Untitled 1
 
  توقعات سهم مهارة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          توصيات الاسهم السعودية VIP (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 245 )           »          الفرق بين المضاربين والمستثمرين في البورصة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 222 )           »          طريقة بيع الاسهم في الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 221 )           »          تعريف الأسهم الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 217 )           »          افضل شركة وساطة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 282 )           »          افضل الاسهم السعودية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 341 )           »          مميزات وعيوب نماذج الهارمونيك (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 374 )           »          كيف ابيع اسهم ارامكو الراجحي عبر الهاتف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1053 )           »          كيفية التداول بالاعتماد على الدعم والمقاومة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1016 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


رسائل الأنس مع القرآن الكريم : قول في الوسطية. بقلم المختار العروسي البوعبدلي.

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
المختار العروسي
عضو
رقم العضوية : 27701
تاريخ التسجيل : 13 - 06 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المختار العروسي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رسائل الأنس مع القرآن الكريم : قول في الوسطية. بقلم المختار العروسي البوعبدلي.

كُتب : [ 14 - 04 - 2009 ]



وان تجد عيبا فسد الخللا ++++ فجل من لا عيب له وسما
وللإشارة هذه الكلمات عبارة عن جلسات منزلية ناقشناها مع إخوة لنا في الله. ونصها كالتالي:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بســــــم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " }

لنا اليوم قول في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) ﴾ سورة البقرة . استزادة في التوضيح ولنعلم أن هذا الدين اتخذه الله عز وجل لعباده شرعة ومنهاجا من غير خروج عن الفطرة،فطرة آدم عليه السلام، وأنه تعالى لم يكن ليضمِّن النصوص بعضها بعضا، وإنما لتفسر بعضها بعضا من باب أن الدين الإسلامي في متناول أي إنسان مهما كانت قدرته وإرادته العلمية المعرفية العملية، فقد خلا من التعجيز والتعسير.
فهذه الآية الكريمة ومن الألفاظ التي بها وخاصة الألفاظ جعل، وأمة، و وسطا، وشهداء، والتي نعتبرها مفتاحية لفهم الآية الكريمة.
فاللفظ جعل متعلق بالقوانين التي خلقها الله وبعثها في خلقه كل خلقه من دون استثناء فمنها الوظيفي قال تعالى: ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾ سورة طه. ومنها ما كان للفكر و النظام و الممارسة وكلاهما كَوْناً.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ﴾ سورة آل عمران. فالإسلام ارتضاه الله تعالى شرعا دون غيره من الأديان، وهو آخرها الناسخ لها، أقر بذلك الأنبياء والمرسلون والمؤمنون ومن اتبع سبيلهم بإحسان إلى يوم الدين.
واللفظ أمة نأخذه فهما كما جاء في/ كتاب : التوقيف على مهمات التعاريف، للمؤلف : محمد عبد الرؤوف المناوي ،والناشر : دار الفكر المعاصر , دار الفكر - بيروت , دمشق، الطبعة الأولى ، 1410، من تحقيق : د. محمد رضوان الداية، الصفحة 94
إذ يقول المؤلف:( الأمة كل جماعة يجمعها أمر إما دين أو زمن أو مكان واحد سواء كان الأمر الجامع تسخيرا أم اختيارا وقوله تعالى إلا أمم أمثالكم أي كل نوع منها على طريقة مسخرة بالطبع فهي بين ناسجة كعنكبوت ومدخرة كنمل ومعتمدة على قوت الوقت كعصفور وحمام إلى غير ذلك من الطبائع).
وبالنسبة لنا نحن أمة فيما كان من الاتفاق على دين الله عز وجل موحِدين تجمعهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ويفرقهم ما دون ذلك من غيرهم من كفر أو شرك أو الحاد أو ما شابه ذلك. قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) ﴾ سورة الأنعام. وأما اللفظ وسطا فالقول فيه متعلق بالموقع التشريعي إذ أن الإسلام قد توسط ما قبله من الأديان من حيث التشريع فلم يخرج عن المألوف والمعقول على مستوى الفكر والنظام والممارسة. فليس فيه مطلقا الأمر أو النهي معجزا للإنسان فلم يخرج عن القدرة والاستطاعة الآدمية البشرية الإنسانية إذا أخذنا كل من:
01 ـ الآدمي: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) ﴾ آل عمران
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.صحيح البخاري.
فالآية 59 من سورة آل عمران دالة على التركيبة العضوية المتميزة بالحدوث المطلق من أمر الله، إرادة منه سبحانه و تعالى أن تكون مظهرا مركبا مفصلا وفق قوانين علمية إلزامية إعجازية، تحمل من صور الجمال الخلقي ما يميزها عن بقية الخلق من حيث الشكل البنائي الأول، الذي يعتبر مزيج من مجموع المواد المحدثة المركبة المرتبة الميتة المتحولة إلى طبيعة تتميز بالحياة بفعل الروح .
قال تعالى : ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً (85) ﴾الإسراء.
و نقول من هذا أن البشر كلهم لهم نفس التركيب مهما كانت صفة العلاقة بالله عز وجل، و لفظ آدم في ما ذكر في بعض الآيات الأخرى، فإنما يأخذ معنى التعريف بالاسم كمحمد وعيسى وموسى و خالد و غيرها من الأسماء .
02 ـ البشري: قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) ﴾الروم
و قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) ﴾ المائدة
وقال تعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) ﴾ آل عمران
فالآية 20 من سورة الروم تقول مؤكدة أن أصل الخلق من تراب ثم إن أمر الله سبحانه و تعالى جعل فيها الحياة من الروح، و جعل من خصائصها الانتشار للبقاء إلى يوم معلوم، و الانتشار لا يكون إلا من تكاثر ثم انتقال ثم استيطان فتعمير، و التكاثر لا يكون إلا من تزاوج بين الذكر و الأنثى لحمل الخصائص والمميزات و الصفات للمحافظة على الجنس، و ارتباط صفة الانتشار بالبشر دلالة على التسلسل في الجنس و حمل الوارث لخصائص و مميزات و صفات المورث، و مما يختص به البشر عن غيره في ما يحمله (الخصائص و المميزات و الصفات) أن أطلق عليها تسمية ـ النسب ـ و بهذا اقترن لفظ البشر بالنسب فدل لفظ البشر عن الانتماء العرقي، فالآية 18 من سورة المائدة ينفي فيها الله سبحانه و تعالى عما يصفون انتقال صفاته إلى غيره نفيا مطلقا، و يبين إنما أنتم البشر لكم ما تنتسبون إليه، خرجتم من بين الصلب و الترائب، من أب و أم، خلقتم لأداء وظائف معينة، و لكم الجزاء من جنس العمل. و مشيئة الله عز وجل شأنه. ( و يملكها الإنسان فمنه ما هو مكتسب بالفطرة و منه ما هو مكتسب عن طريق الممارسة ).
و الآية 47 من آل عمران تؤكد أن البشر لفظ اقترن بالصفات الوراثية المنتقلة من الذكر و الأنثى بعد عملية التزاوج، و أما خلق عيسى فهو كلمة الله عز وجل إلى مريم.
قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) ﴾ آل عمران
فهنا انتفاء صفات الألوهية و الربوبية عن البشر لأن خلقه من مصدر معلوم، و المصدر محدث من عدم، يؤتيه الله تعالى الكتاب و الحكم و النبوة إرادة منه لمن يشاء، و الكتاب كل ما تقتضيه العبادة من أداء للشعائر و المعاملات، و الحكم مجموع القوانين التي تضبط أداء الشعائر و المعاملات، وأما النبوة فأمر الله عز وجل يؤتيها من يشاء ليكون إتباعه قدوة لإتباع الآخر له، و كما تشير الآية إلى
استحالة إدعاء الألوهية أو الربوبية من نبي يعلم علما يقينا أصل خلقه و حقيقة انتسابه.
و القول إن لفظ البشر قد ارتبط بصفات المخلوق في خَلقه الظاهر في حين أن خلق آدم بينه الله سبحانه و تعالى و هو مخلوق خلقا غيبيا من مصدر معلوم، الأصل فيه العدم.
03 ـ الإنساني: قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) ﴾القيامة .
قال تعالى: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) ﴾ الإنسان .
قال تعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) ﴾ الإسراء .
قال تعالى: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) ﴾ النجم ،
قال تعالى: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) ﴾ الحشر
ففي هذه الآيات ارتبط لفظ الإنسان بالممارسة، أي أنها ما يحمله الفرد من قيم و مبادئ و أفكار وأخلاق............. الظاهرة عمليا، قولا و فعلا و تقريرا.
وقفة تأمل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ عن سعيد بن هاشم بن عامر قال أتيت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم " قلت: فإني أريد أن أتبتل قالت: لا تفعل أما تقرأ "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولد له}. صحيح البخاري.
عن صفية بنت حيي قالت: "ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم."
وعند مسلم من حديث عائشة: "كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه فتح الباري ".
ففي هذه الشهادة الصادقة إشارة إلى أن للإنسان القدرة على الالتزام بما شرعه الله عز وجل كما كان التزام النبي الرسول عليه الصلاة و السلام من حيث الممارسة الظاهرة، و أما درجة الالتزام فيرجع قياسها إلى طبيعة الفكر، فالنبي الرسول عليه الصلاة و السلام له ما يميزه عن الإنسان العادي، و ما يميزه وجود تصور أحادي الرؤية يحمل الحق فقط من غير صراع داخلي بين الحق و الباطل، وأما الإنسان العادي فيتميز بوجود صراع داخلي بين الحق و الباطل، الذي بدوره يؤثر على درجة الالتزام.
فلنا القدرة على الالتزام بأحكام الشرع في كلياته و جزيئاته و ليست لنا درجة الالتزام فهي تتفاوت حسب قانون قيمة الصدق.
و من هذا ننتقل إلى محمد عليه الصلاة و السلام نبيا و رسولا. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ﴾ الأعراف .
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) ﴾ الأحزاب
من هذه الآيات و باقي الآيات ـ التي تحمل لفظ النبي ـ فالنبي الرسول عليه الصلاة و السلام تميز عن غيره بإتيان الأمر و النهي بإرادة و قدرة ذات قياس إيماني عالي الترتيب، بدعم إلاهي مطلق التفاصيل، من حيث الأداء الفردي في عملية البلاغ و البيان على مستوى القول والفعل والتقرير، فهي صفة خاصة يؤتيها الله عز وجل من يختار من عباده، فلفظ النبي دال على الممارسة الإيمانية المتميزة بالقيم الفاضلة ذات الأداء الخالص الصادق الذي لا يشوبه زيف ولا زيغ. مع إلغاء كل تفاصيل الباطل في الفكر والنظام والممارسة رغم المعرفة و العلم به أي (الباطل)، فيكون التصور مكونا و مبنيا على آليات الحق فقط و فقط قال الله تعالى عما يصفون: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ﴾ سورة النجم.
ونرجع في القول إلى ما سبق لنا الحديث فيه فالإسلام دين ليس فيه ما يعجز الإنسان عن تقبله والعمل به لأنه الدين الوحيد الذي يجمع بين طبيعة القلب وطبيعة العقل في تشابكهما المتجانس الذي لم ولن يخرج عن الفطرة التي توفر راحة البدن وسكن النفس وطمأنينة الروح وضبط الشهوة وتهذيب العقل ولين القلب وسداد القول واستقامة السلوك وحسن الخلق وكرم المعاملة....
والقول بالوسطية أو ادعاؤها ليس في الدين شيء منها ذلك أن الدين كلٌ لا يتجزأ ولا أنواع فيه ولا أنماط، فمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الإسلام وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم. فاجتناب المحرم واجب. وإتيان الأمر واجب حسب الاستطاعة والقدرة من غير تفريط ولا إفراط حتى لا يكون الغلو منهما فيه.
والتحدي المطروح في من يأتي بحكم شرعي يأخذ ولو من باب التأويل معنى الوسطية من أمر أو نهي أو مباح أو مستحب أو مكروه.ومن قال بقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) ﴾ سورة الإسراء. فذلك من باب تعلقها بسعة الرزق ويبسط الرزق لمن يشاء. فالإسراف منهي عنه والتقتير منهي عنه. والاستهلاك حسب القدرة والاستطاعة فالحاجة. فما كان من استهلاك الرجل الغني ليس بمثل استهلاك الرجل الفقير، فما يستهلكه الغني يعتبر عند الفقير تبذير، وما يستهلكه الفقير يعتبر عند الغني تقتير فكل حسب استطاعته وقدرته. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) ﴾ سورة الفرقان لا إفراط ولا تفريط. كل حسب ما رزقه الله  من غير إسراف ولا تقتير، قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) ﴾ سورة الإسراء
بمعنى أن لكل أن يحدث بنعمة الله  قال الله :وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 سورة الضحى. فالغني لا يسرف وللمثال اللبس فله أن يلبس أجود اللباس و أحسنه ولكن ليس في كل خروج له من بيته يغير اللباس ولا يعيد لبس ما قد لبسه فإن فعل هذا فهو من الإسراف والتبذير وأن لا يقتر فيبخل على نفسه وعياله وأهله فيكون مقترا شحيحا. قال الله : وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً 128} سورة النساء
قال الله : وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 9} سورة الحشر
قال الله : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 16} سورة التغابن
وبالنسبة للأداء فكل مسلم مطالب به ما استطاع إلى ذلك سبيلا فأين الأمر بأخذ الدين وسطيةً. وإن قلنا بأداء العامة على أنه وسط بين طرفي الدين من بداية النطق بالشهادتين إلى درجة التزام النبي التي نعتبرها هي أعلى درجات الإحسان وأرفعها وأسماها وأعظمها ......فذاك مرده إلى الهداية بأنواعها، ولا وسط في ذلك.
وبالنسبة للقائل بوسطية الدين فيما كان من الاختلاف بين الأفهام في الدين الواحد – الإسلام -.فذاك من يسره ولينه ورفقه والأهم متانته. أين الوسطية في الأمر بإقامة الصلاة أو إيتاء الزكاة أو الصوم أو الحج أو الجهاد إن تحققت شروطه......، وأين الوسطية في المباح شرب اللبن وأكل الموز والزواج و....... وأين الوسطية في النهي عن شرب الخمر واجتناب الزنا واجتناب الربا و.............. وأين الوسطية في قيام الليل والأمر فيه الثلث لمن أراد القيام فهذا يجعلنا نقول وسطية الدين متعلقة بغيره من الأديان ولا وسطية فيه بحد ذاته .ولا شيء غير ذلك. ومن قال بوسطية فرقته فقد أخطأ القول وإنما القول أن يكون فرقتي هي الأصوب في ما اتبعته من الحق.
اللهم إن أصبت فمنك وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو التواب الغفور الرحيم.




توقيع : المختار العروسي البوعبدلي


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: رسائل الأنس مع القرآن الكريم : قول في الوسطية. بقلم المختار العروسي البوعبدلي.

كُتب : [ 14 - 04 - 2009 ]

جزاك الله خيرا


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حملة نشر القرآن الكريم ..حمل القران الكريم فى خمس ثوانى‏ انشر الموضوع ولك الاجر داود المنتدى الإسلامي 0 19 - 03 - 2009 08:50
رسائل الأنس مع القرآن الكريم: قول في الإستعاذة المختار العروسي المنتدى الإسلامي 2 29 - 12 - 2008 14:45
رسائل الأنس مع القرآن الكريم مع الآية 177 من سورة البقرة بقلم المختار العروسي البوعبد المختار العروسي المنتدى الإسلامي 4 23 - 06 - 2008 02:52
رسائل الأنس مع القرآن الكريم المختار العروسي البوعبدلي المختار العروسي المنتدى الإسلامي 5 14 - 06 - 2008 22:57
إعجاز القرآن الكريم المفيلحي1000 المنتدى الإسلامي 4 15 - 04 - 2006 23:43


الساعة الآن 13:43.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها