية (نسبة إلى الشيخ محمد المغراوي) هل هذه فرق ضالة كفرق الصوفية: النقشبندية، والقادرية، والأحمدية، والجشتيه، والسهروردية.. الخ) لأننا نرى أن لكل واحد من أولئك المشايخ (عدنان عرعور، محمد المغراوي، أبو الحسن المصري) تلاميذ وأتباع.. فهل حكم هؤلاء التلاميذ والاتباع حكم تلاميذ ومريدي مشايخ الصوفية أم أن الحكم يختلف؟
(17) قلتم في بعض كتبكم بأن السلفيين في هذا العصر يمثلهم الجمعيات السلفية الكثيرة في العالم كأهل الحديث في الهند، والباكستان، وأنصار السنة المحمدية في السودان ومصر، وجمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت، وجمعية دار البر في دبي.. ثم نُقل عنكم بعد ذلك أن هذه الجمعيات جميعها خارجة عن السلفية وقد تسلط عليها أهل البدع وأن رؤساءها جميعاً من المبتدعة كالشيخ محمد هاشم الهدية حفظه الله رئيس أنصار السنة المحمدية في السودان، ومحمد صفوت نور الدين رحمه الله رئيس أنصار السنة في مصر الذي شمتم في موته، فما الذي غير رأيكم وحكمكم على هذه الجمعيات وكيف انتقلتم في الحكم عليها من الضد إلى الضد، نسألكم بالله أن تبينوا لنا حقيقة ذلك؟
(18) يكثر في كلامكم الجرح بالسرورية، والقطبية، فنرجوكم أن توضحوا لنا ما هي السرورية وما هي القطبية، هل هم أتباع الشيخ محمد بن سرور بن زين العابدين، وأتباع سيد قطب ومحمد قطب أم هي غير ذلك لأننا نرى أناساً ممن يطلق عليهم هذا القول يحلفون أنهم لم يلتقوا بهؤلاء ولا أخذوا شيئاً من العلم عنهم، فكيف يمكن أن نسمي رجلاً ما بأنه سروري أو قطبي!!
(19) ذكر جمع من الذين يردون عليكم دفاعاً عن أبي الحسن وغيره أن في كتبكم وأشرطتكم طوام وأخطاء عظيمة أكبر من الذي ذكرتموه عن سيد قطب وأبي الحسن المصري والمغراوي وغيرهم: سواء في سب الصحابة وعيبهم أو في القول بأن هذا المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع جاهلي، أو الطعن في السلف، فمن ذلك ما وقع منكم في حق الصحابة رضوان الله عليهم، كقولكم في خالد بن الوليد (إنه يلخبط) وقولكم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه إنه صنع حيلة كحيل اليهود، وأكبر من ذلك ما ذكرتموه في شريط (الشباب ومشكلاته الوجه ب) بالنص (والله كان صحابة فقهاء.. (سكته) في السياسة ما ينجحون، وما يستطيعوا يستنبطون!! في الإذاعة والإشاعة يقعون في فتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة) أهـ أليس كلامك هنا ليس طعناً في الصحابة فقط، بل في معلم الصحابة الذي علمهم وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا فقهاء ومع ذلك لم يكونوا أكثرُهم حسب قولك يفهم في السياسة والواقع، ولذلك وقعوا في الفتنة، ومن أجل ذلك قلت للشباب إذا الصحابة أكثرهم لم يسلم في الوقوع في الفتنة بسبب جهله بالسياسة فما بالكم أنتم الذين لستم بصحابة؟ هذا فحوى شريطكم المذكور في حث الشباب للابتعاد عن السياسة، فنسألك بالله أليس قولك هذا طعناً في أصحاب الرسول، بل أليس قولك هذا طعناً في رسول الله نفسه الذي لم يحسن تعليم الصحابة السياسة وفقه الواقع فسقطوا في أول فتنة لأن كثيراً منهم حسب زعمك غير عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه لم يكونوا ممن يفهم السياسة؟
ومن أقوالك في الصحابة أيضاً قولك عن معاوية رضي الله عنه (ما هو عالم لكن والله يملأ الدنيا سياسة!! وقولك عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه (المغيرة بن شعبة مستعد يْلعَبْ بالشعوب على أصبعه دهاءً)..
وقد أعترفتم أنكم قلتم هذا كما في رسالتكم في الرد على أبي الحسن التي أسميتموها (الكر على أهل الخيانة والمكر) الحلقة الأولى.
فنرجو منكم أن تبينوا لنا حكم هذه المقالات التي صدرت منكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل من وقع منه مثل ذلك يكون مبتدعاً وضالاً؟ أم يبقى من أهل السنة والجماعة؟!
(20) يقسم محمود الحداد ويقول: أباهل الشيخ ربيع أنه كان يطعن في كثير من السلف كالزهري الذي قلت عنه كان يسير في ركاب رافضي، فهل حقاً وقع هذا منك ولو خطئاً رجعت عنه؟
(21) يطلق عليكم كثير من تلاميذك ومقلديك أنك إمام أهل السنة في هذا العصر، وحامل لواء الجرح والتعديل، وأن كلامك الذي قلته في جرح من جرحتهم كله حق، وأن من جرحته فهو المجروح، ومن عدلته فهو المعدل السني السلفي.. وقال الشيخ علي بن حسن الحلبي أن الله امتحن أهل السنة بالشيخ ربيع في هذا العصر فمن والاه فهو السلفي، ومن خالفه فليس بسلفي، وقال عنك يوم كنت تسكن المدينة إن من يزر مدينة الرسول من السلفيين، ولا يزور الشيخ ربيع فإنه لا يكون سلفياً.. فنسألك بالله يا شيخ ربيع هل تعتقد في نفسك أنك اليوم إمام أهل السنة، وأنك حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر حقاً؟ وأن من جرحته وأخرجته من السلفية فيجب على كل سني سلفي أن يخرجه من السلفية وإلا لم يكن سلفياً؟
(22) نرى يا فضيلة الشيخ أن لك في كثير ممن جرحتم الآن وأخرجتهم من السلفية قولين متناقضين فهل يُعْمل في كلامكم بالناسخ والمنسوخ؟! أم بالقديم والجديد؟ أم يجب علينا الجمع بين القولين إن أمكن ذلك؟ وإلا وجب الترجيح فإن لم يمكن وعرفنا المتقدم والمتأخر حكمنا بأن قولكم المتأخر ينسخ القول المتقدم؟
(23) نرجو يا سماحة الشيخ أن تبينوا لنا من معكم الآن على هذا الأمر ممن يدخل في السلفية الحقة؟ لأنه يُقال أنكم لا تعتقدون أنه يوجد على السلفية التي أنتم عليها في الوقت الحاضر إلا ثلاثة نفر في الرياضْ ونحوهم أو أكثر في المدينة النبوية، وأكثر منهم قليلاً في اليمن، وأقل من ذلك بمكة المكرمة، وماعدا هؤلاء من كل أهل الإسلام فليسوا بسلفيين ولا يؤخذ عنهم العلم ويعاملون معاملة أهل البدع؟ فنرجوكم أن تذكروا لنا مَنْ هم السلفيون على المنهج الحق ممن تعلمونهم في كل قطر حتى نعرفهم؟ ونوصي أهل الحق بهم؟
(24) ذكرتم يا فضيلة الشيخ في كتابكم (منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الأفراد والطوائف والجماعات) وفي رسالتكم المنشورة بالانترنت التي سميتموها (النصوص النبوية السديدة صواعق تدك قواعد الحزبية الماكرة الجديدة) المكتوبة بتاريخ (13 جمادى الأولى سنة 1423هـ) ذكرتم في الكتاب والمذكرة أدلة كثيرة من القرآن والسنة لبيان منهجكم في النقد من ذلك الآيات التي جاءت في القرآن يعاتب الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الله حسب قولكم أنكر على الرسول والمسلمين في القرآن في مواقع كثيرة.. ومن الأحاديث ذكرتم قول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة (بئس خطيب القوم أنت) وقوله لأبي ذر رضي الله عنه (إنك امرؤ فيك جاهلية) وقوله لمعاذ رضي الله عنه (أفتان أنت يا معاذ) وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) لما تكلمت أم المؤمنين عن زينب وأنها قصيرة.. ونسألك يا فضيلة الشيخ: هل يجوز الاستدلال بآيات العتاب التي عاتب الله فيها رسوله على منهجك في النقد وأن من وقع منه خطأ وبدعة فيجب تبديعه وإخراجه من السلفية والدين، وعدم قبول ما أحسن فيه؟! وهل عندما وعظ الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً وعائشة وأبا ذر وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين كان يريد تبديعهم وتفسيقهم وإخراجهم من السنة، وألا يقبل حسناتهم وأن يأمر بمقاطعتهم وبغضهم كما هو منهجك في النقد.. أم أن هذا وعظ منه صلى الله عليه وسلم لأصحابه مع بقاء المودة والمحبة والصحبة والفضل. بينوا لنا ذلك؟
(25) لم نعرف فيمن نقدتموه من العلماء والمشايخ ممن كتبتم كتباً في الرد عليهم أنكم رددتم عليهم ثم أبقيتموهم مع أهل السنة أو السلفية بل جميع من رددتم عليهم أخرجتموهم من السنة والسلفية كما فعلتم مع سلمان العودة في كتاب وعبدالرحمن بن عبدالخالق في كتابين، وسفر بن عبدالرحمن الحوالي في كتاب، وبكر بن عبدالله أبو زيد في كتاب، وعدنان عرعور في كتاب، ومحمد بن عبدالرحمن المغراوي في كتاب، وابى الحسن المصري المأربي في أربعة عشر كتاباً لك ونحو مائة رد آخر من مريديك، وجميع هؤلاء خلعتم عليهم صفات الخروج ومناصرة البدعة، والكذب والأفك، والضلال وحذرتم من هؤلاء جميعاً ومن كتبهم وتعليمهم، وأوصيتم تلاميذكم أن يحاربوهم في كل مكان وقدمتم حربهم على حرب اليهود والنصارى علماً أن هؤلاء جميعاً ينسبون إلى السلفية وأهل السنة والجماعة، فكيف تستدلون على منهجكم في النقد وأن الله انتقد رسوله في القرآن، وأن الرسول انتقد كثيراً من الصحابة فما وجه قياس عملكم على ما نسبتموه إلى الله سبحانه وتعالى مع الرسول!! وما نسبتموه إلى الرسول مع الصحابة!! ما وجه قياس منهجكم في الحكم على الرجال بعتاب الله لرسوله، وبموعظة النبي للمؤمنين.. أرجو أن توضحوا لنا وجه الشبة بين فعلكم وما استدللتم به من الآيات والاحاديث؟
(26) قلتم في أكثر كتبكم إن السلف لا يعرفون منهج الموازنات وأنه منهج مبتدع أراد القائلون به أن يعدلوا الجماعات البدعية وأهل البدع وذلك عندما يذكرون ما لهم من الفضل والاحسان بجوار ما قد يكون لهم من السيئات والأخطاء.
ولكننا نرى أن أهل الحديث في حكمهم على الرجال يذكرون حسنات كل شخص وسيئاته، ما قيل عنه ممن يعدله ويمدحه وما قيل عنه ممن يذمه ويقدح فيه وذلك في الدين والعقل الذين هما مدار الحكم على من ينقل عن الرسول أو بعبارة أخرى الصدق، والحفظ، وسموا عملهم هذا بالميزان وسموا كتب الرجال كذلك بهذا الاسم الميزان ولسان الميزان، وإذا كان الرجل من أهل الصدق ليس بكذاب ومن أهل الحفظ فإنهم يعدلونه، وأما إذا كان كاذباً فلا يقبلون منه وإن كان ما كان حفظاً وديناً، كمن زعم أنه يكذب للنبي لا على النبي.. وعن طريق هذا الميزان كانت درجات وطبقات الحفاظ والرواة بدءاً بالثقة الثبت ونهاية بمن يقولون عنه (جاوز القنطرة أو صدوق له أوهام) وقد قبلوا رواية كثير من المبتدعة كما ذكر ابن حجر أعداد من روى عنهم البخاري ممن رموا ببدعة الخروج والرفض والإرجاء والقدر مما يربو مجموعهم على المئات، وهذا الصنع من البخاري إنما هو عمل بميزان الحسنات والسيئات، فلم يسقط كل مجروح وإنما أسقط أهل الكذب فقط، ومن أهل الحديث من يأخذ حديث المبتدع مطلقاً ومنهم من يأخذ حديثه إلا ما يكون فيه شبهة مناصرته لبدعته.
فأهل الحديث جميعاً لا يعملون في الرجال إلا بالميزان.
وأما أهل الفقة فإن حكمهم على الرجال كله كان كذلك بالميزان فلم ينقل عنهم جمع مثالب الإمام ابى حنيفة رحمه الله وحدها دون ما أحسن فيه ولم يؤاخذوه بما روى عنه في مسائل الإيمان وترخصاته في بعض أنواع الخمر، وتقديمه القياس على خبر الآحاد وغير ذلك، وكذلك لم يذكروا عن الإمام مالك ما ذكر عنه في رده الحديث الصحيح إذا خالف عمل أهل المدينة وإن كان هو من رواته، ومسائل كثيرة وقعت منه، وبقي عند الناس هو إمام دار الهجرة، وإمام أهل السنة وكذلك الشافعي وأحمد فإن أحداً من السلف لم يذكر سيئاتهم فقط دون حسناتهم عندما يأتي للحكم عليهم، وقبل هذا في التابعين وتابعي التابعين إلى يومنا هذا لا نعلم أحداً كان يحكم على الرجال بما يقع منهم من أخطاء فقط دون النظر في حسناتهم ونريد أن نسألك يا فضيلة الشيخ من هو أمامك الذي أخذت عنه هذا المنهج في الحكم على الرجال؟ أم أن هذا المنهج من اختراعك وابتداعك؟
(27) يا سماحة الشيخ رأينا كثيراً من الشباب يقلدونكم في الحكم الذي تحكمون به على شخص منا دون أن يعرفوا دليلكم وكذلك ما يحكم به من يناصرونكم في منهجكم هذا كالشيخ فالح الحربي، والشيخ عبيد الجابري والشيخ محمد هادي المدخلي، فكل ما يتلقونه منكم في شخص ما يقولون به فوراً دون معرفة دليلكم ومستندكم في الجرح وقد يكون هذا الجرح بالتبديع والتفسيق والزندقة، والإخراج من السلفية والسنة، وكذلك بأن الشخص الفلاني ضال مضل، أو منافق عليم اللسان، أو ماكر خبيث، أو متستر بالسلفية يريد هدم السلفية، .. الخ هذا القاموس الطويل من ألفاظ الجرح التي امتلأت بها كتبكم ومقالاتكم ومقالات المشايخ المذكورين.
فهل يا سماحة الشيخ تبيحون التقليد لهؤلاء الشباب في نقلهم هذه الأحكام على هؤلاء الأشخاص وأن يعملوا بمقتضى هذه الأحكام من السب واللعن، وتنفير الناس عن هؤلاء المجروحين، وكثيراً ما يكون جرحكم للشخص مصاحباً بوجوب اتباع هذه السياسة مع هؤلاء المخالفين الذين تبدعونهم، فهل تجيزون لهؤلاء الشباب أن يقلدوكم في الحكم الذي تصدرونه أم أنكم لا تجيزون لمن سمع ذلك منكم أو تلقى أوامركم في ذلك أن يقلدكم في هذا الأمر بل يجب عليه أن يقف بنفسه عن السبب والدليل الذي من أجله جرحتم فلاناً من الناس أو بدعتموه أو فسقتموه أو زندقتموه.. الخ.
وهل ترى يا فضيلة الشيخ أن التقليد يجوز في هذا الأمر أم لابد من معرفة الدليل؟ وإذا كنتم لا ترون التقليد في هذا الأمر فبماذا تنصحون الشباب الذين يقلدونكم دون دليل في هذا الأمر؟ وماذا يجب على هؤلاء الشباب إذا رجعتم عن تعديل شخص ما إلى تبديعه وتفسيقه؟
(28) نرجو منكم أن تذكروا لنا ولو قولاً واحداً عن عالم واحد من علماء الإسلام أو داعية من دعاته أو حتى طالب علم واحد كتبتم رداً عليه أو حواراً معه ومع ذلك أبقيتموه في دائرة أهل السنة والجماعة ولم تحذروا منه ولم تبدعوه؟! ولم تقدموا حربة على حرب اليهود والنصارى؟
فلماذا لا تسمون منهجكم (منهج السلخ والإبعاد) ما دام أنكم قد تخصصتم في هذا الباب دون غيره من الأبواب؟
(29) ذكر الشيخ أبو الحسن المصري المأربي أن كثيراً من أتباعك يقولون أنك معصوم في مسائل المنهج، وأنك أعلم من ابن باز والألباني وغيرهما بالمنهج، وأنهم لا يطيقون سماع أن ربيع يصيب ويخطئ ويقولون أن من حج أو اعتمر ولم يزر الشيخ ربيع ففى سلفيته نظر! ونسألك يا فضيلة الشيخ هل سمعت بمقالة هؤلاء الأتباع؟ وهل إذا سمعتها أنكرتها، وهل صدر منكم شيء مسموع أو مقروء في هذا الإنكار؟ أو أنك تعتقد هذا في نفسك؟!
(30) قاموس شتائمكم للعلماء وأهل الفضل ممتلئ جداً وهو غالباً بأفعل التفضيل نحو (أكذب أهل الأرض، وأضل الناس، وأشر أهل البدع، أخبث أهل الأرض، وصاحب أعظم فتنة) وهذا القاموس لم تطلقوا ألفاظه إلا على علماء منسوبين لأهل السنة والجماعة وكثير منهم من رفعتهم إلى مصاف أعيان السلف ومنهم الشيخ أبو الحسن المصري المأربي، والشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي، والشيخ سفر بن الحوالي، والشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ عايض القرني، والشيخ سعيد بن مسفر، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق، والشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، والشيخ محمد حسان، والشيخ أبو اسحاق الحويني، وغيرهم وغيرهم.. فهل وصفك لهؤلاء بهذه الأوصاف: أكذب أهل الأرض، وأضل الخلق، وأشر أهل البدع، وخوارج وسروريون، وقطبيون، نسألك بالله هل تقول هذا وأنت صادق عند نفسك؟ أم تقوله وأنت تعلم أنك تقول الكذب؟ وهل تقوله غيرةً للدين، أم لأمر آخر؟ ولو كنت تقوله للدين فهل يمكن أن تبينوا لنا الوجه الشرعي في سلخ كل هؤلاء من الدين، وإبعادهم عنه وتنفير الناس عن دعوتهم إلى الله؟

كتب الأسئلة ووجهها:
أبو محمد المدني –طالب علم– أراد أن يظهر للناس حقيقة المنهج الذي تدعون الناس إليه.
فأرجو عند نشركم الإجابة أن تكتبوا السؤال ثم جوابكم عليه لتكون أدعى إلى بيان الأمر من جميع جوانبه؟

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
النادر
عضو مميز
رقم العضوية : 34123
تاريخ التسجيل : 18 - 01 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,336 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : النادر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

مشكور يا فهد المهاجر
وبيض الله وجهك
ونسأل الله أن يزيل هذه الشرذمة عن الأرض

من تجمل في بني عمه و طالي
من بني عمه كسب مدح و فضيله
و من تحزم لا يقول أنا لحالي
عزة الرجال من عز القبيله
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
عمر الموصلي
عضو
رقم العضوية : 46862
تاريخ التسجيل : 10 - 02 - 2011
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 24 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عمر الموصلي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

هذا كلام امام اهل السنة الفوزان وليس كلامي فرد على الفوزان ان استطعت .وحقيقة انتم لا تستحقون ان يرد عليكم العلامة ربيع فهل كلما نعق صبي هنا وهناك رد عليه ربيع .هذا كلام الفوزان يكفيك لو كنت طالبا للحق ولكنك صاحب هوى.واما هذه الثرثرة فلا تساوي شيئا عند المنصفين.

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيال الغلبا
عضو فعال
رقم العضوية : 1849
تاريخ التسجيل : 19 - 01 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 117 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : خيال الغلبا is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 18 - 02 - 2011 ]

فهد المهاجر

بيض الله وجهك

على الصدع بالحق

واسال الله ان يجعلها في موازين اعمالك

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
خضاخض
عضو نشط
رقم العضوية : 42268
تاريخ التسجيل : 07 - 05 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 33 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : خضاخض is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 19 - 02 - 2011 ]

تعريف الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته للجامية
الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم ، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم ، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى ، هذا سبب تسميتهم .


[
url]

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
فهد المهاجر
عضو فعال
رقم العضوية : 40228
تاريخ التسجيل : 25 - 12 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 159 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد المهاجر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الجاميه ادعياء السلفيه

كُتب : [ 14 - 03 - 2011 ]

نعم ورحم الله الشيخ ابن جبرين

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رئيس الجاليه الاسلاميه بامريكا يتصل هاتفيا بمكتشف علاج مرض السكري المدرع منتدى الأخبار 6 25 - 06 - 2008 01:38
اخي هجرة الطيري ** تبي تعرف الجاميه لتحذر منهم ** تعال مطرح الحشو المنتدى المـفـتـوح 2 30 - 08 - 2004 01:35
اختنا صفيه السلفيه فاضت روحها إلى ربها فترحموا عليها ((هجرة الطيري)) منتدى الأخبار 1 27 - 06 - 2004 15:13


الساعة الآن 02:56.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها